يقول الله: “صراط الذين أنعمت عليهم“، فأعظم نعمة لله على عباده أن يهديهم الصراط المستقيم، في هذه الهداية مُقدرة في علم الله في وقوع القضاء والقدر، فالعبد من باب الأخذ بالأسباب يتلو الفاتحة ويتدبرها، وهذا يلزم أن نسلُك سُبل الهداية، ونسلك الصراط المستقيم الذي هو أمرٌ معنوي وليس بطريق ماديّ حسيّ ولكن لتقوم البراهين عندنا في قلوبنا وأذهاننا بحيث تكون عندنا قوة علمية تصورية تجعل هذا الصراط المستقيم كأنه طريق مادي مسلوك؛ ولذا قال الله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلُنا وإن الله لمع المُحسنين“، المُجَاهدُون غير مذكورين والمذكور الجهاد بالله، حتى يتسع الذهن لكل أنواع الجهاد، فالجهاد بالله أكّده الله بالتأكيد الأول باللام والثاني النون المثقلة، يعني الذي يُجاهد لابُد ان يكون مهدياً.
ابن القيم ذكرللجهاد سبعة عشر منزلة، قال النبي عليه الصلاة والسلام “الجهاد قائم إلى قيام الساعة“ . الجهاد المذكور في آخر سورة العنكبوت له ميادين وكل ميدان له رُتب وميدان الجهاد خمسة و سبعة عشرة مرتبة:-
-
الأول : جهاد النفس وهو على اربعة مراتب
-
الثاني: هو جهاد الشيطان وهو على مرتبتين
-
الثالث: هو جهاد الكفار وهو على أربعة مراتب
-
الرابع: هو جهاد المنافقين وهو على أربعة مراتب
-
الخامس: هو جهاد الظَلمة ومُرتكبي الموبقات والمعاصي والفواحش وهوعلى ثلاث مراتب
-
الجهاد الأول هو جهاد النفس: أن يتعّلم العلم وأن يُعلِّمه وان يصبرعلى ما يُلاقي من آلام ويواصي غيره على الصبر والمراتب هذه مذكورة في سورة العصر قال تعالى“والعصر إنّ الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوابالحق وتواصوا بالصبر“، وهذا الجهاد يخُص النفس نفس الإنسان، لو انك رأيت رجلا مُحقا ورأيت له موقفا وقلت له جزاك الله خيرا هذا مواصاة بالصبر وله اثر عظيم على قيام الحق، لو رأيت لك جاراً فعل منكراً، أشهر عُرسا فيه غناء ومعاصي وقلت له اخطأت يا جار في هذا هذه المواصاة على الصبر.
-
الجهاد الثاني جهاد الشيطان: له مرتبتان: أنه تجاهده فيما يُلقي في قلبك من الشهوات ويكون هذا بالتزكية، ان تطّوعُ الشهوة لأمر الله ، ان تكون الشهوة فيما شرع الله، فقد جاء الشرع لتنظيم الشهوة عند الإنسان وليس لحرمانه من الشهوة فشرعنا وسط. وجهاده فيما يُلقي في القالب من شُبهات .
-
الثالث هو جهاد الكفّار وجهاد المنافقين، لكل من الجهادين أربعة مراتب: الجهاد بالقلب وباللسان وبالمال وباليد، وإن كان جهاد المنافقين باللسان أخصّ وجهاد الكافرين باليد أخصّ . اما مراتب جهاد الظلمة والعُصاة وتاركي اوامر الله ومرتكبي الفواحش فقد عّبرعنها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابي سعيد الخدري “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان“، فالذي يُجاهد بالله في الميادين الخمسة بالمراتب المذكورة لابد ان يكون من المهتدين. من أسباب الهداية المذكورة في القرآن طاعة النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى “وإن تطيعوُه تهتدوا“ ويقول أمراً “وأطيعوه ولعلّكم تهتدون“، ولعّل في القرآن للتحقيق ، الله شرط الهداية بالطاعة وفيها إشارة بالتطابق في قوله تعالى “اهدنا الصراط“
ما إعراب (صراط)؟ بدل من (الصراط المستقيم)، الذين في النصب والرفع والخفض نفس الكلمة في القرآن كله، امّا (عليهم) قرأ حمزة من السبعة بالخفض ويعقوب من العشرة بالرفع وبعض السبعة بخفض الهاء وضم الميم حين يكون وراءها همزة وصل من غيرطاعة النبي فلا هداية، ولذا قال الله تعالى “ومن يعص الله ورسوله فد ضلّ ضلالاً مبينا“ والضلال عكس الهداية، وقال الله تعالى “ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحُسَن اولئك رفيقا“، فيها فائدة مُهمة: هذا البدل فيه إشارة واضحة ان الصراط المستقيم سُبل مطروقة مسلوكة عرف الصراط لذاته أولاً والصورة التَصورية العلمية لا يقدر على معرفتها إلاّ الخاصة وهم أهل العلم وطلبته، وأمّا الأمور العملية التطبيقية لعوام المسلمين؛ لذا بيّن الله لنا الصراط المستقيم يجعله متجِسّداً عملياً قال الله تعالى “صراط الذين أنعمت عليهم“، فلا يمكن للعبد أن يسلك الصراط المستقيم إلاّ إذا تَعَلَمّ حال وعبادة ومنهج وطريقة من أنعم الله عليهم؛ لذا قال الله تعالى “إن تطيعوه تهتدوا“، والطاعة لاتكون الاّ بعد معرفة ومحبة ولذا علمّنا الله بعد أن نسأله الصراط المستقيم قال تعالى: “صراط الذين أنعمت عليهم“، وهنا في اشارة انه من سمات النصّ الشرعي انّه عملي ، كل فهم لأمر من أوامر الله لا يجعله قابل للعمل فالفهم دخيلٌ وليس بأصيل .
من سمات النصّ الشرعي ان النصّ معصوم وغيره ليس بمعصوم، كلام الصحابي ليس فيه عِصمة ولكن الصحابة بالجملة معصومون، النصّ الشرعي هو الوحي الكتاب والسنة ، ومن سماته أنه حاكم وليس بمحكوم [ لا يمكن أن يكون النفي الشرعي محكوم]، قالوا لو ان عندنا حديث ضعيف وافق الأحداث المُعاصرة فهل نُصحح الحديث بالحقائق العلمية والوقائع الكونية والنوازل الجديدة ؟ إن صحّحناه جعلناه محكوماً، إن لم نُصححه جعلناه حاكماً. النصّ الشرعي ثابت لا عيب فيه؛ لأنه من الله عز وجلّ. والشريعة قسمان: ثابتة ومُتغيرة، في الشرع المَناط أحكام على أعَراف وعوائد فتغير حُكم الشرع بتغير العادة بتغير الشرع يعني بإذن الشرع بالتغيير ولذا كانت الشريعة مُصَلِحة لكل زمان ولكل مكان لأنّ ثوابتها هي هي والمُتغير فيها هوالذي يجاري الحياة؛ لأن الله علمه يشمل ما كان وماهو حاصل وما سيكون. “الا له الخلق والأمر“، والسِمة الأخيرة للنصوص الشرعية شاملة،
فطريقة معرفة الصراط المستقيم على ثلاثة أضرب :-
-
أولا : أن تسأل ربك الصراط المستقيم مُجرداً ولا يعرفه الاّ اهل العلم وطلبته من القوة العلمية التخيُلية، فأنت تريد الصراط لذاته بغض النظرعمن فيه قِلة او كثرة، فإن عرفت الصراط عرفت أهله، فأصبح الصراط معروفا بسالكيه حتى تزول الغُربة وترتفع الوحشة والثبات بيد الله ويتضرع العبد بإخلاص ويمتنّ حتى يبقى عليه.
-
الضرب الثالث : تُعرف الأشياء بأضدادها، تقول بعد “صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم…” الحق وأهل الحق وسط بين الضالين ( اليهود)، والمُجافين(النصارى)، (انعمت ) بم أنعم الله عليهم ؟ بأن اجتنابهم وامتنّ عليهم بأعظم نعمة عليهم وهي الهداية، من الذين أنعم الله عليهم الله في سورة النساء “ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحُسن أولئك رفيقا“، النبوّة في مذهب اهل السنة والجماعة هبة من الله يمتنّ بها على من يشاء من عباده وليست مجاهدة ولا مكتسبة كما يقول بعض الزنادقة من الفلاسفة كابن سينا وغيرهم يقول النبوة مكتسبة جاهد نفسك تصبح نبيّ، وليست عرضية كما يقول الأشاعرة ولكن انّما هي نبوة حقيقية.
التاء في أنعمت ضمير المخاطب يعود على الرب عز وجل،فالله خلق الخير والشر ولكن الشر لا يُنسب اليه الاّ الامر الحسن وامّا ما لم يكن حسنا فالعبد ينسبه لنفسه، واذا استقرءنا في آيات القرآن الكريم نرى انّ الشر امّا يُنسب تحت خلق الله “الله خالق كل شيء“، وامّا أن يُضاف الى سببه “قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق“، وامّا أن يُذكر الشر بصيغة المبني للمجهول، وأمّا الخير فيُذكر بصيغة المبني للمعلوم “وانّا لاندري اشر أُريد بمن في الارض ام أراد بهم ربهم رشدا“، وهذا المذكور في سورة الفاتحة فعلماء النحو مجمعون على أنّ المفعول (المغضوب) يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، المغضوب في اللغة من الغضب اي الشدة، تقول العرب الافعى غضباء خبيثة لشدتها، الجل الغضب يعني شديد الغضب، الغضبة هي الدرقة المأخوذة من جلد الابل وطويتها كانت شديدة، اما الضلال فهو المشي الى غير قصد ويقع فيه غياب، تقول العرب ضلّ اللبن في الماء يعني لا تجد لبناً والماء كثير.
“عليهم“ في محل رفع نائب فاعل للمغضوب.
“صراط الذين أنعمت عليهم“ هم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، ولا هنا جاءت للتأكيد، وفي علم البلاغة ما يُسمى بتناوب الحروف ينوب حرف مكان حرف قد يُؤتى بحرف ويراد به حرف آخر لحكمة، والامثلة عليه في القرآن كثيرة قال تعالى “ما منعك الاّ تسجد“ الاّ هنا للتاكيد، “وتلّه للجبين“ يعني على الجبين، “ولا تأكلوا أموالهم الى أموالكم“ يعني مع أموالكم، “ثم استوى الى السماء“ يعني على السماء، “وأيديكم الى المرافق“ ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان يُدير الماء على مرفقيه، نفهم انّ الى يعني على؛ حتى يُبين الله لنا انه الخارج عن الصراط المستقيم هما صنفان ولا يلتقيان وهما قسيمان أحدهما قسيم الآخر وهو مسلك اليهود ومسلك النصارى، وهذا سر قولنا (أنعمت عليهم) ولم يقل ربنا بعدها غضبت عليهم، كأنهم لايستحقون أن ينسبون الى الرب حتى في مقام الغضب. قال الله “غير المغضوب عليهم“، لم يقل غير طريق المغضوب عليهم، لانتبرأ من طرقهم ولكن نتبرأ من أفعالهم. في القرآن لم يُذكر الطريق الاّ لأهل الصلاح “ومن يشأ الله يُضلله ومن يشأ يهديه الى صراط مستقيم“ فالصراط المستقيم جاء في طريق مقابل الضلال، وقال الله لنبيه “لتُخرج الناس من الظلمات الى النّورباذن ربهم الى صراط العزيز الحميد“، فصاحب الظلمات ليس له طريق، ولذا العبد في هذه الحياة ينظر الى الطريق الموصل الى مولاه كمن ينتقل من بيته الى عمله وهو يعرف كيف يسير.
الصراط المستقيم هو معنوي ولكن من كثرة السؤال لله عز وجل أصبح الطريق هذا عنده معلوم يراه برأيه وفكره كما يرى الاشياء بعينه هو.
ماذا يُفيد لمّا تقرأ(صراط الذين أنعمت عليهم …) وهو سر قوة المسلمين بل هوسر قوة الحق؟
الحق قوته في ذاته والباطل قوته في أهله، ولذا قال الله عن التوراة والانجيل “بما استُحفظوا من كتاب الله“، وقال الله في القرآن “انّا نحن نزلنا الذكر وانّا له لحافظون“، والقرآن ليس بحروفه ورسومه وانّما بحقائقه ومعانيه ولا يُعرف الاّ من تطبيق النّبيين والصّديقين والشهداء والصالحين؛ لانهم جسدوا هذا الدين من فهم وتصورالى واقع؛ لذا الناس حتى تستقيم أحوالهم يحتاجون الى قُدوات والناس حتى يفهمون دينهم يحتاجون الى ممارسات، فالشرع أراد لنا أن نسأل الله الصراط المستقيم من القوة التصورية التخيلية ولمّا كان هذا عسرا عند بعض النّاس فسّر الله لنا وبين صراط الذين أنعم عليهم يُفسر الصراط المستقيم بالعمل، يُبين لنا من سلك هذا، دليل ذلك كما أمرالنبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية الصحابة أن يتحللوا فأبوا القلوب تهفو الى مكة والى العمرة، وكانت أم سلمة زوجه معه وأحبها لعقلها قالت له أن يتحلل أمامهم، بين النبي عليه الصلاة والسلام بيان تصوري اولا ثم البيان الفعلي فتحلل عليه الصلاة والسلام ومشى ثم تحلل الصحابة عليهم رضوان الله، مثل ما جاء بسورة النّور“والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما“، لم يُبين حدّ اليد في القرآن ماذا نقطع؟ومن أين؟ الله بسنته في قضائه جعل واحد يسرق حتى يُبين لنا ما يُريد بشرعه، ولم يُروا حديث قولي يُبين لنا من أين تُقطع اليد وكل الذي ورد فعله عليه الصلاة والسلام فقط، فقُطعت اليد من الرسغ، والحدّ يُقام على الجميع كما قال عليه الصلاة والسلام “وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها“.
شاء الله لنبيه أن يطوف راكباً ويسعى راكباً لماذا؟ لأن الله يعلم المسلمين سيكثرون وسيأتي ملايين للحجّ وأن القائمين على بيت الله الحرام سيعملون الطوابق ولا يلزم لصحِة السعي وصحة الطواف أن تّمس الأقدام المسعى ولا تمس الأقدام المطاف، فوفق الله تعالى القائمين برفع الطوابق؛ ولذا في “اهدنا الصراط المستقيم“ تُعطيك القوة التصورية التخيلية و “صراط الذين أنعمت عليهم“، القوة العملية بمثابة تطبيقات عملية للقواعد النظرية، فسبيل الذين انعم الله عليهم تام، ولكن يحتاج منا أن نفهم أنّ النعم قسمان: دينية ودنيوية، والدينية ولا تكمل الا برضا الرحمن فلذا النعمة العظمى هي العبادة بالعلم والعمل وليست الدنيوية، ولذا لا يمكن أن نعبد ربنا بعبادة ما عبدها من قبلنا “صراط الذين أنعمت عليهم“ فهذه نعمة تامة. فلمّا وجدنا أنفسنا نتنعّم بوسائل الدنيا و لم يتنعّم بها من قبلنا فدلّ ذلك على أن هذا ليس من النعمة المَعنية ولكن النعمة الحقيقية أن تسلك سبيل الذي أنعم الله عليهم، من النبّين والصدّيقين والشهداء والصالحين ، والغفلة عن سُنة الله في قضائه وقدره وصلتها بقضاء الله في شرعه تُولد مشاكل وعلى العبد ان يتيقظ وينتبه، ماهو الجامع بين خِصال من انعم الله عليهم؟ الجامع من جمعوا بين الشيء الذي يبعدهم عن كونهم مغضوباً عليهم وكونهم ضالّين، منهم من قال ان المغضوب عليهم والضالين هم المشركون والمنافقون على حسب ترتيبهم في سورة البقرة.
الامام القرطبي قال: المغضوب عليهم اهل البدع والضالون: الذين لم يعملوا على احياء السنن.
صديق حسن خان له قول في كتابه الدين الخالص لطيفة أنّ العالم الذي لا يعمل لا يُوفق لاماتة البدع وأنّ الذي يعبد من غير علم لا يُوفق الى احياء السنن، فكان القول المراد بأنّ الذي يحارب البدع العالم العامل والذي يحي السنن هو العابد العالم. هذه ثمرة من ثمار تفسير كلام النبي، في جامع الترمذي لمّا قرأ النبي عليه الصلاة والسلام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال عليه الصلاة والسلام: “المغضوب عليهم هم اليهود وقال والضالون هم النصارى“ وامتاز اليهود بكونهم مغضوب عليهم لأنهم علِموا ولم يعملوا، وامتاز النصارى بأنهم ضالون لأنهم عَمِلوا وتعِبوا ولم يَعلموا.
سبيل من انعم الله عليهم محصور في أمرين علم نافع وعمل صالح، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن سَنن من قبلنا وأخبرنا أننا سنتبع طريقتهم، سنجد في هذه الأمّة من يعلم و لا يعمل ومن يعمل ولا يعلم. حين تقول “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين“ جاءالبيان بثلاث طرق :-
-
تريد الحق مُجّردا
-
تُريد الحق بالتطبيق والعمل
-
تعرف الأشياء بأضدادها .
ابن عُيينة رحمه الله كان يقول: من ضلّ من عُلمائنا ففيه شبه من يهود، ومن ضلّ من نُسّاكنا ففيه شبه من نصارى يعني شبه صفة، الضال ينشر الباطل بعمله واليهودي ينشر الباطل بجحوده.
والنعمة لها وجهان لا تروج ولا تُقبل عند الله إلا بالعلم النافع الذي يقتضي عمله والعمل الصالح الذي يقتضي عِلما فهذا السبيل لإصلاح الناس اذ قال الله “اسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون، بالبينات والزبر“، هذه الآية فيها حكم فقهي تضمني أن تكون الفئة المسؤولة العلماء يعني وجوب وجود من يُسأل، الحاكم وليّ الامر في شأن تنظيم الحياة والعالم وليّ الامرفي شأن الدين.
بين الله لنا أنّ المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى لا صراط لهم في الدنيا ولكن في الآخرة “فاهدوهم الى صراط الجحيم“.