سمعنا أن ابن القيم يقول إن لم يخطر على بال المسلم شيء مهم أن يصلي…

لا أعرف هذه الصلاة، وهذا السبب لهذه الصلاة، وأنا في شك من نقل هذا الكلام عن ابن القيم.
 
وهنالك قصة ذكرها الكردلي وغيره في مناقب أبي حنيفة: أن رجلاً دفن مالاً وضَيَّعَهُ فلما سأل الناس قالوا له جوابك عند أبي حنيفة فإنه رجل عاقل وذكي وصالح، اسأله فعنده الجواب، فجاء إلى أبي حنيفة، وقال له: يا إمام لقد دفنت مالاً وضيعت مكانه فما هو علاج ذلك؟ فقال له أبو حنيفة رحمه الله: استيقظ في آخر الليل قم وتوضأ وصل ركعتين، فخرج ولم يعجبه الجواب، وقال: سبحان الله تقولون إن أبا حنيفة من أعلم الناس وأقول له إني ضيعت مالاً ويقول لي قم وصل ركعتين، فاستحقر جوابه ولم يعتبره.
 
فلما جن الليل وأخذه الأرق ولأن المال عزيز، فقام وقال: ما ندري لعل أبا حنيفة يريد شيئاً، فقام وتوضأ وصلى، وهو في صلاته جاءه الخاطر في المكان الذي دفن المال فيه، فما تركه الشيطان فذكره بمكان ماله.
 
أما من نسي شيئاً أن يصلي فما نستطيع أن نقول هذا حكم شرعي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة سأل الله عز وجل.
 
لكن هناك نصيحة غالية يعرفها من تعددت عليه شرائع الخير، يقول فيها الإمام ابن القيم: (إن كان لك ورد وعادة في الخير، فجاءك خاطر ليصرفك عن ورودك هذا، فاحفظ هذا الخاطر وابق في وردك ولا تتزحزح عنه، وبعد أن تفرغ من وردك افعل ذلك الخاطر، فإنك إن فعلت هذا مرات قليلة فإن هذا الخاطر لا يعود إليك لأنه من الشيطان) فالشيطان في بعض الأحايين مطمعه في بعض الناس لا سيما طالب العلم ألا يصده بداية، ولكن يشوش عليه، فإن أراد أن يقرأ القرآن يقول له: عندك دروس أو تحصيل فإن قرأ في العلم يقول له: القرآن، فإن جلس يقرأ يقول له: صلة الرحم، حقوق الوالدين، ويريد أن يظل يشوش عليه ويشغله عما هو فيه من خير، لذا إخواني هذه نصيحة غالية قررها الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” وما أروعها، وينبغي أن تكون قاعدة ودستوراً لكل طالب خير، وعلى هذا جرى السلف الصالح، فما عرف عن أحد السلف الصالح إن أخذ خصلة خير أن يتركها حتى الممات، فإن فتحت على نفسك باب خير فالزمه، وإياك أن تتركه، فقد ذم السلف كثرة التنقل والتحول، فقد كان أحد السلف إن فعل خصلة خير يبقى عليها، وبعد حين يفعل خصلة خير أخرى، وبعد حين أخرى، وهكذا، حتى أن علماء التراجم قالوا في ترجمة غير واحد من السلف: لو قيل له إنك ستموت غداً، ما استطاع أن يزيد شيئاً في الخير الذي كان يفعله، وما عرف نقيض هذا إلا عن ابن عمر، فإنه كان على حماس في قيام ثم ترك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {نعم ابن عمر، إلا أنه كان يقوم الليل وتركه}، فلما سمع هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينام إلا أخذات يسيرة في الليل وبقي حريصاً على ما هو عليه.
 
واليوم كثير من طلبة العلم يكثرون التحول والتنقل، وليس هذا من هدي السلف الصالح، فمن هدي الموفق إن بدأ بخير يبقى عليه، من قيام ليل أو صيام أو حضور درس، أو تدريس أو صلة رحم، أو إحسان لفقير أو عطف على كبير فيبقى عليها حتى الممات، وهذه خبيئة للإنسان وقد صح عن عبدالله بن الزبير أنه كان يقول: ((ليكن لأحدكم خبيئة، بينه وبين ربه، فإن ألم به شيء سأل الله بخبيئته هذه)).
 
وكان للسلف الصالح يكون لأحدهم خبيئة لا يعرفها أحد، حتى أقرب الناس إليه، والفرق بيننا وبين سلفنا أن أفعالهم أبلغ من أقوالهم، وأقوالنا أبلغ من أفعالنا، وأن بواطنهم خير من ظواهرهم، وأما نحن فظواهرنا خير من بواطننا، نسأل الله أن يستر علينا، وأن يرحمنا، وأن يجعل أفعالنا أبلغ وأحسن من أقوالنا، وأن يجعل بواطننا أطهر من ظواهرنا.

السؤال العاشر ما حكم وضع الفتاة صورتها في كتاب التخرج في الجامعة

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/10.mp3الجواب: والله يا إخواني الصور آفات ، وهذه الآفات لا يعلم بها إلا الله عز وجل .
اتصلت بي أخت تقول أنا الحمد لله مجلببة ، وأحسب نفسي أني أُعظم أوامر الله ، ذهبت إلى أستوديو حتى أتصور صورة رسمية ، فوجدت صورتي وأنا أرقص مكبرة على باب الإستوديو ؛ قالت : فجُنَّ جنوني ،وتقول الأخت : كنت أتقن هذا العمل و كنت قد صنعت هذا في عرس أخ لي أو أخت لي؛فوصلت للأستدويو فأصبحت منتشرة في كل مكان للأسف.
فالواجب على أخواتنا أن يبتعدنَ عن هذا .
ماذا يضيرك إذا كان في كتاب التخرج اسمك دون صورتك ؟
لا تلزم الصورة ، فأن لا تكون الصورة هذا بلا شك أحب إلى الله عز وجل وأقرب ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١١ – صفر – ١٤٣٨ هجري
١١ -١١ – ٢٠١٦ إفرنجي

نريد أن نخرج مع شباب المسجد في رحلة فماذا تنصحون وكيف نغتنم الأوقات فيها وما…

أقول والله المستعان، إن شيخنا إمام هذا العصر في الحديث الشيخ أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن نوح الألباني رحمه الله وطيب ثراه، ورفع درجته في عليين، لو لم يكن من حسنات اللقاء به إلا معرفة أهمية الوقت لكفى ذلك، ونقرأ عن أهمية الوقت عند العلماء، لكن الفرق بين الخبر والمعاينة، فكان الشيخ إذا سئل في مكتبته عن شيء، فعين عند السائل والأخرى في الكتاب، وما رأيت أحداً أشح بوقته منه، وهذا من علامة نبوغه ومن توفيق الله له، ومن أسباب تقدمه، ولو أن الشيخ فتح بابه لكل طارق، وجرس هاتفه لكل طالب لما نبغ النبوغ الذي كان عليه، ولذا لا بد للطالب أن يفوته شيء من خير، ولكن ينبغي أن يكون فقيهاً، وأن يعرف الأولويات.
 
وكانت رحلات الشيخ تكون بعد مضي جهد وتعب، وحبس للنفس في المكتبة، التي كان يقضي فيها قبل مرض موته، كان يقضي فيها بعض الأحايين، أكثر من ثماني عشرة ساعة، لا يخرج إلا لطعام يسير أو صلاة، فما كان يخرج لذات الرحلة، وإنما كان يخرج ليتقوى ويرتاح من ضغط ما هو فيه، وليستفيد من الوقت، وكان خروجه غالباً يكون مع طلبة علم فيخرج ليفيد، وما يعرف إلا الجلوس للسؤال والجواب، وإذا كان خروجه في النهار لا ينسى القيلولة، ويقيل في السيارة فيستعين بهذه المدة اليسيرة من النوم، وكان الشيخ كالجواد كلما ركض جد واجتهد، فكان يجلس المجالس الطويلة، التي تمتد أكثر من ثماني ساعات والشباب الجالسون يتعبون من السماع والشيخ يقول: أنا معكم إلى حيث شئتم. فالمسائل العلمية كانت هي مبحثه وحادثه في جلوسه، وكما قالوا قديماً: كل شيء إن أنفقت منه فإنه ينقص إلا العلم فإنك إن أنفقته زاد.
 
وكنت في أول تعرفي على الشيخ لا أستغرب من معلوماته لكن كنت أستغرب من شيء ظهر لي فيما بعد سره، فكان الشيخ إن استشكل عليه الجواب ما رأيته تلكأ مرة في رد الشبهة التي تطرأ عليه، وكثيراً ما يكون الجالسون طلبة علم، وأناس معروفون ومرموقون ومحققون ممن يشار إليه بالبنان، بل بعض كبار العلماء وهو من هيئة كبار العلماء لما تباحثنا وإياه في بعض المسائل، لما كان عندنا هنا في الأردن، وكان يقول: الشيخ يقول كذا، ويستشكل علي كذا قلنا له الشيخ قريب فما المانع أن تجلس معه؟ فكان يقول: نتكلم من وراء الشيخ، أما أمام الشيخ فللشيخ مهابة لا تأذن لنا أن ننطق بكلمة، فكان رحمه الله له هيبة.
 
وكان حريصاً على وقته يخرج ليرتاح ويستعين فيما بعد على مواصلة الطلب من جهة وفي الجلوس تكون فائدة المباحثة وإيراد الاستشكالات من الطلبة فكان لا يتلكأ في استشكال إلا ويرده، وظهر لي السر فيما بعد، وكان السر في أشياء:
 
الأول: أن الشيخ متفنن ومتقن لأكثر من فن، فليس كمن لا يعرفه يقول إن الشيخ حديثي، فالشيخ بدأ فقيهاً، وتعلم الفقه الحنفي على أبيه، وكان أبوه فقيهاً حنفياً مرموقاً، وله تلاميذ كثر معروفون درسوا عليه الفقه، وكان للشيخ أيضاً نصيب جيد من علم أصول الفقه، ولا زلت أذكر أن الشيخ اتصل بي مرة وقال لي: دون عندك، أنا أحفظ في كتاب “التحرير” لابن همام أنه يقول كذا وكذا، وأملى علي فقرة وقال: أريد أن توثقها من كتاب “التحرير” وأن تتصل بي وتقرأ علي عبارة التحرير، فكادت العبارة التي في ذهنه تتطابق تماماً مع العبارة الموجودة في كتاب التحرير، ويقول الشيخ: حفظتها من أكثر من خمسين سنة، فكان رحمه الله يعرف علم الأصول معرفة جيدة
 
والثاني: كانت مجالس الشيخ فيها المستفيدون فرأيت مع مضي الزمن أن جل الشبه التي كانت تطرح عليه ما كانت تلقى عليه لأول مرة، ويكون له فيها سالف ذكر، فكانت هذه المسائل عنده الجواب عليها تحصيل حاصل، لأنه كان لا يعرف إلا البحث والعلم.
 
لذا نصيحتي إلى طلبة العلم أن لا ينشغلوا عن العلم بغيره، فإن العلم من أنفس ما تصرف فيه الأعمار، وهو من أقرب الطرق إلى تحصيل رضى الله، وإلى دخول الجنان، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.

السؤال السابع عشر هل يصح أن يقول الإنسان آسف يا الله على ما…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171205-WA0104.mp3الجواب:
 
كلمة آسف لي ولك، الله لا يريد منك أن تقول آسف، الله يريد منك أن تقول: استغفر الله، فالله عز وجل يريد أن يغفر لك، ما معنى أن يغفر لك؟ ما يعني غفر؟ أي غطى.
فآسف هذه لي ولك، أنت بتقول يا رب اغفر لي، واستر عورتي، استر ذنبي، يارب هذا الذنب الذي أذنبته لا تجعل له أثر في حياتي، أنا يا رب اطلب منك أن تغفره اطلب منك أن تستره أن تغطيه، أن لا يكون له شؤم في حياتي مع زوجي ومع اولادي، وفي رزقي وفي بركة عمري.
فما هو الأحسن آسف أم استغفر الله؟
هذه كلمة آسف كلمة دنيوية، والله جل في علاه هو السيد، فأنت تطيعه فيما يأمرك به، فأن تقول آسف يا الله فهذا يعني انت منهزم، تركت التعبير الشرعي، مثل واحد واعظ قال أن النبي ﷺ في غزوة الأحزاب، جاء الصحابة للنبي ﷺ اجتمعوا عليه فشاور النبي ﷺ أصحابه قال فأشار عليه سلمان أن يحفر خندقا قال:  فسمع كلام سلمان قال فقال النبي ﷺ لسلمان: أوكي يا سلمان، أوكي يا سلمان، أوكي يا سلمان، ايش العبارات هذه! عبارات هذه لواحد منهزم و منبطح على وجهه، خرّ الأنف  والبطن على وجهه في تقليد الكفار، ويستخدمون عبارات الكفار.
مداخلة من أحد الاخوة، كمان يا شيخ يعلمون الأطفال أنه من فعل كذا الله بيزعل منك!
هذا خطأ، العبارات الشرعية جميلة، بعض الناس سُلب التوفيق، إذا مد يديه ودعا لا يحسن بما يدعو، لو أنك تحفظ الأدعية المأثورة، فهي عبارات قليلة فيها بركات لا يعلم فيها إلا الله، بعض الناس يدعو ويصير يؤلف هو الكلام ولو عرض تأليفه على فقيه لنبهه على مخالفات لا يعلم فيها إلا الله في دعائه لربه.
لماذا تترك المأثور عن النبي ﷺ وأكثر ما يظهر هذا في دعاء القنوط الطويل في رمضان، يقنط قنوط طويل، ثلث ساعة وهو يدعو، ولو أنك حصرت دعاءه لما وجدته الا هو داخل تحت قول النبي ﷺ: اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت واقنا شر ما قضيت هذه اذا تريد أن تفصلها فتحتاج ساعة وانت تدعو، فهذه البركات قد تدعو بشيء والله يستجيب لكن الألفاظ التي يستجيب الله بها يكون لها من البركات ما لايخطر لك في بال، لأن الكلمة من أين؟ من الشرع ويدخل تحتها صورا عديدة جداً قد لا تخطر في بال الداعي.
الشاهد من هذا الكلام أن التزام عبارات شرعية يعني اللهم اغفر لي، استغفر الله، استغفر الله لها معاني لا يعلم بها الا الله، لها ثمرات لا يعلم بها الا الله بخلاف كلمة آسف بخلاف كلمة يزعل ، وهكذا
 
والله تعالى أعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
 
6ربيع الأول  1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى:
السؤال السابع عشر: هل يصح أن يقول الإنسان: آسف يا الله على ما بدر مني؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
 
http://t.me/meshhoor

ما هي نصيحتكم لمن يتصل عبر الهاتف بالعلماء وطلبة العلم

جزى الله السائل خيراً فإن في النفس كلاماً في هذا الموضوع أحب أن أذكر إخواني به، فيا أخي؛ بارك الله فيك وزادك حرصاً إن رفعت السماعة وسألت فشكر الله لك وبارك فيك، ولا يفعل ذلك إلا حريص يريد أن يعرف حكم الله عز وجل في مسألة.
 
لكن ينبغي لمن يفعل ذلك أن يتأدب بآداب، وينبغي أن يراعي أشياء؛ فأولاً: عليه أن يعلم أنه ليس الوحيد الذي يتصل، فإنه قد يتصل مئة غيره، والأمر الثاني: ينبغي أن يسأل عن الشيء الذي لا يقبل التأجيل وأن يعلم أن الهاتف هو لقضاء غرض على أسرع وجه.
 
فليس الهاتف موطن الجواب المفصل والمدلل، وما ينبغي للعالم و طالب العلم أن يذكر على الهاتف الشبه وكيف ترد وكيف تناقش، فعلى الهاتف يطلب الجواب فقط، من أجل أن يقضي حاجة وغرضاً عجلاً، وفيما بعد يستفصل، أما أن تصبح طالب علم على الهاتف فلا يجوز لك ذلك إلا أن تطلب موعداً مسبقاً وأن يحول أمر دونك ودون العالم أو طالب العلم كمن يكون خارج البلاد، لكن أن تطلب محاضرة وأنت تعلم أن هناك مئة غيرك يتصلون فمسكين طالب العلم هذا، على من يجيب ومع من يتكلم؟ فلا يستطيع أن يتكلم، فالهاتف من أجل قضاء الغرض الذي لا يقبل التأجيل.
 
والأمر الثالث: ينبي للسائل أن يعلم أن وقت المسؤول ثمين فالوقت نفيس، فوالذي نفسي بيده لو أن الوقت يباع لبعت بيتي واشتريت وقتاً وكما قال الحسن: ((يا بن آدم، إنما أنت أيام فإذا مضي يوم مات بعضك))، فبعض الأخوة يسألون ويكونون أمام عوام فتجيبهم، فيقول لك: لو سمحت؛ اقنع فلان، ثم اقنع فلان، فما هذا؟ فالمسؤول ليس مسجل يبقى يعيد، فأنت يا طالب العلم تسأل ولا تطلب أن تخاطب العامة، وبعد أن تضع الهاتف اشرح لهم أنت واحلم عليهم.
 
والأمر الرابع: ينبغي للسائل أن يعلم أن الهاتف ليس للإجابة على مسائل الأمة العامة، فالمسائل القلقة لا يسأل عنها على الهاتف.
 
والأمر الخامس: ما ينبغي أن تقضى مسابقات الناس على الهاتف فبعض الناس يسأل عن المسابقات لينال الجوائز، وطلبة العلم أوقاتهم أنفس من هذا.
 
والأمر السادس: ينبغي للطالب إن سأل أن يبدأ بـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم يا شيخنا سؤالي كذا وكذا، فيسأل السؤال بأقصر عبارة ومن غير أن يقص قصة، فقد يقص الإنسان قصة عشر دقائق ثم يسأل السؤال، فأقول دعك من القصص، وقل سؤالك مباشرة، من غير ذكر التفصيل، ودعك من الأسئلة التي لا معنى لها، والأسئلة التي فيها إثارة وضجة، ولا ينبني عليها عمل، وإن حقك أن تأخذ الحكم الشرعي فيها لكن بتأصيل وتفصيل ليس عبر الهاتف.
 
والأمر السابع: إن كان عند البعض أسئلة كثيرة، ويصعب عليه إلا أن يسألها على الهاتف فينبغي أن يشرح للمسؤول ذلك، ويقول له: يا فلان عندي مجموعة من الأسئلة أريد منك وقتاً تحدده لي حتى ألقي عليك هذه الأسئلة.
 
والأمر الثامن: يقبح بالسائل أن يضارب بين قول المسؤول وغيره، كأن يقول: يا شيخ سألنا فلان وفلان وقالوا كذا وأنت ماذا تقول؟ فهذا امتحان ليس بحسن لكن إن استشكل عليه شيء فاسأل عنه من غير أن تقول : فلان قال كذا.
 
والأمر التاسع: من أسوأ الأشياء أن يسجل طالب العلم الفتوى دون أن يستأذن، فهذه خيانة فينبغي إن أردت أن تسجل أن تستأذن، فالكلام الذي يسجل ليس كالكلام الذي يلقى عبر الخاطر.
 
والأمر العاشر: ينبغي أن نراعي وقت السؤال فإن طرأت عليك مسألة في منتصف الليل مثلاً وتريد أن تسأل عنها فهذا ليس بحسن، ثم إن اتصلت مرة ومرتين وما أجابك فلا تلح كثيراً، فلعله مشغول، فلطالب العلم لبدنه حق، ولزوجه حق، ولأبناءه حق، ولعلمه وأبحاثه حق، وللناس حق، نعم إن طالب العلم ليس ملكاً لنفسه ولا لأهله، وأولاده، وإنما كل صادق وطالب علم له فيه نصيب، ويجب عليه أن يعطى هذا النصيب له، لكن بترتيب وبعدم تشويش وتداخل الحقوق، وإنما يعطي كل ذي حق حقه في الوقت الذي لا يقع فيه تضارب.
 
ثم مسائل الطلاق والقضاء وفصل الحقوق والميراث لا تصلح على الهاتف، ومخطئ من أفتى الناس بالطلاق على الهاتف كائن من كان، فأئمة الدنيا: ابن باز، الألباني، ابن عيثمين، ما كانوا أبداً يفتون على الهاتف في الطلاق، وأنت لا تعرف السائل فلعله يلعب والطلاق قضاء، ومسألة يحتاط فيها ولا يجوز لها الهاتف والعوام لا يضبطون ألفاظهم، والمفتي حتى يفتي فلاناً يحتاج إلى أن يتحايل عليه وأن يسأله أسئلة كثيرة، بصيغ مختلفة حتى يكيف ماذا قال، وهذا يصعب أن يقع على الهاتف ويحتاج إلى قرائن، فربما يحتاج أن يسمع من حاضر ماذا نطق والناس الآن في عصر الآلة جفت مشاعرهم، وأصبحوا يريدون كل شيء على وجه السرعة، وهذا لا يصلح به الشرع.
 
فالهاتف له آداب يستخدم عند الحاجة، بمقدار الحاجة من غير تفصيل ومن غير إزعاج وفي وقت معين، وينبغي أن نراعي هذه الآداب، ووفق الله الجميع .

يقول بعضهم إن طالب العلم إذا سمع شرحا لكتاب ما لأحد العلماء على الأشرطة كاملا…

للعلماء مشارب ومذاهب في تعليم الطلبة، فالعراقي مثلاً كان يعلم صهره وتلميذه الهيثمي فأرشده إلى فكرة الزوائد، فكان صاحب فكرة كتب الزوائد للهيثمي هو العراقي، فلا يلزم من الشيخ أن يقرأ عليه الكتاب، حتى يقول عنه الطالب: شيخي، وأبو حنيفة  كان من منهجه  في تعليم الطلبة السؤال والجواب، فيضع الإشكال ثم يجيب ثم يضع الإشكال على الجواب، وهكذا، وكان صاحب حجة.
فالعلماء لهم أساليب والنبي صلى الله عليه وسلم قال: {طلب العلم فريضة} وما حدد الوسيلة فالواجب على الصغير والكبير والذكر والأنثى والعالم والجاهل والقاريء والأمي أن يكون طالب علم، فالوسيلة ما حددت، والطلب هو الفرض ولذا يجوز للإنسان أن يقول: قال شيخنا فلان إن استفاد منه، وعرف فقهه معرفة خاصة، وإن لم يلقه،  ونجد من العلماء المتأخرين من يقول قال شيخنا ابن تيمية ويكون بينه وبين ابن تيمية أربعمائة سنة. فالذي يمعن الذهن من فقه ابن تيمية؟
والمهم في هذا الباب ألا يقع تلبيس ولا تدليس وألا يتشبع الإنسان بما لم يعط، فإن أردت أن تقول: قال شيخنا، وأنت لم تلقه وأوهمت سامعك أن لك به خاصة وأنك جثوت على الركب بين يديه، فهذا هو الممنوع أي التدليس والتلبيس وليس الممنوع التعظيم والتبجيل، فإنه إن كان مراد القائل التعظيم والتبجيل لمن استفاد منه، فهذا أمر حسن، لكن قل حقاً، واصنع عدلاً، فلا تلبس على السامع وتشعره أنك من خواص تلاميذه، وأنك رحلت إليه وما شابه، وإلا فهو من باب توقير العلماء، وتبجيلهم، والله أعلم….

السؤال الخامس عشر أنا شاب أحب أن ألتزم أوامر الله وأخاف من فضل الله…

↙ الجواب :
⏮ أرشدك الى ما ثبت الصحيحين : من قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم : ( إنّ الله تجاوز عن أمّتي ما حدّثت به أنفسَها أو قال أنفُسُها “بالنصب والضم” ما لم تتكلّم أو تعمل )
?? فأنت ما لم تتكلّم أو تعمل اهمل هذا الوسواس ، هذا وسواس والشيطان لا يُريد بك خيرًا ، والشيطان يريد أن يوقع بك الشر
? وما ينبغي للعبد أن يتحدّث ما يتلاعب به الشيطان
? سؤالك غلط ، ليس الأمر بحاجة الى سؤال ، ليس كل من لعب به الشيطان يُتعِبُ نفسه بلعوبه
? النبيّ صلى الله عليه وسلّم أخبرنا قال 🙁 لا تقوم الساعة حتى يأتي الشيطان لأحدكم فيقول : من خلق كذا فيقول : الله ، فيقول من خلق كذا : فيقول : الله ، فيقول من خلق الله ! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : من وجد ذلك فليتعوذ بالله وليقرأ سورة الإخلاص ) الوسوسة تزول ?
↩فلُعب الشيطان بالإنسان والوساوس هذه ، العبد الموّفق لا يُتابعها ويهملها ، والشيطان يحب لك ان تستحضرها وان تبقى عليها ، وان تتعنّت في سؤالها وأن تُفصّل فيها ، فهذه وساوس تدرئ
↩ الشيطان اذا جاءك ترميه وتضربه وتقول ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”
↩ الشيطان عدوّ يتلوّن وهو قريب ويمشي في ابن آدم مشيَ الدم
↩ والعبد لا يقدر على مقاومة الشيطان الا أن يستعين بالله جلّ في علاه
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال السابع عشر نتمنى منك شيخنا لو تخص أحد دروسك عن التعامل…

↙ الجواب :
⏮ أولا :
?النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول 🙁 خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكُم لأهلي ) ?
?? وأنا أنصح كل اخواني وأحبائي ، كل إنسان معاملَتهِ معَ أهل بيتِه سيئة لا تُصاحِبهُ
↩ فالذي لا خير لأهله فيه لا خيرَ لصاحبِه فيه ، لأن الإنسان اذا لم يكن لأهلهِ فيه خير فهو ممّن لا خيرَ فيه ، فلماذا تُتعِب نفسك ؟ ولماذا تُصاحِب أمثال هؤلاء الشخصيّات القلقة .
↩خيرُ الخلقِ النبيّ صلى الله عليه وسلّم وخير النّاس لأهله إنّما هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فالذي لا خير لأهله فيه ، لا خير فيه .
↩ بعض النّاس يتكلّم ، يعني يحمل على أعصابه ويحسّن صورته ولا يعيش حياةً هنيئة ، يعيش حياة كلّها شدّ أعصاب وقلق ويكون مع الأصحاب صورة مثالية في الظاهر
? وعلاقته مع أهله سيئة يعني طبعُه يظهر عند أهله ، وهذا يحمل لكن يوم من الأيام لا بدّ أن يذوب الثلج ويظهر الذي تحته ، فأنت ريّح حالك ولا تطمئن لرجل معاملته سيئة مع أهله .
⁉ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يعامل أهله ؟
✔ كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يخصفُ نعله ويرقع ثوبه ، وكان صلى الله عليه وسلّم يكون في حاجة أهلهِ ، في عمل أهله ، كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يحلم على نسائه
? تخيّل معي : ( جاء اضياف للنبيّ صلى الله عليه وسلّم وكانت النوبة لعائشة- [ وكانت عائشةُ ( لا تدل ؟لصغر سنّها ومكانتها ، من شدةِ حبّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم لها ولأبيها ، وامتازت عن غيرها من النّساء بأنّ الله تعالى رزقها علمًا وحصافةً وفهمًا فكانت تعرِف من الطبّ ما لا يعرفهُ غيرُها وكانت تعرفُ من النّسبِ ما لا يعرِفُهُ غيرها ، وكانت قد أخذت ذلك من أبيها ] – وما عندها طعام)
? أم سلمى امرأة عاقلة وطمع النبيَ صلى الله عليه وسلّم بها من شدّة عقلها وكان يُشاوِرُها في الملمات ولكنها قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلّم إنّي امرأةٌ غيرى ، عندي غيرة شديدة ، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلّم أدعو الله أن يرفع عنكِ الغيرة ، وتزوجت النبيّ صلى الله عليه وسلّم
? ( أم سلمى رضي الله تعالى عنها لمّا علمت أن هنالك أضياف والنبيّ يُحبّ إكرامهم ، وليست عند عائشة شيء ، أرسلت بصحفة من طعام ، عائشة لمّا رأت الصحفة من الطعام وقد جاءتها جارتها وكان بيتها ملاصقًا لبيت عائشة ، فعائشة من شدّة غضبها رضي الله تعالى عنها ، رمتها في الأرض فكسرتها)
⤴ تخيّل لو عندك أصحاب وزوجتك تفعل هذا الفعل ! ماذا ستفعل ؟
⁉ ماذا فعل النبيّ صلى الله عليه وسلّم ؟
✔ لمّ الطعام بالصحفة ودخل على الأضياف والطعام بيده ، والصحفة مكسورة ، وقدّم الطعام لأصحابه ، وقال صلى الله عليه وسلّم : غارت أمّكم ، غارت أمّكم ، غارت أمّكم .
? هذا صنيع النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، فخير الناس خيرٌ لأهله .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال الحادي عشر متى تجوز غيبة أحد لأن بعض الإخوة يقولون جائز غيبة الفاسق…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0008.mp3الجواب : لا، “لا غيبة لفاسق” لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من مراسيل الحسن أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل ،
لكن الفاسق إذا جاهر بفسقه فإن اغتبته من باب التحذير منه بهذه النية جائز ، وكذلك التعريف ، يعني جاء إنسان يخطب بنت فجاءك أبوها فقال لك:ما رأيك في فلان؟
وأنت تعرف فسقه فلك أن تتكلم فيه بنية التحذير وأن تنجو هذه الفتاة من شره بالمقدار الذي يصرف ولا يوقع القبول .
إذا كان إنسان عاقل وصاحب ديانة تكفيه أن تقول فلان لا يصلح لابنتك ،فلان لا يصلح لكم فهذا يكفي ، أما إذا كان الأب بليدا فعليك أن تفصل حتى لا تقع هذه الجريمة ، جريمة امرأة صالحة طيبة طاهرة تتزوج من إنسان فاجر ، بعض الأخوات تبعث سؤال تقول زوجي لما يريد أن يغيضني يشتم ربي ، أعوذ بالله من الشياطين يعني يكفر ، فحتى لا تقع مثل هذه الجريمة فلا بد أن تُفصل ، تقول فلان يشرب الخمر ، فلان يعني تذكر شيء ينفر ولي الأمر الفتاة من أن يعقد النكاح .
مجلس فتاوى الجمعة
13 محرم 1438
2016 – 10 – 14

السؤال الثاني عشر ما قولكم لمن يتعمد إساءة معاملة زوجته بالألفاظ النابية والقول القبيح…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/12.mp3الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أتاكم من ترضون دينه ” – هذا رضينا دينه – ” وخلقه “.
فأشار الحديث إلى أن بعض الناس عنده دين وليس عنده خلق ، وبعض الناس عنده خلق وليس عنده دين .
والمطلوب أن نزوج من؟
المطلوب أن نزوج من عنده دين وخلق معًا .
فلو جاءك رجلاً ملتحيٌ ويصلي بالصف الأول وطالب علم وتبين لك أنه ليس صاحب خلق ، فالواجب عليك أن ترده .
يحرم عليك أن تُزوج رجلًا خلوقاً لا يصلي،حرام شرعاً .
ويحرم عليك أن تُزوج رجلاً صاحب دين وليس لديه خُلق .
يوجد أناس أصحاب دين وليس لديهم خُلق؟
نعم يوجد،ما أكثرهم،عنده دين ولكن ليس عنده خلق.
وهذه الأخت،أختنا أم محمد تشكو من زوجها ، عنده دين وليس لديه خلق .
فالذي لا يظهر خيره ويسْره وبركته على أهله ، لمن يظهر؟!
*إذا أردت أن تعرف رجلاً فانظر إلى أصحابه*.
هل يغير أصحابه دائماً ؟
من يغير أصحابه دائماً هذا لا يتاجر به.
وانظر إلى حاله مع والديه ، ومع أهله ، فإذا كان حسناً فهذا يصاحَب،إذا كان سيئاً لا تصاحبه .
يعني إنسان أقرب الناس إليه وأكثر الناس إحساناً إليه هما والداه ، هو مسيء لهم؛فكيف يحسن إليك؟
هذا لا يُتخذ صاحباً.
” *خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي*”.
يا أخوان،النبي صلى الله عليه وسلم كيف مات؟
النبي صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حضن زوجته .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يموت وهو ساجد ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حضن زوجته ، حضن عائشة رضي الله عنها .
صفية لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وحملها على الهودج ، جلس النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض ومد فخذه ورفعها ، وصعدت على الهودج ووضعت رجليها على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا حال الزوج ، هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم .
فالإنسان إذا كان سيء الخُلق مع أهله ، مع من يحسن الخُلق؟
وهذا للأسف سؤال يتكرر كثيرًا .
فيا أخواننا يا أصحاب الديانة ، حسنوا أخلاقكم مع أهاليكم ، اتقوا الله عز وجل في أهليكم .
المرأة تقودها من أذنها ، أسمِعها الكلمة الطيبة؛فتتربع في قلبها ثم تطيعك فيما تأمر .
إذا كان الرجل يتأثر بالنظر فالمرأة تتأثر بالأذن .
دائماً نقول:المرأة تقاد بالأذن ، ولا نعني من هذا أن تشدها من أذنها،لا،و لكن تُسمعها كلاماً طيبا ً، تسمعها كلاماً حسناً.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي