[ حكم تمني الموت – من شرح بلوغ المرام – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان]

[ حكم تمني الموت – من شرح بلوغ المرام – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان]

جاء في الحديث:
٥٣٣ – وَعَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ يَنْزِلُ بِهِ, فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

قال الشيخ مشهور حسن شارحاً:
هذا حديث مهم ، فيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يتمنى الموت ، والسبب معللٌ بقوله في الحديث لا يتمنين أحدكم الموت لضر ينزل به.

لا يتمنين أحدكم الموت لسوء حال من فقر أو شدة في البدن من مرض أو غيره.

فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتمنى الموت من أجل الضر.

أما تمني الموت خوفاً على النفس من الفتنة ؛ فهذا أمر لا حرج فيه ، فقد صح عند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول :
«اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني».
والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم:
«وإذا أردت بي وبقومي فتنة فاقبضني إليك غير مفتون».

فأن تتمنى الموت خوفاً على دينك من الفتنة فلا حرج في ذلك ، وهذا على حد قول مريم :
{ … يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} [مريم : 23]

مريم حملت ووضعت وكان ذلك مدعاة لأن تتهم في دينها ، فكانت تدعو وتقول يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.

فأن يتمنى الإنسان الموت خوفاً من أن يفتن في دينه ؛ لا حرج في ذلك ، والأحسن أن يقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث :
«فإن كان لابد متمنياً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي».

وهذا على وزان قوله صلى الله عليه وسلم ودعائه:
«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة لي سبباً في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر».

فأن يقول العبد اجعل الموت لي راحة من كل شر ؛ فهذا أمر فيه تمني ، تمني الموت ، والتمني على هذا الحال أن تعلق إن كان الحياة وطولها خير لي ؛ فاكتب ذلك لي يا رب ، وإن كان الموت فيه حفظ لي وستر لي وستر لديني وستر لسمعتي ؛ فاجعل يا رب الموت خيراً لي فهذا ؛ أمر لا حرج فيه.

أما أن يتمنى الإنسان الموت هكذا مجرداً ؛ فهذا مكروه ، والحديث:
«سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بثَلَاثٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ».
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.
والله تعالى أعلم.

المصدر:
القناة الرسمية على يوتيوب
البث المباشر – المحاضرة الرابعة🔸شرح بلوغ المرام (باب صلاة العيدين – آخر كتاب الزكاة)
بتاريخ :
19 محرم 1447 هجري
14 يوليو 2025 ميلادي✍️✍️

◀️ رابط الفتوى في الموقع الرسمي :

[ حكم تمني الموت – من شرح بلوغ المرام – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان]