السؤال:
أرجو من فضيلتكم وضع النقاط على الحروف بكلمة نافعة لأئمة المساجد الذين يتساهلون في مسألة الجمع في الصلاة.
أرجو من فضيلتكم حفظكم المولى بيان ضابط المشقة الذي يكون لأجله جمع الصلاة، وهل كل مشقة معتبرة.
كذلك أرجو بيان حكم من يجمع من غير مشقة معتادة، وهل هذا من الكبائر؟.
وهل شرط دخول الوقت هو آكد شروط الصلاة؟.
الجواب:
الجمعُ بين الصلاتين للناس فيه مذاهب، ومنها رديء ، وأردئ مذاهب في الجمع بين الصلاتين مذهب الرافضة، -مذهب الشيعة- .
مذهب الشيعة:
الجمع عند الشيعة يجوز في كل حال بسبب وبلا سبب بين الظهر والعصر من جهة، وبين المغرب والعشاء من جهة.
ولمّا تنظرْ في مُطوّلاتهم الفقيهة -وقد فعلت- تجد أن مقدار أداء أربع ركعات في أول وقت الظهر هو خاص بصلاة الظهر،ومقدار أداء أربع ركعات في آخر وقت العصر هو خاص بصلاة العصر ، وما بين ذلك فهو وقت مشترك يجوز فيه الجمع في السفر والحضر بسبب وبغير سبب.
أُفصِلُ ما قلت:
مقدار أداء أربع ركعات كم دقيقة؟
نقول خمس دقائق.
أول وقت صلاة الظهر بخمس دقائق خاص بالظهر، وآخر خمس دقائق قبل المغرب خاصة بالعصر، وأحذف أول خمس دقائق من الأول وآخر خمس دقائق من الآخر فما بينهما وقت مشترك بين الظهر والعصر، وهكذا مذهبهم في المغرب والعشاء.
المغرب مقدار أداء ثلاث ركعات والعشاء مقدار أداء أربع ركعات وما بينهما وقت مشترك، وهذا مذهب رديء وليس بصحيح.
ومن صنعَ ذلك فقد ارتكبَ كبيرة من الكبائر، لأنه صلّى الصلاةَ على غيرِ ميقاتها.
هل يجوز لنا أن نجمعَ بلا سبب؟
لا. أعوذ بالله!
هذا ليس بصحيح.
بعض الأئمة يتساهلون.
الأئمة ثلاثة أصناف بالجملة:
1 – إمامٌ متعنتٌ متشدد، ينزلُ الثلج والجوُّ شديدُ البرودة ويأبى الجمع، وهذا عسر، كان الله في عونه وفي عون أهله. يالله ما أسوء أن يُستخدم الإسلام بالتشديد على الناس! وفي مجال تكون الأمور سهلة، وكان الله في عون من يصلي خلفه.
2 – وبعض الناس متساهل إذا هو تغسّل وهو نازل إلى المسجد، قال: برد برد برد، نجمع. أنت تغسّلت وبردت بسبب غُسلك وليس الجو بارد، أنت بردان
فعلى أي حال يجمع بين الصلاتين،
وهذا خطأ أيضًا.
3 – ومنهم من يُقدّر.
الجمع ليست عزيمة، والإمام إذا رأى بعض الناس يأتون للصلاة للجمع َيحسنُ به في بعض الأحايين يقول لا أريد الجمع.
بعض الناس لا يأتي إلى المسجد من أجل الجمع.
فإذا الإمام رأى هذا الصنف من الناس يقول لهم الجماعة واجبة يا جماعة، ولا أريد الجمع لأجل أن تأتوا إلى الجماعة، -الجماعة الثانية-.
الجمعُ ليس عزيمةً قولاً واحدًا.
فالأصل في الإمام إن جمع بين الصلاتين أن يكون ذا فقه، وذا علم وذا دراية.
يوجد ناس متساهلون
وما أكثرهم.
والأحسن أن تبقى وسطًا بين المتساهل وبين المتشدد.
ما أشبعتنا.
الأخ يقول: أنا أتكلم وهو لسان حاله يقول: ما هو الضابط؟
الضابط:
إن رأى الإمام بعض الناس الحريصين على أداء صلاة الجماعة لا يستطيعون العودة لصلاة الجماعة الثانية المجموعة فإنه يجمع.
الإمام ابن القيم في كتابه “بدائع الفوائد” يستنبط من الجمع بين الصلاتين وجوب صلاة الجماعة، ويقول: لما جاء عذر يمنع بعض الناس من حضور الجماعة للصلاة الثانية أذِنَ الشرع أن تُنقلَ وقت الجماعة الثانية إلى وقت الصلاة الأولى لأن أداء الصلاة في جماعة في نظرِ الشرع مُقدّم على أدائها في الوقت.
فيُستنبط من مشروعية الجمع بين الصلاتين فرضية صلاة الجماعة.
فالإمام إذا رأى أن بعض الحريصين على الجماعة لا يستطيعون العودة في الصلاة الثانية فحينئذ له أن يجمع بين الصلاتين، سواء كان الجو فيه ثلج، بَرَد، مطر، ريح شديدة، برد شديد، فهذه كلها أعذار للجمع بين الصلاتين.
والله تعالى أعلم.
السؤال:
هل يجوز للإمام أن يأخذ رأي المصلين في الجمع أو عدمه؟
الجواب:
لا.
لكن لو خلا برجل ذا فقه وشاوره في الجمع لا حرج.
أما أن يقول الذي يريد أن نجمع يرفع يده، ويعمل على الكثرة، هذا ليس بصحيح، نحن لسنا جماهريين، نلتزم أحكام الشرع لكن لو شك فشاور رجلاً يرى فيه فقهاً، هل نجمع؟ ما رأيك نجمع أم لا نجمع فلا حرج للتشاور بينهما، لا أحد يمنعه من ذلك، لكن يشاور الناس هل يجمع أم لا، فهذا ليس بصحيح.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣-جمادى الآخرة -١٤٤٤هـ
٦- ١ – ٢٠٢٣م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor