.[الإمام الألباني مجدد الحديث والفقه في هذا الزمن ]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
قال الإمام القرافي رحمه الله وهي مقولة عزيزة جداً، لا يفهمها ولا يدركها إلا من تعن.َّ -تعب- وإلا من بدأ يترسم هذه الأشياء، قال: *أول مراحل الطلب الاستشكال.*
إذا بدأت تقرأ وتستشكل، بدأت تفهم
وإذا تقرأ وما تستشكل أنت بعد فهمك ليس كما ينبغي.
فقال الإمام القرافي رحمه الله: أول مراحل الطلب والمشاركة في الطلب أن تبدأ تستشكل، تستشكل تقول: “نحن تعلمنا كذا، لماذا الحكم كذا؟” فبدأت الآن لما تحل هذه الإشكالات تبدأ السليقة معك، وتبدأ تسير في مهيع وطريق العلماء.
قبل ما أذكر الخلاف المعروف والذي بنى عليه خلاف كبير في جميع أبواب الفقه بين علماء الحنفية من جهة وبين جماهير الفقهاء من جهة، وذكرنا لكم في الدرس الماضي ما هو سبب الخلاف: أن علماء الجماهير وجدوا قواعد للأئمة وفرعوا عليها، وعلماء الحنفية استنبطوا القواعد من خلال كلام الأئمة ما وجدوا قواعد، ولذا وقع خلاف بين المدرستين، والفقه السني وأرجو أن نكون وإياكم من أهل السنة متمثل في الخلاف بين أهل الحديث وبين الفقهاء، والفقهاء الخلاف بينهم متمثل في مدارس الأئمة الأربعة:
مدرسة أهل الرأي ومدرسة أهل الجماهير، المدرسة المدنية التي تزعمها الإمام مالك رحمه الله تعالى. والفقه من سبره وعرفه يجد أنه قائم على أصول، هذه الأصول تختلف من زمن لزمن.
في زماننا هذا الفقه إن أردت أن تضبطه في هذا الزمان، ينبغي أن تكون عارفاً بتفاصيل مباحث النهي لكثرة وقوع الناس في المخالفات، وكيف تفرع النهي.
والذي يعمل قاعدة أن كل منهي عنه محذور، وكل من عمل محذور مشطوب عليه وملغي، وليس للمسلمين منه ولاء، مدرسة شاعت بين طلبة العلم في هذا الزمان، وهذه المدرسة ليس لها أصول عند السابقين.
كل مخالف وقع في مخالفة ملغي وليس هو من أهل الإسلام، ووجب التبرؤ منه، والبعد عنه، هذا كلام ما قال به أحد من السابقين، وهو الدارج اليوم عند من يظن طلبة العلم من هم علماء، وهذه مصيبة، وكان يمتاز بهذه الدقة وهذه التدقيقات فيما نُهي عنه شيخنا الألباني رحمه الله.
شيخنا الألباني مجدد هذا الزمان وليس في الحديث فقط، وإنما في الفقه، وأبرز عناوين تجديده في مسائل الجهاد وما يتفرع عنها.
ولذا كان الإمام الألباني رحمه الله تعالى كان دقيقاً جداً في أحكامه ومراعياً قواعد العلماء.
المصدر:
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
درس ١٣ – مبحث العام والخاص
15 ربيع الآخر 1447 هـ
07 أكتوبر 2025 م✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :