العلاقة بين الشيعة والتصوف وخطر الصوفية على بلاد المسلمين

[audio mp3=”http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/
لذا القنطرة الكبيرة وحقيقة التي تُصنع الآن في بلاد المسلمين،وأسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين بعامة،
الشر القادم، وهو ( شر الشيعة) ، وشر الشيعة هو من مقدمات الدجال،والشيعة لا يستطيعون أن يدخلوا بلدًا من بلاد المسلمين حتى يشيع فيها التصوف .
فأكبر قنطرة للشيعة لدخول بلاد المسلمين هي قنطرة الصوفية .
الصوفية والشيعة وجهان لعملة واحدة .
بعض الباحثين العراقيين في سنة الخمسينيات أخذ رسالة دكتوراة، والرسالة موجودة ومطبوعة.
اسمه الشيبي ( *محمد كمال الشيبي*) وله رسالة عميقة وهو عراقي شيعي ، يقول :
أنا سأجهد أن أتخلص من أثر تشيُّعي في رسالتي .
أثبت فيها بأدلة قاطعة أن التشيع والتصوف وجهان لعملة واحدة .
وبعض إخواننا الكويتيين كتب رسالة دكتوراة وهو الشيخ ( فلاح مندكار ) ؛ ألف رسالة جميلة وبديعة في الجامعة الإسلامية سماها : ((صلة التشيع بالتصوف )).
أنظر الآن ؛ الشيعة يرون أئمتهم معصومين، والصوفية يرون أئمتهم معصومين .
الصوفي لايتصرف بشيء إلا بعد إذن شيخه ويعتقد أن شيخه يعلم الغيب؛ويعلم كل شيء .
بعض أقاربي كان صاحب طريقة فتاب،ترك الطريقة .
لماذا ترك الطريقة؟
قال : أنا شيخي يعلم الغيب وأنا حصلت معي مشكلة لماذا لم يخبرني؟!
قلت للرجل: معتقدك هذا أخطر من اتباعك لشيخك .
فهم يعتقدون أن شيوخهم يعلمون الغيب .
وكذلك الشيعة يعتقدون أن أئمتهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب.
والأوجه كثيرة .
وحصّلت من إيران كتابا مطبوعا في مجلدين ضخمين في الإجازات ، إيجازات المشايخ للتلاميذ وهو عبارة عن إجازات للصوفية والشيعة يعني شيوخهم هم هم .
أنا لا أقبل أن يجيزني واحد شيعي.
لكن انظر إلى شيوخ الصوفية اليوم، جُل مشاهير الصوفية ممن لهم صلة بعلم الحديث في هذا الزمان المذكورين في هذين الكتابين إنما مشايخهم في الإجازات شيعة؛لأن الكتاب إجازات المرعشي.
هذا المرعشي من كبار الباحثين ممن لهم صلة بالتراث من الشيعة وله فهارس في مكتبته الخاصة ، فالمخطوطات الأصلية وليست المصورة التي في مكتبته لها فهارس في ثمانية وثلاثين مجلدا فهذا عنده إجازات لجل صوفية بلادنا،سواء في المغرب العربي أو في مصر أو في بلاد الشام ،جل هؤلاء الصوفية أخذوا إجازات منه وإذا رأيت في أسانيدهم ودققت فتجد موائمة وموافقة .
وهذه لفتة ما أحد انتبه إليها الاجتماع في الشيوخ، لا الشيبي ولا أخونا الشيخ فلاح.
وهناك وجوه كثيرة تحتاج إلى تدبر وتأمل .
الشاهد :
انظر إلى معتقد الصوفية في مايسمى بمناقب الأولياء .
وانظر إلى معتقد الشيعة فيما عندهم فالأئمة معصومين .
الشيء الذي يتغير الاصطلاحات والحقائق واحدة.
أسأل الله عز وجل العفو والعافية .
أسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم من كل ضر ومن كل سوء وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تاريخ : 20 – 3 – 2015
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/647/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

السؤال الرابع عشر سؤال من الهند اسمي نياف نحن سلفيون منكيلامن الهند في بلدنا…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170402-WA0059.mp3الجواب:
أولا : الإمام البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى بوب في كتاب العلم بابا قال فيه باب بيان جواز كتمان العلم ، وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عندي علمان، أما احدهما فقد بثثته أما الاخر فإذا بثثته فإني اخشى ان يقطع هذا الحلقوم، ولا يلزم أبدا ممن يعلم الحق أن يقوله، في رخصه عند العلماء بجواز كتمان الحق ، والموفق من أحسن اخذ الرخصه وضع الرخصه في مكانها ، فمثلا مسأله ان بينتها منعت من التدريس ،اسكت عنها حتى اعلم الناس ولعل بعض المسائل ان تكلمت فيها للعامة (اثمت واثمتهم ) ،وامرنا ان نخاطب الناس بما ينفعهم ،لا بما يبغضهم ويعجبهم ،وليس واجبا على الإنسان ان يرمي بنفسه المهالك ،فاذا تعارضت مصالح ومفاسد فاعتبار المصلحه الباقيه، فالشيء الباقي مقدم على يعني كلمات تقولها ثم تمنع .
اذكر لكم قصه أسندها تمام الرازي في كتابه في جزءه الصغير مسند المقلين من الامراء والسلاطين فاجأ انس الحجاج فوجده أمامه فقال الحجاج لِ أنس اخبرني بشيء سمعته من النبي صل الله عليه وسلم فأنس اخبره بقصة العرنيين ،اخذ الناس اقوام سمل اعينهم وصلبهم وقتلهم .
طبعا الحجاج فرح بهذا الحديث، هو من حيث لايشعر لما رأى الحجاج استحضر هذه القصة التي تليق به ،لكن الحجاج فرح بهذا، يسند تمام الرازي عن انس يقول لا اعلم لي ذنبا اعظم من أنني حدثت الحجاج بحديث العرنيين قد يكون أنس لا اعلم بنفسي بذنب اعظم بأني حدثت الحجاج بحديث العرنيين اذا كان يرى أن مثل هذا الحديث ماينبغي ان يسمعه الحجاج ،وهذا دليل على أن كتمان العلم مشروع، بل قد يكون واجب في بعض الاحايين، يقول ما اعلم لنفسي ذنبا أعظم من ان حدثت الحجاج بحديث العرنيين ، يعني كأنني أعطيته حديثا نبويا او دليلا شرعيا على جواز القتل والفتق والبطش والضرب لكي يصنع الحجاج، فالعاقل ينظر إلى المسألة وما يترتب عليه من امور، والله تعالى أعلم، وأما التمايز عن داعش وغيرها فهذا أمر واجب والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

هل النافع والضار والعارف والباقي من أسماء الله عز وجل

لم يثبت نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأسماء، لذا فلا يجوز لأحد أن يسمى بها، كعبد الباقي وكعبد النافع وكذلك العارف والضار.
 
والعلماء يمنعون من إطلاق العارف على الله، أو يقول أحد لما يسأل فبدل أن يقول الله أعلم يقول الله يعرف، وهذا كلام كفر لا يجوز، لأنه يوجد فرق في اللغة بين العلم والمعرفة، ذلك أن المعرفة يسبقها جهل والعلم لا يسبقه جهل ، فإذا قلت: يعرف الله، فلازم ذلك أن يكون الله جاهلاً ثم عرف، فيحرم على المسلم أن يقول الله يعرف، أو يعرف الله، وينبغي أن يقال: يعلم الله ، فالعارف ليست من أسماء الله وقد نصص على جمع من أهل العلم منهم : ابن اللحام في كتابه المختصر ص36، فقال: ولا يوصف سبحانه بأنه عارف، وذكره بعضهم إجماعاً، أما من قالها جهلاً فلا يكفر، ويعذر بها بالجهل، ولكن إن عذر بها بالجهل ، فقد لا يسلم من الإثم .

يقول البعض الله ما رأوه بالعقل عرفوه ويقولون يا ميسر لا تعسر ما الحكم فيها

الواجب على العبد أن يكون مؤدباً مع ربه، ولا يجوز له ألا يعرف قدره، وقديماً قالوا: من عرف قدر نفسه عرف قدر ربه، ويعزى هذا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ليس بحديث، لكن معناه حسن.
والأصل في العبد أن يعرف معنى مناجاته ربه لما يقرأ في الفاتحة قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فنسب النعمة إليه فقال: {أنعمت}، ولم يقل غير الذين غضبت عليهم وإنما قال: {غير المغضوب}، والمغضوب على وزن مفعول وهو في العربية يعمل عمل الفعل المبني للمجهول، فيحتاج نائب فاعل.
والله علمنا بما أخبر عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام، أن الشر ينسب إلينا، وأن الخير ينسب إلى ربنا، فقال الله على لسان ابراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين}، فنسب المرض لنفسه، ثم قال {فهو يشفين} وأيضاً هذا من مثل قوله تعالى: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً}.
وكثير من الناس قليل أدب مع ربه فيقول مثلاً؛ يا رب شو عملتلك، فهذه قلة أدب مع الله، والعبد يعلم أن الخير كله فيما قدر الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له}، فالمؤمن يعلم أنه عبد، وأن الله جل في علاه هو مالكه وهو سيده، ولا يجوز له أن يتعدى عليه، ولا يجوز له أن يخرج عن أدبه.
والناس هذه الأيام في مخاطبتهم، يكون الواحد فاجراً فاسقاً زانٍ كذاب، أو امرأة متبرجة متعطرة زانية، ثم يقال: السيد أو السيدة والعياذ بالله، عاهرة ويقال عنها سيدة، سيدة ماذا؟! وفي شرعنا السيد هو الإنسان الرفيع، فيحرم في شرعنا أن يقال السيد إلا لمن كان له سيادة من علم أو ولاية أو نسب أو رفعة، فالناس مع البشر يرفعون الوضيع، أما مع الله فلا يتأدبون.
فليس من أدب العبد إن خاطب سيده أن يقول له: لا تعسر، لكن يقول: يارب إن أريد بي شر فارفعه عني، أو يسره لي، فالعبد ينبغي له أن يعرف قدره، ويعرف قدر سيده، ولا ينسب لسيده شيء فيه شر.
أما قولهم: الله ما رأوه، بالعقل عرفوه، فهذه أيضاً فيها قلة أدب، فمعنى هذه أنك تجعل عقلك يعرف ربك معرفة تفصيلية، وهذا خطأ، فلا يستطيع العبد بعقله أن يعرف ربه المعرفة التامة التي فيها معرفة الأسماء والصفات، فالعقل يدرك أن الله حق فقط، أما صفات الرب عز وجل لا يعرفها العقل، وإنما تعرف من الشرع.
وأسوأ من هذه العبارات قول كثير من الناس على شيء يريد أن يؤكده للمخاطب فيقول: هذا مثل الله واحد، فيجعل الشيء المشكوك فيه والذي يقبل النزاع حقيقة كحقيقة أن الله واحد، وهذا أمر خطأ وليس فيه أدب مع الله عز وجل، والسعيد يتأدب مع الله عز وجل.
ولذا كان أفضل الدعاء أن تعترف بقصورك، وأن تعترف بأن الله عز وجل له نعم عليك، وأنك مقصر، فسيد الاستغفار: {اللهم أنت ربي خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}، فتعترف فيه بعبوديتك، ثم تعترف بقصورك ثم تتبرأ إلى الله من ذنوبك، ثم تعترف أن لله نعمة عليك وبعد هذه المقدمات تقول: وأبوء بذنبي؛ أي أنا يا رب ما اجترأت عليك، وإنما عصيت لقصوري وضعفي، فاغفر لي فإن هذا الطلب لا يلجأ به لأحد إلا إليك، فهذه المعاني مهمة ينبغي أن يبقى العبد مستحضراً لها ذاكراً إياها، والله الهادي وهو المسدد والموفق.

السؤال سائل يقول هل يجوز أن يقال عن الله عزوجل حبيبي


الجواب: حبيبي على أنه اسم هو ليس باسم، ما يجوز أن تناديه تقول يا حبيبي، لكن هو صفة، فالله حبيبنا، – أن يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، -فالله حبيبنا، فلو استشعرت هذه الصفة وقلت الله حبيبي على أنك تحبه أكثر من حبك لغيره، وأن حبك ينبغي أن يكون مسيطراً عليه حب الله، فإذا اخبرت على أنه صفة حبك لله وحب الله إليك- يحبهم الله ويحبونه-، كما قال بعض ائمة اللغة فيما ذكر الامام القرطبي:
أن من أحب الله أحبه الله، وأن من تاب تاب الله عليه، وأن من رضي رضي الله عليه، قال فلما قرأت القرآن تبين لي خطأي في ذلك، فلما قرأت قول الله: *يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه*ُ، علمت أن حب الله للعبد يسبق حب العبد لله، ولما قرأت قول الله: *رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ*، علمت أن رضى الله على العبد يسبق رضى العبد عن الله، ولما قرأت قول الله: *ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا* علمت أن توبة الله على العبد تسبق توبة العبد لله وكذلك الرضى *رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ*.
فأن تقول الله حبيبي بمعنى أنك تحب الله والله يحبك هذه المحبة نثبتها، وأول من نفى المحبة (( الجعد )).
فالله حبيبنا.
أنت من تحب؟
لماذا تحب؟
تحب من فيه الصفات الفاضلة، فالله له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا يوجد أحد كفوء لله في اسمائه وصفاته، أنت تحب من يحسن إليك، من أحسن إليك احببته، ولن يحسن إليك أحدٌ مثل الله، فالنعم التى ترتع فيها والتي هي معك فهي من الله عزوجل، تحب الجمال *إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ* ، خذ كل معايير المحبة فستجد أنه يلزمك أن يكون الله احب إليك من كل شيء.
لذا من يحب الله ويحبه الله في هذه الحياة يهنأ ولا يهلك ولا يتشتت في الوديان.
أصحاب الهوى الذين يبحثون عن الشهوات والمأفونون في الملذات فهذا هو الذي يُمنع، فلا يجوز شرعاً أن أقول: *اعشق رسول الله، اعشق الله، اعشق دين الله،* لأن العشق محبة مع شهوة، لا يجوز لك أن تقول: اعشق الله عز وجل، أما المحبة فهي خلة لكمال المحبة، وخليل رسول الله هو الله عز وجل، فالمحبة جائزة، و لا حرج فيها، والله أعلم.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍
⬅ للاشتراك في قتاة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

رجل يدعي الرقيا ويقول إنه يحكم على مملكة من الجن وذلك باستخدام الناظر وهناك من…

إن طالب العلم إن أخذ الجواب عن المسائل التي يكثر السؤال عنها، فينبغي أن تكون له ميزة وخصيصة وهي لماذا وقع الخلاف؟ فتحرير سبب الخلاف في المسائل، والنظر إلى الأدلة، والوقوف على منشأ الخلاف إن وقع في المسألة من الأمور المهمة، وكذا على طالب العلم أن يراعي اختلاف العلماء والفقهاء، ولذا قال بعض السلف، كقتادة: ((من لم يعرف اختلاف الفقهاء لم يشم أنفه رائحة الفقه)) .
 
وليس الفقه – كما قال بعض السلف- أن تقول: حرام، حرام، فهذا يحسنه كل أحد، ولكن الفقه أن تدل الناس كيف يخرجون من الحرام ، وطالب العلم ينبغي أن يكون له نصيب من الفقه، وينبغي أن يكون حاضراً عارفاً بما يجري بين الناس وعلى ألسنتهم والمسائل التي هم منشغلون بها، ويزنها بميزان الشرع، ويعطيها من اهتماماته بحيث يجيب بحق وعدل.
 
ومسألة الجن مسألة تشبه تحضير الأرواح، مسألة موسمية، تأتي على الأمة هبات هبات، وموجات موجات، ينشغل بها أفراد ثم تموت ثم تحيا ثم تموت وهكذا، وهي كغيرها من المسائل ، الناس فيها بين متساهل وغالٍ، والحق وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، فمنهم من ينكر التلبس، وينكر العلاج وأن يكون له أثر، وهذا خطأ، ومنهم من يغالي في التلبس والعلاج، حتى أنه يكاد يعزو الأمراض العضوية التي لها تشخيص طبي معروف إلى الجن، والصنفان موجودان على مستوى العامة وعلى مستوى العلماء، ويبقى الحق وسط بين الجافي عنه والغالي فيه.
 
وبعض الناس ممن يعالج هداهم الله في الحقيقة هو ثلاثة أرباع مشعوذ، وإن كان ظاهره من أهل السنة يقول: أنا أمشي ومعي ستين ألف حرس، فهذا دجل، ودخلت عليه هذه الأشياء دون أن يعلم.
 
والجن الأصل فيهم أنهم غائبون وأن لهم عالماً غير العالم الذي نحن فيه، وفعل جنّ معناه: ستر وغاب، والعرب تقول جنة إذا غابت أرضها بالخضرة، ومجنون إذا غاب العقل ، وجنين إذا غاب الولد في بطن أمه، ورجحن : إذا غاب صدر حامله، فالجن عالم موجود لا تدركه العقول، وإنما دور العقل أن يتلقى من المصدر الذي فيه عصمة، وهو الكتاب والسنة، فلا يقبل القياس، ولا يقبل التجربة.
 
فربنا أخبرنا عن الجن، والنبي أخبرنا عن الجن، فأصبح الإيمان بالجن من عقائدنا بالجملة، ومنكره يخشى عليه من الكفر.
 
 
وأما التفصيل فيعرض على الكتاب والسنة، فواحد يقول لك: أنا أتحكم بالجن، تقول له: أنت كذاب ، لماذا؟ ما الميزة التي أعطيتها؟
والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه شيطان، كما ثبت في الصحيح وكاد أن يقطع عليه صلاته، فربطه باسطوانة المسجد، وتذكر دعاء سليمان عليه السلام {رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي} فتركه.
 
والجن ملل ونحل، كما أخبر القرآن عنهم: {كنا طرائق قدداً} ففيهم اليهودي والنصراني والمسلم، وفيهم المسلم السني، وفيهم المسلم المعتزلي، وهكذا.
 
والجني في شرع الله وسنته الكونية أنه غائب عنا، وإن كانت له صلة بنا، فنعامله معاملة الشرع، فلو جاء الجن، وألقى علينا السلام الآن نرد عليه، فلو سأل أجبناه بشرع الله، وزعم بعض علماء القرن الماضي، وهو من غلاة الصوفية واسمه الشعراني، أن الجن كانوا يأتوه ويسألوه، وألف كتاباً طبع في مصر، سماه “كشف الران عن أسئلة الجان”.
 
والجن إن جاء الإنسي فتلبسه فهو ظالم له ، معتد عليه فلا يصدق، فهذا الذي يزعم أنه يعالج عن طريق الرائي، ويدخل الجني جسم الإنسان ، هذا فيه ظلم للإنسي، وفيه معتد من قبل الجني للإنسي ، والجني يدخل بدن الإنسان ، ويوجد فضاء في جسم الإنسان وأنا أفهم من ظاهر قول الله – وأنا ظاهري والحمد لله على النصوص الشرعية ولا أحيد عنها ومأخذي على ابن حزم وغيره – أنهم قالوا بظاهر النص وتركوا ظواهر أقوى منها، فلو كانوا ظاهرين فيها لما أخطأوا ، فربنا يقول: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، فالذي يأكل الربا ممسوس، هكذا ربنا يقول، وثبت في حديث جابر في صحيح مسلم: {إذا تثاءب أحدكم فليغطي فاه، فإن الشيطان يدخل}، فماذا بقي بعد هذا؟ فدخول الجني داخل الإنسي حاصل، وربنا يقول: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض شيطان فهو له قرين}.
 
ونحن نتعامل مع الجني وفق الشريعة والشريعة عامة للجن والإنس، وهذا الذي جوزه شيخ الإسلام، لكن أن أتقصد وأعزم وأتمتم وأستدعي وأستحضر الجن، فهذا غير مشروع، فنتعامل معه وفق الشرع، فإن جائنا ودلنا على خير قبلناه بعد عرضه على الشريعة، أما الذين يعالجون يجعلون أخبار الجن كأخبار القرآن ويتلقونها ويتلقفونها كأنها بديهيات ومسلمات، وأسند ابن عبدالبر عند سعيد بن المسيب قال: ( ما لا يعرفه أهل بدر فليس من دين الله)، والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر أصحابه بالرقيا، فاجتمع فعله وأمره وإقراره على جواز الرقيا، فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي هؤلاء مشروعة لأخبر الله تعالى لنبيه يوم سحرته يهود.
 
ولما رأينا أنه لم يؤثر ذلك، لا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحبه والمقتضى قائم وموجود، علمنا أن هذا ليس من الشرع.
 
فالناس اليوم، والراقون يعالجون بالقرآن ويقرؤون القرآن، يعلقون قلوبهم بهم، فكيف لو علم الناس أن مع هؤلاء جن؟ فلو جاز التعامل مع الجن ينبغي حسم هذا الأمر حتى تبقى القلوب معلقة بالله عز وجل؛ لأن في هذا فتح باب خرافة، وسيلج هذا الموحد وغير الموحد.
 
والجن ما أدرانا وهو عنا غائب ولا يجوز أن نوثقه ولا أن نعتد بخبره، والجن فيما يظهر من جملة أخبار أنهم معمرون، أرأيت لو أن جنياً قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا، هل نقبل حديثه؟ لا، إلا إن كنا أصحاب خرافة، كما فعل بعض الخرافيين هذه الأيام، فألف كتاباً سماه “مسند الجن” يروي فيه عن مشايخ الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخباراً، وهذه خرافة، فتحت باباً فيه خطورة وظهرت له بعض الآثار عند بعض المنشغلين بالعلم، لكن لا يعرف ذلك إلا من نظر في بطون الكتب ، ففتحت باب: التصحيح والتضعيف الكشفي، بل زعم بعضهم أن النبي يأتيه، وفي خرافة عالجها شيخ الإسلام وهي خرافة أن مع كل ولي خضراً، ويقول ابن تيمية رحمه الله، أن هذا في حقيقة أمره جني يكذب عليهم ويدجل ويفتري على أتباعه.
 
لذا بما أن المقتضى قائم لاستخدام الجن في العلاج، وكانت العين والسحر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقى رسول الله ورقي، وأقر الرقيا، ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين كامل، فالأصل أن لا نستخدم الجن في شيء، لأن هذا الذي سيستخدم ما أدرانا أنه صالح، فما أدرانا أنه لم يظهر هذا الصلاح من باب الاستدراج حتى يوقع هؤلاء الناس بالشرك، ولو افترضنا أنه ليس كذلك فما أدرانا أنه سيبقى على صلاحه؟ وما المانع أن يتحول ويصبح فيما بعد من المرتدين الضالين، فمن أين علمنا صلاحه وأنه مؤمن تقي، وهو في أصله متعد على الإنسي، ظالم له.
 
فالرقيا الشرعية تكون دون الاستعانة بالجن المسلم وكلام شيخ الإسلام رحمه الله إنما هو محصور في الجني الذي يأتي للإنسي ويعرض عليه خدمة أو يعرض عليه خبراً فيمتحن فإن كان كذلك فالحمد لله ، فبيننا وبينه دين الله.

ما ردكم على من يزعم أن ابن تيمية كافر لأنه يقول إن الله جسم

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، من أئمة هذا الدين، ومن كفره فهو أضل من حمار أبيه، ولا يعلم ما بين لحييه، وهذه المقولة تشبه ممن خرج من بين لحييه ما يخرج من بين رجليه، والعياذ بالله تعالى.
 
شيخ الإسلام ابن تيمية له مواطن قلة ينظر إليها من يعرفه نظرة فيها إعجاب، وينظر إليها من لا يعرفه، ولا يعرف فقهه واصطلاحاته نظرة فيها ريبة فيخرج من خلالها بتكفيره.
وهنا لفتة أقولها زيادة على الجواب، وفيها فائدة، أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر من أسباب ضلال المتأخرين أنهم أسقطوا الاصطلاحات الواردة في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، على ما عهد وما عرف في أذهانهم، فينبغي أن نحرر الاصطلاح قبل الحكم عليه، والحكم يكون على حقائق الأشياء، لا على الأسماء، فلو أن رجلاً أخذ كوباً فيه ماء، وقال لآخر: اشرب هذا الخمر، فهل ما في هذا الكوب من ماء يصبح خمراً؟ أم يبقى ماءً حلالاً والمقولة ظالمة؟ يبقى الماء حلالاً ، أليس كذلك.
ولشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، محاكمة لمخالفيه ومعارضيه ومنتقديه دقيقة، ويفرض معهم في بعض المواطن وفي بعض المضايق أشياء من الباطل ليرجعهم إلى الحق، وفرض الباطل للخصم لإرجاعه إلى الحق من منهج القرآن، قال الله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}، فهل يجوز لرجل معتوه أن يقول: إن القرآن يقول إن لله ولد؟ معاذ الله، ففرْض الباطل لإرجاع الخصم إلى الحق هذا أمر جائز، فشيخ الإسلام في المواطن التي أخذت عليه من كتبه لم تكن في معرض تقريره للعقيدة، وإنما كانت في معرض رده على الخصوم، فلا يوجد اعتراض لرجل على ابن تيمية في معرض تقريره للعقيدة، وهذه قاعدة تحفظ.
ومن بين هذه الاعتراضات كلامه في الجسم؛ فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: نقول لمن يقول إن الله جسم، ما مرادكم؟ وماذا تريدون بهذه الكلمة؟ إن قلتم كذا فهذا كفر، فهذا كفر، بل أشد كفراً من اليهود والنصارى، وإن قلتم كذا، فأنا لا أكفركم ولكن أقول كلمتكم هذه خطأ، ما أطلقها الله على نفسه ولا نبينا على ربه ولا الصحابة، فهذا الإطلاق بدعة لكن لا أكفر. فبعض الناس لا ينتبه لحقائق الأشياء، ويطلق الأحكام على عواهنها، ويرسلها دون فقه، فيقول: من قال إن الله جسم فقد كفر، وشيخ الاسلام في بعض المواطن من كتبه لا يكفر من يقول إن الله جسم، فهو يقول إن الله جسم فهو كافر، هذا ضلال، وهذا ليس فيه حق ولا عدل، فهو يسقط كلمة الجسم في كتب ابن تيمية على المفهوم عنده هو، والحق أننا إذا أردنا أن نحاكم عالماً فنحاكمه باصطلاحاته هو لا باصطلاحات غيره، فمثلاً في كتاب المجموع للإمام النووي (4/253) قال: (وممن يكفر من يجسم تجسيماً صريحاً) أي ممن يقول إن الله عز وجل جسم ، فهذا يكفر.
واصطلاح إن الله جسم ما تكلم فيه السلف وقبله النبي صلى الله عليه وسلم لا بإثبات ولا بنفي، وهو اصطلاح حادث بدعي لا يجوز إطلاقه على الله عز وجل، وقد تعرض شيخ الإسلام لهذا المصطلح لكثير من كتبه، أصل على بعض منها، فمن راد أن يعرف كلام شيخ الإسلام حول هذا الاصطلاح فلينظر في كتبه الآتية: “شرح حديث النزول” (ص 69-76) “مجموع الفتاوى”(3/ص306-310، 13/304-305) “منهاج السنة النبوية” (2/134-135، 192، 198-200، 527)
 
والخلاصة، وأجمل لكم، والكلام ظاهر بيِّن، ولا أريد أن أفصل، يقول شيخ الإسلام في كتابه “شرح حديث النزول” وانظروا إلى دقته وإلى عدله، وإلى الحق الذي معه، خلافاً للمشوشين عليه، قاتلهم الله أنى يؤفكون، يقول: ((لفظ الجسم مبتدع في الشرع محرف في اللغة، ومعناه في العقل متناقض)) ويقول: ((من زعم أن الرب عز وجل مؤلف ومركب بمعنى أنه يقبل التفريق والانقسام والتجزئة، فهذا من أكفر الناس وأجهلهم))، وقوله (( شر من الذين يقولون إن لله ولداً، بمعنى أنه انفصل منه جزء فصار ولداً له))، ويقول عن الكرامية: ((وهم متفقون على أنه سبحانه جسم  لكن يحكى عنهم نزاع في المراد بالجسم، هل المراد به أنه موجود، قائم بنفسه، أو المراد أنه مركب؟ فالمشهور عن أبي الهيثم وغيره من نظائرهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه، لا بمعنى أنه مؤلف مركب، وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون، فإنهم لم يثبتوا معنىً فاسداً في حق الله تعالى، لكن أخطأوا في تسمية كل ما هو قائم بنفسه، أو ما هو موجود جسماً من جهة اللغة قالوا: فإن أهل اللغة لا يطلقون لفظ الجسم إلا على المركب، والتحقيق أن كلا الطائفتين مخطئة على اللغة، أولئك الذين يسمون كل ما هو قائم بنفسه جسماً، وهؤلاء الذين سموا كل ما يشار إليه وترفع الأيدي إليه جسماً، وادعوا أن كل ما كان كذلك فهو مركب، وأن أهل اللغة يطلقون لفظ الجسم على كل ما كان مركباً، فالخطأ في اللغة والابتداع في الشرع مشترك بين الطائفتين)) أ.هـ.
 
ومقصود شيخ الإسلام أن يقول أن من يقول إن الله جسم فهو مبتدع، ونستفصل ممن يقول إن الله جسم؛ ما مرادك؟ إن كان مرادك إن الله حق قائم بذاته، يشار إليه ليس في داخل الدنيا، فهذا كلامه حق، وتسميته خطأ، ومن قال إن الله جسم أي مركب مؤلف، فهذا كافر أكفر من اليهود والنصارى.
وهذا حق وعدل، ولذا من يكفر شيخ الإسلام بقوله إن الله جسم، أضل من حمار أبيه ولا يفهم ماذا يخرج من فيه، ولم يرجع إلى كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وهذه مضايق لا أحب أن تلقى لولا هذا السؤال، لأن بعض الناس لا هم له  إلا أن يكفر ابن تيمية ومهمته في هذه الحياة تكفيره، فلا عمل له ويشيع في الخافقين، وينشر في المشرق والمغرب تكفير ابن تيمية، في الكتابة والدروس، ولا أدري لماذا هذا، لكن قال الله تعالى: {ومن يضلل فما له من هاد}.
وما أشاعه ابن بطوطة عنه أن قال: إن الله ينزل كما أنزل عن هذا المنبر، وابن بطوطة لما دخل دمشق كان ابن تيمية في سجن القلعة، فما رآه وما التقى به.

جاء في دعاء المسافر أنت الصاحب في السفر هل الصاحب من أسماء الله تعالى

لا، الصاحب في السفر هذه صفة، وليست اسماً من أسماء الله عز وجل، ولا يجوز لأحد أن يدعو ويقول: يا صاحب، أو يسمى عبد الصاحب، فالأسماء يسأل بها الله عز وجل ويتعبد بها، أما الصفات فلا.

ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات

مذهب أهل السنة وسط بين الجافي والغالي، وأهل السنة والجماعة، وعقيدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل أنهم يؤمنون بما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه، أو ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، وربنا يقول: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}، فبعد أن نزه الله عز وجل نفسه عن كل نقص أثنى على أنبيائه، لأن أنبيائه أعلم بالرب والمعبود، والإله سبحانه من غيرهم، فهم لا يصفون ربهم إلا بما يستحق، فنؤمن بما جاء في كتاب الله وبما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كما ورد من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل.
وما ورد في الكتاب والسنة فعلى العين والرأس وذلك على حسب قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وهي قاعدة كلية في الأسماء والصفات، فما أثبته الله عز وجل نثبته، ولا يجوز أن نقول: ليس مراد الله كذا، إنما مراد الله كذا، لأننا إن قلنا فمعنى ذلك أن هذا المراد قد شبهناه بالمخلوق، فما أولنا وما حولنا اللفظ عن ظاهره إلى غيره إلا لما قام في أذهاننا تشبيه والأصل أن الله عز وجل حق غيب نؤمن به على وفق ما ورد دون إعمال العقول، فالعقل دوره التسليم للنص، ويبحث عن صحة النقل فإن ثبت فالعقل ينبغي أن يستسلم، ولا يجوز للعقل أبداً أن يخضع الله عز وجل إلى القواعد التي عنده، فالله غيب نؤمن به كما ورد، فربنا يقول: {يد الله فوق أيديهم}، فلله يد، كيف اليد؟ معاذ الله أن نخوض في ذلك، فإنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
وهذه الآية تفيدنا أصلين مهمين:
الأصل الأول: أن ما يخيل إليك من قبل الشيطان أن الله على نحو كذا أو كذا، فاضربه بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، فالله عز وجل على خلاف ما يخطر في البال، وينسج في الخيال، فكل ما يخطر ببالك فالله على خلافه، لأنه {ليس كمثله شيء}.
ومن باب الفائدة بالآية علمنا ربنا أن نجمل في النفي، لما ننفي النقص عن ربنا، فليس من الأدب معه سبحانه أن نفصل في النفي، ومن الأدب معه سبحانه أن نجمل في النفي، ومن الأدب مع الله جل في علاه، أن نفصل في الإثبات لأن الله قال: {وهو السميع البصير}، فالنفي مجمل والإثبات مفصل، فليس من الأدب مع الله أن نقول: إن الله ليس بلحم، ليس بدم، ليس الله بكذا، كما يقول المعتزلة والفرق الضالة، فهم يفصلون في النفي، ويجملون في الإثبات وهذا على خلاف القرآن، والقرآن يعلمنا أن نجمل في النفي وأن نفصل في الإثبات فلا يجوز أن نعطل صفة ولا أن نؤولها ولا أن نشبهها ولا أن نخرجها عن لفظها، فمثلاً يقولون في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، أي قدرة الله عز وجل، نقول: نحن لا ننكر أن قدرة الله فوق قدرة البشر جميعاً، لكن ننكر أن يكون المراد بالآية اليد هي القدرة، ولذا لما امتنع إبليس من السجود لآدم قال له تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، فلو كان المعنى بقدرتي لقال الشيطان: وأنت يارب خلقتني بيديك، فإن الشيطان خلق بقدرة الله، فإذن خلق الله آدم بيده على الحقيقة، وكيف ذلك؟ لا ندري كيف هي ونفوض أمرها إلى الله.
والصفات من المتشابهات إن أريد بها الكيفية وإن أريد بها المعنى فهي ليست من المتشابهات، وإنما من المحكمات، ذلك أن التشابه في الذوات يقتضي التشابه في الصفات، والتشابه في الصفات لا يقتضي التشابه في الذوات، فلو أخذنا صفات متعددات ونسبناها إلى ذوات مختلفات لاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف وذات الله ليست كذاتنا، ولنأخذ صفة الرأس مثلاً، ونقول: رأس جبل، رأس إبرة، فاختلفت الصفة باختلاف نسبتها إلى موصوفها، فاختلفت الصفات باختلاف الذوات، فكيف لما تكون ذات الله عز وجل، ليست كذاتنا، وبالتالي فصفاته ليست كصفاتنا.
ومن عطل صفات الله فهو في الحقيقة يعبد عدماً، وسيخرج في النهاية إلى ذات ليس لها وجود في الخارج وإنما وجودها في الذهن وهذا يفتح علينا باب الإلحاد، والقرمطة والعياذ بالله، ومن اعتقد في صفات الله أنها كصفات البشر، هو في حقيقة أمره يعبد صنماً.
وبعض الناس يقولون: نحن نثبت الصفة، كاليد مثلاً، لكن لا نعرف معناها وهذا يلزم منه أن الله أنزل على جبريل كلاماً جبريل لا يعلمه، وأنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يعلمه، فمن فوض المعنى ولم يفوض الكيفية فهذا مذهب ضلالة، لأن لازم ذلك أن جبريل قال صوتاً ما علم معناه، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعلم معناه، وأصبحت يد الله كأي صفة أخرى، ولما تأتي صفات متغايرات لذات الله عز وجل فإنه يقوم في الذهن أن لهذه معنى ولهذه معنى، وأن هذه غير تلك، وهذا ينقض أصل القول: بأن الأصل تفويض المعنى، لأنه يقوم في ذهن العاقل أن هناك تغاير بين الصفات لما تأتي متغايرات في الكتاب والسنة.
إذاً نؤمن بما ورد في كتاب الله وبما ثبت في سنة رسوله  صلى الله عليه وسلم، على النحو الذي ورد، ولا نعطل ولا نشبه ولا نكيف ولا نتخيل، والله على خلاف ما يخطر في بالنا، أما إن أردت ربك ومعبودك أن يدخل في عقلك هذا أمر لازمه أنك ما عرفت ربك حق معرفته، وما قدرته حق قدرته، وجاء رجل ملحد إلى أبي حنيفة، وبدأ يسأل عن ذات الله عز وجل، وكانا يجلسان على نهر الفرات، فأخذ أبو حنيفة رحمه الله يحفر حفرة صغيرة ويأخذ من ماء النهر ويضع في الحفرة، فيتكلم الملحد وأبو حنيفة يتشاغل عنه، فقال الملحد: يا هذا انقطعت في المناظرة وسقطت حجتك وليس لك كلام، أنا في ماذا وأنت في ماذا؟ فقال له أبو حنيفة: أنا أريد أن أنقل نهر الفرات في هذه الحفرة، فقال الملحد له: إنك لمجنون، فقال أبو حنيفة: هذا أنت إن عجزت أن تنقل هذا النهر في هذه الحفرة وأنت تريد مني أن أجعل ربي ومعبودي في عقلك!
فالرب حق نؤمن بأسمائه وصفاته على ما ثبت في الكتاب وصحيح السنة، ونمسك ولا نستفصل، كما ثبت نقول هو ثابت في كتاب ربنا، على مراد ربنا، من غير تعطيل ولا تخييل ولا تمثيل فهذا مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات ومن أوّل شيئاً فهو خارج عن أهل السنة والجماعة ولا يلزم من التأويل الكفر فالذين يؤلون من أهل القبلة لا من أهل السنة ، والله أعلم .

السؤال مما نراه في أيامنا هذه أن ثلة من الشباب الملتزم يكون في ركب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/أسباب-الانتكاسة-بعد-الإيمان-الشيخ-مشهور-بحسن-آل-سلمان.mp3الجواب : أولاً أسأل الله التوفيق للجميع ، وأسال الله الثبات للجميع لما يغفل الإنسان عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك ) ، ولا تقولوا : ” الأبصار ” ،  لا يوجد حديث فيه لفظ الأبصار ، هذه الزيادة لا أصل لها ، اللهم يا مقلب القلوب لا تقولوا : الأبصار ، الأبصار لم تثبت في حديث ،  (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ، ( اللهم يا مصرّف القلوب صرف قلبي على طاعتك ) لما يغفل العبد عن هذه ويغفل الإنسان عن نيته وعن باعِثِهِ للمجيء للمسجد ، وتصبح هذه العبادات التي يصنعها وهي من أَّجّل العبادات تصبح من العادات ولا يشعر فيها العبد بالاحتساب ولا النية الصالحة ، وتُمارس على أنها عادة كالأكل والشرب ، فحينئذ تبدأ تفقد بهاءها ، وتبدأ تفقد أثارها ، وسرعان ما يدخل الغفلة على العبد ، الغفلة في العبادة من أشر الأشياء ، الغفلة خارج العبادة أمر طبيعي ، أما أن تصبح العبادات التي تؤديها من صلاة ، وصيام ، تصبح غافل وانت تؤدي لها وغير ذاكر ، فتقول : الله أكبر ، والسلام عليكم ، ولم يتأثر قلبك من الله أكبر ، والسلام عليكم ، لا يتأثر بشيء وتصبح غفلة ، والذي يدعوك إلى الإتيان إلى المسجد صاحبك فلان وصاحبك علّان وعادة تأتي للمسجد من أجل أن تمارس حياة طبيعية وعادية ليس فيها احتساب ولا فيها ثواب هذه بداية الانتكاسة ،  وسرعان ما يأخذ منك الشيطان ، إذا استطاع الشيطان أن يوصلك إلى الغفلة إلى مقام عظيم يطمع فيه الشيطان منك في الغفلة وأنت بين يدي الله، فبهذا يكون نال منك الشيطان نيلاً عظيماً ، وحينئذ تبدأ تستثقل الطاعات وتستثقل العبادات ولا تجد لك قلباً وتشعر بجفاء وحينئذ يسهل عليك أن تتخلص من المظاهر ، بل بعض الناس قد يشعر أن مظهره هذا الذي يظهر فيه بدلاً من أن يتمتع به ويشعر أن سعادته في الدنيا والآخرة إنما حاصل بهذا الامر ، وهذا من منّة الله وفضله علينا أن جعل لنا إسناداً نتصل به بنبينا وبصحابته رضوان الله تعالى عليهم في الظاهر ونطمع أن يبقى الإسناد متصل بهم في الباطن ، ونطمع أن يكون مآلنا مآلهم إن شاء الله تعالى عند الله تعالى في جنته ، وأن نجتمع بهم ، فهم أحبابنا ، فو الله لا نحب في الدنيا أحدًا كحبهم ، ولا نقبل أن نستبدل حبًا بِحُبِ نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بحب أصحابه رضوان الله تعالى عليهم لأننا نطمع أن نكون معهم في جنة الله جل في علاه ، لمّا تقع هذه الغفلة وهذه الأحاسيس وهذه المشاعر ويصبح الإنسان يمارس الطاعات على أنها عادات فبدلًا من أن يقلب العادات إلى عبادات قلب العبادات إلى عادات ، فهذه الطامة التي ما بعدها من طامة ، وحينئذ ينال منك الشيطان نيلًا عظيمًا ، ويراك أنك متقيد بقيود ثقيلة ، وأن عليك شيء و لا تستطيع أن تتحمله ، ولا تقدر عليه ، فيبدأ يدعوك أن تتفلت ، فيبدأ التفلت بحلق اللحية ، و التفلت بتغيير الظاهر ، وهذا لم يقع إلا لأن الباطن قد تغير .
فنصيحتي الإخلاص والنوايا الحسنة والاحتساب والثواب والصحبة الطيبة ، وأن تتضرع إلى ربك عز وجل بأن يثبتك على الإسلام ، وأن يُميتك على الإسلام ، أسأل الله رب العرش العظيم أن يُميتُنا على التوحيد ، وأن يحيينا على التوحيد ، أن يُميتُنا على السنّة ، وأن يحيينا على السنّة ، نسأله سبحانه أن يجعل خير كلامنا لا إله إلا الله ، وأن يجعل خير أيامنا يوم لِقائِه سبحانه وتعالى ، هذا والله تعالى أعلم .
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?