*السؤال الحادي عشر: ولد شاب يستخدم الجوالات الحديثة على وجه فيه ما حرم الله، وفيه مخالفات شرعية؛ وأبوه لا يستطيع أن يمنعه إلا بالنصيحة ولكن دون جدوى، ودون فائدة، هل يجوز للأب أن يطرده من البيت حتى يتوب، وما هو الحل الشرعي؟*
الجواب : إلى أين يطرده؟
ابنك إذا يستخدم الآن الجوال وطردته يرجع لك يتعاطى الحشيش، ليس فقط يتعامل مع الجوال.
إذا أنت أيها الأب ما صبرت على ابنك، وإذا أنت ما عالجت ولدك فمن الذي سيعالجه ولمن تتركه؟
فأنت صالح، حرصك على صلاح ولدك يدل على صلاحك.
والله أعطاك سلاح قوي وهو أن الله يستجيب دعاء الوالد لولده
فلماذا تهمل هذا السلاح؟
لماذا لا تنشغل بالدعاء لولدك؟
ثم ولدك وصل إلى هذه المخالفة بعد مخالفات سبقت؟ فالإصلاح يحتاج إلى وقت، فاصبر وأدّ حق الله تعالى في ولدك؛ فإن لم يؤد ولدك حق الله فيك فاصبر،
لا تملّ من النصيحة.
والأصل بالوالد إذا كبر ولده أن يصاحبه، وأن يلاطفه وأن يتحبب إليه، فحُب الوالد في قلب الولد حب فطري، فلا تُبَغِّض ولدك فيك.
التربية ليست بالبهدلة، بعض الناس يقول لك أنا ربيت ابني
كيف ربيته؟
يعني صرخ عليه وشتمه !ليست هكذا التربية.
فكما أن الولد قد يكون سيء الخلق أحيانا الوالد يكون سيء الخلق في معالجة الأمور،
الوالد إذا أراد أن يعالج الأشياء ينبغي أن يعالجها بمحبة ولين ورفق و يأخذ معه العلاج زمن طويل.
وكان الله في عون الشباب، الشهوة مسعورة، ودائما أنا أقول الخدمات الموجودة على الهاتف مقابل ماذا؟
أصحاب هؤلاء الخدمات لما وضعوا هذه الخدمات في هذه الهواتف أنفقوا أموال طائلة وتأتيك بالمجان.
لماذا؟
يريدون دينك؛ يريدون ما يسمى العولمة، يجعلون أخلاق الكفار وأخلاق المسلمين سيّان، ما يريدون الخلق فقط يريدون عقيدتك، الكفار يريدون دينك، يريدون أخلاقك، يريدون مُثُلك ويريدون عاداتك وتقاليدك المتبقية التي ورثتها من الآباء والأجداد، ولكنهم بإذن الله تعالى لا يقدرون ،يريدون العائلة أن يفرقوها حتى لا تجتمع على صحن واحد.
كان في حيِّنا رجل فاضل و أبناءه بالنسبة إلى طعام كل واحد يحب شيء هذا يحب برغر وهذا كذا وهذا، حتى أطعمتنا أصبحنا نتنصل منها وهذا أمر مدروس ومخطط لكن الله جل في علاه سبحانه وتعالى يحبط كيدهم
*فاجتماع الأسرة في رمضان على طعام واحد منتظرين الأذان هذا إحباط للعولمة، وهذا اجتماع للأسرة، وهذا تعميق لوجود الصلة بمن قبلنا،* قراءتك في الصلاة *إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم،* هذا من أكبر العوامل لعدم قطعك من جذورك عن آبائك وأجدادك، فلا يقدرون على قطعنا من جذورنا بإذن الله تعالى.
فأنت اجعل ابنك يعود عودا حميدا.
الإنسان التارك للذكر وتارك لقراءة القرآن هذا الشيطان يلبسه،
وإذا لبسه الشيطان يبدأ يبحث عن الشهوات المحرمة.
فما الذي يُبعد الولد عن الشهوات؟
الصلاة ، الاذكار ، تلاوة القرآن.
عالٍج المسألة من أصلها.
ابنك صار عبدا للشهوة أرجعه عبدا لله، تفقد صلاته، اترك الجوال ولا تتكلم عن الجوال.
يا أيها الوالد لا تتكلم لولدك عن الجوال، تكلّم لولدك عن الصلاة، وتكلم لولدك عن أذكار الصباح والمساء، وأعطه كتاب *حصن المسلم*، هذا الكتاب المبارك
وقُل له اقرأ يا بُنيّ هذا الكتاب في الصباح والمساء، وقبل هذا صاحِب ابنك وتحبب إليه وحاول أن تجد شيخا لولدك يعلمه القرآن يقرأ كل يوم جزءا من القران
والأمران لا يجتمعان التعلق بالشهوات المحرمات والتعلق بالقرآن لا يجتمعان، إن تعلق بالقران زال هذا، واذا ترك القرآن وترك الذكر انشغل بالشهوات المحرمات.
ففي خلل ينبغي أن تنظر للأمور بمنظار بعيد ومنظار عميق وتجِد الحل من الداخل وليس الحل بإملاء الأوامر، وإنما الحل من الذات، ومن الداخل.
والله أعلم
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
١٥ شوال – ١٤٣٩ هجري
٢٩ – ٦ – ٢٠١٨ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
◀ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor