[ ما الذي يميز (شيخنا الألباني رحمه الله) عندما تباحثه ؟ ]

AUD-20251217-WA0006

[ ما الذي يميز (شيخنا الألباني رحمه الله) عندما تباحثه ؟ ]

قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
لو قرأت في المطولات التفريق بين المطلق والمقيد لوجدت عُسراً لا يقدر عليه إلا أصحاب التصورات الدقيقة والواسعة، تصور دقيق واسع.

انتبه !
الله جل في علاه ميّز بين الناس في قوة أبدانهم، وميّز بين الناس في قوة أفهامهم، فبعض الناس في الفهم يفهم سريعاً.

ولذا العلماء منهم من فاق فَهمَه عِـلمَه ومنهم من فاق علمه فهمه.
العلماء أقسام، وأسعد العلماء وأنفع الناس من العلماء أن يُرزق قوة في الفهم وقوة في العلم.

ولذا العالِم الحقيقي لا يظهر علمه إلا عندما تباحثه، وأول ما التقيت بشيخنا الألباني رحمه الله كنت في التوجيهي ، في وقتنا اسمه ثاني ثانوي.

ما تحيّرت من علم الشيخ وما استغربت، جالست عدد من المشايخ والعلماء والمدرسين، ثم الجامعة، وبعض بعضهم عنده علم ، لكن الذي استغربته من الشيخ رحمه الله أنه يبدأ يتكلم في فقه المسألة، فإن عارضته ، يُسأل فيعطيك جواب، ما يَظهر فرق العلم.
يظهر الفرق متى؟
لَما تباحثه، فإن باحثتَهُ ؛ بدأ العلم.

كنت وأنا طالب في الجامعة أستشكل مسائل على بعض المدرِّسين ، فوجدتهم أقساماً ، واحد جاء بي للمكتب عنده ، قال لي: يا فلان أنا أضع لك علامة كاملة ما تحضر، ما تحضر أبداً، غادر ما تيجينا على المحاضرة -والله الذي لا إله إلا هو-.

آخَر كان يصرخ عليّ :
اسكت ما تتكلم عندي.
يا أستاذ أنا بدي أسألك لكي أفهم.

قال:
لا تتكلم عندي أبداً، ممنوع تتكلم، بدك تحضر احضر ، أو الله يسهل عليك.

الشيخ (الألباني رحمه الله) كان يَسمَع للصغير، تَستشكله ، يطول باله على الناس ، ويطول معك ويشبعك ويرويك ويغذيك ويقنعك، وأحياناً يفحِمك ولا يقنعك، يعني بيفحمك بس أنت غير مقتنع تماماً.

هذا حال الشيخ (الألباني) رحمه الله، فوجدتُ فرقاً كبيراً بين الشيخ وبين غيره من أهل العلم، وفرق كبير، يعني الآن إخواننا الذين يتلقون العلم بالطرق الأكاديمية هذه تبقى عندهم ثغرات كبيرة، ومع مضي الزمن تظهر الثغرات أكثر، في الجيل هذا ظاهرة أكثر والجيل الذي بعده أكثر وهكذا.

المصدر:
الدرس الخامس – شرح مبحث المطلق والمقيد في أصول الفقه – لفضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
11 ديسمبر 2025 م
20 جمادى الآخرى 1447 هـ✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[ ما الذي يميز (شيخنا الألباني رحمه الله) عندما تباحثه ؟ ]