السؤال:
ما حكم من أراد الزواج ليعف نفسه ويصونها عن الحرام وليحفظ عليه دينه خصوصا مع ما يراه من الفتن والشهوات في الجامعة، ثم ليصنع لنفسه بيئه تعينه على طلب العلم، لكن والده يرفض ويمنعه من ذلك بحجة الانتهاء من الدراسة الجامعية المشؤومة؟
الجواب:
أنت شمر عن ساعدك وابحث، ابحث اجمع مال وزوج نفسك بنفسك، فهل هذا عيب، هل عيب أن تدرس وانت تعمل على جمع المال، قل لأبيك يا أبي ساعدني وأرسل إليه من يمون عليه بتعبيرنا الدارج أن صلح أما إن ماصلح أنت اجمع مال وتزوج، وأنظر إلى رجل صالح عنده بنت صالحه وليكن المهر خفيفا ولتجد مساعدة منه أو من غيره ولو على وجه الدين وهكذا، لكن الواجب العفة، من لم يقدر أن يصيب الحرة العفيفة فيجب عليه العفة {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} ليستعفف: فعل مضارع مسبوق بلام الأمر، والفعل المضارع المسبوق بلام الأمر يدل على الوجوب، فالواجب على المسلم إن لم يجد زوجة وليس عنده مهر أن يعالج نفسه بألا يشبع، وألا يخلو بنفسه، وأن يكثر من ذكر الله، وأن يكثر من الصيام، أن يشتد على نفسه بغض البصر، والله ربط بين {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} فالأمران مقرونان، من لم يغض بصره لم يحفظ فرجه، وتأمل الآية جيدا قال { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} و قال {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} ما قال “ويحفظوا من فروجهم”، يغضوا من أبصارهم، لك أن تتمتع بالنظر إلى زوجك، ولك أن تتمتع بالنظر إلى مخطوبتك، ولذا قال الله “من”، لو أن الله قال وليغضوا أبصارهم حرم عليك أن تتمتع بزوجك وبمخطوبتك، فهذا تعبير القرآن دقيق، قال {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} وطء الزوجة حفظ للفرج، ولم يقل “وليحفظوا من فروجهم”، الواجب عليك أن تحفظ فرجك ووطئك لزوجك حفظ لفرجك، وحفظ لفرج زوجتك.
فالشرع أراد من المسلم العفة، والعفة خلق عزيز جميل، أكثر ما تحبه النساء في أزواجهم، أكثر خلق تحبه زوجتك فيك أن تكون عفيفا.
ماذا يعني أن تكون عفيفا؟
أن لا تغازل غيرها، وأن لا تنظر إلا إليها، وأن لا تتمتع إلا بها، فهذا خلق عزيز ومهم وجميل، ويسمو بالإنسان، يجعل الإنسان صاحب العفة يجعل له شأنا ومنزلة، حتى النساء إن رأوا الرجل عفيفا فحتى الفاجرات الفاسقات إن رأوا في الرجل غض بصرٍ فإن له منزلة عندهم بخلاف غيره نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
خُلق العفة ينبغي أن يحيى، كثير من أخلاق المسلمين للاسف ضاعت وبدأنا نبحث عنها بالمنقاش، وبدأ العقلاء وأرجو الله أن نكون وإياكم منهم أن نعمل على ترشيدها وعلى وجود محاضن لها، والله جدير بالمسلمات من الأخوات العفيفات الطيبات الملتزمات أن يرفعن شعار {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، وأن يُكثرن رواد هذا الشعار، أن يتواصين في بينهن أن لا تخرج من بيتها، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هذه الأية كادت أن تهمل هذا الزمن، والمرأة إذا بقيت محبوسة في بيتها فالناس يعتبرون هذا نقصان من حقها، فما أجدر المسلمات أن يتواصين فيما بينهن {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وقرن شعار قرن في بيوتكن لا أخرج من بيتي، المرأة قبل أن تتزوج لا تخرج إلا إلى بيت زوجها، فإن تزوجت فتبقى في بيت زوجها ولا تخرج من بيتها، لا تخرج من بيتها، هذه نصيحة عزيزة، وكثير من الأخلاق تحتاج الى إحياء، في ضرورة لإحياء أخلاق السلف الصالح، ليس فقط نحن بحاجة لإحياء علم السلف، هذا أمر مهم، لكن كذلك من المهمات أن نحيي أخلاق السلف الصالح رجالا ونساء، صغارا وكبارا.✍️✍️
⬅ شرح صحيح مسلم
2025/1/9
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان.