هل حديث ماء زمزم لما شرب له صحيح وهل يجوز نقله من مكة…

ماء زمزم هو (( طعام طعم ، وشفاء سقم )) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بقوله : طعام طعم؛ أي إنه يفي عن سائر الأطعمة.  وشفاء سقم؛ أي أنه بإذن الله تعالى يشفي به المؤمنين الصادقون، لاسيما في الأمراض العويصة التي ظهرت في هذا الزمان، والتي أنبأ عنها صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر في الصحيح : ( …..وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها، الا ظهرت فيهم الاوجاع والامراض التي لم تكن في اسلافهم ) فشيوع المعاصي في المجتمع من أسباب ظهور الأمراض التي لم يعرفها من قبلنا من أسلافنا وحديث {ماء زمزم لما شرب له } له طرق وشواهد يصل بها إلى مرتبة الحسن . وأملى الحافظ ابن حجر مجلساً خاصاً في طرق هذا الحديث . وأعلى من صححه سفيان بن عيينة، فقد صح عنه أن رجلاً قال له: ما قولك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ماء زمزم لما شرب له } أثابت عندك؟ فقال : نعم . فقال : لقد شربت زمزم آنفاً على أن تحدثني مئة حديث، فقال له: اجلس، فجلس وأسمعه مئة حديث . وفي هذه القصة الثابتة عنه إشارة صريحة في أن عيينة، وهو من الجهابذة ، يصحح الحديث وقد نصص على تصحيحه جمع من أهل العلم .
وأما حمل زمزم من مكة إلى سائر البلدان، فقد ذكر القشيري في كتابه (( السنن والمبتدعات )) أنه من البدع . وهذا الكلام ليس بصحيح . فقد صح عند البخاري في (( التاريخ الكبير ))، وعند الترمذي , من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل معه ماء زمزم في الأداوي والقرب ، وكان يصبه على المرضى ويسقيهم )) . وأخرج البيهقي بسند جيد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال : إنه صلى الله عليه وسلم كان يرسل وهو بالمدينة – قبل أن تفتح مكة – إلى سهيل بن عمرو أن اهد لنا من ماء زمزم،  فيبعث إليه بمزادتين )) فله شاهد مرسل صحيح في مصنف عبد الرزاق برقم 9127. وذكر ابن تيمية في (( مجموع الفتاوي )) أن السلف كانوا يحملون معهم زمزم. فلا حرج في حمل ماء زمزم والاستسقاء والاستشفاء به بالسقيا والصب على مكان الداء، هذا من الهدي النبوي.
وقد شرب العلماء زمزم بنوايا عديدة، فها هو الحاكم صاحب المستدرك يشربه بنية الإحسان بالتصنيف . وقد أحسن في تصنيفاته رحمه الله . وها هو ابن حجر شرب زمزم بنية أن يكون كالحافظ الذهبي في معرفته بالرجال وكان رحمه الله يقول: لا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها وقال: أنا شربته في بداية طلبي للحديث بنية أن يرزقني الله حالة الإمام الذهبي في الحفظ ومعرفة الرجال . وقال: حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد في نفسي المزيد من تلك الرتبة. وقال: شربته فيما بعد بنية أن يجعلني لله كابن تيمية في معرفة الفرق والأديان . وقال ابن الهام في (( فتح القدير )) : والعبد الضعيف – يقصد نفسه – شربه للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام فما أجدرنا أن نشرب زمزم بنية الثبات، وأن يخلصنا من الأدواء ما لا يعلمه إلا الله؛ من استجابة لحظ النفس، أو الشهوة، أو الكلام فيما لا يعنيه، أو الانشغال بما لا ينبغي، أو ركوب الهوى وما لا يرتضى، وما شابه من هذه الأدواء. فكلنا بحاجة لأن نشرب زمزم بنية الصلاح والإصلاح، فالأمة تحتاج إلى المصلح الذي يعرف واجب الوقت ويشغلها به . نسأل الله أن يجعلنا هداة مهديين، وأن يجعلنا سلسلة هداية إلى يوم الدين

السائل نريد كلمة من الشيخ وليد العلي عن نشأته العلمية ونشاطه الدعوي في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/كلمة.mp3قال الشيخ الدكتور ( وليد العلي ) رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبين وإمام المرسلين.
أما بعد.
فالشكر الوافر والجزيل والثناء العطر الجميل لصاحب هذه الضيافة الكريمة، اسأل الله عز وجل أن يبارك له في ماله وعياله، وأن ينزل البركة في أعماله.
ونوجه كذلك بالشكر الفاضل والجزيل للشيخ الفاضل ( أبا عبيدة ) مشهور حسن، الذي جمعنا بالمشايخ الفضلاء، بمعية الشيخ ( أبي أحمد )، والشيخ الفاضل الدكتور( حسين العوايشة )، والدكتور الفاضل ( باسم الجوابرة )، والشيخ الكريم الشيخ ( علي الحلبي )، والدكتور الفاضل ( زياد العبادي )، اسأل الله عز وجل أن يجزيهم خيراً على هذه الجمعة.
وعندما تحدث الشيخ الفاضل الدكتور ( خالد الشجاعي ) في حديث أنس بن ماك رضي الله عنه قال: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ تذكرت مقولة للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في مدارج السالكين عندما تحدث عن منزلة الوجد، وكان رحمه الله تعالى ما استطاع إلى الاعتذار لشيخ الإسلام الهروي سبيلاً، وحاول أن يعتذر له عن بعض المنازل في بعض الدلائل، فلما جاء إلى منزلة الوجد قال: لعل هذه المنزلة يدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، فتذكرت هذا الكلام، وتذكرت هذه الإخوة الإسلامية التي تجمعنا بدون سبب، وبدون نسب، تذكرت حلاوتها، وطعمها.
والواحد عند الاجتماع مع الإخوة الفضلاء، والمشايخ الأجلاء، إذا اجتمع معهم وكان الباعث على هذا الاجتماع الحب في الله، يجد في الحقيقة مع زخم الحياة، وكثرة مشاغلها، يجد طعم هذه الإخوة، نسأل الله عز وجل أن تكون سببا للشفاعة يوم القيامة، فإن الأخلاء يشفع بعضهم لبعض.
وقبل أن أختم لا أنسى حقيقة حُسن الاستضافة التي حظينا بها في الكرك، عند الأخ الفاضل الشيخ ( زكي الصعوب ) وفقه الله، وما يسر الله عز وجل على يديه من ترتيب بعض المحاضرات، والاجتماع ببعض الإخوة الفضلاء.✍✍

السؤال الأول أخ يسأل فيقول لماذا لم يرو الإمام مسلم حديثا ولو واحدا عن…

whatsapp-audio-2016-11-07-at-6-24-00-pm
الجواب : أظن أن الأخ يسأل عن رواية الإمام مسلم عن البخاري في صحيحه ، وإلا كثير من كتب الإمام مسلم ضائعة وأظن أننا لو وجدنا كتابه ( الإعتبار ) الذي خصه في موضوع الجرح والتعديل فإنه والله تعالى أعلم قد أكثر النقل فيه عن شيخه البخاري .
وقد تبين لي بعد بحث طويل أن الإمام مسلم فرغ من صحيحه سنة ( ٢٥٠ ) للهجرة ، وأن الإمام مسلم التقى بالإمام البخاري بعد هذا العام فهو لم يعرفه إلا في أواخر حياته فكان قد أتم صحيحه قبل أن يلقاه ولما التقى به سأله عن الأحاديث المعللة كحديث كفارة المجلس وقال له، كما صح بالأسانيد: دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الْأُسْتَاذِينَ ، وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ .
فإذاً الإمام مسلم ما روى في صحيحه عن الإمام البخاري ليس إنتقاصاً، هذا أسلم الأجوبة فيما أرى ، قيل : وهذا معروف عند المحدثين ولا سيما في ذاك الزمان أن مسلماً لم يروِ عن البخاري طلباً للعلو فالعلماء قديماً كانوا يتجوزون ويروون عمن شملهم اسم الستر وفيهم كلام طلباً للعلو ، ولذا من تُكُلِّم فيه في الصحيحين في صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم هم من طبقة شيوخ البخاري ومن طبقة شيوخ الإمام مسلم والتلميذ يعرف شيخه ويعرض حديثه على حديث غيره ويعرف فيما أصاب فيه أو أخطأ ، فكل من تُكُلّم فيه إنما هم من طبقة شيوخ مسلم طلباً للعلو وهذا معروف ، ولما سئل الإمام مسلم لماذا تروي عن فلان وفيه كلام قال : طلباً للعلو ، فكان مثلاً إذا صح عنده الحديث عن مالك بواسطتين والواسطتان ثقتان وروى واحد فيه كلام عن مالك مباشرة دون الواسطة الثانية فأصحاب الصحيحين يروون مباشرة بالواسطة الواحدة لأن الحديث اشتهر وانتشر عن الإمام مالك ولذا أئمة العلل لا يعلون بطبقة الشيوخ أو شيوخ الشيوخ وإنما الحديث المعل حقيقةً لما يكون من أوهام الرواة عن التابعين أو تابعي التابعين وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي

لماذا لم يروي الشيخان في صحيحهما عن الإمام الشافعي أي حديث

إماما الدنيا في الحديث محمد اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، لم يشترطا على أنفسهما أن يخرجا لكل ثقة ، ولا أن يخرجا كل حديث صحيح . فمن الأشياء التي ننكرها على كثير من الناس قولهم : أريد أية أو حديث من الصحيحين أو أحدهما حتى آخذ بقولك فهذا باطل ، ولا زم هذا الكلام أن البخاري ومسلماً لم يصححا إلا ما وضعاه في كتابيهما. وهذا تبرءا منه ولم يقولا به .
والشافعي ثقة عندهما، لكنه ما عمر، وكان أصحاب الصحيحين يريان العلو في الإسناد، وأعلى ما عند الشافعي روايته عن مالك، وقد وقعت رواية مالك بواسطة لأصحاب الصحيحين ولو أنهم رويا عن الشافعي عن مالك بواسطة يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهما، والشيخان لم يتتلمذا على الشافعي ولم يرياه لأنه ما عَمَّر، فلو أنهما رويا عنه  لكان الإسناد نازلاً، وقد قال الإمام ابن معين: (الإسناد النازل قرحة  في الوجه) وكان أحمد يقول: (الإسناد العالي سنة عمن سلف)، وكان محمد بن أسلم الطوسي يقول: (قرب الإسناد قربة إلى الله تعالى) فالأعلى أغلى. فلم يحيدا عنه عمداً.
وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الشافعي في “سير أعلام النبلاء” قال: (لم يقع لهما قدراً الرواية عن الشافعي) لكن أقول كما قال أبو زرعة الرازي – لما سئل عن هذا السؤال – في كتابه “الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية” قال: (إن الشيخين لم يسمعا منه، أما مسلم فلم يدركه أصلاً وأما البخاري فأدركه ولكن لم يلقه، وكان صغيراً، مع أنهما أدركا من هو أقدم منه وأعلى رواية فلو أخرجا حديثه لأخرجاه بواسطة بينهما وبينه مع أن تلك الأحاديث قد سمعاها ممن هو في درجته فروايتها عن غيره أعلى بدرجة أو أكثر والعلو أمر مقصود عند المحدثين).
وللصحيحين مهابة، وكل ما فيهما صحيح سوى أحرف يسيرة تكلم عليها العلماء، وللصحيحين حلاوة ومكانة في نفوس طلبة العلم، ومن يقلل من هذه المكانة فهذا غر جاهل، فإن نقد شيء مما في الصحيحين فإنما يكون بقدر وبمهابة، مع وجود من سبق إليه من الأئمة وهناك فرية بلا مرية على الشيخ الألباني بأنه لا ينظر إلى الصحيحين بمهابة، وهذا غير صحيح، فهو قد ضعف بعض ما في الصحيحين لكن كان مسبوقاً بالتضعيف على حسب القواعد التي وضعها الشيخان وغيرهما، والكلام في الغالب على أحرف، وليس على أصل الحديث، والله أعلم..

الشيخ وليد العلي يحدث الاخوة الفضلاء عن جنازة الشيخ ابن باز رحمه الله

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/الجنازة.mp3الشيخ الدكتور ( وليد العلي ) رحمه الله تعالى: طبعا لا شك أن جنازة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى كانت جنازة مشهودة، وأذكر حقيقة أن الناس في المسجد النبوي الشريف كان يُعزي بعضهم بعضاً، وكأن الذي يُعزا من قرابة المتوفى، وبلغني ذهاب البعض إلى الجنازة، فكلمني شيخنا الفاضل الشيخ الدكتور ( عبد الرزاق البدر العباد ) وفقه الله بأنه سيذهب، فإن رغبت في الذهاب معنا فلا مانع، فذهبت مع الشيخ ( عبد الرزاق العباد )، برفقة وصحبة شيخنا الشيخ ( عبد المحسن العباد ) حفظه الله، هو وأولاده، وأنا الوحيد الذي كنت من خارج الأسرة الكريمة. الشيخ الدكتور ( وليد العلي ) رحمه الله تعالى: طبعا لا شك أن جنازة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى كانت جنازة مشهودة، وأذكر حقيقة أن الناس في المسجد النبوي الشريف كان يُعزي بعضهم بعضاً، وكأن الذي يُعزا من قرابة المتوفى، وبلغني ذهاب البعض إلى الجنازة، فكلمني شيخنا الفاضل الشيخ الدكتور ( عبد الرزاق البدر العباد ) وفقه الله بأنه سيذهب، فإن رغبت في الذهاب معنا فلا مانع، فذهبت مع الشيخ ( عبد الرزاق العباد )، برفقة وصحبة شيخنا الشيخ ( عبد المحسن العباد ) حفظه الله، هو وأولاده، وأنا الوحيد الذي كنت من خارج الأسرة الكريمة.
والشيء بالشيء يذكر، شيخنا الشيخ ( عبد المحسن العباد ) شرفني الله عز وجل بأن كنت جاراً له في منطقته بالفيصلية مدة تسع سنوات.
وأقول لبعض الإخوة على سبيل التشرف بالقرب من الشيخ حفظه الله تعالى ومتعه بموفور الصحة والعافية، أقول: لعل البعض قد تلقى من الشيخ أكثر مما أكرمني الله عز وجل به من حضور بعض المجالس، لكن أقول لبعض الإخوة: أكرمني الله عزوجل بعدة خصال مع الشيخ منها:
1 – المجاورة، وهذه استفدت منها عدة فوائد، منها حفظ شيخنا للوقت، فكان لا يجامل أحداً في الوقت، إذا خرج من المسجد، وسأله سائل يقف مع السائل إلى أن يجيبه عند الباب، ولا يقول له تفضل للبيت، مع أنه كان مضيافاً حفظه الله تعالى، لكن يُعلم طالب العلم احترام المتعلمين، وكان في كل يوم يحضر للدرس، حتى الدروس التي شرحها مراراً كان يُحضِر لها.
2 – أكرمني الله عز وجل بدخول الشيخ إلى بيتي، والشيخ قلّ ما يدخل بيت أحد، وكان ذلك في دعوة عشاء اقمتها للشيخ ( عبد الله بن خلف السبت ) رحمه الله تعالى، وبعض المشايخ، وأجاب الشيخ هذه الدعوة.
3 – السفر مع الشيخ، والسفر مع الشيخ حفظه الله يطلعك على بعض السجايا التي لا يطلع عليها طالب العلم، أول ما وصلنا إلى مكة قال الشيخ ( عبد المحسن العباد ) لابنه ( محمد ) اتصل بالوالدة، فاتصل بوالدته، وقال بهذه العبارة: ( يما طبينا )، ونحن عدنا بالكويت طبينا تطلق فقط بالطائرة عند الوقوف بالطائرة، وأول مرة اسمع بأن أهل نجد يقصدون بها مطلق الوصول، وقال لي الشيخ ( عبد الرزاق ): هذه طريقته، دائماً إذا سافر أول ما يُطمئن الوالدة، لأن والدة الشيخ كانت متعلقة تعلقاً شديداً ( بالشيخ عبد المحسن )، لدرجة أنها لم تسمح لأحد من أبناء الشيخ أن يسمي أي من أولاده باسم ( عبد المحسن )، وكانت تقول: ما في إلا عبد المحسن واحد، ولم يتجرأ أحد بالتسمية ( بعبد المحسن ) إلا بعد وفاتها رحمها الله تعالى، وفي هذا حقيقة يظهر مدى بر الشيخ حفظه الله تعالى بوالدته.
وعندما يسر الله تعالى وذهبنا إلى جنازة الشيخ وجدت مدى تقدير أبناء الشيخ عبد المحسن لوالدهم، وكان الوقت الساعة العاشرة تقريبا من يوم الجمعة، فاستأذن ابنه محمد أن يقود السيارة، قال إلى اين تذهب؟ قال تذهبون إلى بيت الشيخ في الشِشة، فذهبنا، وكان أول من قابلناه من الأعيان معالي الشيخ ( صالح بن عبد العزيز آل الشيخ )، ثم ادخلوا الشيخ في الغرفة التي فيها الشيخ عبد العزيز بن باز، ودخل بعده الشيخ ( عبد الرزاق )، ودخلت أنا ثالثاً، ثم دخل ابنه محمداً، ثم اغلق الباب، لأن المكان كان مزدحما، وقبلنا رأس الشيخ رحمه الله تعالى، ولكثرة حضوري لمجالس الشيخ ما تقابلت معه مواجهة إلا مرتين، وكنا نحضر دروسه في مسجد الرياض مع كثرة الأعداد من بعيد، هذه المرة الثانية، والمرة الأولى كان المتسبب فيها فضيلة الشيخ ( خالد بن شجاع العتيبي ) عندما استضاف الشيخ في حملة الحج، وأول مرة لمست يدي يد الشيخ دون أن أشعر، وقبلت يد الشيخ، فما كان من العسكري الذي مع الشيخ إلا وأن قام ونهرني، فقال الشيخ رحمه الله: دعه، وهذا فعلا هذا جواب الشيخ، ومن ثم كان الشيخ ( خالد ) قد تباحث معه في مسألة صيام الحاج في أيام عشر ذي الحجة قبل التروية، فكان الشيخ ( خالد ) يرى مسألة تَرخُص الحاج، وبعض الإخوة يرى الصوم، فسألت الشيخ رحمه الله، فرأيت أنه يميل إلى صوم هذه الأيام.
والشيخ ( عبد المحسن العباد ) حفظه الله تعالى لما ترجم للشيخ في المحاضرة التي أقيمت في مسجد الجامعة الإسلامية، لشدة تعلقه بالشيخ، بكى في هذه المحاضرة، وهي مطبوعة الآن، اسأل الله عزوجل أن يحفظه، وأن يرحم سماحة الشيخ ( عبد العزيز بن باز ) رحمة واسعة، وأن يعيننا على التخلق بأخلاق العلماء، يعني الشيخ ( عبد المحسن العباد ) عنده تعظيم للمشايخ الثلاثة، اثنان لا حرج ، لكن الثالث مع أنه أصغر سناً منهم، لكن كثيرا ما كان في مجالسه الخاصة ما يعظم المشايخ الثلاث، ( سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز )،( سماحة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني )، ( فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين )، فكان يغظمهم في مجالسه المتعددة، فيذكرهم ويثني عليهم خيرا، اسأل الله عز وجل أن ينفعنا بأخلاق العلماء، وأن يعيننا على السير على خطاهم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الكريم.✍✍

السؤال السادس والعشرون لو تحدثنا شيء عن لقاءكم بالشيخ عبد الكريم الخضير

اhttp://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170414-WA0044.mp3
الجواب : الشيخ عبد الكريم من أهل العلم ، ومن أهل الحديث ، ورجل له شعار أعجبني ، وأنا من فضل الله عز وجل أعمل به دون أن أسمع ذلك منه ، يقول : ليست العبرة بأن تختم الكُتب ، يعني بعض الإخوة اليوم يدرس كتاب بجلسة أو جلستين ، وممكن يشرح صحيح مسلم بثلاث جلسات أو عشرة أيام ، لكن الثمرة لا يوجد ثمرة ، وما في فهم ، فيقول العبرة أن يقع العلم ، وأن يكون هناك إفاضة في العلم .
أول ما جلست قال لي : كم لك تشرح صحيح مسلم ؟
قلت له : ما يقرب نحو العشرين سنة .
قال : أنا درست كتاب الموافقات في سبعة عشرة سنة ، وفرغت منه من قريب ، والعبرة أن يقع النفع وينتفع الناس ، فالإفاضة في الدروس والكلام المستفيض ، الذي يصحبه تحرير المسائل ، وهناك علم ، ويوجد تقوية للملكات في الدروس ، فهذا أمر لا يذم ، هذا التطويل لا يذم ، فكان محور اللقاء والكلام بيننا في هذا الباب .
سألته هل التقيت بشيخنا الألباني ؟
قال : لا ، هؤلاء الكبار كُنت اهابهم .
ورأيت في الشيخ الخضير حفظه الله صلاحا،
فمما نُقل عنه ، قال : اشتريت جهاز خلوي ( ذكي ) ، وأنزلت عليه الكتب ، وأنظر فيه ، وفجأة إذ جاءتني صورة امرأة عارية ، قال : كيف جاءت ما أدري ، قال : فقلت الستر مع الأجهزة الغبية خير من الأجهزة الذكية مع هذه المنكرات ، قال : فرجعت إلى الأجهزة الغبية ، وما بقيت على هذا الداء .
ورأيت في الشيخ الخضير صلاحاً ، ورجل من أهل الصلاح والعلم نحسبه والله حسيبه ، ونفع الله به ، وشروحاته فيها خير وعلم .
مجلس فتاوى الجمعة .
2017 – 4 – 7 إفرنجي
10 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الخامس عشر أخ من العراق يسأل ويقول أنا أسمع للشيخ عبد المالك الرمضاني…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161111-WA0013.mp3الجواب : أخونا الشيخ عبد المالك الرمضاني من أفاضل إخواننا ممن جاءنا قديمًا إلى الأردن، وجلس مع شيخنا الألباني رحمه الله تعالى، وقدّم شيخنا الألباني لكتابه ((مدارك النظر في السياسة والنظر)) وكتابه من الكتب المفيدة، وأخونا مبارك؛ نفع الله به الجزائر كثيرًا. *فاحذر ممن يُحذر منه!
وشرحه الذي ألقاه على شرح صحيح مسلم كتاب الإمامة في تركيا شرح نافع ومفيد فاحرص عليه، وفقنا الله وإياك.
◀ مجلس فتاوى الجمعة
٣ صفر ١٤٣٨ هجري
2016 -11 -4 إفرنجي

السؤال السابع هل عمل الشيخ الألباني في السنن الأربعة صحة وضعفا هو حكم على…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0004-1.mp3 الجواب : جامعة الدول العربية المكتب التعليمي فيها كان عنده مشروع في تصحيح خدمة الكتب السنن الأربعة وأوْكل به شيخنا رحمه الله العمل بهذا وكان العمل معه قد عقد خلال مدة معينة ،حدد للشيخ مدة معينة فالشيخ لأنه حُبس في هذه المدة وإنجاز هذه العمل في هذه المدة اضطر أن يصنع شيئاً ، وهذا الشيء غفل عنه كثير من الناس وكثير من إخواننا طلبة العلم الحريصين على كتب الشيخ كان يلومني لما جمعت أحكام الشيخ على السنن مسندة ويقول لي أنت ما اعتمدت آخر أحكام الشيخ . قلت: أحكام الشيخ في سننه الأربعة دقيقة وللأسف قليل من يعرف منهج الشيخ، أنت تحاكمني بمنهج مؤلف، ما تحاكمني في أن هذا آخر حكم الشيخ أم لا ، للشيخ منهج لا يجوز لمن أراد أن يعتني بالكتب أن يغير منهج المؤلف ,تغيير منهج المؤلف جريمة، فشيخنا رحمه الله تعالى كان له منهج ,الأحاديث عرضها على كتبه التي طوّل التخريج فيه كالسلسلتين الصحيحة والضعيفة وكأبواب الغريب ، وهنالك أحاديث ما وجد الشيخ عملاً له عليها ,يعني هو ما خرجها أصلاً ،فالأحاديث التي ما وجد الشيخ ما وجد الشيخ عملاً له عليها حكم على إسنادها؛ فالشيخ قد يجد في التخريج المطول أحكام أخرى يعني طرق أخرى فيكون الحديث عنده ضعيف فيصبح حسناً وقد يصبح صحيحاً ,هذا وارد لكن يبقى حكم الشيخ على هذا الإسناد في هذا الكتاب خاصة ضعيف فأنا إن غيرت فأنا أخللت بمنهج المؤلف فمن الخطأ أن أغير , فالشيخ يقول إذا أنا أحلت على مرجع من كتبي تحت الحديث يعني الشيخ يذكر حديث حكم عليه تخريج رموز وجود الحديث في دواوين السنة خ: البخاري ,م:مسلم ,د: أبو داوود ,ت: الترمذي ن: النسائي وهكذا ثم المصدر ,فإذا وجدت مصدراً فاعلم إن الشيخ حكم على الحديث وإن لم تجد مصدرا وما وجدت شيء فالشيخ حكم على الإسناد فقط . ( فأول ما صدرت الموسوعة كنت في الأمارات ثم كنت في الكويت) ,والأخوة يتكلمون في هذا الباب ، أنت أخطأت أنت قصرت ، يا إخوان هذا غفلة منكم في عدم المعرفة , أنتم ما قرأتم مقدمة الشيخ فالأخوة هنا أيضاً يسألون, فالأخ جزاه الله خيراً سأل فالشيخ تارة يحكم على الحديث وتارة يحكم على الإسناد بناء على ذكر المصدر تحت الحديث ؛ إذا وجد المصدر فالحكم على المتن وإذا لم يجد المصدر فالحكم على الإسناد والله أعلم
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 14 ميلادي
13 محرم 1438 هجري

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان

السؤال العشرون ما رأي فضيلة الشيخ بحكم نعت المشايخ بكلمة  مولاي

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/السؤال-العشرون-ما-رأي-فضيلة-الشيخ-بنعت-المشايخ-بكلمة-مولاي-؟.mp3الجواب : المولى كلمة تطلق على أكثر من معنى ، ويقولون المولى من فوق والمولى من تحت ، المولى من فوق : السيد ، والمولى من تحت : العبد .
 
سؤال : إخواني ما هو جمع شيخ ؟
 
الجواب : مشايخ ، أشياخ ، شيوخ ، سائر ما يذكر في المعاجم ، علماء اللغة يقولون : لا يجوز أن تجمع شيخ على مشائخ بالهمز ، لأن الياء في شيخ ياء أصلية ؛ فإذا كانت ياء أصلية في الجمع لا يجوز أن تهمز ، وأريد أن أصل إلى أن المشايخ لا يهمزون ، فهمز المشايخ حرام شرعا وخطأ لغة ، فالمشايخ لا يهمزون ، فإذا قلت : مولاي من تحت حرام هذا همز ، لكن لما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يكره أن يقال للمنافق يا سيدي ، أو يا مولاي ، فحينئذ لك أن تقول للمؤمن سيدي ، ولذا عمر كان يقول عن أبي بكر : سيدنا اعتق سيدنا ، أي أبو بكر اعتق بلالاً رضي الله عنه ، فكلمة مولاي و سيدي الأصل أن لا تكون شعار للعبد ، لكن لو قيلت وليس فيها احتقار ، ليس مولاي من تحت ، قال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” التوبة الآية 71 ، بعضهم أولياء بعض ؛ ولا حرج في ذلك ، والله تعالى أعلم .
 
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .