? كلمة في فضل شهر رجب.
وأشهر الله الحرم تعظم فيها العبادة والطاعة.
ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل رجب خاصة شيءٌ.
وكانت مضر من قبائل العرب تُعظم رجب، وكانت تصومه كله كرمضان.
وصح عند (ابن وضاح) في البدع والنهي عنها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أيدي الرجبين.
فرجب من أشهر الله الحرم التي قال الله تعالى فيها: (( فلا تظلموا فيهن أنفسكم)) وتخصيص الأشهر أنها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم، قال قتادة وغيره من أهل العلم:
أن الطاعة تعظم عند الله عز وجل في رجب.
أشهر الله الحرم أربعة: ثلاثة سرد (شوال وذو القعدة وذو الحجة وواحد فرد، والفرد هو رجب).
فالعبادة تعظم في هذا الشهر ، فينبغي للعبد أن يكثر من جنس العبادة بالجملة.
وأحب ما يفعل العبد ما أفترضه الله تعالى عليه.
وهذه محطات يجب على العبد أن يتفيأها وأن يتفقد نفسه، فيبدأ بالأوامر المتروكة فيفعلها، ثم يترك المحرمات، ومن وجد ولله الحمد والمنة أنه ما ترك واجبا مفروضا عليه ولا يفعل المحرمات فالواجب حينئذ أن يكثر من المندوبات والمسنونات، ويقلع عن المكروهات، قال تعالى: (( توبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون)) شيخ الإسلام في رسالة مفردة وهي التوبة وهي مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى يقرر أن التوبة تكون من ترك المندوب فيتوب العبد ويفعل المندوب، وليس كما يظن كثير من الناس أن التوبة تكون فقط من التوبة من الحرام.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة.
قال أهل العلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار في قربٍ من الله عز وجل، فالمقام الذي يصل إليه غد هو أرفع من المقام الذي يصل إليه اليوم، فيستغفر عن مقام أمس، لأنه ارتقى وتقدم وقرب من الله جل في علاه.
فليست التوبة كما يظن بعض الناس فقط من فعل حرام يتوب، من ترك واجبا يجب عليه أن يتوب، وتوبته أحب الله ممن فعل حراما، من ترك تلاوة القرآن؛ من ترك صلة الرحم؛ من ترك طلب العلم، من ترك بر الوالدين، فضلا من ترك واجبات الإسلام كالزكاة مثلا والحج، فالواجب على العبد أن يتوب .
هل السيئات تتضاعف في الأشهر الحرم؟
تعظم أيضا، مثل بيت الله الحرام.
السيئات في الحرم لا تتضاعف، لكنها تعظم عند الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان العاقل يحرص على هذه الأوقات.
والله تعالى أعلم.
رابط الكلمة :