*السؤال الثالث: أخت تسأل وتقول أرجو أن تبين لنا مَن هو ( صالح إبراهيم )، وما دقة كلامه وصحته، وهو أن لا يرجع الناس في أمورهم إلى العلماء؟*
الجواب: أولاً، أنا لا أعرف *(صالح إبراهيم)*، هذا (صالح إبراهيم) – الحمد لله رب العالمين- لا أعرفه.
ولا أَعرِف كثيراً مِمَّا يُنشَر في النت.
لكن ربي عز وجل يقول: *فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ}* [النحل : 43-44]
يا مَن لا تَعلمون: اسألوا مَن يَعلَمون بالبَيِّنات والحُجج.
العالِم يُطاع لِـبَيِّنَتِه، أَم لِـجُبَّتِه أو كحله؟
لبينته.
ابن كثير في *البداية والنهاية*، يَذكر من أسباب ضلال الناس في (النَّسَب).
بعض الناس يُضل الناس ويقول لك: أنا حسبي ونسبي كذا، فأنا إن تَكلَّمتُ؛ المطلوب منك أن تَسمَع، لا تُناقِش.
الله عز وجل يقول: *فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ}* [النحل : 43-44]
*هل مِن حَقِّك تَسأل عن الدليل والبرهان؟*
الجواب: نعم مِن حَقك.
أنت تُطيع العالِم لِماذا؟ لاسمه؟ لـجنسيته؟ لِـشكله؟ لـجماله؟ لـنعومته؟
الجواب: تطيع العالِم لِـحُجته، فإذا ما عنده حُجة؛ ما أطعته، فهذا هو التفصيل، أن يرجع الناس في أمورهم إلى العلماء.
العالِم *ولي أمرك*، والواجب عليك أن تطيعه فيما وافق الشرع.
لذا قال الله تعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ.* [النساء : 59]
تأمل معي الآية، لَم يقُل الله:
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم، قال: *أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ.* [النساء : 59]
لماذا لَم يقل *وأطيعوا أولي الأمر منكم؟*
الجواب: لأن طاعة أولياء الأمور -الحكام والعلماء-، الحاكم في أمر الدنيا، والعالِم في الدِّين، وفي شأن الفتوى، إنما هو فرع عن طاعة الله ورسولهﷺ، ولذا قال النبي ﷺ : *لا طاعة إلا بالـمعروف، وقال: لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق.* صححه الإمام الألباني في تخريج مشكاة المصابيح.
فإذا رأيتَ عالِماً مُتَهَتِّكاً ، فقد أوجب علماؤنا السابقون على العالِم المُتَهَتِّك الفاسق، الحِجر عن الفتوى، يجب أن يُحجر عليه، كما أن هنالك حجر في المرضى؛ هنالك حجر عن الفتوى، *فكم مِن مُفتٍ في هذه الأيام يجب أن يحجر عليه؟!*
فالشاهد: *الأصل أن نرجع إلى علمائنا، لأنهم أولياء أمورنا، لكن نسمعهم ونطيعهم لِبَيِّنتهم وحججهم، لا لِـذواتهم.*
والله تعالى أعلم.✍?✍?
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة*
٢٩ شوال – ١٤٣٩ هجري
١٣ – ٧ – ٢٠١٨ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى*
◀ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام*
http://t.me/meshhoor