السؤال السادس:
شيـخُنا الحبيب هل تنصحونَ الإخوةُ المبتـدئينَ في دراسةِ الفقه أن يتفقهوا على المذاهـب، وما هي أفضـلُ طريقةٍ -باركَ اللهُ فيكم- في دراسـةِ الفقه؟
الجـواب :
دائما في الأمورِ المهمةِ والتي يُرِيدُ العبدُ فيها أن يكون لَهُ مَلَكةٌ وقَبول؛ أن يستكشف. يدرسُ الفقهَ دراسةً جُملِيَّة كُلِّيَّة، ثم بعد الدراسةِ الجُملِيَّة يبدأ بدراسةِ الفقهِ دراسةً تفصيليةً، والطريقةُ التي يقوم بها بعض الإخوة، يدرسُ الفقه فيبدأ في باب (المياهِ) ويتعمّقُ في باب (المياه) ويدرسُ الأدلةَ ويـدرُسُ التّفصيلَ والتّدقيقَ ويمكثُ السَّنَةَ والسَّنَتَينِ وهُو طالبُ علمٍ في المياهِ حتى يغرقَ في المياهِ ولا يخرجَ من المياهِ ولا يتعلّم شَيْءٍ غيرِ المياه!
و بعد حين إن أرادَ أن يكونَ له فيها نصيب؛ يدرسُ بعدَها الصلاةُ ثم لا يكادُ يخرجُ من الصلاةِ وهكذا، إقرأ الفقهَ ولا بأسَ أن تَتَعَلَّمَ مَذهباً من المذاهبِ، والأمر يسيرٌ وسهلٌ.
وشـيخُ الإسلامِ ابن تيمية رحمهُ الله تعالى في كتابهِ البديعُ وهو رساله صغيرة ونتمنّى أنْ يُفسَح الوقتُ لأن نشْرَحَها وهي “رفع الملامِ عن الأَئِمةِ الأَعلام”.
شـيخُ الإسلامِ ابْنُ تيميةَ يقول وأن تَتَعَلَّمَ إن رأيت إمامَـك خالَـفَ الدليل؛ فقُل:
إمامـي معـذورٌ بتركـهِ لـلدليل، وأنا معذورٌ بتركِ إمامـِي.
وأَنا لَـمَّا أتْرُك إمام من الأئمة المعتبرين؛ أتحوَّل إلى إمام آخـر.
وهذا هو العِلم، العِـلمُ أن تأخذَ الأحكـامَ الفقهيّة بأدلَّتِها التّفصيليّـة.
وأما تلقِّي كلامِ النّاس بلا أدِلة ولا وحْيٍ ولا كتـابٍ ولا سُنَّةٍ ولا أقوالِ الصحابة؛ هذا جهل، وهذا ليس عِلماً، ولـذا قَالَ أبو جعفر الطحـاويّ:
لا يُقلِّّدُ إلا جاهل.
التقليدُ جهلٌ، وطالبُ العلمِ في بداياتهِ؛ جهلُهُ واسع، ولذا يبدأُ مقلِّداً، لكن لا يجمدُ على أقوال ِالبشرِ، فإن تعلَّم من بابِ رفع ِالجهلِ عَنْهُ؛ فهذا أمرٌ لا حَرج فيه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٨، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/2847/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor