[ لَمَّا قَـلَّ خوف المسلمين من الله قَـلَّ انتصارهم ]
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
طلاب الدنيا ومحبوها الذين يؤثرونها على الآخرة، يُعذَّبون بها، فهم مُعذَّبون بالحرص على تحصيلها، والتعب العظيم في جمعها، ومقاساة جميع أنواع المشاق في ذلك، وهذا مأخوذ من قوله تعالى:
{ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } [التوبة: 55]
فالعبد إن أدّى أمرَ الله، وإن خالفَ هواه، وقدّمه على مصالحه ومآربه، امتثالاً لله عز وجل، فلا بد أن يكون الله سبحانه وتعالى ناصراً مؤيّداً له، وأن يسعفه في بيان العزة والنصرة لدينه سبحانه وتعالى.
الناس أصابهم الذل لما تركوا نصرة الله ونصرة دين الله عز وجل، فلما تركوا نصرة دين الله عز وجل ؛ أصابهم ما أصابهم من الشر.
يقول تقي الدين الهلالي في (كتابه) “سبيل الرشاد” يقول:
وقد رأينا تاريخ الإسلام وتتبعناه من أوله، فرأينا المسلمين حين كانوا يخافون الله نصرهم الله تعالى في كل معركة وفي كل مكان، فلما قَـلَّ خوفهم من الله قَـلَّ انتصارهم، وفي هذا عبرة لأولي الأبصار.
أقول الكفار يعرفون ذلك ، وسبب انتشار الفساد الخلقي الذي يخالف الفطرة، ولا سيّما في الانحلال الجنسي وتفكيك الأُسَـر، فيه فائدة للكفار ، وتطويل لأعمارِهم.
الكفار يعلمون أننا إن نصرنا الله نصرنا، وإن لم ننصر الله خذلنا، يعلمون هذا، فهم يعملون على نشر الرذيلة، فيفكّكون الأسر، ويفكّكون قوة الأمّة، حتى يبقوا هم السائدون.
فهلاّ للإنسان أن يدرك هذا السر وهو ليس سرّاً ، فهو معروف، وأن ينبذ هواه ، وأن يستقيم على أمر مولاه، وأن يحقق تغييراً في نفسه حتى يغير الله تعالى ما بنا، أرجو الله ذلك.
فالداء الذي فينا دواؤه منّا، ولا نُصرة لنا في عود العِزِّ إلا أن نؤدي واجب الوقت، وواجب الوقت أن نؤدّي حقه سبحانه، وأن نُقبل على توحيده، وأداء حق التوحيد، وجميع العبادات من حق التوحيد، وأن نؤثِر أمر الله على ما سواه، أرجو الله أن ينفعنا وأن ينفع بنا.
المصدر:
محاضرة فضيلة الشيخ مشهور بن حسن “نيل المرام من آيات الأحكام 1 الدورة العلمية 26 مركز الإمام الألباني”.
في تاريخ:
14 سبتمبر 2024 م
11 ربيع الأول 1446 هـ✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :
