السؤال:
أخ يقول : من أوْلَمَ في عرسٍ بنية الذبائح كلها عقيقه .
الجواب :
هذا ليس بفقيه ، يوجد شيء عند الفقهاء يسمى التداخل في الأحكام. والتداخل في الأحكام يقوي المَلَكَه الفقهية ، ونحن بحاجة إلى طلبة عِلم عندهم مَلَكات، حفظوا القواعد وفهموها وفهموا من أين جاءت، ودعموها بالنصوص وعلموا الأصيل من الدخيل واستفادوا منها في النوازل، وهكذا نحتاج في الحديث، إلى من عنده مَلَكِة نقد ، وكذلك في سائر الفنون .
ممكن إنسان كان فقيرًا ، وما كان يستطيع ذبح عقيقه ، عن أربعة أولاد وثلاث بنات ، ثم يسر الله له ووسّع عليه ولكن هو مشغول.
( وأرجو هذه الكلمة أن تستقر في قلوب وعقول بعض الحريصين على الآخرة).
ما أجمل أن نجد في حياتنا من غير تكلُّف مجالًا لأن نُبَرئ ذمتنا من واجبات شرعية.
الحياة سابقًا كانت سهلة، وكانت القلوب حّية، والأذهان مُتَوقِّدة، وكانت حياتهم في ذهابهم و مجيئهم وجلوسهم وراحتهم وأُنسِهم عبارة عن تطبيق الواجبات الشرعية.
العشيرة كانت بجانب بعضها بعضًا فإذا أراد أن يأنَس يأنَس برَحِمِه ويصل الرّحِم .
اليوم تجد الأُنس عند مَن ؟
عند البعيد عن الرّحِم والأب والأخ لا يُطاق.
فكانوا قديمًا كانت حياتهم سهلة. أضرُب لكم أمثله ثم أُعَرِّج على إجابة السؤال.
إنسان عليه كفّارة يمين يلِّج ويتعب ويسأل يا شيخ ماذا نفعل وكيف نكُكَفِّر عن اليمين ويكون في غفلة .
في غفله في شيء يمارسه كل يوم. قد يكون لهذا الرّجل أُخت مثلًا أو عمّه أو أخ فقير رجَع من العمل وجدهُم عنده في البيت ما الذي يمنع أن يُوضع من غير كُلفة ما يأكله من عشاء هو و أسرتُه فيطعِم أخته وأبنائِها أو أخاه أو عمته أو جاره إن جاءوا وينوي كفارة يمين فهل هذا مشكلة أمْ الأمر سهل ؟
سهل .
لكن العقول والإدارة متجهه للدنيا ، والآخرة نسيًا منسيا، ما الذي يمنع الزوجه ونحن الآن مقبلين على فصل الشتاء، وعادات النساء في مثل هذه الأيام أن تاخذ ملابس الصيف وتضعها في مكان ، وتنزل ملابس الشتاء، صحيح؟
والأولاد يكبرون والملابس جيدة، ليست مُخرَّقه ولا مُمزَّقه، وتُلبَس ، ونحن في غنى عنها ، ما الذي يمنع أن تكون كفارة اليمين بدل إطعام عشرة مساكين تكون كسوتهم!
اكسو عشرة، والكُسوة المراد عند الفقهاء أن اكسوَ ظاهرهم.
ماذا يعني أن اكسو ظاهرهم؟
يعني البنت الصغيره البسها دشداشة، والولد قميص وبنطلون، اكسو الظاهر، فتنوي كفرة يمين في هذه الملابس بدل ما تقع المرأة في ربكة اين تضع هذه الملابس فتكون كفارة يمين.
هل الأمر صعب أم سهل؟
ما أسهل أن توجد الأحكام في الحياة بشكلها الطبيعي، من غير كُلفة.
لذا في فهمي وتقديري أضَر الناس على الدين الذي يتكلّف في الدعوة إليه ، ويتصّنع ويتقصد ، إبقى على راحتك في حياتك.
ولذا قال العلماء من لا ينفعك لحظُه لا ينفعك وعظُه.
شكلك يكون دعوة إلى الله، ما عندنا كُلفة ولا تَقَصُّد ولا تمَحُّل ولا تصُّنع إلى آخره.
رجل عنده عرس، وقصّر في عقائق أولاده ، لا بد من ذبيحة تكون وليمة عرس.
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما تزوج والحديث في البخاري قال النبي عليه الصلاة والسلام له :
أوْلِم ولو بشاة لحم.
فالوليمة الأولى شاة لحم، هذه للعرس وظاهر الحديث الوجوب، فمن كان مستطيعًا فيجب عليه الوليمة، وأقل الوليمه شاة لحم، والوليمة في العرس تكون بعد البناء بالأهل لا قبله، بعد أن يجتمع العروسان، ثم بعد هذه الوليمة ذبَحَ عشرين رأس فخصّ واحدة او اثنتان بنية العقيقة عن الولد.
ماذا يسمى هذا.
هذا يسمى التداخل بين الأحكام. فالتداخل بين الأحكام بابه واسع ، والكلام فيه كثير، وقد خُص ببعض الدراسات الأكاديمية فقُدِمَت فيه رسالة دكتوراة و ماجستير في هذا الباب.
يعني جاء للقاضي رجل سرق ثم قتل، ما هو جزاء السرقة؟
قطع اليد.
وما هو جزاء القتل؟
قطع الرأس.
فهل يُجزئ قطع الرأس عن قطع اليد ، أم لا بد من قطع اليد ثم قطع الرأس ، هذا يسمى التداخل في الأحكام، والتداخل له قواعد، وله تفصيلات عند العلماء.
ولكن مثل هذا النوع الحمد لله لا حرج، شريطة أنك أولا تَخُص الوليمة بشاة.
أخ يقول هل يجوز العقيقه من الوالدين أوالجدين ؟
اما إذا كانت من الوالدين أو الجد فلا حرج.
بمعنى رُزِقت ولد وجاء أبوك بالعقيقة وهو الذي دفع ثمنها هذا فيه حرج؟
لا حرج .
من الذي عَقَّ عن الحسن والحسين؟ النبي عليه الصلاة والسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو جدهما ، فلا حرج .
لو عَقّ عنهما العم لا حرج، فالعم صِنوُ الاب.
لو اهداك صديق شاة و تملكتها فجعلتها عقيقة هل من حرج؟
لا حرج .
فكل مولود مرتهن بعقيقته.
أما أن تذبح عقيقة عن الوالد المتوفى فلا ، فهي كالأضحية، أما من أراد أن يعُق عن نفسه لأن أباه لم يعُقَ عنه فلا حرج .
وقد صحح شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة الخامس أن النبي صلى الله عليه وسلم عَقّ عن نفسه بعد النبوة.
وفِعلُه صلى الله عليه وسلم يدل على السُنِيّة وليس على الوجوب.
اليوم تحتاج أن تشتري شاة فذهبت إلى الجزار ، وأنت تعلم أن أباك لم يعُقَ عنك فاجعل هذه الشاة بنية العقيقه عنك ،ولك أن تأكلها لكن انوي بأن هذه الشاة عقيقة عنك ،أنت ما عققت عن أولادك الكبار، هذه عن ابني فلان أو عن ابنتي فلانه، لا حرج والأحسن بالعقيقة أن تتصدق بشئ منها، لكن لو لم تتصدق وأكلتها كلها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود مرتهن بعقيقته .
إن ذبحت فك الرهن، فالعبرة في الذبح .
وإن تصدقت زاد الأجر، وأما إن لم تتصدق فلا حرج عليك، والأحسن أن تُشهر العقيقة، فشُرِعت العقيقة من أجل اشهار النَّسب، والذبائح يحبها الله، ومن يعظمها فقد عظم شعائر الله ، كما قال ربنا جل في علاه :
( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) )
وقال تعالى : ( لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ)
وهذا جواب السؤال الثاني :
رجل نذر نذرًا إذا باع شقة يمتلكها بمبلغ معين وحقق ربحًا وافرًا أن يذبح عشر ذبائح، ويوزعها فلما باع الشقه بنفس المبلغ المتوقع قرر أن يتصدق بسعر الذبائح، هل هذا يجزئ؟
الجواب:
لا يُجزئ.
من نذر أن يذبح فلا يجوز له أن يتصدق، فيجب أن يذبح .
هل يجوز الإنسان في الأضحية أن يقدم ثمن الأضحية للفقراء من غير ذبح .
الجواب: لا .
فالذبائح ونهر الدم يُحبه الله، ولمن يكون الذبح؟
قال تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
فمن ذبح ذبيحة لغير الله فحاله كمن صلى وركع وسجد لغير الله فهو شرك وكُفرٌ بالله العظيم ، من ذبح للقبر أو الشيخ ومن ذبح للبيت والسياره أو لدرء الحسد أو كذا، هذا أشرك و كفر بالله تعالى .
قال تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )
وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (162)
هذا كله لله.
فمن نذر ان يذبح فلا يجوز له أن يتحول إلى التصدق، والواجب عليه أن يبقى في نذره ويذبح .
والله تعالى أعلم .✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
↩️ تاريخ المجلس 2006/11/11
⏮️ رابط الفتوى:
السؤال: أخ يقول : من أوْلَمَ في عرسٍ بنية الذبائح كلها عقيقه .
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor