خطبة عرفة لشيخنا

خطبة عرفة لشيخنا الفاضل أبي عُبيدة مشهور بن حسن آل سلمان وفقه الله .

موسم الحج لعام 1436 هجري ، 2015 ميلادي .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وحده ﻻ شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد…

فيقول الله عز وجل :
{وربك يخلق ما يشاء ويختار}
{ما كان لهم الخيرة من أمرهم}
فإن الله جل في علاه خلق الزمان والمكان والإنسان ، واختار عز وجل ، فخلق الإنسان واختار الأنبياء ، ومن بين الأنبياء اختار الرسل ، ومن بين الرسل اختار محمدا صلى الله عليه وسلم ، وخلق المكان واختار من الأمكنة مكة والمدينة وبيت المقدس ، واختار من الأزمنة يوم الجمعة من بين سائر الأيام ، وشهر رمضان من بين سائر الشهور ، واختار يوم عرفة فهو أفضل يوم من أيام السنة .

ليلة عرفة ليلة عظيمة عند الله عز وجل ، فنحمد الله تعالى حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أن بلغنا ليلة عرفة ، وأن جعلنا نجمع بين فضل الزمان وفضل المكان .

فنحن في هذه الساعات نعيش خير ساعات ونعيش خير واجب وخير عبادة وطاعة يحبها الله عز وجل ، أخرج الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام أحب إلى الله تعالى من العمل الصالح فيهن من العشر الأوائل من ذي الحجة ، قالوا : و ﻻ الجهاد في سبيل الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : و ﻻ الجهاد في سبيل الله ، قال أهل العلم : أفضل عبادة في العشر الأوائل من ذي الحجة الحج ، فهو واجب الوقت ، والحج يكون المؤمن فيه في حرم الله تعالى إﻻ يوم عرفة فإنه ينتقل من حرم الله إلى حله فإن المدينة حرم ، وإن مزدلفة حرم ، وأن عرفة حل ، فلسان الحجيج يقول : يا رب لقد أمرتنا واستجبنا لك فخرجنا مساكين حاسري الرؤوس متجردي الثياب وأمرتنا بأن نخرج من حرمك من منى إلى حلك عرفة ونحن نتضرع إليك ونسألك سؤال الذليلين ، سؤال المساكين ، فيا رب يا رب عاملنا بما أنت أهله و ﻻ تعاملنا بما نحن أهله فإنك يا ربنا أهل التقوى وأهل المغفرة فإن الله جل في علاه يستجيب للحجيج ، وعلامة استجابته أنه يأمرهم بأن يتحولوا من حله إلى حرمه مرة أخرى إلى مزدلفة ، قال أهل العلم : معنى أن الله عز وجل أمر الحجيج بعد الوقوف بعرفة وبعد التضرع والسؤال في عرفة أن يردهم إلى حرمه أي إلى مزدلفة ، معنى ذلك أن الله عز وجل قد قبلهم ، وأن الله عز وجل قد استجاب ، لهم بل قال بعض أهل العلم : الذي يدفع من عرفة إلى مزدلفة وهو يعتقد أن الله لم يقبله وأن الله لم يغفر له فقد ارتكب كبيرة من الكبائر ، ولذا يوم عرفة يوم دعاء ، والدعاء قسمان :

1 – دعاء ثناء .
2 – دعاء مسألة .

وقبل دعاء المسألة يكون الثناء ، والثناء كما هو ذكر الله والتهليل والتسبيح والتحميد التكبير و اﻻستغفار ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ﻻ إله الله وحده ﻻ شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، فهذا الدعاء هو دعاء الثناء ليعقبه دعاء المسألة ، فبعد أن تكثر من الثناء على الله وبعد أن تمجده وتعظمه وتستغفره وتتلو شيئا من آياته في أول الوقوف بعرفة يعقب ذلك أن تتضرع إليه وأن تسأله دعاء المسألة ، فيبدأ عرفة بدعاء الثناء وينتهي بدعاء المسألة ، ينبغي أيها الإخوة الأحبة أيها الحجيج ينبغي أن يدعو بعضنا لبعض وينبغي أن ندعوا للمسلمين فما أحوج المسلمين في هذه الأيام للدعاء ، وحالهم ﻻ يخفى عليكم في جميع أقطار الأرض وإلى الله المشتكى و ﻻ حول و ﻻ قوة إﻻ بالله .

ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر المسلمين بتعيين ليلة القدر فسمع جلبة وسمع صياحا من بعض قائمي الليل ، فقال لهم : لقد رفعت ليلة القدر ، أي رفع تعيينها ، بسبب هذه الجلبة بسبب هذا الصياح الذي سمعته ، فاصبروا أيها الإخوة ، ينبغي أن نصبر ، والصبر فيه أجر ، الصبر والتحمل في مثل هذه المناسك فيه أجر والغضب من الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أصحابه فقال لما قال له : أوصني يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم :

ﻻ تغضب ، أوصني ، فقال : ﻻ تغضب ، أوصني ، فقال : ﻻ تغضب ، ثم قال بعدها صلى الله عليه وسلم : ﻻ تغضب ولك الجنة ، فاكظموا غيظكم واصبروا واكثروا من الدعاء إلى الله عز وجل ، و ﻻ تنسوا أهاليكم ، فإن دعاء الوالد لولده مستجاب كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحوج أولادك ذكورا وإناثا للدعاء هم أبعدهم عن الله وأبعدهم امتثالاً لأوامر الله ، فهم بحاجة ماسة لكم أيها الآباء ، هم بحاجة لدعائكم لهم بالصلاح و الابتعاد عن الفواحش والمعاصي وامتثال أوامر الله عز وجل ، هذا الموسم موسم الحج ركن من أركان الإسلام ، وهذا المجمع الذي يجتمع فيه المسلمون من كل مكان إنما يذكر باليوم الآخر ، ولذا كان مطلع سورة الحج قال الله تعالى :{ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد} .

فينبغي أن نستجيب لأوامر الله ، وأعلموا أن فعل الأوامر والاستجابة للأوامر مقدم عند الله عز وجل عن ترك الزواجر ، فترك المأمور أعظم عند الله عز وجل من فعل المحذور ، فإن أول ما عُصي به الله عز وجل عصي بترك مأمور وبفعل محذور ، وكان نصيب إبليس أنه ترك مأمورا ، وكات نصيب آدم أنه فعل محذورا ، أمر الله تعالى آدم أم ﻻ يأكل من الشجرة فأكل ، وأمر الله تعالى إبليس أن يسجد لأدم فأبى واستكبر ، فالذي ترك المأمور كان مآله الكفر والخلود في النار ، والذي فعل المحذور تاب الله تعالى عليه ، والذي ينبغي علينا أن نعلمه في حياتنا أن ترك المأمورات ، ترك تلاوة القران ، وترك طلب العلم ، وترك امتثال البر والصلة و الإحسان إلى الناس أعظم عند الله عز وجل من السرقة والزنا والربا وسائر المعاصي ، فترك المأمورات أعظم عند الله عزو وجل من فعل المحذورات ، ونحن في زمان وإلى الله المشتكى انقلبت به الموازين ، فأصبح الناس يمدحون بترك المنهيات وهذا عند الله ليس بمدح ، وهذا ليس له عند الله وجل له نصيب ، وإنما العبد يمدح بفعل المأمورات و ﻻ يمدح بترك المنهيات ، العبد عند الله عز وجل يمدح بفعل المأمورات ، وأوجب المأمورات أركان الإسلام ، وأركان الإسلام تبدأ : من أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، ﻻ يمكن لعبد أن يدخل الإسلام دون أن ينطق بهاتين الشهادتين اللتين هما عند الله أعظم من السماوات والأرض ، ومعنى أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله أي ﻻ معبود بحق إﻻ الله ، والعبادة كل فعل وكل قول ، اسم جامع لكل قول ولكل فعل ظاهرا وباطنا يقرب إلى الله عز وجل ، العبادة مأخوذة من التعبيد ، وهي التذليل فالعبادة ذل مع كمال المحبة ، ذل بإرادة ، أن تتذلل وأن تتضرع إلى الله بمحبتك وإرادتك هذه هي العبادة ، فأينما يجد العبد ذل وانكسارا في قلبه مع حب ورغبة فأينما وجدت هذا الشعور فإنك تتجه إليه في العبادة شئت أم أبيت ، ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم قال صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة ، والقطيفة هو اللباس ، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ، ورحم الله عبدا إذا كان في المقدمة كان في المقدمة ، وإذا كان في المؤخرة كان في المؤخرة ، وإذا كان في السقاية كان في السقاية ، رحم الله عبدا إذا أردته أن يقود الجيش يقوده ، وإذا أخرته للمؤخرة يقبل ، وإذا أردته أن يسقي الناس الماء يفعل ، تواضعا لله عز وجل وخدمة لإخوانه المسلمين ، رحم الله هذا النوع من الناس الذي يبذل الغالي والنفيس ، ويبذل كل ما أتاه الله من قوة خدمة بتواضع للإسلام والمسلمين ، يعمل على نصرة الإسلام والمسلمين ، قلت : أعظم العبادات أركان الإسلام ، وعلى رأس أركان الإسلام الشهادتان : أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله ، ومعنى أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله ، أي ﻻ معبود بحق إﻻ الله ، فكل عبادة تصرف لغير الله فهي عبادة باطلة فالأركان والجنان واللسان إنما تتوجه إلى الرحمن وتمتثل أمره عز وجل ، فينبغي أن يكون كل حُبٍ نابعاً من حب الله وكل بغضٍ نابع مما يبغض الله وكل تعظيم إنما يعظم العبد ما عظم الله ، ويحقر العبد ما حقر الله ، فهنيئا لمن كان هذا حاله ، والمخذول من عظم ما حقر الله ، ومن حقر ما عظم الله ، السعيد من وجد الله ، من وجد الله ماذا فقد ومن فقد الله ماذا وجد ، ثم الركن الثاني من أركان الشهادتين : وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله أي ﻻ معبود بحق إﻻ الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، أي ﻻ متبوع بحق إﻻ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو المتبوع وحده ، فلا أقدم رأيا على رأيه و ﻻ قولاً على قوله ، ﻻ أقدم قول عالم ، و ﻻ شيخ ، و ﻻ مذهب ، و ﻻ حزب ، و ﻻ هوى ، و ﻻ رؤيا ، و ﻻ سياسة ، و ﻻ تدبير على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكما أنك تقول أشهد أن ﻻ إله إﻻ الله أي أنك ﻻ تعبد إﻻ الله فإنك أيضا تقول أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقدم قولاً على قوله صلى الله عليه وسلم.

ثم بعد ركن الشهادتين ركن الصلاة ، وما أدراك ما الصلاة ؟ الصلاة التي يضيعها كثير من الناس ، ضيعتها زوجاتنا وضيعها أبناءنا وبناتنا وإلى الله المشتكى ، والمسلم والكافر الفرق بينهما في الفعل إنما هو في الصلاة ، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبين المشركين الصلاة ، وثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ، فالذي ﻻ يصلي أفعاله أفعال الكفار ، وربنا يقول:{ يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } فالواجب علينا أن نأمر أولادنا ونأمر من يلوذ بنا فقد ، ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الوالد راع ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع ومسؤول عن مال سيده ، حتى أن الراعي مسؤول يوم القيامة عن مال سيده ، والناس كلهم سيسألون يوم القيامة أمام الله عز وجل قال الله تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } ، ﻻ تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به .

هذه الأسئلة الأربعة تخيل لو أن ولدك يعرف اسئلة الامتحان ثم يرسب في الامتحان ماذا تقول عنه ؟
فمن رحمة نبينا بنا صلى الله عليه وسلم أنه أعطانا اسئلة الامتحان يوم القيامة ، ﻻ تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، أولاً : عن الوقت ، قال عن عمره فيما أفناه ، وعن الشباب بخاصة ، فهنيئا لكم أيها الشباب يا من حججتم ، اثبتوا على أمر الله وتضرعوا واسألوا ربكم الثبات حتى الممات ، واحرصوا أن يكون حجكم مبرورا ، وعلامة الحج المبرور أن يكون عمل الإنسان بعد الحج خيرا منه ما قبل الحج ، فإذا حسن عملك بعد الحج فاعلم أن حجك مبرورا.
ثم من أركان الإسلام الزكاة التي ضيعها كثير من الناس ، وثبت في صحيح الإمام البخاري أن الذي ﻻ يزكي لما يوضع في قبره فإن ماله يتمثل له ثعبانا أقرع ، قالوا : لماذا أقرع ؟ قالوا لكثرة السم الذي في رأسه ، فإنه يتساقط شعره فيصبح هذا الثعبان أقرعا يعذب الله به تارك الزكاة .

وأما الحج فنحمد الله تعالى أن بلغنا الحج ، ونسأل الله عز وجل أن يتم نعمته علينا ، وأن يجعلنا ممن يتمم الحج بطواف الإفاضة ، وأن يمن علينا بأن نكمل أعمال الحج .

هذه إخواني وأحبائي أركان الإسلام وأما الصيام فإنكم تسمعون عنه فقهه ما فيه غنية وكفاية عن التفصيل في هذا الموقف .

ثم اعلموا علمني الله وإياكم أن النبي صلى الله عليه وسلم حج عرفة وكان حج عرفة يوم الجمعة ، واختلف أهل العلم : هل خطب النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة أم خطب للجمعة ؟ فكان الإمام أبو يوسف يعقوب ابن إبراهيم القاضي تلميذ الإمام أبي حنيفة يقول : في مجلس اجتمع فيه مع الإمام مالك ابن أنس في المدينة النبوية كان يقول : النبي خطب للجمعة ، وكان الإمام مالك يقول : النبي صلى الله عليه وسلم خطب هذه الخطبة بعرفة.

فنحن اليوم نخطب واليوم ليس يوم جمعة ، فقطع مالك أبا يوسف فسأله فقال : النبي لما قرأ في الصلاة جهر أم أسر؟ فقال : أسر ، فقال : إذا الخطبة ليست للجمعة وإنما الخطبة خطبة عرفة ، والنبي خطب خطبة واحدة ولم يخطب خطبتين ، فكانت الخطبة خطبة عرفة وهي أشبه ما تكون بالموعظة .

فهذه موعظة أحببت أن أذكر إخواني بها لنمتثل أمر الله عز وجل ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما خطب هذه الخطبة وأعلن دستورا للأمة في خطبة الحاجة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في خطبة الحاجة في خطبة عرفة كان يقول: ألا إن دماءكم وأموالكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، الأصل في الأموال أنها حرام ، فمن كان له مظلمة لأخيه فالواجب عليه حتى يقبل الله حجه ويكون الحج مبرورا أن يستحله ، إما أن يرد له ما اغتصبه وأخذه ، وإما أن يطلب المسامحة منه ، ألا إن أموالكم وأعراضكم وأبشاركم ، يحرم الإيذاء ، أن يؤذي المسلم المسلم ، أن يؤذي المسلم الكافر وأن يأخذ ماله حرام في دار الإقامة ، أما في بلاد الكفر في أحكام الجهاد مسألة أخرى مستثناة ، أما الأصل الأموال والأعراض والأبشار محرمة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : حرام كحرمة يومكم هذا ، هذا اليوم يوم عرفة أعظم يوم والشهر من أقدس الشهور المحرمة عند الله عز وجل ذي الحجة كحرمة شهركم هذا ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : في هذا المكان في هذا الزمان : إنكم استحللتم فروجهن بكلمة الله ، ثم أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم وفي هذا اليوم العظيم أن نحسن إلى النساء وقال: أنهن عوان خدم يخدمونكم فاتقوا الله تعالى فيهن ، فمن الواجب علينا الإحسان إليهن وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهن ، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم برحمة الضعفاء ، وهذا هو ديننا وهذا هو شرعنا ، هذا الذي أحببت أن أذكر نفسي وإخواني به .

اسأل الله عز وجل أن يتقبل منا وأن يغفر ذنوبنا اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر ﻻ إله إﻻ أنت ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها أولها وآخرها علانيتها وسرها اللهم تقبل حجنا واجعله مبرورا اللهم يا ربنا افتح علينا أن نعمل صالحا بعد الحج وأن نثبت على دينك واجعل آخر كلامنا في هذه الحياة ﻻ إله إﻻ الله ، واجعل خير أيامنا يوم لقاءك .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .