السؤال:
أخ يستشكل وجاءني سؤال من اكثر من مرة ، وقفت في شرحي في صحيح مسلم عند إشكالات ، فقلت مرة من قريب إن شاء الله إن دخلت الجنة فأسأل الإمام مسلما عن هذه المشكلة حتى يُعلمني إياها.
فأخونا يقول ذكرت شيخنا أنك ستطلب من الإمام مسلم شرح كتابه في الجنة كيف هذا ؟
الجواب:
الله يقول عز وجل في كتابه عن أهل الجنة قال { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ}
فإن اشتهيت أن يكون لك يعني درسا من علم على عالم من علماء الأمة ما الذي يمنع ؟
العلم ليس فقط للتكليف.
العلم لذة.
ولا يوجد لذة في حقيقة الأمر إلا لذة المعرفة.
والمال والجنس -الجماع مع الزوجة- هو سد حاجة وليست لذة.
اللذة الحقيقية لذة المعرفة سواء كانت في الروح بالاتصال بالله أو بالعلم والتعلم.
وهي داخلة في عموم قول الله تعالى{ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ }.
كان الشيخ عبدالله بن كنون من مشايخ المغرب يقول إن دخلت الجنة فسأطلب من ربي أن تكون لي مكتبة لا مثيل لها في الدنيا.
كان مغرما بالكتب رحمه الله تعالى .
هل يمكن الإنسان يصلي في الجنة؟ الصلاة ليس صلاة التكليف.
ممكن.
في خبر عند أبي نعيم في صفة الجنة فيه أنه وجد النبي – صلى الله عليه وسلم – جواري على نهر يتوضأن ، فقالوا إما الوضوء محمول على أنهن يغسلن وجوههن ، وإما الوضوء الشرعي حتى يصلين ، وقالوا لا مانع للعبد في الجنة أن يعبد الله تعالى وأن يصلي إليه من باب اللذة لا من باب التكليف.
لذتك نصيبك شهوتك في جنة ربك أن تناجيه وأن تسأله.
ما الذي يمنعك من أن يعطيك هذه اللذة ؟
وهذه ليس تكليفا.
العبادة بعد الوفاة ليست تكليفا.
لذا كان قتادة بن دعامة السدوسي يقول يا رب إن أعطيت أحدا الصلاة في القبر فيارب فلا تحرمني منها ، فكانت لذته في الصلاة.
العُباد الذين يعرفون الله معرفة حقيقية صحيحة ويعرفون قدر أنفسهم ويعرفون فقرهم و يعرفون ربهم وأنهم دوما بحاجة إليه تصبح بينه وبينهم علاقة : علاقة المسكنة ، علاقة العبد مع سيده ، فهذه العلاقة لا تكون فقط تكليفا تكون أن تلجأ لربك لتناجيه وتتلذذ بين يديه ، فهذه العلاقة دائمة هذه باقية في الدنيا وفي القبر وفي الجنة.
أما التكليف تكون فقط في الدنيا وعليه يظهر الجواب .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor