الدرس الأول

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري

حديث: 7048 و7049 وجزءا من حديث 7050 و7051

الدرس الأول

للشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله تعالى

كِتَاب الْفِتَنِ

  1. بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)

وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ.

7048 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَأَقُولُ أُمَّتِي فَيُقَالُ لَا تَدْرِي مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ.

الشرح:

كِتَاب الْفِتَنِ:

أصل الفتنة في اللغة: إدخال الذهب في النار لبيان رداءته من جودته.

وأما في التعريف الاصطلاحي: فالفتنة هي الاختبار والمحنة والعذاب والمكروه وكل شيء آل إليه، كالكفر والبدع والمعصية وما شابه ذلك، يقول ربنا سبحانه:”وفتناكَ فتوناًالمراد في الفتنة في هذه الآية الاختبار.

ويراد في الفتنة العذاب أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) سورة التوبة. آية 49. وقوله ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) سورة الذاريات، آية 14.

أصل الفتنة هي الاختبار، ثم وسعت إلى ما يخرجه هذا الاختبار، ثم وسعت إلى ما يؤل إليه هذا الاختبار.

الإمام البخاري رحمه الله تعالى صدر صحيحه في كتاب الفتن بالآية وَاتَّقُوا فِتْنَةً، وهنا اشارة إلى أن الفتنة قسمان فتنة لا تضر إلا بأصحابها، وفتنة تضر الناس كلَّهم، في هذا الباب البخاري رحمه الله سيجمع أصح الأحاديث الواردة عن النبي والمراد به: النوع الثاني الذي قال الله تعالى فيه وَاتَّقُوا فِتْنَةً…”.

كان عمر في مجلس وكان حذيفة رضي الله عنهم المختص بأحاديث الفتن، فقال عمر رضي الله عنه وكأني به يريد حذيفة قال: من يحفظ أحاديث رسول الله في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا يا أمير المؤمنين. فقال عمر: إنك لجريء!!

وهاك نص الحديث:

حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ قَالَ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ النَّبِيِّ فِي الْفِتْنَةِ‏.‏ قَالَ ‏فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ‏“‏‏.‏ قَالَ لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ‏.‏ قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا‏.‏ قَالَ عُمَرُ أَيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ قَالَ بَلْ يُكْسَرُ‏.‏ قَالَ عُمَرُ إِذًا لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا‏.‏ قُلْتُ أَجَلْ‏.‏ قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ؟ قَالَ نَعَمْ كَمَا أَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًالَيْسَ بِالأَغَالِيطِ.‏ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنِ الْبَابُ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَنِ الْبَابُ قَالَ عُمَرُ‏.‏1

فكان عمر رضي الله عنه والمستمعون من أصحاب النبي يعلمون أن الفتنة قسمان: فتنة لا تنفك عن الإنسان في أي زمان أو مكان، فتنة المال والأهل والجار.. فتنة من لهم حق عليك فإنك قد تقصر في هذا الحق فتفتتن فيه. فالفتنة ما يؤول عن الاختبار.. ما يؤول عن البلاء والمعاصي لاسيما إن انتشرت في الأمة فهي الفتنة.

والنوع الثاني: هي الفتنة التي سيعالجها الإمام البخاري رحمه الله تعالى فيما يأتي من أحاديث هي الفتنة التي تموج موج البحر.

وإذا كان أبو شامة المقدسي يقول كما ورد في ترجمته رحمه الله: (لو كان الأمر إليَّ، لجعلت في كل مسجد رجلا لا هَمَّ له إلا أن يدرس الناس فقه النيات).

وأنا أقول في هذا الزمان: لو كان الأمر إلي لجعلت في كل مسجد رجلا لا يدرس إلا أحاديث الفتنة.

كل الناس يقولون فتنة فتنة وهم غارقون في الفتنة، تدعوه للسنة يقول لك فتنة. تدعوه للخير يقول فتنة، يفعل البدعة والمعاصي وواقع في الفتنة ويقول فتنة.

بعض الناس في وقت الفتنة يتعامل مع الفتنة بأحاديث الكذب على النبي كما حصل في أزمات الخليج، كم من دجال وكذاب كذبوا على رسول الله ، مؤلفات بالملايين طبعت ووزعت على الناس كذب وافتراء على النبي .

فأحاديث الفتن وفهمها وكيف كان النبي وصحابته يفهمون الفتنة وما معناها وكيف بدأت؛ من الأشياء المهمة جدا.

البلاء يلتقي مع الفتنة، العقوبة تلتقي مع البلاء، مصطلحات ثلاث ينبغي أن لا تغيب عنا. 2

كيف أتعامل مع الفتنة؟

روى ابن حبان3 رحمه الله: أن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثمان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به. فلما راحا إلى ايوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له. فقال أيوب: لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق.

قال وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحي إلى أيوب أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} فاستبطأته، فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا.

فقال: فإني أنا هو. وكان له أندران (أي بيدران) أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض.

فهذا نبي الله أيوب قلب أعماله فلم يجد شرودا وبعدا عن الله حتى يعاقب ونبلوكم بالخير والشر فتنةفالبلاء قد يكون بالخير والبلاء يكون بالشر.4

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “قال لي بعض الناس إن تبتُ ورجعت إلى الله، ضيق علي رزقي ونكد علي معيشتي فإن رجعت للطاعة والعبادة رجع مابي من رغد ورزق، فهذا بلاء، فالله تعالى يبلوك ليعلم صبرك. فالناس لا يميزون بين العقوبة والبلاء.

وجوب معرفة سنة الله:

بعض الخلق يتعجل، لايعرف سنة الله في التغيير، قد يقوم بثورات تسفك دماء عشرات الألوف، كما في حماة والجزائر، ثم يتبجح ويقول:”أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثللا يميز. هذه عقوبة، ليست ابتلاء. الإبتلاء يعقبه نصر وتمكين وازدياد في الخيرات وقوة وثبات، والعقوبة يعقبها تشرد وضعف وتقهقر.

قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل الرجل أن يبتلى أم يمكّن؟ فقال الشافعي:” سبحان الله وهل يمكّن الرجل حتى يبتلى!!”

فالفتنة ما يؤول (يرجع ويرتد) من الاختبار؛ والفتنة قد تكون في العمل؛ كما وقع للصحابة رضي الله عنهم في القتال والقتال عمل وهو فتنة.

والفتنة إن كانت من الله جلَّ في علاه فله فيها حكمة، وذُكرت الفتنة مقرونة بفعل البشر، فذُكرت على وجه الذم كما قال الله عزّوجلّ:”وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِۚ (191)وقوله عزَّ وجلّ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ(10)”. والله جل في علاه في أفعاله كلها فهو سبحانه في ذاته أسمائه وصفاته وأفعاله متصف بصفات الجلال والكمال، ومن الأدب مع الله لا ننسب الخير إلا إليه، فعن عليٍّ رضي الله عنه عن رسول الله : “أَنَّهُ كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ قَالَ:…. وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ5

ننسب الشر إلى أنفسنا:

والشر والفتنة إن نسبت لله فتنسب بالعموم الله خالق كل شيءوتنسب أيضاً بإضافة الشر لسببه من شر ما خلقأو بصيغة الفعل الذي لم يسمَ فاعله، كقول الله تعالى وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًاوهذا من باب الأدب إلى الله عزَّ وجلّ.

عودة إلى عنوان الباب:

قال الإمام البخاري رحمه الله:” بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ.

هناك فتن تصيب قائليها وفاعليها وهناك فتن تصيب الناس جميعاً. فعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال: روي في الحديث:” (إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظَهْرَانَيْهم، وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عَذَّب الله الخاصة والعامة)6

إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة

الفتنة لا تتمكن في الأمة إلا بعَدَمِ مقاومة الخاصة لها، والخاصة هم أهل الديانة والعلم القائمون بمهمة النبي ويقاومونها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله لا يعذب الخاصة بعمل العامة حتى يكثر الخبث، لذا ثبت في الصحيح:

«عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ(7) رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ أَنَّهَا قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ. وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً. قِيلَ:أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ»(8). ورأى الخاصة العامة يفعلون المنكر ويقدرون على إنكارهفهؤلاء يدخلون في آية وَاتَّقُوا فِتْنَةًوهذه الفتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة بل تعم الأمة كلها.

عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَة: “إِنَّ الظَّالِمَ لا يَظْلِمُ إِلا نَفْسَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَذَبْتَ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، إِنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوتُ فِي وَكْرِهَا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ“. 9

أبو هريرة نظر حواليه ونظر إلى السماء فوجد في السماء حباراً (طيراً). فقال أبو هريرة مقوماً ومصوباً هذا الشاب قال:”والله إن الظالم ليضر الحبار التي في السماء، لو منع القطر الذي في السماء تضرر هذا الطير.

أخرج الإمام أحمد والبزار بسند جيد إلى مُطَرِّفٍ بن شفّير رضي الله تعالى عنه قَالَ: قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا جَاءَ بِكُمْ؟ ضَيَّعْتُمُ الْخَلِيفَةَ (في المدينة) الَّذِي قُتِلَ (يريد عثمان)، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ هاهنا (في البصرة)؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّا قَرَأْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) لَمْ نَكُنْ نَحْسَبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ.

  1. يستفاد من ذلك أن الفتنة التي تموج موج البحر بدأت في عصر الصحابة؛ وبدأت بعد مقتل عمر.

  2. ونستفيد من قوله: كنا لا نحسب أنا أهلها لأننا حديثو عهد برسول الله .

  3. ويستفاد من الخبر أن المسلم يجب أن يدرأ الفتنة عن نفسه وعن قومه وأن لا يبقى ينتظر، ولا يتعجل في اسقاط الفتنة.

وجوب درء الفتنة

بعض الخلق همه اسقاط ما ورد في أحاديث الفتن، كالأحداث والبلدان والأشخاص وكأن عجلة الزمان قد توقفت وكأن علمه اشتمل الغيب. وبدأ يقول مراد النبي لهذا الحديث لهذا البلد. هذا الإسقاط أمر بدعي ما أنزل الله به من سلطان.

تصدير الإمام البخاري رحمه الله تعالى بكتاب الفتن قوله تعالى وَاتَّقُوا فِتْنَةًإشارة أن الفتنة التي يتكلم عنها هي الفتنة التي تعم كل الخلق، وليست الفتنة الخاصة بالناس.

ثم قال الإمام البخاري رحمه الله: “وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ، وتشمل أحاديث بعده ووعيد على الإحداث الديني وعلى الرجوع القهقري وعلى التغيير والتبديل، وعلى رأس التغيير: الكفر والردة ثم الإبتداع في الدين.

ومن القواعد عند الموثقين التي ما ينبغي أن تغيب عن أذهاننا البتة، أن يفهموا أن إخبار النبي عن الفتن من باب التحذير، فأخبرنا النبي بالفتن، لا لأن نقف مكتوفي الأيدي أمامها ونستسلم لها، فكان الصحابة رضوان الله عليهم يفهمون الفتنة أنها إن لم نغزها غزتنا. إن لم نحاربها حاربتنا، وإخبار النبي لنا لنحذرها، ولا يجوز أن نكون قدريين نحتج بالقدر والفتن، فالله تعالى أراد بنا وأراد منا، ولم يبين ما أراد بنا لا لنبي مرسل ولا نبي مقرب، الذي أراده بنا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، والذي أراده الله منا بينه ربنا في كتابه وصحيح حديث نبينا ﷺ، فالموفق من اشتغل بالذي أراده الله منا، وترك ما أراده الله بنا.

والفتن من القدر الذي أراده الله بنا، وكيفية التعامل مع الفتن ودرؤها وإبعادها من الذي أراده الله منا وبنا أيضا..

وإذا أردنا أن ندرس الفتن نركّبها على قاعدة: التحذير من الفتن، فنعلم أن النبي أخبرنا من الفتن لنحذرها.

فكان الإمام البخاري رحمه الله دقيقا جدا بأن صدر كتاب الفتن بآية وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّليدلل لك بأن الفتن أقسام، وأنه يتكلم عن الفتنة التي لا تصيب الذين ظلموا خاصة ثم مباشرة قال بَاب مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وَمَا كَانَ النَّبِيُّ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ.

كان الصحابة يعلمون أن الحال سيسوء، لم يستسلموا لهذا الحال كانوا يأمرون ويعلمون.

الفِتْنَة: ما يؤول عنه الاختبار، لم يسلم بعض من عاش في زمن النبي من الفتنة، ومنْ لم تسلم بداياته لم تحكم نهاياته، ومن أقام بناءه على هذا الأساس لابد أن يهدم هذا البناء، ويأتي من يجرفه. الفتنة أصابت مجموعة من أمة النبي وهم ممن أظهروا الإسلام في زمانه، والإنسان إن لم تظهر فتنته على فلتات لسانه وخفايا عمله، فلا بد أن يجازاها يوم الدين عنده سبحانه وتعالى. المفتون لا بد أن يظهر أثر فتنته ولو يوم الدين، وهذا ما وقع مع جمع من المنافقين والمرتدين من الذين غيروا وبدلوا.

وبين أيدينا ثلاثة أحاديث الأولى من الباب:

7048 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَتْ أَسْمَاءُ عَنْ النَّبِيِّ :” قَالَ أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَأَقُولُ أُمَّتِي فَيُقَالُ لَا تَدْرِي مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى“.

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ.

7049 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ :” أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ“.

7050_7051 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ:” أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ: إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ! فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي“.

هذه الأحاديث الثلاثة مفادها أن بعد التمام النقصان، وأن أقواما عرفهم النبي بسيماهم من أمته قد رجعوا القهقري وارتدوا من بعده.

لما سمع عمر قول الله عزَّ وجلّ:” اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناَبكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال ما بعد التمام إلا النقصان. أبو بكر وعمر أفقه أصحاب النبي وعلامة فقههما أن نظام الحياة في عصرهما وخلافتهما ظلت على نهج النبي .

تنبيه: هذه الأحاديث يلج منها أهل البدع لا سيما الرافضة في الطعن في أصحاب رسول الله ويفرحون بها ويفهمونها على غير ما صرح به النبي .

في الحديث الأول:

7048 عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَأَقُولُ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: لَا تَدْرِي، مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى.

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ.

قالت أسماء وهي بنت أبي بكر الصديق، يخبر النبي أنه على الحوض ينتظر من يرده من أصحابه ليشرب من حوضه فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِيأي يرَد ناس كانوا قريبين مني ويبعدون، فَأَقُولُ أُمَّتِي، اعراب أمتي خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هؤلاء أمتي، النبي من رحمته أنه يعلم المشاق التي يقع فيها الناس.

  • لَا تَدْرِي، مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَىإشارة للنبي لا يعلم الغيب، والفتن من الغيب الذي أوحاه الله لنبيه، النبي لا يعلم الغيب بذاته، يعلمه إن أعلمه ربه إياه. وجميع أحاديث الفتن من الغيب التي أطلع الله عليها نبيه .

  • رجعوا الْقَهْقَرَى. الْقَهْقَرَى: الرجوع إلى الخلف بشيء من العجل، أي مجرد ما فارقتهم رجعوا على أدبارهم..نكصوا وارتدوا عن دينهم.

أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الرقاق بسنده إلى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قَالَتْ أَسْمَاءُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَأَقُولُ أُمَّتِي، وسيأخذ ناس من دوني فأقول: يارب مني ومن أمتي، وفي رواية أصحابي وفي رواية أصيحابي، قال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ فالنبي لا يعرف أعيانهم ولا أسماؤهم، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم.

في هذه الرواية ثبت أن هؤلاء القوم منه ومن أمته، وهم أصناف.

أولا: من ارتد عن الإسلام في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

ثانيا: هم المنافقون الذين كانوا في زمن رسول الله .

ثالثا: هم من غيروا وبدلوا في مسائل أصول الدين، والفريق الأول والثاني ارتدون كافرون خارجون عن الملة.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَامَ فِينَا النَّبِيُّ يَخْطُبُ فَقَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ الْآيَةَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ إِلَى قَوْلِهِ الْحَكِيمُ قَالَ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ10

وفي حديث أبي هريرة: فيأخذ بهم إلى جهة النار، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْيحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ.

قال الإمام الخطابي لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين رضوان الله عليهم.

الأعرب الذين ارتدوا في زمن أبي بكر، هؤلاء أول فتنة ماجت كموج البحر وفتنة لم تكن محصورة في أصحابها، وإنما أصبحت فتنة يخشى على الأمة منها فامتثل أبو بكر رضي الله عنه للآية :”وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةًفحاربهم وأصر على ذلك، لأن الآية وَاتَّقُوا فِتْنَةًتدلل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الآمر إن كان يقدر على الأمر فترك الأمر فإن الشر لا يقتصر على صاحبه وإنما يتعداه لغيره. قيل هؤلاء القوم هم الذين ارتدوا على أدبارهم كما ورد.

وأما المنافقون فقد ثبت فى حديث الشفاعة الطويل وهو في صحيح البخاري رحمه الله لما يسبقون الناس في النار يقول فتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها حتى يصلون الحوض، ثم بعد ذلك تكون علامة المحشر بينهم وبين الله جل في علاه، فيأتيهم الله في الصورة التي أخبرنا عنها يوم يكشف عن ساق…”فهؤلاء المنافقون يبقون في هذه الأمة فهؤلاء الذين يردون الحوض والنبي يأمرهم قلة ممن رأى النبي ممن ارتد بعده والمنافقون ومن غير وبدل في أصول الدين ممن يأتي بعد من المبتدعين.

قال بن أبي مليكة في رواية مسلم على أثر الحديث، فكان بن أبي مليكة يقولوفي هذا اشارة إلى أن مقولة ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ مسندة، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ. فلما روى ابن أبي مليكة هذا الحديث عن أسماء تعوذ من الفتنة.

الحديث الثاني:

7049 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ :” أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ، اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي! يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.

أخرجه الإمام البخاري رحمه الله بسنده إلى ابن ابي وائل قال قال عبدالله (أبو وائل شقيق ابن سلمة) (وأينما وجدتم أبو وائل عن عبدالله) فلا يراد به إلا ابن مسعود قال:” أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ “.

الفرط في اللغة: الرسول الذي يبعث في مقدمة الركب، في السفر ليهيء لهم مكان نزولهم.

والنبي يقول:” أَنَا فَرَطُكُمْأي أنا القادم قبلكم في المحشر ليهيء بعد خروجكم من التعب والعطش فأكون في انتظاركم، ما أرحمه! هو في الحشر يحسب حساب أمته، ويسبقهم لحوضه ليهيء لهم، ويخفف عنهم.

لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِييعني إذا ملتُ لأسقيهم اقتطعوا وانتزعوا رغما عني، ولم أتمكن من أن أعطيهم.

والحديث يقول ليرفعن إليَّ رجالُ معدودينمن المنافقين، أو ممن ارتد على عقبه بعد وفاة النبي ﷺ، أو من أحدث في الدين إحداثاَ كلياَ، وأشد أنواع الإحداث الإرتداد.

فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.

البخاري رحمه الله رحمه الله في صحيحه لما بدأ بالآية ثم ذكر أحاديث التغير والتبديل، يريد أن يقول أن تاريخ الفتنة قديم، وأن من أقام دينه على غير أساس ثابت، لابد أن يفتن. ومن أقام دينه على غير فهم وصدق واخلاص مع الله لابد أن تظهر الفتن على أفعاله وأقواله، فالفتنة بدأت بمجرد وفاة النبي .

الضعاف سقطوا ووقعت الفتنة، والإرتداد في زمن أبي بكر فهده فتنة ماجت.

في رواية عند أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة وإسناده حسن فيها قوله :”ليردن علي الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني.” هؤلاء المرتدون أو المنافقون فالصحبة صحبة لغوية عامة من رأى الرجل لازمه وجالسه هذه صحبة عامة، والصحبة الإصطلاحيةالخاصة في تعريف العلماء في تعريفهم للصحابي: من رأى النبي وآمن به ومات على الإسلام.

من رآى النبي وآمن به ثم ارتد هذا ليس من الصحابة، الصحابة الخاصة الممدوحة توفرت فيها ثلاثة شروط:

  1. من رأى النبي .

  2. وآمن به.

  3. ومات على الإسلام، والمراد بالحديث الصحبة العامة.

عند الطبراني واسناده حسن، لما سمع أبو الدرداء هذا الحديث قال للنبي :”يا رسول الله ادعو الله أن لا أكون منهم فقال له النبي : إنك لست منهم يا ابا الدرداء“. بعض هؤلاء قد يناله شيء لكن لا يكون له الطرد المطلق.

في رواية عند البخاري رحمه الله في حديث أبي هريرة قال:” فلا أرام يخلص منهم إلا مثل هَمَل النَّعَمأي لا ينجوا منهم إلا مثل الإبل التي لا راعي لها، والإبل التي لا راعي لها قليل لأنها من أعز أموال العرب فهم حريصون عليها. فإذا كان هناك خلاص فليس المراد منافقون ولا مرتدون إنما أيضاً المراد من أحدثوا في الدين إحداثاً عظيماً في أصل من أصول الدين.

الحديث الأخير:

7050_7051 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: “أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ“.

قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍن وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي“.

حديث سهل بن سعد فيه تأكيد للمعنى السابق، يقول سهل سمعت النبي يقول: أنا فرطكم على الحوض، كحديث ابن مسعود، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا. من يشرب من الحوض كان في الجنة، فالذي لا يظمأ أبدا يكون في الجنة.

ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفونيفي هذا إشارة إلى أن الذين يختلجون من دونه أقوام يعرفهم وأقوام لايعرفهم، ممكن يعرفهم بسيماهم وأثر الوضوء يكون ظاهرا على هذه الأمة، بالمحشر يكونوا محجلين ولا يلزم أن يعرفهم بأسمائهم، وهم على أي حال رجال معدودين ممن ارتد أو ممن كان منافقا، صحبته صحبة عامة وليست هي الصحبة الإصطلاحية الخاصة عن العلماء.

تم يحال بيني وبينهمقال أبو حازم التابعي الحديث فسمعني النعمان ابن أبي عياش وأنا أحدثهم فقال هكذا سمعت سهلاً في هذا اشارة لتثبت التابعين من أحاديث النبي .

قال: نعم قال: وأنا أشهد عن أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه وزاد: إنهم مني، أي سيماهم سمات أمتي. فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك.

في رواية بسند حسن من حديث أبي سعيد عند أبي يعلى قال: لعلكم أحدثتم بعدي وارتدتم، في بعض روايات البخاري رحمه الله بدل ما بدلوا ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقا لمن بدل بعدي، قال ابن عباس في رواية عند البخاري رحمه الله قال سحقاَ إي بعداً.

واعراض النبي هنا اتباع لأمر الله حتى يعاقبهم الله جل في علاه على جنايتهم ولا يبعد أن يخرجوا من النار عند خروج الموحدين.

فاخبار النبي عن هؤلاء من باب التحذير من الفتنة، وأن نبقى على السنة أبعد الناس عن الفتنة من كان على السنة واقرب الناس عن الفتنة من ابتعد عن السنة والفتنة كالمشرق والمغرب ان اقربت من هذه ابتعدت عن هذه وان ابتعدت عن هذه اقتربت من هذه، ولذا قال الله تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

قال الزهري: السنة سفينة نوح من ركبها نجىفالإحداث اي الزيادة في الشرع وتبديل وتغير ما ورد في الشرع. فمتى ابتعد الإنسان عن سنة الرسول اقترب من الفتنة.

عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: أَنَّهُ قَالَ: “سَأَلْتُ مَالِكًا عَمَّنْ أَحْرَمَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَرَاءَ الْمِيقَاتِ؟ فَقَالَ: هَذَا مُخَالِفٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، أَخْشَى عَلَيْهِ الْفِتْنَةَ فِي الدُّنْيَا، وَالْعَذَابَ الْأَلِيمَ فِي الْآخِرَةِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)؟! وَقَدْ أَمْرَ النَّبِيُّ أَنْ يُهَلَّ مِنَ الْمَوَاقِيتِ“. 11

وأشد أنواع المخالفة الإنسلاخ عن الدين بالكلية وأن يحسن له عقله مخالفة سنة النبي ومنه نعلم أن السنة حصن وسبب من أسباب النجاة من الفتنة.

1 صحيح البخاري، كتاب الفتن حديث رقم 7098

2 صححه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة (مختصرة)، المجلد الأول. رقم 17. وقال رحمه الله وهذا الحديث مما يدل على بطلان الحديث الذي في الجامع الصغير بلفظ أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على عبده المؤمن . الضعيفة 471 .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (ومكث أيوب في بلاءه ستة عشر سنة وهجره الناس إلا زوجة ورجلان من خواصه فكان أحدهم يمسي عليه والآخر يصبح حتى اجتمع ذات يوم الإثنان فقال أحدها للآخر والله إن أيوب قد اذنب ذنبا شديدا ألم ترى إلى ماهو فيه لم يرفع عنه ماهو فيه من ستة عشرة سنة؛ فقال الآخر والله لأخبرنَّه)!

الله عز وجل قد عذب أيوب بهذا البلاء الطويل فقال والله لأخبرنه فأخبره بالخبر؛ فيقول النبي : (فسكت أيوب) نظر إلى أحواله فخاف، نخاف لما ننظر إلى أحوال الناس نخاف من الذي جرى، إذ ما تغير في عقائد الناس شيء، وما تغير في عبادات الناس شيء وماتغير في فهم الناس شيء وتغير الأمر نخاف؛ لأن الآية محكمة الآية وبلغة عربية واضحة، وليس لها باطن على قواعد أهل الباطل، من ظن أن باطلا سيكون على وجه الأرض ليس له وجود سابقاً مخطئ، ومن ظن أن حقا سيوجد على وجه الأرض ليس له أصول فهو مخطئ، لكن تتلون ومواضيع التلون العناوين الكلية: تتلون في الإجتماع، في السياسة، في الإقتصاد؛ تتلون الأمور؛ فالشاهد: أن أيوب عليه السلام نظر تفقد نفسه نظر ماذا جرى معه، فقال: (والله إني لا أعلم أي من نفسي لا أعلم ما يقول أذنب ذنبا عظيما فهو في بلاءه ستة عشر سنة ففرج الله عنه)، والله ما أعلم، ما يقول: (لا أعلم من نفسي مايقول، والله إني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيحلف أحدهما بالله؛ فأنقلب إلى أهلي فأكفر عن يمينه مخافة أن يذكر الله إلا بالحق)، ارجع أكفر عن اليمين الذي سمعته ما أعرف أنا من نفسي الذنب الذي يقوله أني في هذا العذاب إذا أيوب عليه السلام لما أرجع الله إليه شبابه وصحته وماله وأهله فكانت معجزته من جنس ما وجد.

هذه سنة مضطرده، من يقرأ النصوص ويتدبر القرآن يعلم منها قواعد مضطردة لا تنخرم يصبح صاحب بصيرة، نحن نقول كلاما لا نفهم أبعاده؛ نقول للناس: صلاحكم ومصالحكم سعادتكم في المعاش والمعاد بالقرآن الكريم، ما نفهم هذ الكلام، نقوله هكذا كلام نردده كثيرا، لكن مانفهمه.

3 ابن حبان المسمى بـ«المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» كتاب سلك فيه مؤلفه مسلك الفقهاء المحدثين في التبويب والترجمة للأحاديث وبيان ما فيها من النبذ الفقهية، وهو في غالب استنباطاته الفقهية شافعي المذهب ما طاوعه الدليل، فإن أعياه الأثر أو لم يصح عنده، لم يبال بمخالفة المذهب وتمسك بالأثر. وقد رتبه ترتيبا مخترعًا لا على الأبواب ولا على المسانيد، بل جعل السنن النبوية تقاسيم وأنواعًا، فجعلها على خمسة أقسام. ثم جعل تحت كل قسم عدة أنواع تبلغ أربعمائة نوع.

4 عظم الجزاء في الصبر على البلاء.

إن قصة ابتلاء أيوب عليه السلام وصبره ذائعة مشهورة وهي تضرب مثلاً للابتلاء، والصبر، وقد ابتلاه الله عز وجل فصبر صبرًا جميلاً، ويبدو أن ابتلاءه عليه السلام كان بذهاب المال، والأهل، والصحة جميعًا ولكنه ظل على صلته بربه، وثقته به، ورضاه بما قسم له، وكان الشيطان يُوسوس لخلصائه القلائل الذين بقوا على وفائهم له ومنهم زوجته بأن الله عز وجل لو كان يحب أيوب عليه السلام ما ابتلاه، وكانوا يحدثونه بهذا فيؤذيه في نفسه أشد مما يؤذيه الضر والبلاء، فلما حدثته امرأته ببعض هذه الوسوسة حلف لئن شفاه الله ليضربنها عددًا عَيّنَه، قيل مائـة، وعندئذٍ توجه إلى ربه بالشكوى مما يلقى من إيذاء الشيطان، ومداخله إلى نفوس خلصائه، وَوَقْع هذا الإيذاء في نفسه {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} فلما عرف ربه منه صدقه، وصبره، ونفوره من محاولات الشيطان، وتأذيه بها أدركه برحمته، وأنهى ابتلاءه، ورد عليه عافيته إذ أمره أن يضرب الأرض بقدمه فتنفجر عين باردة يغتسل منها ويشرب فيشفى ويبرأ {اركض برجلك هذا مغتسلٌ باردٌ وشراب} فأما قسمه ليضربن زوجته، فرحمة من الله به وبزوجته التي قامت على رعايته، وصبرت على بلائه، وبلائها به، أمره الله أن يأخذ مجموعة من العيدان بالعدد الذي حدده فيضربها بها ضربة واحدة تجزيء عن يمينه فلا يحنث فيها {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث} هـذا التيسير، وذلك الإنعام كانا جزاءً على ما علمه الله من عبده أيوب عليه السلام من الصبر على البلاء وحسن الطاعة، والالتجاء إليه سبحانه {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب} والمهم في معرض القصص هنا تصوير رحمة الله عز وجل وفضله على عباده الذين يبتليهم، فيصبرون على بلائه، وترضى نفوسهم بقضائه.

وفي ظل ما يصيبنا في حياتنا من ابتلاء أو نسمعه عن إخواننا نستفيد من قصة أيوب عليه السلام بفوائد عظيمة أهمها ما يلي:

أولاً: أن عاقبة الصبر عاقبة حسنة حتى صار أيوب عليه السلام أسوة حسنة لمن ابتلى بأنواع البلاء.

ثانيًا: أن من امتحن في الدنيا بمحنة، فتلقاها بجميل الصبر، وجزيل الحمد رجي له كشفها في الدنيا مع حسن الجزاء في الآخرة.

ثالثاً: الرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك، وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن، والإيمان قلب المؤمن، فيعيش في غاية السعادة؛ وإن تضجر بقدر الله، فإنه يعيش حياة البؤس، والشقاء، وأن اليأس، والبكاء لا يرد شيئاً مما فات، وإنما التوجه إلى الله بالضراعة كما فعل أيوب عليه السلام والصبر على المكاره يزيل من النفوس الهم، والغم.

فَدَعْ مَا مَضى واصْبِرْ على حِكِمْةِ الْقَضَا ** فَلَيْسَ يَنَالُ الْمَرْءُ مَا فَـاتَ بِالْجُهْـدِ

رابعاً: أن في دعاء أيوب عليه السلام ومُنَاجاته ربه آداب ينبغي أن نراعيها، ونتعلمها منها: أنه عرض حاله فقط على الله عز وجل وكأنه يقول: هذه هي حالي فإن كان يرضيك هذه الآلام، والأمراض التي تسري في أْوْصَالي، وهذه الآلام التي تؤرقني، وإن كان يرضيك فقري، وزوال أموالي وأولادي إن كان يرضيك هذا، فلا شك أنه يرضيني، وإن كان عفوك وكرمك ورحمتك تقتضي أن ترحمني، وتزيل ما بي من بؤس، وألم، فالأمر كله إليك، ولا حول، ولا قوة إلا بك .

خامساً: حسن التوجه بالدعاء إلى الله سبحانه والثقة بالاستجابة.

وقصة ابتلاء أيوب عليه السلام من أروع القصص في الابتلاء، والنصوص القرآنية تشير إلى مجملها دون تفصيل، وأيوب عليه السلام هنا في دعائه لا يزيد على وصف حاله {أني مسني الضر} ووصف ربه بصفته {وأنت أرحم الراحمين} ثم لا يدعوا بتغيير حاله، صبراً على بلائه، ولا يقترح شيئاً على ربه تأدباً معه، وتوقيراً، فهو أنموذج للعبد الصابر الذي لا يضيق صدره بالبلاء، ولا يتململ من الضر الذي تضرب به الأمثال في جميع الأعصار، بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه، فيدع الأمر كله إليه اطمئناناً إلى علمه بالحال، وغناه عن السؤال وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب عليه السلام إلى ربه بهذه الثقة، وبذلك الأدب كانت الاستجابة، وكانت الرحمة، وكانت نهاية الابتلاء . قال تعالى :{فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم} رفع عنه الضر في بدنه فإذا هو معافى صحيح، ورفع عنه الضر في أهله فعوضه عمن فقد منهم {رحمة من عندنا} فكل نعمة فهي من عند الله ومنة {وذكرى للعابدين} تذكرهم بالله وبلائـه ورحمته في البلاء وبعـد البلاء، وإن في بلاء أيوب عليه السلام لمثلاً للبشرية كلها.

اللهم وفقنا للصبر والرضا واصرف عنا اليأس والسخط وارزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

5 صحيح مسلم (رقم:771). بداية الحديث: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، واهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ.

6 قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة” 7 /108 :ضعيف. رقم: 3110.

والشيخ مشهور ذكر الحديث بلفظ: إن الله لا يعذب الخاصة بعمل العامة حتى يروا الخاصة المنكر ويقدروا على إنكاره ولم ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة). وما زلت أبحث عنه.

تجدين الحديث مذكورا في تفسير ابن كثير. عند تفسير قوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) يعني: أصحاب النبي خاصة.

7() هي: زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، من أسد خزيمة: أم المؤمنين، وإحدى شهيرات النساء في صدر الإسلام، كانت زوجة زيد بن حارثة، واسمها (برة) وطلقها زيد، فتزوج بها النبي وسماها (زينب) وكانت من أجمل النساء، وبسببها نزلت آية الحجاب. وهي أول من حمل بالنعش من موتى العرب، فلما رآه عمر قال: نعم خباء الظعينة. (الطبقات الكبرى: 8/101).

8() أخرجه البخاري في كتاب الفتنباب قول النبي : «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ» (7059)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعةباب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج (2880).

9 العقوبات لابن أبي الدنيا . عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا، يَقُولُ: ” إِنَّ الظَّالِمَ لا يَضُرُّ إِلا نَفْسَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : بَلَى وَاللَّهِ، حَتَّى الجبارين لَتَمُوتُ فِي وَكْرِهَا هزلا لِظُلْمِ الظَّالِمِ ” . شعب الإيمان للبيهقي» التَّاسِعُ والأَرْبَعُونَ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ وَهُوَ» فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مَا وَرَدَ مِنَ التَّشْدِيدِ فِي

10 صحيح البخاري» كتاب الرقاق» باب كيف الحشر، رقم: 6161 . تتمة الحديث فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ إِلَى قَوْلِهِ الْحَكِيمُ قَالَ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ.

11 الاعتصام، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الغرناطي الشاطبي، الباب العاشر بيان معنى الصراط المستقيم الذي انحرفت عنه سبل أهل الابتداع.