[ ما سبب عدم قبول الصدقة في آخر الزمان ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
آخر الزمان يكثر المال، والذي يجدُ المال يطوف على الناس، ويطوف على رجل كان قد أعطاه، وهنا هذا المراد، فيوشك الرجل أن يمشي بصدقته، فيقول الذي أُعطِـيها – الذي كان قد أخذها سابقًا – فيقول:
“لو جئتنا بها بالأمس”.
فهذا معنى قوله (فيقول الذي أعطيها)، قال: أي عُرِضَت عليه، والآن لا يقبلها.
لأن الناس مقبلون على الآخرة، أشراط الساعة ظهرت، والناس لمّا القلب يتجه للآخرة يزهد في الدنيا، فالدنيا والآخرة كالمشرق والمغرب، فإذا اقتربت من المشرق ابتعدت عن المغرب، وإذا اقتربت من المغرب ابتعدت عن المشرق، فالناس اليوم يَكُبُّون على الدنيا وعلى فنائها وحطامها، والسبب الرئيس هو زهدهم في الآخرة وعدم زهدهم في هذه الحياة الدنيا.
النبي ﷺ أشار وأخبرنا في حديث النوَّاس بن سمعان الذي أشار إليه الشارح الإمام النووي رحمه الله تعالى، لمّا قال:
« وسبب عدم قبولهم الصدقة في آخر الزمان لكثرة الأموال وظهور كنوز الأرض ووضع البركات فيها كما ثبت في الصحيح بعد هلاك يأجوج ومأجوج ».
ص96 – كتاب شرح النووي على مسلم – باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف –
بعد هلاك يأجوج ومأجوج البركة تُرفع من الأرض في أثناء الحياة ، لكن بعد هلاك يأجوج ومأجوج البركة تعود إلى الأرض ، ويكثر المال وتكثر بركته ويظهر هذا
جليًا في الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم في صحيحه برقم 2937 من حديث النوَّاس بن سمعان، وياتينا الحديث ونشرحه مفصلاً.
المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
6 رجب 1445 هـ
18 يناير 2024 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :