http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/WhatsApp-Audio-2017-11-17-at-10.55.56-AM.mp3الجواب: من حق أولياء الأمور أن ينظّموا موضوع الخطب؛
وأن تعطى الموضوع ثم أن تطرقه بطريقة علمية هادئة مدللة فيها إحاطة وتكامل هذا صنيع طالب العلم.
في شرود عند بعض الناس في مواضيع الخطب.
وبعض الناس تسمع له خطبة لا تدري ماذا يتكلم، هو يلملم الخطبة على المنبر، ومن لم يحضّر للخطبة يظهر عليه وإن كان شيخا للإسلام.
فلا مانع أبدا من موضوع الخطبة الموحدة كأصل وفكرة الأمر حسن ومليح وموجود في كل الدول؛ ومن سنوات طوال، في الكويت موجودة الخطبة الموحدة من أكثر من عشر سنوات، وفي الإمارات موجودة الخطبة الموحدة.
فلمّا يكون الخطيب ليس أهلاً فليس لنا إلا أن نلزمه حتى يحضّر، أما واحد جاء وعلى المنبر يصبح يلملم شرقا و غربا والناس تتساءل فيما بينها الخطيب عن ماذا خطب؛
الشيخ اليوم، والله نحن لسنا عارفين عن ماذا خطب الشيخ، الشيخ وهو على المنبر يلملم، مرة يشرّق ومرة يغرّب.
فإلزام الناس بموضوع الخطبة أمر لا مانع فيه، أمر حسن، وأنت اطرق الموضوع بالطريقة الشرعية الصحيحة وحضّر للخطبة.
الذي ينفر من الخطبة الموحدة الكسلان، الذي لا يحب التحضير، الذي لا يريد أن يقرأ.
فالخطبة الموحدة كمبدأ أمرٍ حسنٌ طيب وليس فيها شيء، وبعض إخواننا ينفرون من الخطبة الموحدة.
ولكن يجبروننا أن نتكلم عن المولد النبوي وان نحتفل فيه ماذا نفعل؟
تكلم عن المولد النبوي، احتفل بالمولد النبوي بالطريقة الشرعية، ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ كان يصوم الاثنين وكان يقول: “ذلك يوم ولدت فيه”، فالاحتفال بالمولد النبوي أن تصوم يوم الإثنين، وعلم الناس الأحكام الثابتة بالنصوص الشرعية، تحبيب الناس بالنبي ﷺ باتباع سنة النبي ﷺ وبالسنة النبوية وأن يكون النبي بيننا في كل حين سبب من أسباب رفع العذاب عنّا.
مجرد أن تختار الموضوع وكيف تطرقه الآن، طرق الموضوع أمره سهل لكن يحتاج لعلم، يحتاج للتحضير، يحتاج لتعب.
أسأل الله عز وجل التوفيق للجميع.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
التصنيف: أحكام الجمعة
السؤال الثاني فصل الشيخ ابن عثيمين حكم مسألة جمع الجمعة مع العصر فقال…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170225-WA0014.mp3السؤال الثاني : فصل الشيخ ابن عثيمين حكم مسألة جمع الجمعة مع العصر ، فقال لا يجوز جمع العصر الى الجمعة في الحال التي يجوز فيها الجمع بين الظهر والعصر ، فلو مر مسافر ببلد وصلى معهم الجمعة لم يجز أن يجمع العصر إليها ولو نزل مطر يبيح الجمع وقلنا بجواز الجمع بين الظهر والعصر للمطر لم يجز جمع العصر إلى الجمعة ولو حضر المريض الذي يباح له الجمع إلى صلاة الجمعة فصلاها لم يجز له أن يجمع إليها صلاة العصر، ودليل ذلك قوله تعالى : « إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا »، أي مفروضا لوقت معين وقد بين الله تعالى هذا الوقت إجمالا في قوله تعالى : « أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا » ، فدلوك الشمس زوالها وغسق الليل اشتداد ظلمته وهذا منتصف الليل ،ويشمل هذا الوقت أربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء جمعت في وقت واحد لأنه لا فصل بين أوقاتها فكلما خرج وقت صلاة كان دخول وقت الصلاة التي تليها، وفصل صلاة الفجر لأنها لاتتصل بها صلاة العشاء ولا تتصل بصلاة الظهر ،نريد توضيح هذه المسألة ؟
الجواب : شيخنا ابن عثيمين ،وهذا النقل عنه صحيح فهذا مذهب الشيخ رحمه الله والشيخ من فقهاء الأمة وعلمائها .
والصواب في مسألة الجمعة والعصر استدلال بالآية ( الوقت ) النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وقت الجمعة قبل زوال الشمس في الضحى والشيخ قرر هذا في شرح الممتع ، فإذا صلينا الجمعة في غير وقت الظهر ، قبل وقت الظهر ، قطعا لا يجوز لنا أن نجمعها مع العصر ، فإن صليناها بعد الزوال بعد الظهر دخلت في « أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل » أصبح الوقت مشتركا .
وسئل في الصحيح ابن عباس لما جمع النبي صلى الله عليه وسلم لما صنع ذلك ؟
قال : أراد أن لا يحرج أمته ،ورفع الحرج بصلاة الجمعة والعصر من باب أولى وهذا مذهب الشافعية وهذا اختيار الشيخ الألباني رحمه الله تعالى واختيار جمع من المحققين كالبلقيني وجمع من مشايخه يرون جواز جمع الجمعة مع العصر إذا أوديت صلاة الجمعة في وقت الظهر وإلا فلا والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري .
2017 – 2 – 24 إفرنجي .
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان..✍✍
يختم بعض الخطباء خطبته بآية هذا بلاغ للناس ولينذروا به هل هذا من السنة وما…
القاعدة: ما أطلقه الشرع نطلقه، وما قيده الشرع نقيده ،فلا يجوز لنا أن نقيد شيئاً أُطلق، ولا أن نطلق شيئاً قُيِّد، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يختم خطبة الجمعة بكلام واحد، فما تيسر للخطيب أن يختم به الخطبة فلا حرج.
أما المداومة على نمط معين في ختم خطبة الجمعة، فهذا أمر ليس بمشروع، وليس بجائز، سواء من الدعاء أو الترحم أو الترضي، فهذا كله ليس بجائز، وإنما يفعل الخطيب ما يسر الله له، وما ألقاه على لسانه، من غير مداومة، وينبغي أن يحرص على هذا من كان معروفاً باتباعه للسنة، لأن المداومة عنده على شيء قد تجعل مستمعيه يظنوها سنة، فعليه أن يحيد عن المداومة على شيء معين.
وأما بدء الخطبة فمن السنة أن تكون بخطبة الحاجة، كما هو ثابت من هديه صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه رضي الله عنهم.
هل على المرأة التي صلت الجماعة أن تعود للبيت فتصلي الظهر
لا من صلت الجمعة في جماعة فليس عليها أن تعيد الظهر، كالمسافر الذي لا تجب في حقه الجمعة، فلا تجب في حقه الظهر، وكالذي لا تجب عليه الجماعة لمرض أو لمطر أو لبعد منزل فتعنى وجاء بمرضه أو بالمرض أو لبعد منزله، فصلى جماعة، فلا تجب عليه الإعادة، ولا تجب الصلاتان الجمعة والظهر فلا تجتمعان، والله أعلم .
السؤال الخامس لماذا لم يسجد الإمام سجود التلاوة دام فضلكم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0013.mp3الجواب : ثبت في موطأ مالك أن عمر قرأ آية سجدة فسجد، وقرأ ولم يسجد .
وذهب جماهير أهل العلم غير الحنفية إلى أن سجود التلاوة سنة، وأما الحنفية وشيخ الإسلام ابن تيمية فيرون الوجوب .
واتفق العلماء أن المأمو إن سجد الإمام سجد ،وإن لم يسجد فلا سجود عليه ، إن سجد الإمام سجدنا، وإن لم يسجد فلا سجود .
وقال كثير من أهل العلم ينبغي للإمام في يوم الجمعة أن لا يسجد أحيانا ،وأن يحيد عن قرأة السجدة أحيانا ،وذكروا عن المنذري صاحب كتاب
( الترغيب والترهيب ) هذا وقال المنذري معللا ذلك : عوام أهل مصر في زماننا يعتقدون أن صلاة الفجر يوم الجمعة فيها ثلاث سجدات وأن الذي لا يسجد الثلاث سجدات حينئذ فالواجب عليه أن يسجد للسهو وبعضهم يرى بطلان صلاته ، قال : فينبغي للإمام بين الحين والحين أن يقرأ ولا يسجد أو أن يحيد إلى قرأة شيء آخر غير السجدة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي
السؤال الثالث عشر هل الدعاء بعد خطبة الحاجة يوم الجمعة من السنة
الجواب : لا يوجد في خطبة الحاجة شيء من الدعاء ، والخطيب لا يتكلف فمتى حضر قلبه يدعو ولا يوجد عنده كلشيهات في خطبته ، أن الخطابة لها كليشهات معينة وعبارات معينة ، الخطيب متى حضر قلبه دعا سواء في أول الخطبة أو في وسط الخطبة أو في آخر الخطبة ، يترك الأمر على السجية دون تكلف البتة ، ولذا الشرع ساكت عن الدعاء ، وعلماؤنا يذكرون من بدع الدعاء أن يختم بكذا ، أي أن يقيد شيء أطلقه الشرع فيقيد في محل معين أو أن يقيد بألفاظ معينة .
فتاوى الجمعة : 13 / 5 / 2016
↩رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/47/
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?
ماذا نقول بين الخطبتين يوم الجمعة أنستغفر الله أم نقرأ الفاتحة وهل يجوز الكلام…
نعم؛ يجوز الكلام بين الخطبتين فالشرع سكت عما بين الخطبتين فافعل ما شئت ، إن شئت أن تتكلم لك ذلك ، وإن شئت أن تذكر الله لك ذلك ، ولا نفعل شيء على وجه الدوام وعلى وجه التعبد والحديث الذي يقول: {إذا صعد الإمام المنبر فلا صلاة و لاكلام} حديث باطل وقد كان الناس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتكلمون وهو على المنبر بين الخطبتين .
لكن الخطورة والحرج أن تتكلم والإمام يخطب ففي حديث أبي هريرة في الصحيح : {إذا قلت لأخيك والإمام يخطب يوم الجمعة : أنصت، فقد لغوت} فالكلام ممنوع والإمام يخطب فإن جلس بين الخطبتين أبيح الكلام ، والله أعلم .
السؤال الرابع أنا خطيب جمعة يطلب مني التحدث عن أحكام الحج ما هي المواعظ وأهم…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170813-WA0017.mp3الجواب: أما أن تتعرض لأحكام الحج المفصلة فهذا أمر لا يمكن، وما أحسن الخطباء وأئمة المساجد في هذه المواسم أن يخصوا يوما في الأسبوع لمدة شهر أو أكثر ويفصلوا ويعلموا الناس أحكام الحج على غير المنبر, أما المنبر فيذكر تعظيم الحج ويذكر الترهيب من ترك الحج، وأن الواجب على المسلم في كل موسم في الحج أن يبذل أقصى ما يستطيع للوصول إليه، نحن مقبلون على العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال فيها أحب الى الله عز وجل من الجهاد في سبيل الله.
لو سألك سائل فقال أي هذه الأعمال أحب إلى الله؟ ما هو الجواب ؟؟
واجب الوقت وهو الحج، ما في عبادة أحب إلى الله من الحج في العشر الأوائل وهي واجب الوقت، والواجب على كل مكلف لم حج أن يبذل أقصى ما يستطيع وأن يبتهل إلى الله بالدعاء وأن يدعو مخلصا أن يمن الله عليه بالحج, والله أنا العبد لضعيف ما بذلت شيئا في حجي الذي يسره الله لي ولله الحمد مرات وكرات, والله إلا بالدعاء, فالدعاء لا تنسوه ادع ،ما خرج الأمر عن طورك ولا تستطيع ادع، وما تدري كيف يتم الأمر، فالحج رزق, فالشاهد أن الخطيب عن ماذا يتكلم؟
يتكلم عن فضل الحج وعن الترهيب من ترك الحج ويتكلم عن مقاصد الحج الكلية وأهم ما في الحج التوحيد والإتباع, التوحيد بلد الأنبياء بلد نبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام .
شعار الحج لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
هدم النبي صلى الله عليه وسلم شعار الجاهلية :لبيك اللهم لبيك إلا شريكا هو لك وما ملك! هكذا كانت تلبي الجاهلية: إلا شريكا هو لك وما ملك, دلالة على أصنامهم المزعومة الباطلة التي كانوا يشركون بالله تعالى فيها، والحج اتباع نتبع النبي صلى الله عليه وسلم فلما حج النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله قال:( لتأخذوا عني مناسككم), فنحن متبعين لنبينا صلى الله عليه وسلم نعظم حجرا ونرمي حجرا، فهناك حجر نعظمه ونقبله ونجهد أن نصل إليه وهو الحجر الأسود وهنالك حجر في منى نرميه ونرجمه! لماذا نفعل هذا؟ نفعل هذا إتباعا لنبي صلى الله عليه وسلم, كما قال يقول عمر رضي الله عنه: ( والله إني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) إتباع؛ فالتركيز على أن المراد بالحج إنما هو التوحيد والإتباع
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
19 ذو القعدة 1438 هجري 2017 – 8 – 11 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
ما هو الضابط لقصر و طول الخطبة والصلاة يوم الجمعة وكيف تكون الخطبة أقصر…
خطبة يوم الجمعة الأصل فيها الموعظة، وأن يقرب الناس فيها إلى الله وأن يرقق قلوبهم لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة {ق} على المنبر أحياناً فهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم ولا يوجد شيء يرقق قلوب المؤمنين المتربين على حقيقة الدين أكثر من القرآن ولو أن خطيباً اليوم قرأ {ق} على المنبر ونزل، لقامت الدنيا عليه ولم تقعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن السنة أن تكون الخطبة قصيرة والصلاة طويلة، فقد ثبت عند مسلم عن وائل قال: {خطبنا عمار بن ياسر فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست [أي طولت] فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة} وثبت عن مسلم أيضاً عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين، وفي الجمعة {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}”، لكن مع هذا كانت صلاته صلى الله عليه وسلم أطول، لأنه كان يركع بمقدار قيامه وهكذا، فكان يطيل في أذكار الهيئات والأركان، لذا كانت صلاته أطول من خطبته، وإن كان الظاهر خلاف ذلك، فمن ظن ذلك فقد فطن لأمر ونسي آخر، والله أعلم.
رجل صاحب بدعة يلقي درسا قبل صلاة الجمعة ومعلوم أن هذا الدرس بدعة فما حكم…
أما التحلق قبل الجمعة، فقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم كما ثبت في سنن أبي داود وأما ما ثبت عن أبي هريرة في مسند أحمد، أنه كان يأخذ برمانة منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الجمعة ويعظ، فهذا محمول على الندرة، ويقع على سبيل الفلتة، عند الحاجة والضرورة، وليس على سبيل المداومة.
وكان أبو بكر رضي الله عنه، يقول: ((إذا وعظت فأوجز، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً)).
وكان هدي السلف العملي أنهم يبكرون وينشغلون بالصلاة متى يصعد الإمام المنبر، فالمطلوب من الناس أن ينشغلوا بتزكية أنفسهم وليست العبرة بكثرة الكلام، فهذا الأمر منقسم بين اثنين: المتكلم والمستمع، فكما أن على الإمام أن يحسن الأداء فعلى المأموم أن يحسن السماع، وعليه أن يزكي نفسه ويهيئها حتى تستمع وتنتفع، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر [ق] فلمن كان يقرأها؟ لنفوس طيبة ولا تعدل بكلام الله كلام أحد.
ولو أن الأمة زكت أنفسها وجاءت مبكرة يوم الجمعة.
وكان أبو شامة المقدسي (شيخ الإمام النووي) يقول (أول بدعة أحدثت في الإسلام: ترك التبكير إلى صلاة الجمعة).
والعبرة ليست بكثرة الكلام والصراخ، والكلام مهم، لكن الأهم منه أن ينزل هذا الكلام على نفس رضية مطمئنة، وعلى نفس أخذت نصيبها في ذاك اليوم من التزكية، لذا كان يقول بعض السلف (من سلمت له الجمعة من بين سائر الأيام ، ورمضان من بين سائر الأشهر فهو بخير)
والجمعة اليوم من باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأننا سنتبع سنن من قبلنا، حالنا اليوم فيه هو حال اليهود والنصارى في السبت والأحد، ضعنا عن الجمعة وتهنا عنه، أريناه بالصورة وليس بالجوهر والحقيقة، فلا يوجد تبكير يوم الجمعة أبداً وكان ابن عمر يدخل فيصلي اثنتي عشرة ركعة ويطيل في الصلاة، فكان يأتي من أول ساعة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من جاء في الساعة الأولى فكأنما قدم بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قدم بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قدم كبشاً، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قدم دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قدم بيضة}، والعلماء يقولون: من طلوع الشمس إلى صعود الإمام على المنبر تقسم خمس ساعات، وحال الناس اليوم كلهم يأتي في الساعة الخامسة إلا من رحم الله ، والبعض يأتي والإمام على المنبر.
وثبت في سنن أبي داود من حديث أوس بن شرحبيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام ولم يلغ، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها} أين الأمة عن هذا اليوم، فكيف نحن الذين نعيش الستين والسبعين نلحق بمن قبلنا ممن كان يعيش الألف والألفين؟ بالمواسم: ليلة القدر، يوم الجمعة، مجالس العلم، وما شابه.
ولنحرص على تعليم الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للأمة معلماً ومزكياً، فنحن نحب السنة، لكن لا نخاطب قوماً لا يوجد عندهم تزكية بحيث يحرصوا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن تزكيهم وترفع مستوى التزكية عندهم، فالمطلوب أن تزكي وتعلم، فتتسع دائرة العلم مع دائرة التزكية، فيحصل توائم بين العلم والعمل، ويكون العلم نافعاً وله ثمرة وبركة، أما أن تخاطب أناساً أجلاف ولا يعظمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاهدون فيها، وتقول: هذه سنة، هذه سنة… ولو أنك صرخت وأعليت صوتك لا يقع لك نفع، [فهذا أمر لا يحصل له بركة ولا ثمرة]، فاحرصوا على التزكية مع العلم ،وفقنا الله لما يحب ويرضى.