الدرس الرابع


شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري

شرح حديث 7055 و 7056

الدرس الرابع

وهو الدرس الثالث على الموقع

للشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله تعالى

قال الإمام البخاري رحمه الله

7055 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ فَبَايَعْنَاهُ.

7056 فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.

7057 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّ رَجُلاً، أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَعْمَلْتَ فُلاَنًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي‏.‏ قَالَ ‏“‏إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي‏“‏‏.‏

هذا الباب قبل الأخير من تبيوب البخاري، وقوله :”سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُورًا تُنْكِرُونَهَاقال تنكرونها أي أنتم ومن سار على منهجكم، أما من تلوث بلوثات المتأخرين الذين يأخذون دينهم عن الصحفيين ومن هنا وهناك دون ضبط، وليس عن العلماء الربانيين؛ فسرعان ما يروا كثير من المخالفات لا ينكرونها.

وفي هذا الحديث 7055 أسنده البخاري إلى جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، في هذا إشارة إلى ضبط المحديثين لأحوال الرواة، الصحابة ضبطوا أحوال النبي عند تحديثهم،

المثال الأول: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ1، إِذْ مَرَرْتُ، فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ: يَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ ادْخُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلِّي أَمْ بَعْضِي؟ فَقَالَ: بَلْ كُلُّكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقُلْتُ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَوْتُ رَسُولِ اللَّهِ، فَبَكَى عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : قُلْ: إِحْدَى، قُلْتُ: إِحْدَى، ثُمَّ قَالَ: وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قُلِ: اثْنَيْنِ، قُلْتُ: اثْنَيْنِ، قَالَ: وَمَوْتٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي كَعُقَاصِ الْغَنَمِ، قُلْ: ثَلاثٌ، قُلْتُ: ثَلاثٌ، قَالَ: وَتُفْتَحُ لَهُمُ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَسْخَطَهَا، قُلْ: أَرْبَعٌ، قُلْتُ: أَرْبَعٌ، وَفِتْنَةٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا دَخَلَتْ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، قُلْ: خَمْسٌ، قُلْتُ: خَمْسٌ، وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، يَأْتُونَكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةٍ، كُلُّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ، حَتَّى حَمْلِ امْرَأَةٍ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَعَامَ عَمْوَاسَ2، زَعَمُوا أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لِي: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقَدْ كَانَ مِنْهُنَّ الثَّلاثُ وَبَقِيَ الثَّلاثُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ لِهَذَا مُدَّةً، وَلَكِنْ خَمْسٌ أَظْلَلْنَكُمْ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُنَّ شَيْئًا، ثُمَّ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ، فَلْيَمُتْ: أَنْ يَظْهَرَ التَّلاعُنُ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَيُعْطَى مَالُ اللَّهِ عَلَى الْكَذِبِ وِالْبُهْتَانِ، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَتُقْطَعُ الأَرْحَامُ، وَيُصْبِحُ الْعَبْدُ لا يَدْرِي أَضَالٌّ هُوَ أَمْ مُهْتِدٍ ـ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.3

الشاهد من الحديث: ” وَرَسُولُ اللَّهِ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ“.

المثال الثاني:

عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتْ السَّاعَةُ قَالَ فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ. فَقَالَ عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي قَالَ نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :” إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ“. قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ.4

المثال الثالث: بل الرواة ضبطوا أدق من ذلك ففي الصحيحين من حديث سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ:” إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا5

المثال الرابع: حديث: ((عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ))6الحديثفضبطوا كلمته التي عزاها إلى ربه في الحديث الالهي.

فالمحدثون فرسان هذا الدين والله هو الذي أعانهم على ضبط حديث النبي حتى أن عبدالله بن المبارك قال لو أن كذاباً بيت الكذب على رسول الله في الليل، إلا يسر الله له عالماً من علماء الحديث يفضحه بالنهار.

 

عودة إلى شرح الحديث: 7055

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ فَبَايَعْنَاهُ.

وفي قوله وَهُوَ مَرِيضٌ اشارة إلى أن الإنسان لما يشعر أنه قريب عهد بربه، هو فقير محتاج لله جلَّ في علاه، فالصحابة عاملوا من كان في مرض الموت معاملة خاصة، جيء لعثمان برجل طلق زوجته وهو على فراش الموت من غير شيء بينه وبين زوجته ففهم عثمان من إصراره على الطلاق أنه يريد أن يحرم زوجته من الميراث.

قال الإمام الشاطبي لو الإنسان ارتد في وفاته فالإنسان في عادته هو قريب من ربه يزيد في العمل الصالح وبعيد عن الردة، فيعرف من هذه القرينة أنه يريد أن يحرم أولاده من الميراث فيقول الشاطبي: نورث أولاده ونعامله معاملة المرتد.

يوجد قاعدة مهمة أن المكَلَف إن أراد أن ينقض المقصد الشرعي من شيء وجد في الشرع فإنه يعامل بنقيض قصده.

 

يقول جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ. وهنا الدعاء بصلاح قسمه بأن يعافه ربه من مرضه، فقال جنادة لعبادة حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ .

في رواية في مسلم: حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ الأَنْمَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً، فَصَبَرَ عَلَيْهَا، إِلاَّ زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ ِللهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً، فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ ِللهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ. 7

حَدِّثْ بِحَدِيثٍ: العلم هو الشيء الوحيد الذي إذا انفق منه زاد أما غيره إن أنفق منه نقص، ومن علم العلم زاد الله في عطائه وبارك الله له في رزقه وحفظه الله وقواه وأعانه لا سيما علم حديث الرسول فقد دعا للمشتغلين بالحديث بنضرة الوجه.

عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله مِن الهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا؛ فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَت المَاءَ فَأَنْبَتَت الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ, وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَت المَاءَ فَنَفَعَ الله بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا, وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً؛ فَذَلِكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ فِي دِينِ الله وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ, وَمَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ». [رواه الشيخان، واللفظ للبخاري]

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود S يحدث عن أبيه عن النبي قالنَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَها وَوَعَاهَا وَبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لا فِقْهَ لَهُ وَرُبُّ حَامِلِ فِقْهٍ، إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنَّصِيحَةُ لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ، تُحِيطُ مَنْ وَرَاءَهُمْ»8 من ورائهم.

وفي رواية قال :” نضر الله إمرءً سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها9

قال عبدالله بن المبارك: لو لم يبق لي في عمري إلا يوم أو يومان ما فعلت شيئاً إلا أن جلست أعلم الناس.

وكان علي رضي الله عنه يقول: “ما أخذ الله العهد على المُتَعَلِّم أن يَتَعَلَّم حتى أخذ العهد على المُعَلِّم ان يُعَلَّم.

 

جُنَادَةَ يقول دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ.. هنا وقفة مهمة لطلبة العلم، جُنَادَةَ يريد حديثا عالي الإسناد قال حدثنا بحديث سمعته، الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول وكانوا يحدثون بحديث تارة سمعوها من بعضهم بعضا وتارة سمعوها مباشرة من النبي فإن قال الصحابي الذي لم يسمع من النبي مباشرة في الحديث يسمى صحابيا مرسلا. ومراسيل الصحابة حجة لأنهم جميعهم عدول وهي كثيرة.

الإسناد العالي غالي، كلما علا الإنسان في طلبه وإسناده ومشايخه كان غاليا فهذا جُنَادَةَ لما دخل على عُبَادَةَ يقول أريد حديثا سمعته أنت أي لم تأخذه من غيرك من الصحابة، فهو يطلب العلو، وطلب العلو ممدوح إن صح الإسناد، لأن علو المتأخرين أصبح مداره على كذابين كما هو معلوم في علم المصطلح.

 

قال عُبَادَةَ دَعَانَا النَّبِيُّ فَبَايَعْنَاهُفأخذ منا البيعة في ليلة العقبة. والبيعة سميت بيعة لأن كلاً من الإثنين المُبايَع والمُبايِع يمد باعه حتى تصل الكف للكف، ويقبض كل منهما على كف الآخر، إشارة على التراضي والإتفاق بينهم على أمور معينة، والبيعة هي العهد والبيعة لا تكون إلا للرسول ولولاة الأمور، أما البيعات التي ليست لولاة الأمور فهذه بيعات بدعية ما أنزل الله بها من سلطان.

في حديث عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الطويل في آخره يقول النبي وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ ..” 10

لا يبايع إمامان في محلة واحدة، وأما الجماعات الآن تبايع جماعة ثم تخرج تبايع الآخر!! من أراد أن يستدل بحديث فينبغي أن يأخذ بأثر الحديث أيضا. أما أن يأخذ بالحديث متى شاء ويعطل أثره متى شاء، هذا يسمى عند علماء الأصول تحكّم؛ والتحكم هو القول بالتشهي ان تأخذ من الشرع ما تريد وتأخذ ما تريد.

الشرع لما أجاز البيعة، جعل لها أثر، وهذا الأثر أن من بايع إماماً ثم تحول إلى غيره هذا غيره يضرب عنقه؛ وهذا من باب تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وما عدا بيعة الإمام الأكبر بيعات بدعية ما أنزل الله بها من سلطان، الألسن والأفواه تردد آيات وإشارات الإجتماع وحقيقة الأعمال والجهود تفرق الأمة بحيث يكون حب وبغض وولاء وبراء على من وافقنا.

ومن لم يوافقنا نظرنا إليه بنظرة تختلف على من وافقنا فمن لم يكفه ما شرع الله من وسائل اجتماع من الجمعة والجماعات والحج وما شابه فلا أغناه الله.

 

الشرع واحد كافٍ، جَمَعَ الناس واغناهم وجمع الناس على أئمتهم وحرم الخروج عليهم.

قال الشافعي: “من خرج على الإمام لظلمه وفسقه وفجوره فحاله كحال من بنى قصراً وهدم مصرا“.

قوله: فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

وشعار المؤمنين كما قال الله عزَّ وجلّ:” قالوا سمِعنا وأطَعنا.” أما أهل الكتاب:” قالوا سمِعنا وعَصينا“.

سمعنا أي فهمنا وأطعنا أي نفذنا، فالذي يسمع ولا ينفذ هذا داء، وأصله ومنبعه من يهود. وأخبرنا النبي أن هذه الأمة ستتبع سنن من كان قبلنا.

وفي صحيح مسلم لما دخل عبدالله بن سلام وكان يهودياً فأسلم فجاء وفد من يهود فطلب النبي من عبدالله بن سلام أن يختبئ كان ينكث على الأرض بعود معه، وقد سألوه وقالوا له لقد جئنا نسألك عن مسائل لا يعلمها إلا نبي أو رجل أو رجلان، فقال لهم :

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدٍ، يَعْنِي أَخَاهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، قَالَ: “كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَجَاءَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا، فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” إِنَّ اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : “أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟، قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ بِعُودٍ مَعَهُ، فَقَالَ: ” سَلْ11وهذا شعار المسلمين اليوم للأسف بعض طلبة أهل العلم يسمع لا يلعم فيكون العلم حجة عليه لا له.

وفي حديث آخر:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ فَأَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ جِبْرِيلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُونِي فَجَاءَتْ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِيُّ أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ قَالُوا خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا قَالَ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَانْتَقَصُوهُ قَالَ فَهَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. 12

 

هذا حال اليهود الولاء والبراء ليس على العبادة والشرع، بل على الإثم، والأمة هذه ستتابع من قبلها.

الشاهد: أن النبي أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ نسمع نصغى نفهم وهذا أول العلم، قال على السمع والطاعة أي ننفذ في منشطنا ومكرهنا سواء تلقينا الأمر ونحن في نشاط أو تلقيناه ونحن في كسل، سواء كانت أجسامنا قوية أو كانت اجسامنا كليلة متعبة.

لذا في رواية للإمام أحمد: ” قَالَ عُبَادَةُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بَايَعْنَاهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ13 وفي هذا إشارة أن المؤمن أحياناً ينشط وأحياناً يكسل.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ( إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ ). 14

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فَلا تَعُدُّوهُ). 15

تجد في نفسك حماس ونشاط وتوهج في العبادة مضبوط بالسنة، تجد في نفسك فترة وكسل يكون مضبوط بالسنة.

 

مثلاً النبي في الصلوات كان يصلي أربعاً قبلية وأربعاً بعدية أصابك كسل تصلي ركعتين ركعتين. التسبيحات بعد الصلوات شغلت كان يسبح ثلاث وثلاثين ويحمد ثلاث وثلاثين ويكبر ثلاث وثلاثين يسبح خمس وعشرين يحمد خمس وعشرين ويكبر خمس وعشرينتارة يسبح عشر ويحمد عشر ويكبر عشر، وخير الهدي هديه أنت تعرف جميع هديه فتأخذ من هديه بما لا يأذن لك أن تنقطع في مسيرك إلى ربك. إن وجدت حماس أخذت بنوع من العدل وإن وجدت كسل وفتور أخذت بنوع أخر من الهدي. ينبغي للإنسان أن يكون ورعاً في فقهه فقيهاً في مسيره إلى ربه جلَّ في علاه.

 

قال:” وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَاوكذلك في حال العسر وهو قلة المال وفي حال اليسر وهو كثرة المال.

في ‏فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيلَ بْن عُبَيْد:” وَعَلَى النَّفَقَة فِي الْعُسْر وَالْيُسْرِفإن طلب منا ان نتصدق في حال اليسر والمال كثير نطيع، ونحن في حال العسر والمال شحيح قليل نطيع.

قوله: “وَأَثَرَةً عَلَيْنَاالسمع والطاعة في حال الأثرة أي إن لم تؤدى الحقوق لنا فقد اخذ علينا نحن المسلمين أن نسمع وأن نؤدي الذي علينا وإن لم يؤد لنا ما لنا. يجب علينا ان نسمع ونطيع وإن استأثر أولياء الأمور علينا، فإن أمرونا ولم يفعلوا ما أمرونا به ونهونا وفعلوا ما نهونا عنه، فهذا ليس من دواعي سمعهم وطاعتهم، الواجب علينا أن نسمع ونطيع إن استأثروا علينا طاعة لله.

فعن أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي16

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} لم يقل الله جلَّ في علاه واطيعوا أولي الامر منكم لأن طاعتهم تكون في المعروف وطاعة الله ورسوله دائما لا تكون إلا معروفاً لكن طاعة أولياء الأمور قد يأمروك بما هو ليس بمعروف فإن أمرت يا عبد الله بالمعصية فلا طاعة إلا بالمعروف. لذا لم يجعل الله جلَ في علاه طاعتهم مطلقة إنما قيد طاعتهم بالمعروف.

 

قوله وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُالمراد بالأمر هو الإمرة الملك الولاية الخلافة، هو لإصحابه فلا يجوز لنا أن نجعل شيئاً منه إلينا فإن فعلنا أو حاولنا فقد نازعنا الأمر أهله.

وفي حديث حُذَيْفَةَ بْن الْيَمَانِ رضي الله عنهماقال: قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضَربَ ظَهْرُكَ، وَأَخَذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ17 .

وهذا من باب الرحمة بالأمة وتحققيق الحق، فمن لم ينشرح صدره إلى أن النبي يقرر ويقول الحق وما فيه الخير لك وللأمة، فهذا ما فهم دين الله جلَ في علاه. وفي رواية عند أحمد مباشرة وأن نقوم بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم“.

فطاعتنا لأولياء أمورنا عبادة لله، إن أعطونا أطعنا وإن لم يعطونا عصينا ليست عبادة إنما طاعة لدنيا.

 

منازعة الأمر أهله هو شعار الخوارج، فهم يكفرون بالمعصية؛ وكانوا يخرجون على أولياء الأمور فتقع الفتن العظيمة بالأمة. وهناك قصة مهمة ذكرها الامام مسلم في صحيحه تبين كيف كان يفكر الخوارج وكيف كان يفكر أصحاب النبي والفارق بين المنهجين.

وقَالَ يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ قَالَ فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ.

قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ، وَاللَّهُ يَقُولُ (إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَكُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا) فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟ قَالَ فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ؟ قُلْتُ نَعَمْ.قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ. قَالَ: ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ قَالَ وَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ. قَالَ: غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا قَالَ: يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ. قَالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ، فَرَجَعْنَا. قُلْنَا وَيْحَكُمْ أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَرَجَعْنَا فَلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَوْ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ. 18

يقول يزيد بن صهيب كنت قد شغفني رأي من آراء الخوارج فخرجنا في عصبة ذوي عدد إلى الحج، ثم نخرج على الناس. يعني بعد الحج نعمل دورة مسلحة ونعمل على تقتيل أولياء الأمور حتى ننال السلطة قال فمررنا على المدينه فإذا جابر بن عبدالله الصحابي الجليل جالس إلى سارية، يحدث عن رسول الله فإذا هو قد ذكر الجَهَنًّمِيّن وهم أقوام امتحشتهم النار وأصابتهم، العصاة من الموحين، الخوارج ما عندهم أن الرجل يدخل النار ويخرج منها، هم فهموا آيات نفوا آيات وهذا شأن سفهاء الأحلام الذين يقرأون آية أو آيتين أو حديث أو حديثين ويريدون التطبيق للآيتين دون النظر لعواقب الأمور ودون جمع ما ورد في الشريعة في هذه المسألة من جميع النصوص.

 

الجهنمين أقوام تأخذهم النيران على حسب معاصيهم، فمنهم من تأخذه إلى ركبيتيه، ومنهم إلى وسطه ومنه إلى كتفه فيفحمون ثم يأخذون ويرمون على نهر الحياة في الجنة، ثم ينبتون كما تنبت الحبة.

لما سمع بذلك يزيد وهو من الذين يخلدون كل عاصي في النار والذي يعصي كافر ويكفر من يخرج عليهم هذا الحديث عدل فهمه ليس كل من عصى وظهرت عليه المعصية كفر.

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ؟ وَاللَّهُ يَقُولُ: ((إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَكُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)) فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟ (الخوارج ما عندهم أن الرجل يدخل النار ويخرج منها، هم فهموا آيات نفوا آيات وهذا شأن سفهاء الأحلام الذين يقرأون آية أو آيتين أو حديث أو حديثين ويريدون التطبيق للآيتين دون النظر لعواقب الأمور، ودون جمع ما ورد في الشريعة في هذه المسألة من جميع النصوص.)

أخذ الشيء من الشريعة دون أن تأخذ دينك من العلماء، وأنت تمشي في الدين وتدعو للدين هذه فتنة لك وللناس، ينبغي أن تتعلم وتعلم. أضبط دين الله ضبطاً صحيحاً ثم علمه.

قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام؟ يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ قَالَ ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ.

قَالَ: وَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ قَالَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا قَالَ يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ قَالَ فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ فَرَجَعْنَا قُلْنَا وَيْحَكُمْ أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَرَجَعْنَا فَلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَوْ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ. 19

النبي أخبرنا في سنن ابن ماجة: “يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ“.20

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَه الله (مَجمُوع الفتاوى 28/ 496): «فإنه قد أخبر فِي غير هَذَا الْحَديث أنَّهُم لا يزالون يَخرُجُون إلَى زَمَن الدَّجَّال، وقد اتفق الْمُسلمون عَلَى أنَّ الْخَوَارج ليسوا مُختَصِّين بذلك العسكر» اهـ.

 

ومن بديع تقريرات شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة النبوية قال :”من يستقرأ النصوص الشرعية يعلم أنه كلما ظهر الروافض وكانت لهم دولة وكان لهم عز ظهرت الخوارج، وظهور الخوارج مع الروافض مقترنان إن ظهر أحدهما لابد أن يظهر الآخر“.

الآن شيخ كبير فهم الدين يعلم شاباً متحمساً مفتوناً، وسبب فتنته آية لكن لم يضعها في مكانها الصحيح، لم يفهم المطلوب من الآية، فسبب فتنته عدم الفهم الشرعي للآية.

قال جابر أما قرأت القرآن؟! قال يزيد: نعم. فقال له جابر: فهل سمعت بمقم محمد ؟! يعني المقام المحمود الي يبعثه الله فيه قال : نعم قال جابر فإنه المقام المحمود الذي يخرج الله به من يخرج. فعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : “شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي21.

ثم وصف جابر الصراط ومرور الناس عليه وأن الناس يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها. بعد سماع هذا الحديث يقول يزيد: أنه عدل عن تخطيطه كان يريد أن يذهب إلى الحج في عصابة من الشباب يقول: فرجعنا إلى الكوفة فقلنا ويحكم أترون أن الشيخ يكذب على رسول الله .

فنفع الله الشباب بكلام جابر لما اعتقدوا أنه صادق، وأن اخباره عن النبي الله يشهد عليه. فيقول يزيد فرجعنا فلا الله ما خرج منا غير رجل واحد كلنا انتفع من حديث جابر إلا واحد وقع فيما وقع.

46:00 يقول عبادة بن الصامت فقال النبي :” …. إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.

إلا استثناء من أعم الأحوال السابقة أي في شيء من الأحوال إلا حالة واحدة فلكم ان تنازعوا الأمر اهله.

ففي جميع الحالات يمنع منازعة أولياء الأمور إلا في حالة أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًاوالمعنى إلا أن تروا كفراً ظاهراً بادياً. أباح الشيء: باح بسره أي أظهره وأبانه.

وفي رواية عند الطبراني كُفْرًا صراحاًأي كفراً لا ينكر لكم أن تتأولوه فإن كان الحاكم يتأول شيئاً أنت تراه كفراً وهو متأوله فيحرم عليك أن تخرج عليه.

كان الإمام أحمد بن حنبل يكفر من يقول بخلق القرآن وكان المأمون يقول بخلق القرآن، وكان أحمد يعتبر المأمون أميرا للمؤمنين وهذا ليس بتناقض. أحمد عنده المأمون له حاشية من العلماء يزينون له الباطل فاعتقد الكفر ليس البواح عنده هو له عليه شبهة.

 

في القرآن عيسى كلمة الله، النصارى يقولون عيسى اله ..عيسى ابن الله .. عيسى كلمة الله، وكلام الله غير مخلوق، عيسى مخلوق حتى يكون عيسى عبداً وليس إله، كلمة الله مخلوفة، كلام الله مخلوق، قال كفراً تأوله أن عيسى ليس كلمة الله عيسى أخذ كلمة الله، الله قال كن فكان.

النبي علمنا في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ قَالَ أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ. 22

نقول: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لو كانت كلمات الله مخلوقة ما تعوذنا بمخلوق من مخلوق.

وحديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِى مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ « مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِى فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ النَّبِىُّ « لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ». 23 ومداد الكلمات لا تدخل في عدد خلقه فخرجت عن كونها مخلوقة.

لكن المأمون لما قال بخلق القرآن، عنده حاشية كانوا يترجمون ويتأولون مع النصارى فقال الكفر تأويلاً فمن تأول الكفر قال بالكفر متأولاً فيحرم الخروج عليه قطعا.

النبي أمرنا عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا في حالة واحدة كفراً بواحاً كفراً صراحاً أي لايمكن تأويله.

 

قوله: إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا. أي أنتم بأنفسكم رؤية عين أو بعلم يقين من غير وسائط وأراجيح وإشاعات من غير إذاعة ترى بعينك. كثير من الناس يتكلمون على أولياء الأمور وما رأوا فقط يرددون كلمات لم يروها ولم يتيقنوا عليها ولا يجوز شرعاً أن نرتب حكم المنازعة على عدم الرؤية بنفسك. وهذا هو الشرط الأول.

الشرط الثاني: إلى أن تروا كفراً فإن رأيت فسقاً أو فجوراً أو معصية فيحرم عليك أن تخرج تنازع أن ترى كفراً لا ترى فجوراً.

قوله: إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ.

القيد الأول أَنْ تَرَوْا: أن ترى بعينك رؤية بصيرية يقينية

القيد الثاني: كُفْرًا

القيد الثالث: بَوَاحًا أي صريحاً ليس تأويل فإن هم أولوا وقعوا بكفر في تأويل حينئذ يحرم أن ينازع،

القيد الرابع: “عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌأي عندكم من الله فيه دليل قاطع؛ فإن تحققت هذه الشروط الأربعة فالمنازعة لأولياء الأمور تجوز بقيدين:

  1. القيد الأول القدرة
  2. الثاني أن لايترتب على هذه المنازعة مفسدة أضر من الخروج عليهم.

هذه الضوابط الشرعية على لسان من {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى} هذا الكلام الحاكم الذي جاء به نبينا من عند ربه سبحانه وتعالى.

نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، وَحُسْنَ العَاقِبَةِ، وَأَنْ يُعِيذَنَا مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

1 القبة : هي الخيمة الصغيرة أعلاها مستدير أو البناء المستدير المقوس المجوف. الأدم : الجلد المدبوغ.

 

2 طاعون عمواس هو وباء وقع في بلاد الشام في أيام عمر بن الخطاب سنة 18 هـ بعد فتح بيت المقدس، ومات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة النبي.

سبب التسمية:

وإنما سمي بطاعون عمواس نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، وذلك لأن الطاعون نجم بها أولاً ثم انتشر في بلاد الشام فنُسب إليها. وبلدة عمواس هدمتها إسرائيل عام 1967م وشردت أهلها وزرعت مكانها غابة بأموال المتبرعين اليهود الكنديين، وأطلقت عليها اسم منتزه كندا.

أبرز من ماتوا فيه من الصحابة

قال الواقدي: “توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام خمسة وعشرون ألفاً”، وقال غيره: “ثلاثون ألفاً”. من أبرز من ماتوا في الوباء أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان و سهيل بن عمرو وغيرهم من أشراف الصحابة وغيرهم. عُرفت هذه السنة بعام الرمادة للخسارة البشرية العظيمة التي حدثت فيها.

 

3 هذا الحديث قد رواه الحاكم في موضع آخر من المستدرك من وجه آخر عن عوف بن مالك، بلفظ: وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَجْتَمِعُونَ لَكُمْ قَدْرَ حَمْلِ امْرَأَةٍ، ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ ـ وبنحو ذلك رواه الداني في السنن الواردة في الفتن والطبراني في المعجم الكبير، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.

وعلى هذا، فمعنى الحديث أن قدر المدة التي يجتمع فيها الروم تكون كقدر حمل المرأة، وهي تسعة أشهر، وللحديث شاهد ينص على هذا، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو، ولفظه: وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يجمعون لكم تسعة أشهر كقدر حمل المرأة.

وأما عبارة: مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُنَّ شَيْئًا ثُمَّ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَمُتْ ـ فليس معناها كما فهم الأخ السائل، وإنما هي لبيان كثرة الشرور والفتن وشدة البلاء وغلبة الفساد على هذا الزمان، حتى يتمنى الموتَ أهلُ الخير والصلاح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه. متفق عليه.

وفي رواية لمسلم: والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء.

وكذلك عبارة: وَيُصْبِحُ الْعَبْدُ لا يَدْرِي أَضَالٌّ هُوَ أَمْ مُهْتِدٍ؟ تدور في هذا الفلك، فإن من أشراط الساعة الثابتة: قلة العلم وظهور الجهل وموت العلماء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل. متفق عليه.

ولا شك أن ذلك مما يوقع في الاضطراب والحيرة، فتعرض للمرء عندها أمور وأحوال لا يدري ما وجه الصواب فيها، فلا يعلم أمهتد هو أم ضال. والله أعلم.

 

4 صحيح مسلم» كتاب الفتن وأشراط الساعة» بَاب إِقْبَالِ الرُّومِ فِي كَثْرَةِ الْقَتْلِ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ

 

5 صحيح البخاري» كتاب الإيمان» بَاب حُسْنُ إِسْلَامِ الْمَرْءِ

 

6 ((عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ))

 

7 أخرجه أحمد 4/231 (18194) و\”التِّرمِذي\” 2325 قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم : 3024 في صحيح الجامع.

 

8 سنن الترمذي [2658]، وسنن ابن ماجه [232]، ومسند أحمد (1/437)، وصحيح ابن حبان [66]. صححه الالباني في صحيح الترغيب 1 / 5. صفحة:104، رقم:4 كتاب الإخلاص، عن أبي سعيد الخدري . وفي كتاب العلم: حديث رقم 89 صفحة: 147 عن أبي مسعود، وزيد بن ثابت، وأنس، وجبير بن مطعم . بألفاظ مختلفة.

 

9 روى هذا الحديث أربع وعشرون صحابيا عن رسول الله  منهم: ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وجبير بن مطعم، وأنس بن مالك، وزيد بن ثابت، والنعمان بن بشير، وكثير من هؤلاء الصحابة  سمعوه من النبي  بمنى في مسجد الخيف حين خطب فيه رسول الله  في حجته . وكان هذا الحديث موضوع خطبته. لذلك فالحديث متواتر صحيح. فضلا راجعي كتاب: دراسة حديث:” نضر الله امرءا سمع مقالتي… رواية ودراية”. للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، حفظه الله. الحديث خرجه الشيخ الألباني، في صحيح الترغيب والترهيب المجلد الأول صفحة:104، رقم:4 كتاب الإخلاص، عن أبي سعيد الخدري . وفي كتاب العلم: حديث رقم 89 صفحة: 147 عن أبي مسعود، وزيد بن ثابت، وأنس، وجبير بن مطعم . بألفاظ مختلفة.

 

10 صحيح مسلم. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟، فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَاللَّهُ يَقُولُ: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا سورة النساء آية 29 ، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ”

 

11 … فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ “، قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً ؟ قَالَ: ” فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ “، قَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ: ” زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ “، قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا ؟ قَالَ: ” يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا “، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ ؟ قَالَ: ” مِنْ عَيْنٍ فِيهَا، تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا “، قَالَ: صَدَقْتَ، قَال: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ رَجُلٌ، أَوْ رَجُلَانِ، قَالَ: ” يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ “، قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ، قَالَ: ” مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ “، قَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ، وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِيَ اللَّهُ بِهِ “، وحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَقَالَ: زَائِدَةُ كَبِدِ النُّونِ، وَقَالَ: أَذْكَرَ، وَآنَثَ، وَلَمْ يَقُلْ: أَذْكَرَا، وَآنَثَا . صحيح مسلم» كِتَاب الْحَيْضِ» بَاب بَيَانِ صِفَةِ مَنِيِّ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ …رقم الحديث: 478

 

12

 

13 مسند أحمد» باقي مسند الأنصار» رقم: 22263 بقية الحديث: وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا نَخَافَ لَوْمَةَ لَائِمٍ فِيهِ وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَ النَّبِيَّ ﷺ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ فَنَمْنَعُهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَلَنَا الْجَنَّةُ فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّتِي بَايَعْنَا عَلَيْهَا فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ وَفَّى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ نَبِيَّهُ ﷺ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ الشَّامَ وَأَهْلَهُ فَإِمَّا تُكِنُّ إِلَيْكَ عُبَادَةَ وَإِمَّا أُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّامِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ رَحِّلْ عُبَادَةَ حَتَّى تُرْجِعَهُ إِلَى دَارِهِ مِنْ الْمَدِينَةِ فَبَعَثَ بِعُبَادَةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَلَيْسَ فِي الدَّارِ غَيْرُ رَجُلٍ مِنْ السَّابِقِينَ أَوْ مِنْ التَّابِعِينَ قَدْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ فَلَمْ يَفْجَأْ عُثْمَانُ إِلَّا وَهُوَ قَاعِدٌ فِي جَنْبِ الدَّارِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ مَا لَنَا وَلَكَ فَقَامَ عُبَادَةُ بَيْنَ ظَهْرَيْ النَّاسِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَبَا الْقَاسِمِ مُحَمَّدًا ﷺ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُعَرِّفُونَكُمْ مَا تُنْكِرُونَ وَيُنْكِرُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ فَلَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَلَا تَعْتَلُّوا بِرَبِّكُمْ.

 

14 رواه ابن حبان في “صحيحه” (1/187)، وصححه الألباني في “صحيح الترغيب” (56).

 

15 رواه الترمذي (2453) وحسَّنه الألباني في “صحيح الترغيب” (57).

 

16 صحيح البخاري» كتاب الأحكام» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَاب الْأَحْكَامِ بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، حديث رقم: 6718

 

17 رواه مسلم (كتاب الإمارة، باب الأَمْرِ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ وَتَحْذِيرِ الدُّعَاةِ إِلَى الْكُفْرِ، 4891). أول الحديث:

“قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟

قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟

قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟

قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ: كَيْفَ؟

قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ!

قَالَ: قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟

 

18 صحيح مسلم» كتاب الإيمان» باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث: 191 . يزيد بن صهيب أبي عثمان الكوفي الذي كان يعرف بالفقير كان تابعي كوفي.

 

19 صحيح مسلم» كتاب الإيمان» باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث: 191

 

20 ولفظ ابن ماجه. (أخرجه أحمد (الميمنية 2/84)، (الرسالة 9/367، تحت رقم 5562)، وابن ماجه (174)، قال في مصباح الزجاجة: “إسناده صحيح . وقد احتج البخاري بجميع رواته”اهـ، وقال الألباني: “حسن”اهـ، وقال محققو المسند: “حديث صحيح”اهـ).

 

21 المستدرك على الصحيحين» كتاب الإيمان» 100 – شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي. رقم 236.

 

22 أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب الاستعاذة برقم 3966، والإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أبي هريرة برقم 7838. وأخرجه مسلم» كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، رقم: 4883 2709

 

23 رواه مسلم (رقم/2726)، وانظر شرح هذا الذكر في ” المنار المنيف ” لابن القيم (ص/34) .