*السؤال الرابع عشر: المتتبع ﻷحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن بعض الأحاديث تختلف مع قواعد اللغة ، مثلا : “لا تقوم الساعة حتى ترون عشر آيات وقواعد اللغة تقضي أن تكون (حتى ترون)، والحديث (حتى ترون عشر آيات )، فما توجيهكم؟*
الجواب: أولا : زعموا أن هنالك آيات أيضا تخالف اللغة ، فهذا يكون على الخلاف المشهور والذي درج عليه أهل اللغة اليوم ،ولكن هنالك شواهد في العربية معروفة هجرت إلا عند أهل الفن ، فاشتهر خلافها، والعرب لهم لهجات، والنحاة لهم مذاهب، وأشهر المذاهب عند العرب المعروفة عن النحاة هي *المذهب البصري والكوفي،* لكن الحديث حجة في قواعد النحو مالم يثبت أنه روي بالمعنى، فإذا روي الحديث بالمعنى وهذا يعرفه مخرجوا الحديث، *أهل الصنعة الحديثية*، فيجمعون الألفاظ، ويجمعون الطرق ويرون هذه الألفاظ هل قالها النبي صلى الله عليه وسلم أم تصرف بها الرواة؟
فإن ثبت عندنا حديثا تصرف فيه الرواة وروي على أوجه متعددة، بعضها يوافق وبعضها يخالف قواعد النحو ، فالذي يخالف قواعد النحو يكون هذا من باب من تصرف الرواة، *فرواة الحديث ليسوا أئمة لغة بل كثير منهم أعاجم،* ولاسيما في الطبقات المختلفة المتأخرة.
فعليه، الحديث بعد أن نتأكد أنه لم يرو بالمعنى فهو حجة في النحو، ويستدل به على قواعد النحو.
ولبعض أخواتنا رسالة دكتوراة بديعة في هذا المعنى وبحثتها بحثا حسنا ، *المسائل النحوية” النحو في فتح الباري* ثلاث مجلدات ،وكتب غير واحد كتبا في هذه الجزئية.
والإمام اللغوي الشهير *بدر الدين الدماميني* لما كان في الهند بُحثت هذه المسألة في الهند بحثا مستفيضا ،وظفرت بخطه بورقة أرسلها لشيخه *سراج الدين البلقيني،* يسأله عن هذه المسألة وأجاب البلقيني بما قلت.
وفي *شرح الألفية للشاطبي* كلام بديع محرر طويل حسن جميل فيه استقراء شبه أن يكون تاما في المسألة والله تعالى أعلم.
بعض الناس في *صيام شوال* في صحيح مسلم يقول لك الحديث يخالف قواعد النحو، النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك :” من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال”، قال: *(ست)* خطأ في اللغة فسنصوم النهار، لازم نقول : بستة لأن اليوم معدود مذكر ، فالعدد من (3-9) ينبغي أن يكون مؤنثا، يقول : الحديث ضعيف ،هل هذا الاستنباط صحيح ؟
هذا هو العوج.
الحديث رواه بالمعنى، والأحسن أن يقال : من قواعد النحو أن المعدود إن حذف فيجوز تذكير العدد وتأنيثه، النبي عليه السلام ماقال بست أيام ، النبي صلى الله عليه وسلم حذف المعدود، قال :”من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، ماهو المعدود؟
محذوف غير مذكور ، وفي قواعد النحو يقولون : إن حذف المعدود فيجوز تذكير العدد وتأنيثه، إذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم “بست من شوال “ليس مخالفا لقواعد النحو.
فأن نتجرأ على أحاديث الصحيحين ونبدأ نرد أحاديث الصحيحين بقواعد اللغة هذه جرأة.
*ولابن هشام* كلام في شواهد الصحيحين البخاري.
وأخونا جزاه الله خير *محمد الرمحي* رسالة الدكتوراة درس الأحاديث، وطول في التخريج وحاول أن يقف على أنه هل هذا الحديث قاله النبي عليه السلام أم هو من تصرف الرواة، ووجه كلام ابن هشام بناءا على التخريج الحديثي ، يعني هو أخذ الدكتوراة في علم الحديث النبوي، ما أخذها في علم النحو ،فماذا كان صنيعه؟
أن يتتبع الحديث وأن يطول في تخريجه، وأن يجهد أن يعلم هل هذا الحديث بهذا اللفظ روي بالمعنى أم أن النبي عليه السلام قاله هكذا، ثم يوجه بعد ذلك كلام ابن هشام.
فهذه المسألة للكبار وتحتاج لإنتباه وهذه المسألة تحتاج لبحث طويل، ومجرد أن يتصرف الرواة في لفظ الحديث فيخطئوا فيه على قواعد اللغة ،يصبح الحديث الثابت في الصحيحين ،أو الثابت في صحيح البخاري ، أو الثابت في صحيح مسلم يصبح ضعيفا *هذا كلام الجهال وليس كلام أهل العلم.*
*النبي صلى الله عليه وسلم هو أفصح من نطق بالضاد.*✍✍
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٨ جمادى الأخرة 1439هـجري.
١٦ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor