http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/WhatsApp-Audio-2016-11-16-at-6.40.48-PM.mp3الجواب: يعني يستحيل أن تكون في النازلة الواحدة أكثر من حكم لله.
وهناك مذهبان: مذهب المصوّبة، ومذهب المخطّئة.
المصوبة يقولون: كل الأحكام صحيحة، وهذا خطأ.
المخطئة: يقولون لله حكم واحد، وهو الصواب، وما ضاده من اختلاف التضاد.
ولذا ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، فإذا أخطأ فله أجر)، قال صواب وخطأ.
ومن لطيف ما ذكر ابن الصلاح في شرحه على الورقات قال: لو ناقشنا المصوبة فلا بد أن يكون مذهبهم خطأ، فهم يقولون لكل قول أنه صواب، فلو قال لهم واحد من المخطئة أنتم تقولون أن في الخلاف القولين صواب قولكم خطأ فماذا سيقولون على مذهب المصوبة؟ سيقولون صواب لأن عندهم كل شيء صواب، الخلاف في القولين صواب، فلو واحد من المخطئة قال لهم أنتم تقولون القولان صواب -على أصولكم- إذا وقع خلاف؛ فالقولان صواب -فهم يصوبون الأقوال-، فماذا سيقولون على قوله؟ سيقولون قولك صواب! فكفينا شرهم. بل شيخ الإسلام يقول القول بتصويب المجتدهين في كل الأحوال والمسائل و لا سيما في مسائل العقائد هو باب زندقة يفتح باب زندقة ويفتح أن كل المختلفين في العقائد -على اختلاف الملل والمذاهب- هذا كله صواب وهذا هو مذهب يوصل إلى الزندقة والإلحاد والعياذ بالله تعالى.
الأمثلة كثيرة، والأمر يشمل جميع أبواب الدين في التوحيد، كأقوال الضالين ممن غيروا وبدلوا وممن زعموا أن مع الله شريكًا، خلافنا معهم اختلاف تضاد، الله واحد أم ثلاثة؟ خلاف تضاد، أو في التفسير -ولا سيما الدخيل من التفسير- بعض الأقاويل في التفسير دخيلة ما لها قول سابق مما أحدثه المتأخرون، يعني مثلًا يحضرني الآن قول الله تعالى: (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ)، ما معنى فتذكر إحداهما الأخرى؟
السياق يقتضي: فتذكر الذكران، وهو عكس الضلال، عكس نسيان، ولذا لما طلبت والدة الإمام الشافعي -كما ذكر البيهقي في مناقب الشافعي-، قال جيء بأمه لتشهد فقال لها القاضي يا أمة الله اخرجي فأراد أن يسمع من أختها من الشاهدة الأخرى، فقالت لا والله، والله لا أشهد إلا على مسامعها، و لا تشهد إلا على مسامعي؛ لأن الله يقول: (أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ)، فعلَّمت القاضي. فمن الأقوال الدخيلة في التفسير: “أن تضل إحداهما فتذكر”، يكون المراد من قوله فتذكر أي تجعل الشاهدة الثانية ذكرًا، “فتذكر” أي تجعلها ذكرًا الشاهدة مع أختها الأخرى بالإجتماع تصبح كأنها ذكرًا، بلا شك قوله فتذكر تصبح بمعنى الذكر ،وليس بمعنى التذكر الذي هو ضد النسيان، هذا قول ليس بحسن، قول دخيل، ومن التفسير الذي فيه تضاد.
كذلك التفسير الباطني ، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً)، بعض الباطنين يقولون إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة! هو قال بقرة يعني عائشة! قاتل الله من قال بهذا، هذا تفسير باطني، فأئمة الهدى في بعض الأحايين قالوا بأقاويل كلها لها أدلة ظاهرة، فحينئذ نقول: اختلاف مباح، حينئذ نقول: اختلاف تنوع، النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا وفعل هذا؛ نوَّع، يعني الآن أنت في أذكار الركوع وأذكار السجود ودعاء الاستفتاح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أشياء، فأنت إذا فعلت شيئًا يخالف فعل أخيك وأنت فعلت شيئًا ثابتًا في السنة وأخوك فعل شيئا ثابتا في السنة، أنت وإياه كلاكما اختلفتم اختلافا مباحا وكلاكما اختلفتما اختلاف تنوع، أنت نوعت أخذت شيئا من السنة وأخوك أخذ شيئا من السنة أنت ما خالفت الآخر. لكن واحد يقول صلاة سنة الجمعة القبليه سنة، وآخر يقول بدعة القول بالسنية والبدعية اختلاف تضاد، ما معنى اختلاف تضاد؟
يعني الصواب واحد وليس الصواب اثنين، اختلاف غير مباح، إختلاف ليس بمباح، وهكذا.
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم
15ذو القعده 1437 هجري
2016 / 8 / 18 افرنجي