http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171201-WA0053.mp3الجواب : لماذا خلقنا الله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات .
ما معنى (إلا ليعبدون) ؟
قال ابن جرير وأسند ذلك عن جمع من السلف : أي إلا ليعرفون .
كيف تعرف ربك ؟ كيف تعرف الله عز وجل؟
أولا بالمعرفة الذهنية المجردة ثم المعرفة العملية التي لها أثر عملي على القلب ، فبعض الناس يعرف الله بعقله ولا يؤدي أي حق لله بهذه المعرفة .
هذا الإيمان ينفع ؟
لا والله لا ينفع ، يعني ممكن واحد بروفيسور في علم المحيطات أو علم الأفلاك أو في علم الأجنة أو علم الأشجار يتكلم لك عن آيات الله في الكون عشرة ساعات متواصلة ولا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرف ماذا يريد هذا الإله ؟ يعرف أن في هذا الكون إله – هل هذا مسلم ؟ – هذا مثل أبو جهل، هل أبو جهل كان ينكر الإله ، لا ليس منكراً لله ، فالمعرفة العقلية لا تكفي ولذا قال أهل العلم بل قال جمع من السلف في تفسير (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات ) أي أن يعرفون ومنهم من قال أن يوحدون ، ولماذا قدم الله الجن على الإنس ، لانهم أقدم فقد خلق الجن قبل أن يخلق الإنس ، فالله خلقنا جل في علاه لنعرفه لنوحده لنؤدي حق هذا التوحيد .
ما هو حق هذا التوحيد ؟
العبادة ، لذا قال الزهري كما علق عنه البخاري ( لا إله إلا الله ) مفتاح ، والمفتاح له أسنان ، والمفتاح بلا أسنان لا يفتح ، فقال أسنان مفتاح ( لا إله إلا الله ) العمل الصالح ، فلا إله إلا الله بلا عمل مثل المفتاح بلا أسنان ، فالله خلقنا لنعبده .
لذا قال بعضهم : يا ابن آدم لو تأملت مفاصلك ولماذا خلقك الله بهذه الطريقة لعلمت أن الله ما خلقك هكذا إلا لتركع له و تسجد ، لو تأملت طريقة خلقة الله لك لعلمت أن الله خلقك خلاف البهائم – أعزكم الله – تمشي على أربع فالله خلقك هكذا لتؤدي حق الله عليك ولهذا خلقنا .
السعيد في هذا الكون من إنشرح صدره لهذا المعنى إنشراحاً تاماً ، فأصبحت العبادة برنامجاً له في كل حياته ؛ إن أتى أهله شعر بالعبادة وإن أكل شعر بالعبادة وإن عمل ليأكل حلالاً ليطعم أولاده حلالا ً شعر بالعبادة ، وشعر أن حياته كلها مباركة ، وكلها له صلة بالله عز وجل وهو يتعبد الله تعالى بها هذا هو السعيد.
فجزى الله أخانا السائل خيراً ، فهذا المعنى ما ينبغي أن يغيب عنا ، قدومك للدرس وخروجك من الدرس وطعامك وشرابك وحياتك كلها ، فالعبادة عند أهل العلم قسمان عبادة خاصة وعبادة عامة ، فالعبادة الخاصة الصلاة والذكر وتلاوة القرآن وقيام الليل والزكاة والحج والعبادة العامة الحياة كلها ، الحياة كلها عبادة الطعام والشراب والنكاح والعمل فهذه كلها عبادة ولله الحمد والمنة .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6ربيع الأول 1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6ربيع الأول 1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor