[الصراع القائم الآن إنما هو صراع حضاري وصراع بالأدلة ، لا يُقاوَم إلا بضبط هذه المسائل وردها إلى أصولها]
والكلام عن المنهيات طويل وكثير، والأمة بحاجة ماسّة لأن تعلمه، وطلبة العلم أشد حاجة لأن يضبطوا أصوله وقواعده، فمفردات المنهيات تحتاج إلى دهر، وأما الأصول فينبغي لطالب العلم أن يضبطها، وإن أخطأ في ضبطها ـ كما هو شائع في بعض الفروع هذه الأيام ـ وينفخ فيها الإعلام من أجل التحريف والتشويه، وتغيير الثوابت المعروفة عند السابقين.
ولذا سأتكلم بكلام مهم، وأنت قَيِّد يا طالب العلم المراجع التي أُحيلك إليها ، لأني لا أستطيع أن أبحث كل مسألة، وأن أكشف عن الأتربة التي تراكمت على هذه المسألة، وكيف استقرت هذه الأيام، وأُذيعت وأشيعت على وجه فيه تحريف.
من القضايا المهمات والتي لا تقبل النقاش:
أن الهجمة الشرسة هذه الأيام على ثوابت المسلمين في معتقدهم، وهذه الهجمة الشرسة لا تُقاوم إلا بالعلم والحجة والبرهان، والصراع بيننا وبين غيرنا من الأمم، ولا سيما الصراع القائم الآن بيننا وبين اليهود، وبيننا وبين النصارى، إنما هو صراع حضاري وصراع بالأدلة، ولَما أذن لنا الغرب أن نعيش في ديارهم، أصبح ـ ولله الحمد والمنة ـ الإسلام شائعًا هناك، فكل عاقل إن حكم البرهان والدليل، فلا بد أن يصل إلى الإسلام، لكن وجد غيرنا أنه لا يستطيع أن يبقى إلا أن يلعب بثوابت ديننا، وأن يغزونا من داخلنا.
فطالب العلم إذا ما ضبط هذه المسائل وردها إلى أصولها ـ وأنا أتكلم عن المنهيات ـ فحينئذ لا يسعد ولا يصعد ولا يُسعِد، وحينئذ يكون لَـبِنة هدم، لا لبِنة بناء.
كما علّمنا مشايخنا الأموات منهم والأحياء من أهل العلم، أن أي مسألة تُذكر في بساط البحث العلم الحر النزيه الذي فيه تحكيم “قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”، والمَفزع إلى هذه النصوص، وما قضى الله ورسوله ﷺ ، لا يجوز لنا أن نحيد عنه.
المصدر:
المحاضرة السادسة
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
شرح مبحث النهي في أصول الفقه
التاريخ:
7 ذو الحجة 1446 هـ
3 يونيو 2025 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: