لِعِظم الدعاء الذي في الفاتحة ، ثَبُت في جامع الترمذي وسُنن ابو داوود ان النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا قرأ ولا الضالين قال آمين ورفع بها صوته، ولذا بوّب الإمام البخاري في صحيحه كتاب الصلاة فقال: باب الجهر بآمين، وقوله “اذا قال الامام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قولوا آمين“، ونستنبط من هذا أن المأموم يجهر بآمين فمن السُنة ان يجهر الإمام بآمين، ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا أّمن الإمام فأمنّوا“
إذا قرأ الإمام ولا الضالين يجُهرأم يُسر ؟ يجهر ومتى يُؤمّن المأمومون، الحديث مهم وله ثمرة عظيمة، فقول الإمام آمين جهرا هذا من خواص هذه الأمّة . من اليهود والنصارى ما كان يعرفون ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: “ما حسدتكم يهود كما حسدتكم على التأمين“، التآمين بصوت مُرتفع، حتى ان الإمام البخاري علّق في صحيحه قال: كان المسجد في عهد ابن الزُبير إذا أّمّن الإمام والمأمومون خرجت منه لُجّة. فمن السُنة أن يُظهرالإمام التأمين ويُظهره المأمومون وبقول النبي عليه الصلاة والسلام “إذا أّمن الإمام فأمنّوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه” عند مسلم في صحيحه: “اذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت احداهما الاخرى غُفر له ماتقدم من ذنبه“ فهذه تشمل المنفرد والمأموم والامام. ومن بركة الآمين ان يهود حسدتنا عليها ومن بركتها أن من فعلها غُفر له ما تقدم من ذنبه. في حديث “إذا كبّر فكّبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا“ لو أردنا ان نُفصّل هذا الإجمال، حين شرح الإمام الخطابي هذا الحديث في كتابه معالم السُنة في شرح سُنن ابو داوود في شيء من تفصيل حتى نفهم “إذا أّمن فأمنّوا“ قول الامام الخطابي في حديث النبي “إذا كبّر فكبرا وإذا ركع فاركعوا واذا سجد فاسجدوا“ كقول العرب إذا ارتحل الأمير فارتحِلوا، فالمأمور لا يسبق الأمير ولا يُساويه ولا يتأخر عنه.
حين يقول الإمام الله أكبر نقول الله اكبر وحين يقول السلام عليكم نقول السلام عليكم، فلا نسبقه بالقول ولا نُساويه ولا نتأخر عنه .
ما معنى كلام النبي عليه الصلاة والسلام حتى يُوافق تأميننا تأمّين الملائكة ؟ يعني موافقة الامام معك، الملائكة تكون مأمومة وتشهد صلاة الفجر “انّ قرآن الفجر كان مشهودا“، وهناك ملائكة في السماء تُؤمن فوافق احداها الاخرى غُفر ماتقدم من الذنب، يعني إذا أّمن الإمام لا تسبقوه ولا تُساووه ولا تتأخروا عنه، أئمة المساجد يكونون أئمة وفي التأمين يصبحون مأمومين كيف؟ الناس يسبقون الأئمة في التأمين فيَخطؤون في تطبيق امر النبي عليه الصلاة والسلام ويفوت عليهم الأجر الوارد في الحديث.
“ولا الضالين“ مد لازم ست حركات ومد عارض للسكون وهذا كله يجعل الإمام منقطع النفس لا يستطيع ان يُتمم فيحتاج إلى الراحة. إذا أّمن الإمام فأّمنوا تحتمل امرين إذا فرغ الإمام من قوله آمين فقولوا آمين أي أّتم تأمينه أمرٌ مُحتمل، المُراد إذا شرع الإمام في التأمين فالحقوه ولا تتأخروا عنه يعني إذا سمعتم بدايات آمين الإمام فقولوا آمين وكلما الأمرين مُحتمل.
الآمين ليست آية من الفاتحة باتفاق ويُسن بقاريء الفاتحة وخارجها ان ينطق بها وان يجهر بها. والإمام يسبق المأمومين
. و من الأخطاء تشديد الميم في الآمين ومن الأخطاء مد أكثر من حركتين لأنها مد بدل في قراءة حفص وأمّا في قراءة ورش فيمدُها المد العارض للسكون من أربع إلى ست حركات .