http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161110-WA0000.mp3الجواب : يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعلى : لم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلا في نسك ، والنبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث مرات وحج مرة ، يعني مجموع ما حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره أربع مرات .
ويقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل ويمتشط ويجعل شعره ذوأبتين ، ويتزين ، ويتطيب ، ويقوم ويناجي ربه طويلا .
إذا جاء الليل خلا كل واحد بحبيبه و خليله ، وخليل النبي صلى الله عليه وسلم هو ربه سبحانه وتعالى .
الصحابة ما تركوا شعورهم ، الصحابة منهم من حلق ، ومنهم من ترك ، الأمر سهل ، فهو ليس عبادة ، فلا يجوز لك أن تترك شعرك وتقول أنا اقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ، لو كان الأمر كذلك لفعله الصحابة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:: (من كان له شعر فليكرمه ) ، فلو تعتني بشعرك ما في حرج ، ولما كان يأتي أحدهم ويدخل عليه وشعره ثائر كان يقول له كالشيطان، فكان ينكر عليه .
النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يمشي حاسر الرأس ، و كان يطيل شعره ، وكان يغطي رأسه بالعمامة ، فبعض الناس اليوم يطول شعره وما يغطي رأسه ، هذا ليس تطبيقا لكل ما ورد في السنة .
والنبي صلى الله عليه وسلم حلق بنفسه شعر بعض الصحابة وكان حاجا وكان القمل يتناثر من رأس الصحابي رضي الله عنه .
فالشاهد أن حلق الشعر مشروع ، وأن تحلقه أو تقصه جميعا مشروع .
لذا لازم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع أنه يجوز الحلق .
ما هو القزع ؟
أن تترك الشعر في مكان وتحلق ما حوله ، فلو قصصته جميعًا لا حرج ، حلقته جميعا لا حرج ، تركته جميعا لا حرج .
مثلا إنسان أرخى شعره ، إذا كانت نيته في إرخاء شعره الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور علي نيته ، أما أن يجعل الإرخاء سنة ، وأن نقول أن إرخاء الشعر سنة فلا ، هذا تسمى عند العلماء سنة عادة وليست سنة عبادة ، فلا يجوز لك أن تقول أنا أريد أن آكل سنة لأن النبي عليه السلام أكل ، هذا الأكل سنة عادة و ليس سنة عبادة، أو أن تقول أنا أريد أن أنام لأن النبي عليه السلام كان ينام فهذه عادة وليست عبادة ، ولكن تقول أنا أنام بالطريقة التي نام عليها النبي عليه السلام فهذه عبادة ، أنا آكل بالطريقة التي أكل بها النبي صلى الله عليه وسلم فهذه سنة عبادة ، أما تلك فسنة عادة .
لا يجوز أن تقول أنا أتنفس ، وأمشي ، وأذهب ، وآتي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، لا هذه أشياء لا تنفك عن الإنسان ، وهذه سنن عادة ، وليست سنن عبادة ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي