الحث على طلب العلم 2
السراج أبو العباس الثقفي1 من باب تعظيم حديث رسول الله ﷺ كان لا يعطي التلميذ حديثاً حتى يبيت الطالب ليلة على باب بيته، فكل ما يبيت ليلة يعطيه حديث حتى لا ينسى، فبات بعض الطلبة بضع وأربعين ليلة، ألف جزءاً مطبوعاً سماه البيتوتة، أين طلبة العلم اليوم؟
اليوم طلبة العلم تتعاهده، تحسن إليه تترقق معه، وأخيراً قد يأتيك الضُّر والشر والافتراء والكذب من خلاله ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ السبب أن البدايات لم تُحكم أو عقوبات ينزلها الله تعالى بسبب ذنوب أو تقصيرات.
الشاهد إخواني طالب العلم ينبغي أن يعلم أنه في طلبه يحمل دين الله وأنه يقوم بمهمة النبي ﷺ وأن الخير في الدنيا والآخرة له وللأمة قائم على دين الله عزوجل؛ ودين الله لا يمكن أن ينشر إلا بالطلب والصدق فيه والإخلاص وهضم النفس،.
كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: من أراد عز الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد عز الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد عز الدنيا وعز الآخرة فعليه بالعلم، وكان الإمام الشافعي يقول مقولات ثلاثة ذكرها ابن أبي حاتم في آخر آداب الشافعي وهي حكم ألقاها الله عزوجل على لسانه، وهي موطن فحص للطالب يعرف حاله ويعرف صدقه وإخلاصه.
كان يقول رحمه الله: وددت لو أن العلم الذي في قلبي في قلب كل مسلم ولا يُعزى إلي منه حرف، كان الشافعي يحب المزني، المزني خال الطحاوي، الشافعي يطلب العلم على المزني، كانت العروس في زمن المزني لا تزف إلى زوجها إلا وفي جهازها مختصر المزني في الفقه، وكان يحفظ وهو كتاب موفق، وفق الله صاحبه فيه.
وكتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي هو أدلة كتاب مختصر المزني، كما نصص على ذلك في المقدمة، يعني الأدلة النقلية لمختصر المزني هي عبارة عن كتاب معرفة السنن والآثار للإمام البيهقي، كان الشافعي يحب المزني، وكان يقول له: والله لو استطعت أن أذيب العلم في الحليب وأطعمك إياه بيدي لفعلت، لكن العلم ليس هكذا. نعود لمقولات الشافعي الثلاث المقولة الأولى: وددت لو أن العلم الذي في قلبي في قلب كل مسلم ولا يعزى إليّ منه حرف. الثانية يقول: ما ازددت علماً في مسألة إلا ازداد علمي بمقدار جهلي. يا الله ما أشد تواضعه لذا آخر مآل العلم أن الإنسان يعرف قدر نفسه. والمقولة الثالثة كان يقول: ما ناظرت أحداً إلا وودتُ أن تكون الغلبة له. حتى ما يضيع الوقت لذا لما ناظر ابا عبيد القاسمي ابن سلام في ما حكى ابن السمكي في طبقات الشافعية؛ لما تناظر الشافعي مع أبي عبيد وكلاهما إمامٌ متفنن ولا سيما في العربية، بدأ الشافعي يقول: (القرب) في القرآن الحيض، وكان أبو عبيد في بداية المناظرة يقول: (القرب) الطهر، وبقي كل واحد منهم يورد على الآخر أدلة نقلية وعقلية ولغوية حتى أصبح الشافعي يقول (القرب هو الطهر) وأصبح أبو عبيد يقول(القرب هو الحيض) فكل منهما ترك قوله وأخذ قول غيره، تظنون يقع هذا في هذا الزمان؟
بل ندري فضل الله عزوجل ورحمته لا تحصر لا بحد ولا بوقت ولا بمكان ولكن هذا حال الصادقين. فإذا سُئلت يا عبدالله لماذا أنت تطلب العلم ماذا تقول؟ لماذا تقبل على الكتاب والسنة؟ حتى تنجح؟ حتى تنجي غيرك وحتى تتقرب إلى الله؟ حتى تعمل حتى تدعو حتى تكون على بصيرة، فإن فعلت فحمدالله، وإلا كما قالوا (على نفسها تجني براقش).
فأول ما تُسَعَّر النار كما في الصحيح قال الإمام مسلم: (حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا ابن جريج، حدثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، قال: تفرق الناس عن أبي هريرة(رضي الله عنه)، فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: نعم، سمعت رسول الله يقول: « إنّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به فعَرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلَّمه وقرأ القرآن، فأتي به فعَرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار» ). 2
ثلاث من بينهم عالم أو قاريء للقرآن فيعرفه الله تعالى بنعمه فيعرفها فيقول الله تعالى له: ماذا فعلت؟ فيقول تعلمت العلم أو قرأت القرآن فيك، فيقول الله تعالى له: كذبت وإنما تعلمت ليقال عالم فقد قيل فخذوه،
أكتفي بهذا القدر ولعل الله ينفع بما قلنا وبما سمعنا وأسأل الله أن يتجاوز عن قصورنا وأن يستر عيوبنا وأن يغفر خطيئاتنا وأن يجعل من الموفقين من العالمين العاملين والصادقين المتجردين المخلصين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة
السؤال الأول: هل هناك مبهمون في الصحيحين وما حكم روايتهم؟
الجواب: أما المبهمون في الصحيحين ففي المتون كثير وعندي أن ابن حجر أقام شرحه على بيان المبهمين، واستفاد من جهد شيخه البلقيني في مبهمات البخاري، ولم يطبع كتاب البلقيني للآن وألَّف السِّبط بن العجمي كتاباً سماه (تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم)، فالمبهمون أعني عن رجل أو شخص أو ما شابه أو نبي هذا مبهم، في صحيح مسلم كان نبي يخط هذا مبهم، من هو النبي؟ من يعرف؟ كان نبي يخط فمن وافق خطه فذاك النبي هو ادريس كان الوحي يأتيه من الخط.
أما المبهمون في الإسناد فالإبهام علم، في علم المصطلح نوع من أنواع الانقطاع وهذا قائم على أصل في علم المصطلح، هل المبهم مجهول أم لا؟ لا يلزم يمكن أن يعرف مبهم ولكن لمسلم نصيب في صحيحه من المبهمون أكثر من نصيب البخاري ففي صحيح مسلم في غير موطن عن حيوة بن شريح وغيره، وغيره هو ابن لهيعة مغموز في حفظه، وهو ليس من رجال مسلم فكان يبهم وهذا لا يضر لوجود غيره معه والله تعالى أعلم.
سؤال: كثير من أئمة المساجد وأساتذة الأوقاف واستناداً لقرارات الأوقاف تمنعنا من تبليغ الدعوة فما هو سبيلنا في نشر الدعوة؟ مع بعض نصائح للدعاة
الجواب: البخاري في فتنة لفظه بالقرآن مخلوق مع يحيى بن محمد الزهري منع والي بخارى منعه من الكلام، فقال مقولة جميلة، قال: “أحتسب سكوتي وأحتسب تدريسي“، ولا يمكن لأحد أن يمنع من أحد من أن يبلغ، لك أقارب لك عمل لك جيران ولك أحباب والإنسان كما قول ابن خلدون في مقدمته يقول: مدني بطبعه فأين ما جلست ذكر وبلغ ولا تخف في الله لومة لائم، لكن لا تعتدي على أولياء الأمور ولا تدرس دون إذن ولذا كان قبل قدومي سألت أخي: هل هناك إذن للتدريس قالوا: نعم، فجئت.
سؤال: ما حكم الدراسة بالإختلاط؟
الجواب: أن تتعلم المرأة العلم الشرعي لا حرج وكذا العلم الدنيوي الذي لا يخالف أنوثتها، شريطة أن لا تقع في أي محذور، والاختلاط محذور، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء، أشد فتنة النساء، والاختلاط حرام فقد ثبت بإسناد جيد عند الترمذي أن النبي ﷺ قال: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وثبت في الصحيح أن النبي ﷺ رأى ابن عمر يدخل المسجد أي مسجده من باب النساء، فقال النبي ﷺ: هلّا تركتموه للنساء، قال: فلم يدخل ذاك الباب رجل للآن؛ للآن الباب للنساء، ففي الازدحام ومن باب واحد ما ينبغي أن يقع الدخول فالمرأة إن زاحمت الرجال وخالطتهم فهذا لا يجوز شرعاً.
سؤال: غياب العلماء وكثرة الجهل ومحاربة الدعوة هل يقدم المسلم تزكية النفس أم العلم؟
الجواب: لا يفلح من قدم العلم على تزكية النفس فأنت يا طالب العلم زكي نفسك لتهنأ بالعلم، انظروا معي لقول الله: من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً، لما أنزل الله هذه الآية نزلت على نفس أبي طلحة الأنصاري، ونزلت فسمعها اليهود، أبو طلحة خرج من البيرحاء، وهو أحب مال إليه، واليهود ماذا قالوا؟ قالوا: إن الله فقير ونحن الأغنياء، الآية هي هي بحروفها وكلماتها، لكن انظروا كيف أثرت في النفس الزكية ما هو أثرها في النفس الردية؟ لذا بعض الناس يدوِّر الآيات على مصلحته ويدور النصوص على مصلحته، والذي يقرأ كتاب الإكليل للسيوطي يجد عجباً في هذا الباب، هل يجوز للمرأة أن تتعلم من الرجل التجويد ويجوز العكس، الإمام أحمد أربع شيخات والإمام ابن عساكر له بضع وثمانون شيخة، وخرج السخاوي بزوجة شيخه أنس زوجة ابن حجر فقرأها عليها لكن هذا كله بضوابط شرعية غير اختلاط، وكان في القرن الرابع عشر هجري في ليبيا تحديداً كانت امرأة حادقة في الفقه وكانوا فقهاء المغرب إن أعيتهم مسألة يقولون نذهب لوقاية، كان اسمها وقاية، قالوا نذهب لوقاية فإن عصابتها خير من عمائمنا، وكل من روى صحيح البخاري مدار رواية البخاري في العصور المتأخرة على كريمة، كل من روى البخاري، كل من له الإسناد البخاري بالإقراء أو بالإجازة مدارها على امرأة فالمرأة لها أن تتعلم ولها أن تعلم لكن بالضوابط الشرعية.
سأل رجل عن خروج النساء في التلفاز للتعليم
الجواب: التلفاز والستلايت مصيبة عظيم؛ لأن هذا يفتح بابً للتشهي، أقول لكم أصل المسألة: لو أن طالب علم وجد عدة أقوال أمامه بماذا يأخذ؟ منهم من قال يأخذ بالأثقل ومنهم من يقول يأخذ بالأخف ومنهم من يقول يأخذ بالاحتياط ومنهم من يقول يأخذ بالأكثرية ومنهم من يقول يأخذ بالأورعية (أورع الأقول) وأرجأ الأقوال أن يتخير، يعني يتشهى يأخذ ا يريد وما يوافق هواه؛ فالله جل في علاه لما قال: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، قطع على السائل باب الهوى، بأن يسأل من يعلم، فمصائب الستلايت اليوم تشهد عليه، تجلس مع رجل يتكلم كلام أكبر من عقله مليون مرة، من أين جئت بالكلام قال: على الستلايت أسمع بعض الكلام والشُّبه. وأنا طالب علم بفضل الله علي من سنوات طوال أمكث في مكتبتي ساعات كثيرة، كل يوم أسمع بعض الشبه حتى أردها، أحتاج إلى ساعات في البحث، فما بالك بالعامي، شبهة وراء شبهة وراء شبهة، ويقلب هذه المحطات وبعض الطلبة يقولون لنا يا شيخ ألم تقولوا إن الحرام لغيره يجوز عند الحاجة والضرورة؟ نقول نعم لكن نحن نزيد باب لو لم يسمح إلا لنا إو إلا لمن كان منهجه صواباً لفكر بأن يقرن، لكن أن يصبح قول لنا كسائر الأقوال، قول قال الله وقال رسول الله، يُعرض أمام الاهواء والمذاهب الفاجرة الفاسدة، لا نقبل، نحن نصون ما عندنا ولا نقبل أن نعرض فيسوق فنحن الرجال لا نقول لها بالجواز فما بالك بالنساء خروج المرأة بالستلايت!
سؤال: أحد الإخوة يقول: سمعت أحد المشايخ الفضلاء يقول في قول النبي ﷺ: “من قال لأخيه والخطيب يخطب صه فقد لغى“، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، قال الشيخ: يجوز للسامع إذا سمع الإمام يذكر الله يقول مثلاً لا إله إلا الله أو سبحان الله أو سائر ذلك من الذكر فهذا من اللغو، هل هذا صحيح؟
الجواب: حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: إذا قلت لأخيك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغيت هكذا، قال: لغيت على لغة دوس وفي رواية عند النسائي في الكبرى والدولابي في الكنى والأسماء (فكأنما عاد من الجمعة بحفنتي تراب)، فمن لغى وتكلم فهذا لا تنقض جمعته ولا يطلب منه أن يعيد الجمعة ظهراً وإنما ذهب أجره، وقال العلماء: إن كان النبي ﷺ قد منع المستمع من الأمر والنهي، والأمر والنهي في دين الله أشد من الذكر، فبدلالة أولى أن يُمنع المستمع من الذكر والله تعالى أعلم.
سؤال: ما رأي فضيلتكم فيما يقال أن الإسلام لا يعارض الصوفية التي تكون على الكتاب والسنة
الجواب: كلمة صوفية كلمة موجودة عند البراهمة وغيرهم من الأديان، في ديننا التزكية، فإحكام البدايات سلامة في النهايات.
سؤال: باب صفات الله هل يثبت تحديد العدد لأعين الله تعالى؟
الجواب: في درس الخميس فصلت في المسألة وقلت أن شيخ الإسلام في مشروع الفتاوى الجزء الثالث صفحة 161 قال: المعتقد لا يُؤخذ عني ولا عمن هو فوقي وإنما يؤخذ المعتقد من كتاب الله وسنة رسول الله وإجماع الصحابة، الحديث الوارد في العينين أخرجه العقيلي في الضعفاء وابن حبان في المجروحين في ترجمة إبراهيم بن يزيد الخوزي (إذا قام الرجل يصلي فهو قبالة عيني الله) وهذا متروك هذا الدليل الصريح في إثبات العينين فنثبت العينين كما نقل شيخ الإسلام بإجماع السلف ولا أعرف نصاً وأنا كنت في مجلس مذاكرة وأقول يا إخواني ينبغي أن تفهموا أن مجلس المذاكرة يذكر فيه ما لا يُذكر في مجالس التعليم والفتوى، سفيان بن عيينة قالوا لم يدلِّس قط وفي مجالس المذاكرة كان يدلس الطلبة؛ ليمتحن أفهامهم ويحرك عقولهم، تقع الأحاديث الغريبة والأحاديث الموضوعة في مجالس المذاكرة فقلت:أنا لا أعرف نصاً صريحاً في إثبات العينين لله وما زلت أقول، نعرف نصاً لكن إجماع السلف يكفي لكن هذا يعطينا أهمية النظر في الكتب والتحقيقات والمخطوطات وأن العلم يحتاج لبحث وما أجمل أن نبقى على بحث وقد نُحَصِّل شيئاً الآن لا نعرفه لكن عقيدتنا بربنا ثابتة وفاتني أن أذكر السمة الخامسة لسمات النصوص: الثبات؛ لذا قال شيخ الإسلام: اهل الحديث أقوالهم ثابتة متطابقة على اختلاف أزمانهم، الحديث هو هو، عقيدته بالله هي هي، لما جاء رجل ينازع مالك قال: أرأيت كلما جاء أكثر جدلاً منك تركت ديني واتبعته! عقيدتنا ثابتة ولله الحمد والمنة.
سؤال: نذرت إن عدت لمعصية ما أن أصوم لله شهراً متوالياً وقد عُدت للمعصية، ماذا علَي؟
الجواب: الفرق بين النذر واليمين عند العلماء أن من نذر شيئاً فيجب عليه أن يفي به ولا يجوز له أن يتحول عنه واليمين من حلف على شيء فرأى غيرها خيراً منها تحول إلى التي هي خير، هذا هو الفرق بين النذر واليمين، فمن نذر شيئاً ففاته أو لم يقدر على تحصيله فعليه كفارة اليمين، الخلاصة يجب عليك أن تترك المعصية وعليك كفارة اليمين.
هل في الإملاص كفارة؟ (الإملاص إسقاط الجنين)
إسقاط الجنين فيه غِرة والغرة عشر دية الحر (دية الرجل).
سؤال: ما هي أدنى مرتبة يحصل عليها طالب العلم ويدخل بها كطالب علم؟
الجواب: قال بعض السلف: كُن عالماً أو متعلماً أو سائلاً ولا تكن الرابع فتهلك؛ الرابع المستحيي أو المستكبر، فأقل شيء طالب العلم يكون سائل، يسأل عن أمر دينه، والسؤال أحياناً علم (إنه جبريل جاءكم يعلمكم أمر دينكم) ماذا فعل جبريل؟ سأل فقط، فقد يسأل الإنسان ويُشرع ذلك ويُعرف الجواب، لكن يريد أن يُعَلِّم غيره بالسؤال، فينبغي أن يعرف الإنسان فقه السؤال.
سؤال: شاب يدخن لكن يريد أن يُقلع عن التدخين ولكن لضعف إيمانه يريد أن يقلع عن التدخين بسبب المال او الصحة، بماذا تنصحوه؟
الجواب: هذه مسألة مهمة ليست كفرع، كأصل، الفوائد التي تأتي في الطريق من خلال امتثال أمر الله إن التفت القلب إليها فهل هذا يعارض الإخلاص؟ على الحق والحقيقة لا يعارض الإخلاص، رجل ذهب للحج أراد أن يحقق المنافع، بيع وشراء وعقد عقود ويعرف تجار، لا يوجد مشكلة في ذلك، المهم أن لا يلتفت القلب لغير الله، أما المنافع التي تُجنى من وراء ما شرع الله فلا حرج في ذلك، الواحد له لحية واللحية لها فائدة على البشرة، الحمدلله خير على خير، رجل إمام ركع فشعر بدبيب أقدام فطول الركوع من أجل إدراك الركعة فهل يناقض الإخلاص؟ على مذهب الصوفية يناقض الإخلاص، على مذهب الحارث المحاسبي أبو حامد الغزالي في الإحياء يُناقض الإخلاص، وهذا خطأ حمل على هذا المذهب حملة شديدة ابن العربي المالكي في العارضة، وأيَّد قوله الشاطبي في الموافقات، أن يلتفت القلب إلى غير الله بداية في العمل هذا هو الرياء، مثل ما ذكر ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين، قال: كان رجل يصلي وكان حوله أناس ودخل للصلاة ليطولها ليتكلم الناس عن خشوعه، قال: فأصبح يمدحونه، ما أخشعه، ما أطول صلاته وما أحسنه، فحبل الكذب قصير، قال: فقال لهم وهو يصلي: مع هذا فأنا صائم.
سؤال: مسلمان أحدهما تزوج لأخت الآخر، والزوج طلقه زوجته دون أن تذنب وطلب منه أن يقطع زيارته م طلب منه أخذ الزوجة ليثبتها في المحكمة الشرعية، يقطع فتوى فقطع ثم طلب منه أخذ زوجه ليثبتها في المحكمة الشرعية كما طلب منه المفتي، فرفض والأمر بينهما صعب الحلول، فهل يدخل في هذه المسألة أن تعود الزوج لزوجها وأولادها؟ أو يوجد حل لهذه المسألة دون حدوث طلاق بينهما.
الجواب: أولاً الذي طلق يُنظر في حاله، فإن طلق وهو يعي ما يقول ولم يعلق الطلاق بتهديد أو وعيد وإنما أنشأ الطلاق، فهذا طلاقه يقع أما إن كان غضبان غضباً يغلِّق على عقله بحيث يجعله يهذي ولا يعي ما يقول فقد صح عن النبي ﷺ قوله: لا طلاق في إغلاق، ما أحد يطلق وهو فرحان والإغلاق قسمان وكلاهما لا يقع به الطلاق على إختيار المحققين من أهل العلم، الأمر الأول إغلاق قبل التلفظ بالطلاق، أو بعد التلفظ بالطلاق بمعنى نقول أبو فلان طلقت؟ قال لا ما طلقت، اجتمع عليه الناس والحضور ويثبت عليه الطلاق فينزل إلى رأيهم على نظير من حدث ونسي، حدثني فلان عني أني رويت على هذا النظير فهو غير مقتنع أنه قال لولا أن الناس قد أجمعوا، هذا نوع من أنواع الإغلاق، وهذا لا يقع به الطلاق، النوع الثاني فيه خلاف والراجح أن الطلاق لا يقع به أيضاً، أن يكون حال نطقه قد غَلَّق وبعد أن خرج منه الأمر هدأ ففهم فالعبرة بحال النطق وليست العبرة بالذي هو قبله أو الذي هو بعده، والله تعالى أعلم.
أنا لست بقاض بينكما أنا بمفتٍ أعلم الطلبة أصول كلية في الطلاق لكن بالجملة هناك حكم شرعي وحكم دياني وهذا أصل ينبغي لطلبة العلم أن يعرفوه يعني هذا الهاتف ليس لي لو أن رجل أخذه وذهب للقاضي وأتى بشاهدين زور وحلفوا أنه له فقضى القاضي أن هذا الهاتف له، في دين الله لا يصبح الهاتف له، حكم القضاء شيء وحكم الشرع شيء، وقد ثبت عند الستة من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي ﷺ قال: إنما أنا بشر مثلكم أقضي بينكم على نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فإنما أقضي له بقطعة من نار إن شاء فليأخذها وإن شاء فليدعها، فحكم تثبيت الطلقة والذهاب للقاضي وحكم تثبيتها عند المفتي، هذا حكم قضائي، الحكم الشرعي إذا طلقت زوجتك ووقعت الطلقة فأمامك عدة، عدة المرأة ثلاث حيضات ووقع خلاف بين العلماء هل تنتهي العدة بأول الحيضة الثالثة أم بالطهر بعد إنتهاء العدة الثالثة؟ والراجح والله أعلم بمجرد الحيض، هذا خلاف مشهور حتى بين الأقدمين، ففي أثناء هذه العدة إن قلت لها أمام اثنين من الشهود أرجعت فلانة إلى ذمتي زوجة ترجع لك زوجة ولك أن تعاملها معاملة الأزواج في أثناء العدة تتزين لك تتجمل لك، متى عاملتها معاملة الأزواج من ضم وتقبيل أو جماع انقطعت العدة وعادت زوجة، ويحرم عليك أن تفعل ذلك إلا بشهود فإن لم يقع الشهود وقعت الرجعة وانتهت العدة ورجعت زوجة والله تعالى أعلم.
سؤال: ما معنى قول النبي ﷺ: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، هل النبي ﷺ قبل أن يموت أخرج المشركين من جزيرة العرب أم أنه أخرج قسماً وعمر أخرج قسماً آخر؟
الجواب: الأصل أن أهل الكتاب لا يخرجوا من جزيرة العرب، لكن إذا في ضرورة أو حاجة أو عدم قدرة أو عدم مكنة وغلبنا على أمرنا فهذا يقدر بقدره.
سؤال كتاب الأسماء والصفات للبيهقي كيف هو؟ وحديث (إن لله تسعا وتسعين اسما) وذكر الأسماء فيه؟
الجواب: حديث (إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة)، في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وقد ذكر ابن عطية في المحرّر الوجيز أي تفسيره، ذكر أنه متواتر والصحيح أنه ليس بمتواتر، أما سرد الأسماء فيه فهي من إدراج الوليد بن مسلم، ولم يثبت أن النبي صلى اللهعليه وسلم قالها، وأخذها الوليد وبعض آل البيت انتزاعا من القرآن الكريم، سرد الأسماء عند الترمذي إنما هو من إدراج الوليد، يعني هو من كلام الوليد بن مسلم، ذكره على إثر حديث الرسول ﷺ المرفوع، وهو ليس من كلام رسول الله ﷺ، أما كتاب البيهقي للأسماء والصفات يا ليت البيهقي لم يأخذ العلم عن ابن فورك وابن فورك هو الذي أفسد البيهقي، والبيهقي عالم متفنن ممن أتقن التأريخ، فوقع له بعض الأشياء في كتابه الأسماء والصفات غير مرغوبة، فرح وطار بها الكوثري، الكوثري له تبليسات في التعليق على الأسماء والصفات لا يعرفها إلا الجهابذة. راوي في حديث يثبت صفة من صفات الله ولا سيما صفات الفعل، يعلق الكوثري في الهامش ويقول: هو من رجال الميزان يعني مقدوح فيه، ويقول الستة أخرجوا له، فغطى أن يكون من غير الستة، له تدليسات وله أشياء في التعليقات على الاسماء والصفات،(زاد الطين بِلّه) كما يقولون.
ثم سأل أحدهم عن المباركفوري؛ فأجاب الشيخ مشهور بن حسن: المباركفوري غير ابن فورك؛ ابن فورك شيخ للبيهقي، المباركفوري شيخنا تقي الدين الهلالي مات من قريب، هندي.
سؤال: لماذا لا يسار إلى إنشاء مدرسة أو دار للحديث عندنا في الأردن؟
الجواب: أرجو الله عزوجل أن يحيي سنة الإقراء، وسنة الإقراء أن نقرأ من الصحيحين قراءة سريعة والسنن، ومما يحز في النفس أن تنظر في الأردن مثلا لا تجد القرآن يُفسّر من أوله إلى آخره، أن لا تجد دروسا لصحيح البخاري، أن لا تجد دروسا لصحيح مسلم، هذه كتب أصلية مهمة لايمكن لطالب العلم أن ينشأ ويقوى وتظهر بركة لطلب العلم دون هذه الكتب.
سؤال: أمنع عيني من البكاء في الصلاة أثناء قراءة الإمام خوفا من الرياء، هل هو شرك؟
الجواب: لا، أترك نفسك، فإن بكيت فلا حرج، قد كان أبو بكر رجلا أسيفا؛ أي كثير البكاء، وربنا يقول في معرض المدح (ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) فالبكاء كما هو معلوم أمر محمود، فالبكاء نوعان : بكاء خوفا من الله، وبكاءٌ شوقا إلى الله، والثاني أرفع من الأول، إن استحكم في قلب الأب أو الأم حب الولد بكت شوقا إليه، فأسأل الله أن نلقى الله وهو عنا راضٍ.
سؤال: غطاء الرأس عادة أم عبادة ؟
الجواب: عادة كانت في الجاهلية، فجاء الإسلام فثبتها، فلم يعرف كشف الرأس في العصور الأولى الفاضلة، بل لم نعرف كشف الرأس نحن المشرقيين خلاف المغاربة كما يذكر الشاطبيّ في الموافقات: لن نعرف نحن المشارقة غطاء الرأس إلا مع قرينة كشف السيقان والتبرج، لما كشفت نساؤنا في الوقت الذي ظهر وجود الإستعمار أثّر في لباس الرّجال والنّساء معاً، ما قبل ذلك كانت العادة غطاء الرأس وغطاء الرأس سنة والله تعالى أعلم.
سؤال: شخص له كمية من الذهب يحتفظ بها، هل تجب فيها الزكاة؟
الجواب: قولاً واحداً ربنا لما هدد من الزكاة قال: “والذين يكنزون من الذهب والفضة“، فرجل ما عنده زكاة حليّ عنده مال أربع كيلو ذهب باقيهم لتعليم الولد هذا فيه زكاة بإجماع العلماء؛ لأن التهديد والوعيد جاء في الزكاة وإنما الخلاف فيما إذا كان الذهب زينة فبعض أهل العلم بل جماهير الفقهاء يقولون بعدم الوجوب والراجح الوجوب في زكاة الحلية، قالوا لو امرأة عندها فستان بعشر آلاف دينار ممكن، عبدالرحمن بن عوف كان يلبس ما أذن له الرسول ﷺ من الحرير الخالص كانت فيه حكة، كان ثمنه ألوف الدنانير هذا لا زكاة فيه، لكن هذا خلاف الحلي والله تعالى أعلم.
40:55
سؤال: نريد أن نعلم عند من نطلب العلم الشرعي؟
الجواب: كان الإمام أحمد يسأل عند من نطلب العلم؟ قال: عند العلماء، سمي لنا؟ يأبى أن يسمي حتى لا يتحمل خطايا الشيخ، كيف أسمي لك واحد والغُرم علي والغُرم لك؟ أنا أقول لك عند العلماء؛ من زكاهم العلماء وعرفوا بالمنهج الصحيح والعقيدة السليمة ويأخذون ويعظمون الكتاب والسنة أطلب العلم عندهم والناس فيما يقدرون وفيما يظنون تختلف اجتهاداتهم، ونصحتك وذكرت لك في الدرس أن تنوع المشايخ وأن تأخذ عن أكثر من شيخ.
سؤال: ما رأيك في أحوال هذا الزمان حيث اختلفت فيه الأقوال والمرجعيات وكل ينازع الكتاب والسنة وهو يمثل الصحيح المنهج السلفي؟
الجواب: المنهج السلفي فوق كل الخلق، المنهج السلفي قال: معنا الكتاب والسنة فيها ثبات فيها عصمة فيها حاكمية، ما شيء يحكمه هو غير محكوم هو حاكم والعلم بحث والعلم فضّاح ولا أمير في العلم إلا العلم وحبل الكذب قصير فالذي يقول: الكتاب والسنة ويجمع همه ويصدق ربه ويخلص نيته في التعلم والتعليم الله يرفع قدره، ويضع له القبول في الأرض، وما عدا ذلك يزول ويفنى ولا يبقى.
سؤال: هل تنصح بقراءة كتاب آداب البحث والمناظرة لطالب العلم المبتديء؟
الجواب: طالب العلم المبتديء لا يبدأ بهذا يبدأ بعلوم الآلة ويستقيم لسانه بكتاب الله عز وجل.
سؤال: هل أخذ شعر ما بين الحاجبين نمص؟
الجواب: نمص، والقص ليس بمشروع بناءاً على أنه لا يجوز أن نأخذ شيئا من شعر البدن إلا بدليل والله تعالى أعلم.
سؤال: ما موقفي من خلاف العلماء وما هي أسباب الخلاف؟
الجواب: أسباب الخلاف كثيرة وليس الآن وقت ذكرها، يحتاج إلى مجلس طويل وكلام كثير في أنواع الخلاف وأسباب الخلاف وتقدير الخلاف.. إلى آخره. أنت مطولب منك إن كنت مبتدئ في الطلب أن تستفتي أعلم من تظن؛ من تظن أن عنده علماً وتقىً، لا يغير الفتوى بتغير المصلحة، إن كنت قريبا أفتاك على وجه، وإن كنت بعيدا أفتاك على وجه آخر، وما شابه من يفتي ديانة وإخلاصاً وصدقاً بناءً على تأصيل وعلم ودليل وحسن استدلال فهذا الذي ينبغي أن تسأله.
سؤال: ما هو سبيل النجاة؟
سبيل النجاة أن تتعلم فتعمل فتدعو فتصبر، كما قال تعالى في سورة العصر.
سؤال: كنت طالب علم وعملت بالتجارة، وكبرت تجارتي وصار همي جمع المال ولم أستطع التخلي عليها، هل من إرشاد منكم لطلب العلم؟
الجواب: إرشادي أن أبا هريرة كان يذهب للسوق، ويقول ميراث محمد يوزع في المسجد، فيأتي الناس فيحدثهم بحديث رسول الله. كل الأنبياء ماتو ولم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن العلم، ابق على تجارتك ولكن أحسن إدارتها، استفد من هذا المال في خدمة العلم والدين، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على نمو أموالهم، لا لمصالحهم وإنما كان حرصهم كحرص والي بيت المال على مال المسلمين، وكان الصحابة يتناوبون، يضربون في الأسواق، قسم يبقى أمام النبي ﷺ يتعلم، وقسم يذهب للسوق، وكان كل منهما يعلم الآخر، وعلماؤنا الكبار كالبخاري ومسلم وجمع كانوا تجاراً؛ فقنّن تجارتك، وأحسن إدارتك. اليوم الحاسوب والبرامج تحصي لك المبيع وتحصي لك الباقي وتأمن السرقة، ويمكن أن تبقى في توسعك، ولكن إن تعارضا بالكلية؛ فلا تنسى أن الدنيا لو كانت ذهبا ولكنه زائل والآخرة لو كانت خزفا ولكنه باقي، فالخزف الباقي خير من الذهب الفاني، فكيف والدنيا من خزف والآخرة من ذهب!!
سؤال: كيف نعمل في اجتماعات في طلب العلم وقد تؤدي إلى الحبس في بلادنا تونس؟
الجواب: تعلّم أنت وأولادك وزوجك، وفي حديث رسول الله ﷺ (إذا أمرتكم بأمر فأتو منه ما استطعتم) فافعل ما تستطيع.
سؤال: ماهو النمص؟
الجواب: إزالة الشعر الذي لم يأذن به الشرع، والذي ينظر في القاموس، ومؤلف القاموس فيروز أبادي واسم كتابه القاموس المحيط، وهو عالم متفنن، وهو من أواخر من وصل إلى رتبة الاجتهاد، كما ذكر الإمام السيوطي، وهو محدّث، وفي القاموس ضبط لكثير من أسماء المحدثين التي تُتعب طلبة العلم المحققين، وكثرها الزبيدي محمد المرتضى في شرحه شرح تاج العروس، لكن القاموس المحيط هذا، جزء من اسم الكتاب، فصاحبه وضع له اسما كاملا واسمه الكامل ” القاموس المحيط فيما ذهب من لغة العرب شماطيط“.
سؤال: حديث سالم مولى حذيفة، كيف ننزله في واقع الناس، إذا كان غير مخصوص بسالم؟
الجواب: ذكرت لكم من سمات النصوص الشرعية أنها شاملة، وقد قرر شيخ الإسلام والمحققون من العلماء: لا يوجد نص شرعي لواحد فقط. سالم مولى أبي حذيفة حالة؛ فمن وافقت حالته حالة سالم أعطيناه حكم سالم. يعني مثلا جيئ لنا بولد في مجازر البوسنة والهرسك أو بنت عمرها عشر سنوات أو 12 سنة أو 14 سنة، هل يمكن ولد أو بنت عمره 14 يقوم على نفسه، ويقوم على متاعب هذه الحياة؟ لا يمكن، مات أهلها ماذا نفعل بهذه البنت؟ نحكم برضاعتها، وحكمها حكم سالم مولى أبي حذيفة وهكذا..رجل ما رزق ولدا، وأصاب إمرأته داء عضال، لا يمكن أن تخدمه ولا تخدم نفسه، فجيء بصبية لتخدمه فحكمها حكم سالم مولى أبي خذيفة وهكذا. هذا الذي قلت تقرير ابن حزم في المحلى واختيار ابن تيمية وابن القيم رحمَهُم الله، وبهذا يفتي مشايخ الزمان.
سؤال: عندما أستيقظ من النوم أجد آثاراً أو أجد أحياناً رائحة وأشك كثيراً وأقول صلاتي باطلة؟
الجواب: تنظر إن وجدت بدلاً وإن لم تذكر أنك وجدت شيئاً فتغتسل إن كان منياً، وإن لم ترى شيئاً ولو كنت قد رأيته فلا شيء عليك( إنما الماء من الماء) كما في صحيح مسلم، والنبي ﷺ قال: “إذا وجد أحدكم سيئاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يشم رائحة “قال أبو محمد البغوي في شرح السنة: هذا في حق غير الذي به صمم أو لا يشم، لو كان واحد لا يشم أو أطرش هذا لا يعلق به الحديث، لكن هذا دليل من أدلة أن اليقين لا يزول بالشك فأنت متيقن أنك لستَ على جنابة فشككت في الجنابة فتفقدت فلم تجد شيئاً فاليقين لا يزول بالشك فتبقى على أنك لست جنباً، وإياك والوسوسة.
سؤال: كيف نرد على من نقول له إن هذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني، فيقول لك إن العالم فلاني قد صححه، والعلماء مختلفون في التصحيح؟
الجواب: إذا لم تكن تعرف أصول التصحيح والتضعيف فهذا ضعفٌ فيك، والضعف يولد حيرة فتريد أن تخرج من حيرة مع جهل! مستحيل، فالطريق لمعرفة الصواب أن نعرف سبب التصحيح وسبب التضعيف، فتحكم قواعد أهل الصنع الحديثية؛ فبناءً على القواعد تقول الحق مع فلان أو مع فلان، وأما أنت لا تعرف القواعد فستبقى في حيرة. أذكر أنني في الجامعة درسني أستاذ صوفي وكان على عادتهم يذكرون الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كنت كثير الترداد على مكتبه أعطيه كتباً فكنت أقول له يا أستاذ حديث كذا موضوع، يقول من الذي ضعفه؟ يريد مني شيئاً فأفوت عليه هذا الشيء، أقول ضعّفه العراقي ضعفه السمكي، آتيه بشافع يصده مثل الصوفي، يقول: آه شيطان، هو ما يريد الضعيف ولا يريد شيء هو يريد يعمل سيفه، فالعاقل ينظر بمآلات الأفعال، ما تريد من سؤالي؟ أفوت عليك مقصدك، أقيم عليك الحجة، فما ينبغي أن يذكر اسم شيخنا رحمه الله فيشتم فتأثم وتُأثّم غيرك، والعلم قواعد، إحفظ القواعد، احفظ تقريرات الشيخ،احفظ قواعد الشيخ، كن طالب علم نبيهاً.
سؤال: أحيانا يخطر في نفسي خواطر فاسدة من حيث العقيدة هل يأثم الإنسان؟
الجواب: لا، لا تأثم، وقد ثبت هذا في صحيح مسلم في كتاب الإيمان، وكان الصحابة يقولون: نتمنى لو كان أحدنا حممة أي فحم من نار، فكان الرسول ﷺ يقول: أوجدتم ذلك حقا، قالوا: نعم، فكان النبي ﷺ يقول لهم: ذلك محض الإيمان، وفي رواية في صحيح مسلم “ذلك صريح الإيمان“ هذا محض الإيمان وهذا صريح الإيمان، معنى هذا: أرأيتم إلى اللص، فاللص يدخل البيت النفيس، البيت الذي ليس بنفيس اللص لا يطمع فيه، فإن وجدت أثرا لوسواس الشيطان على قلبك فافزع إلى ربك، تأملوا معي ” قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد“ رب الفلق يُتعوذ من أربعة أشياء. تأمل معي: “قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس“ لماذا؟ ثلاث صفات، ثم “من شر الوسواس الخناس“ فالشيطان لا يمكن أن تقدر عليه وأن تتغلب عليه إلا أن تتعوذ بالله منه، ما معنى أعوذ بالله؟ ألجأ إليك يا الله وألوذ بحماك يا الله، لذا في طبقات الشافعية قصة طريفة لطيفة، قال تقي لابنه تاج: يابني لو كنت تسير في الطريق ونبحك الكلب ماذا تفعل؟ قال: أرميه بحجر. قال: ثم نبحك، قال: أرميه بحجر.. ثم نبحك قال: أرميه بحجر، قال الولد: يا أبت علمني ماذا أفعل؟ فهم الولد أن الوالد يريد شيئا، قال : قل ونادي بأعلى صوتك: يارب الكلب، ياصاحب الكلب، كف كلبك عن طريقنا ترتاح فأنت لما تقول أعوذ بالله أي ألجأ إليك يا الله وألوذ بحماك وأستجير بقواك من شر هذا العدو.
سؤال: هل ينصح لطالب العلم أن يتزوج مبكرا مع الظن أن الزواج سيلهيه عن الطلب؟
الجواب: ما أدراك وأنت لم تتزوج، إن أحسنت الإختيار وأحسنت إشغال أهلك. كنت أشتغل في جمع حول المنفردات في الصحيحين أول زواجي، فأول شهر من زواجي جعلت زوجتي تقرأ تهذيب التهذيب، جردت لي في تهذيب التهذيب جميع ما انفرد فيه الرواة ممن أخرج لهم أصحاب الصحيحين، ما المرأة تشغلها تشتغل.. مسكينة عوان عندكم، كيف تكيفها تكيفها، درس تأخذه عند الشيخ تعطيه إياه آخر النهار بنية أن تعلمها وبنية أن تثبت حفظك، جدا طيب، وتفرح جدا أن تكون بعلا لها وأستاذا وشيخا لها فهذا تمام الفرحة، كم تحب المراة ان تشعر أن زوجها فوقها وأن زوجها أعلم منها، أما إن كان العكس فشيء آخر، لما زوج مالك ابنته رحمه الله، أراد الزوج أن يخرج إلى درس الإمام مالك، إلى أين؟ بعدك عريس، قال: إلى درس الشيخ الوالد. قالت له: إجلس فعلم والدي في صدري، أنا أعلمك علم أبي. وأبو ليث السمرقندي له كتاب في فقه الحنفية اسمه “جحود الفقهاء” وكان عنده ابنة اسمها فاطمة، وكانت مضرب الجمال والعلم في زمنها، فتقدم لها ولد أمير المؤمنين، فأبى والدها أن يزوجها إياه، واستعد أن يدفع مهرها ذهبا فأبى، فجاء رجل فقير اسمه الكاسالي، فشرح كتاب“جحود الفقهاء” في كتاب مطبوع اسمه “بدائع الصنائع شرح جحود الفقهاء“، ونوّع الكتاب، وأبدع في التنفيع والتقسيم، وعرض الفقه، فلما رأى ابداع التلميذ وكان فقيرا؛ فأبو الليث زوّج ابنته للكاسالي، فقالوا: “شرح تحفته وزوجه ابنته“. كن طالب علم والله عز وجل ييسر لك الخير، واطلب طالبة علم.
سؤال: كثير ما نجد هذه الأيام ردود على أهل السنة، وأحيانا بعضهم على بعض، ما موقفنا من هذه الردود؟
الجواب: “ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا“ الذي لا تعرفه أسكت عنه أولا، ثانيا: إياك أن تتكلم بظن فإن الظن أكذب الحديث، ثالثا: لا تشغل وقتك ولا قلبك ولا عقلك بهذه المسائل فهذه عوائق، رابعا: احكم عمن تأخذ دينك، إن هذا العلم دين، فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه كما في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سيرين. خامسا: المسائل الكبار علّق القول فيها، علماء الزمان متصارعين في مسائل، وعلماء أهل السنة على اختلاف أعصارهم وأبصارهم مختلفون في المسائل، مسألة غطاء الوجه.. الصلاة خلف الإمام.. مسائل كثيرة، في يوم وليلة تصبح طالب علم تريد تحكم على العلماء وتصوب وتخطأ، قل قدري أني أرى أسودا يتصارعون في حلبة وأنا صغير إن دخلت بينهم أكلوني فابق بعيد، فبعض الطلبة جريء، مجرد ما يطلب العلم يريد يصير حكم على العلماء، والله جاءني طالب علم فيقول لي انا بحثت بعض المسائل ووافقتني هيئة كبار العلماء، فأنا قلت لأخي لعلك زللت، يعني قصدك أنك بحثت يعني انا في نفسي أقول لعله يريد أن يمهد لي أنه يريد ان يخالف الشيخ الالباني في بعض المسائل وأنه موافق هيئة كبار العلماء هكذا أقول في نفسي فقلت: لعلك يا أخي تريد أن تقول زلَّ لسانك، تريد تقول: وافقت هيئة… قال: لا هم وافقوني، قلت: أخرج من البيت، ما تبقى، أخرج ما أريدك، يعني إذا هيئة كبار العلماء لم تعبيء عينك كيف سأعبيء عينك؟ اذهب فكني منك، يعني بعض الناس لا عقل عندهم وأنا إن بقيت أسمع له لا عقل عندي، اذهب مشّي بضاعتك على غيري، لعلك تجد إنسان معتوه ناقص، انسان يحب المجد، وتحقيق الذات وتكلم له؛ لذا قال سفيان بن عيينة مقولة رائعة، قال: إذا رأيت الناس قد أجمعوا على مدح رجل فاتهمه، وإن رأيت الناس قد أجمعوا على قدح رجل فاتهمه، فالمؤمن ما بين مادح وقادح، فأنت سمعت قادح تثبت ما تلغو، وأنا دائماً أقول: إذا أردت أن تعرف دين الرجل انظر إلى لسانه وإذا أردت أن تعرف عقل الرجل فانظر إلى وقته، عقلك من وقتك، كيف وقتك تقضيه يعرف عقلك، وكيف لسانك يتكلم أعرف دينك، فالعاقل يحفظ دينه ويحفظ لسانه، بعض الناس يهجم بالتكفير لو أنه كان كافر ولم تكَفِّره الله لا يحاسبك، لماذا تُشقي نفسك وتنكِّد على حياتك وتبهدل نفسك في الدنيا والآخرة عند ربنا، بعض الناس طيش وزنق قلة عقل وتهور، لو انك سكتّ خير لك في الدين والدنيا، مسألة ليس بحجمك أسكت، فبعض الناس لا عقل عندهم.
سؤال: هل من شروط التعارض بين الألة الشرعية التساوي في القوة؟
الجواب: لا، لا يلزم لكن بلا شك أن من طرق الترجيح مثلاً عند الآمدي أظن في طريق رقم 99 أو 100 في الإحكام، قال الحديث المتفق عليه مقدم على الحديث الذي ليس في الصحيحين.
سؤال: كيف نزيد في إيماننا مع أننا نعمل بالكتاب والسنة وطلب العلم؟
الجواب: تزد في إيمانك استحضر النية عند كل عمل وفي أثناء العمل وبعد العمل والتخلية قبل التحلية، ابتعد عن مقسيات القلب وهي:
1. كثرة الكلام.
2. كثرة النظر.
3. كثرة الأكل.
4. كثرة النوم.
5. كثرة المعاصي.
6. ترك تدبر القرآن.
7. كثرة مخالطة أنفاس البشر.
8. عدم التفكر في الآخرة وعذاب القبر.
سؤال: أخ يسأل عن عمرو خالد؟
الجواب: أنا والله لا أعرف شكل عمرو خالد ولم أسمع صوت عمرو خالد إلا مرة في مطعم، كنت أشتري حمص مع أخونا أبو مسلم، يقول هذا عمرو خالد، فلما رأيته قلت هذا ممثل، طريقة الأداء ثم لما قالوا فلان اعتزل قلت صلح التمثيل، ثم لما صرت أرى المحاضرات وأماكن وجودها وطريقة الإعلانات والتذاكر قلت هذا تتقوى مؤيدات، تتقوى فيها التمثيل، وأسأل الله أن ينفع بالجميع، لكن لله سنة في خلقه تأملوا لما موسى عليه السلام مع فرعون مع السحرة، قال: ألقوا، من الذي يلقي أول؟ أهل الباطل، أول اندفاع الناس نحو الدين، ثورة الخميني وهي من أبطل الباطل، فيه لله سنة “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه“، تعود الخلافة في آخر الزمان على نهج تفشت الحزبيات وصار الحزبيين صيت وسمعة، وصار لهم وجود وشاخوا، الآن الحزبيين شاخوا ما عاد لهم شيء، خلاص، الآن دور طلبة العلم ليسوا كالحزبيين في الشتم واللعن ومخالفة الحكام، دورهم أن يتعلموا دين الله وينشروه.
سؤال هل ولد النبي محمد في النهار ﷺ؟
الجواب: حُبّي لنبيي ﷺ والله يشهد ويعلم أني أتوسل بحبي لنبيي في المضائق والشدائد، “اللهم إن كان حبي لنبيك خالصاً لوجهك ففرج عني ما أنا فيه“، ولله الحمد أجد إجابة، لكن حبنا لنبينا ﷺ عاطفي أو شرعي؟ لو جاءنا حديث موجود عند الشهيلي في(روض الأنف) وهو شرح أشهر كتاب في السيرة، (سيرة ابن هشام)، في (الروض الأنف)، حديث أن الله جل في علاه أحيا أبوا النبي صلى وسلم عليه فآمنا به ثم ماتا، هذا الحديث لا أصل له، لا يوجد له أي إسناد، ولما نجد هذا الحديث في كفة، وفي كفة أخرى حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان بسند إلى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل فسأل النبي ﷺ أين أبي؟ فقال له النبي ﷺ: إن أبي وأباك في النار، ماذا نحكم؟ أين نذهب بحديث ابن مسعود بصحيح الإمام مسلم “استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن الله لي، واستأذنت أن أدعو لها فلم يؤذن لي“؟ ماذا نفعل بهذا الحديث؟ فحبنا لنبينا ﷺ حب شرعي، لو كان حباً عاطفي لأتكلم ليل نهار… قاتلت الناس على أن النبي ﷺ كيف يكون رسول ونبي وأبوه في النار، لكن تأملوا معي قول الله تعالى: “وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني فإنه سيهيدن، وجعلها كلمة باقية في عقبه“، ما هذه الكلمة الباقية في عقبه؟ أن نتبرأ من الكافرين، أن نتبرأ من والد إبراهيم، وإبراهيم أبو الأنبياء، وفي رواية كما قال ابن القيم في جلال الأفهام وإبراهيم شيخ الأنبياء في صحيح البخاري، في بعض روايات البخاري وهي ليست مطبوعة قال: إبراهيم شيخ الأنبياء.
سؤال:- ضوابط الخلاف المعتبر الذي يجوز فيه الأخذ (بأي قول)؟
الجواب:- ضوابط الخلاف المعتبر، الكلام في الخلاف المعتبر وغير المعتبر كثير، ولكنني لضيق المقام ولأن كللاً حصل في الأفهام أذكر الخلاف المعتبر بثمرته لا بماهيته فمتى العلماء المحققون اختلفوا على اختلاف أعصارهم وأمصارهم، واستمر الخلاف موروثاً فهذا خلاف معتبر، والخلاف العالي غالي؛ فالخلاف الذي يقع بين الأصحاب وبقي موروثاً إلى هذا الزمان والعلماء الربانيون المحققون المحررون، يبقى الخلاف بينهم في هذه المسائل فلابد أن يسعنا، لو أن الناس أجمعوا في عصر من العصور، ونبذوا قولاً من الأقاويل أو تبين هجران قول من الأقاويل، إما لعدم حسن تكييف، أو لبعض مسائل فحينئذ نذكر على صاحبه، أرأيتم لو أن رجلاً قال الآن بقول صحابي جليل وهو أبو طلحة الانصاري في أن البردَ لا يفطر الصائم، ننكر عليه أبو طلحة عاش في الحجاز، تصوره للمسألة ليس كتصورنا، البرد الذي ينزل من السماء وهذا بركة من السماء لا يفطر، أتظنون لو أبا طلحة سُئِل عن المطر يقول يفطر أو لا يفطر؟ هل من فرق بين المطر والبرد؟ لا فرق، لكن هل قام فرق في عقله وفي تصوره بين البرد والمطر؟ نعم فلما حررنا الفرق فوجدناه غير معتبر، قلنا كلامه خطأ، لكنه مأجور وهو خير منا رضي الله تعالى عنه، ليس هذا مدخلاً للغمز للصحابة، فالصحابة ليسوا بمعصومين، لكن مجملهم معصومون، إذا الذي يقدح في أصحاب النبي ﷺ كافر، لأنه يطعن بالقرآن ومن بلغ القرآن والله أعلم.
سؤال:- هل العمل في مهنة المحاماة مجازة شرعاً؟
الجواب: مهنة المحاماة وكالة بخصومة، المحامي تكيفه الفقهي أنه وكيل عن شخص بخصومته وقد توكل ابن عباس عن بعض أصحاب رسول الله ﷺ، فحامى كما في قصة عند الطبراني، فالمحاماة من حيث الأصل مشروعة لكن لابد من ضوابط وقيود ومن أهم النصوص التي تلزم المحامي قول الله تعالى في قصة طويلة في سورة النساء، وهي قصة بني أبيرق وهي قصة صحيحة، يا ليتكم تقرئونها عند ابن جرير أو عند ابن كثير وهي قصة طويلة، المقام لا يتسع لسردها ولكن الآية قول الله تعالى: “ولا تكن للخائنين خصيما“، خاصم النبي ﷺعن رجل كان منه نفاق ليريد اليهود، فبرأ الله اليهود وبيَّن أن هذا النبي في ظاهره أنه صحابي هو الذي أخطأ في تلك القضية، ففي شرعنا لا يوجد مداهنة، الحق أبلج، والله حكم لليهود “ولا تكن للخائنين خصيما“، ومن بينها أن لا يستخدم القوانين التي لا تضاد الشريعة، فالتقنيات التي من حق أولياء الأمور في حفظ مصالح الناس التي لا تصادم نصاً من حد أو ما شابه، إن استخدمها فلا أرى حرجاً في ذلك والله تعالى أعلم.
سؤال: أهل الفترة أين هم يوم القيامة؟
الجواب: من هم أهل الفترة؟ الإمام ابن القيم له كتاب اسمه طريق الهجرتين، قسَّم المكلَّفين إلى أقسام والقسم الأخير من أقسام المكلفين جعلهم في أهل الفترة ومن يلحق بهم، وقد ورد ذكر من يلحق بهم في حديث الأسود بن سريع عند أحمد في المسند وابن أبي عاصف وغيرهما وهم من أدرك الإسلام على كبَر والأصم والأبكم والمجنون والمعتوه وأولاد المشركين ومن وُجِد في فترة بين نبيين كحال أهل الجاهلية، فهؤلاء يُمتحنون في عرصات يوم القيامة، تُشَعَّل لهم النيران ويؤمرون باقتحامها فإن اقتحموها نجوا وإن أبَوا هلكوا.
سؤال: لماذا جعل البخاري في صحيحه معلقات كثيرة؟
الجواب: أولاً: البخاري ألغز في صحيحه وجعل معلقات كثيرة في صحيحه باسم صحيحه، أخرج المعلقات من كونها على شرط، البخاري لما ألَّف كتابه ما سماه صحيح البخاري نحن نقول صحيح البخاري لكن للأسف لا يوجد كتب، وضع المعلقات في صحيحه لأن فقه البخاري في صحيحه أظهر لك اختياراته فاضطر أن يقول لك أني لم أخترع شيء من عندي وأني مسبوق بما اخترته، ووافق البخاري فقهه فقه الشافعي و أبي عبيد القاسم بن سلّام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
1 أبو العباس السَّرَّاج محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، الإمام الحافظ الثقة، شيخ الإسلام، محدث خراسان, أبو العباس الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري، صاحب المسند الكبير على الأبواب والتاريخ وغير ذلك، وأخو إبراهيم المحدث وإسماعيل. مولده في سنة ست عشرة ومائتين .
2 أخرجه مسلم واللفظ له: كتاب الإمارة: باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار:3/1513/ برقم: ( 1905). وأحمد في المسند : مسند أبي هريرة: : 14/29/ برقم🙁 8277).
والترمذي في السنن : أبواب الزهد : باب ما جاء في الرياء والسمعة : 4/591/ برقم: (2382).
والنسائي في السنن: كتاب الجهاد : باب من قاتل ليقال فلان جريء: 6/23/ رقم : (3137).
دَخَلَ شُفَي الأَصْبَحِيَّ الْمَدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلا، قُلْتُ لَهُ: نَشَدْتُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَفْعَلُ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ قَلِيلا، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي هَذَا الْبَيْتِ، مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً أُخْرَى، فَمَكَثَ كَذَلِكَ، ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ، فَقَالَ: أَفْعَلُ لأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَا وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ نَشْغَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ، وَأَسْنَدْتُهُ طَوِيلا، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِﷺ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعِلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعَكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ، أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى رُكْبَتَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلاثَةُ أَوَّلُ خَلْقٍ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ: فَأَخْبَرَنِي عُقْبَةُ، أَنَّ شُفَيًّا هُوَ الَّذِي دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا، فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: وَحَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ كَانَ سَيَّافًا لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَحَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: قَدْ فَعَلَ بِهَؤُلاءِ هَذَا، فَكَيْفَ بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ بَكَى مُعَاوِيَةُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ هَالِكٌ، فَقُلْنَا لَهُ: قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ، ثُمَّ أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أخرجه الإمام الترمذي وغيره، وصحح الحديث الإمام الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (2382 )