السؤال السادس عشر : ما رأيك بجماعة الدعوة والتبليغ؟
الجواب: ذكرت هذا مرارًا وتكراراً ودونت هذا في كتابي “الإمام الألباني وجماعة التبليغ ”
بمناسبة أن بعضهم زعم أني أخرج مع جماعة التبليغ وأن شيخنا الألباني قبل وفاته استدعاني واشهدني على أنه رجع في كلامه عن جماعة التبليغ وجاءتني إتصالات من عدة بلدان عربية و من عدة بلاد أوربية، أن هل الشيخ رجع ؟
فقلت: ما الخبر، قالوا والله يقولون عنك كذا، ثم طلبت من بعض إخواننا فأخرج لي مكالمة صوتية لواحد من كبار التبليغيين في الأردن اسمعنيها ويزعم أني خرجت مرتين وكل مرة أربع أشهر وأني سمعت شيخنا الألباني تراجع ويحث الطلبة على الخروج مع جماعة التبليغ ،فكتبت كتاب “الإمام الألباني وجماعة التبليغ” فكتبت هذا لهذه المناسبة وقلت هذا الخبر كذب وليس بصحيح، ولا يوجد عندي شيء زائد عما قررته وعما قلته في إخواننا جماعة التبليغ ،وأتمنى لو إخواننا يعتنون بالعلم الشرعي ويتعلمون ويعلمون الناس ،أتمنى لو أنهم يتعلمون التوحيد ويتعلمون السنة ويجلسون بين يدي العلماء ويتفقهون ثم يعلمون الناس.
وكل اجتماع ما قام على علم فمآله إلى ……..
لا يوجد عزة لهذه الأمة إلا أن تتعلم دين الله .
أخٌ يسأل؛ أكرمني الله بوظيفة ممتازة ولله الحمد، ولكن طبيعة عملي هي في الهندسة وذلك يأخذ مني وقتي كله تقريباً، فلا أجد وقت لتفقه بالدِّين وطلبِ العلم وحضور الدرس؛ لكنني أسأل أهل العلم عما احتاجه من أمورِ ديني، فهل ما أنا فيه خير؟ لكوني أكف نفسي وزوجي وأولادي محتسباً ذلك عند الله، أم أنه شر؟ أرجو توجيهكم، مع العلم لو أنني بحثت عن عمل في شركة أخرى فإن الحال هو نفس الحال غالباً، فهذه طبيعة العمل في مشاريع الهندسة.
الجواب:
صنيعك هذا في أن تعف زوجك وولدك واجبٌ عليك، فأنت تؤدي واجب وإن احتسبت فلك الأجر، وتعلم دين الله عز وجل، والعلم يحتاج لوقت، ويحتاج لأستاذ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الخيرُ عادة والشرُ لجاجة، ومن يردُ الله به خيّراً يفقهه في الدين”. فالفقه في الدين عادة يعني شيء دائم والقليل الدائم كثير، يعني أنا أقول لو طالب علم بعد الفجر للشمس رتب هذا الوقت وقبل أن ينام بساعة، رتب هذا الوقت، فلا أظن أن أحداً لا يمكنه ذلك، وداوم على عبادة أو على علم في هذين الوقتين وهما قليلان بالنسبة لسائر اليوم، وابتعد عن الغفلة، لكان له حالٌ عظيم ولتقدم مع مضي الزمن تقدماً ظاهراً؛ فالإنسان الموفق لا يعدم ساعة أو وقتاً يستفيد منه في خير، ولاسيَّما أن وسائل تحصيل العلم هذه الأيام سهلة ومنشورة وليست بصعبة، والعلَّة في الهمة، فكن صاحب همة واطلب على قدر استطاعتك.
شيخي الفاضل نقرأ على الانترنت بعض الاشخاص يهاجم شيخنا الالباني على انه تجرأ وضعّف بعض الاحاديث في البخاري ومسلم فماذا ترد على ذلك؟
الجواب :
اولا : الانترنت يكتب فيه من هب ودب ومن درج وعرج ومن يفهم ومن لا يفهم، والعزو للنت ليس عزوا علمياً شرعياً مضبوطاً ،الله يعزكم اخواني، ونحن صغار كنا نقرأ كتابة الشتم على ابواب المراحيض -اعزكم الله-و الكتابة اليوم على النت كالكتابة على ابواب المراحيض قديما ، فلما تعزو للنت هذا جهل.
الامام الالباني رحمه الله تعالى هو محدث وتكلم على بعض الاحاديث في الصحيحين، نعم تكلم.
لكن هل انفرد بذلك؟
لا لم ينفرد بذلك وسألته على ذلك مرتين في وقتين متباعدين، يا شيخنا هل ضعفت شيء في البخاري ومسلم ؟
فكان جواب الشيخ على بعد الزمن بين الجوابين، قال لي رحمه الله تعالى ما تكلمت على حديث في صحيح البخاري او في صحيح مسلم الا وانا مسبوق به، وما هو كلام الشيخ على حديث البخاري ومسلم؟
انه تكلم على حروف يسيرة في الصحيحين فقط .
فالشيخ الامام الالباني من اراد ان يخطئه فعليه ان ينزل لميدان العلم ،اما الشتم والكلام المجمل ليس بصحيح، ادرس الكلام الذي قاله الشيخ واذا كنت من علم فتكلم بحجة وبرهان ودليل وبيان وافحص، فكلام الشيخ على البخاري ومسلم كلام دقيق جدا لا يعرفه الا اهل الصنعة ،، وصحيح البخاري وصحيح مسلم خدمهم الشيخ خدمة ما بعدها من خدمة ،واحب كتب الشيخ اليه مختصر صحيح البخاري، ومن يقرأ مقدمة مختصر صحيح البخاري يعلم دقة الشيخ ومدى معرفة الشيخ بصحيح البخاري رحمهم الله، وكذلك للشيخ اختصار ومختصر لصحيح مسلم ،اختصر صحيح مسلم في السجن لما سُجن في الشام ولكنه فقده ،وهو غير تحقيقه لمختصر المنذري على صحيح مسلم، له بقلمه اختصار على صحيح مسلم ولكنه مفقود.
*السؤال العاشر: كيف يوفق طالب العلم بين الهندسة وغيرها من تخصصات العلوم الشرعية؟*
الجواب:ما الإشكال؟!، يجب على كل مسلم أن يعلم نصيباً من العلوم بما يخصه في يومه وليلته وأن يضبط عقيدته وأن يعلمَ نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يعلم الأسباب التي تنجيه من الأمراض القلبية من الكبر والحسد والرياء وما شابه.
فهذا أمر واجب، وأن يتعلم الإنسان الهندسة أمر لا حرج فيه.
ألّف أحمد تيمور باشا كتاباً سمّاه “أعلام المهندسين في الإسلام” وكثير من أعلام المهندسين في الإسلام من كبار أئمة الفقه!! اقرؤوا ترجمة القرافي في كتاب الأعلام للزركلي،القرافي الإمام الفقيه الأصولي المعروف يقول:صنع رجلاً (رجل حديد رجل آلي)كان إذا أمره امتثل، وهذا من القرن السابع الهجري.
قال كان إذا أمره امتثل؛ يعني هو يأمره ويمتثل الرجل،
أين هذه العقول،علماؤنا رحمهم الله تعالى فاقوا الغرب؛ للآن في كثير من القضايا المعمارية في قصور غرناطة وقرطبة وغيرها للآن المهندسون يعجزون عن تحليل كيفية بناء مثل هذه القصور وتراثنا الحضاري من قِبَل علمائنا الشرعيين على الغرب غير منكر في كل باب من الأبواب، كان من العلوم الشرعية “علم التقويم(علم الشمس والقمر وحركة الشمس والقمر)”؛كان يعلم ويلقن هذه كلها كانت ضمن العلوم التي تُدرس.
فالمهندس صاحب عقل وغالباً المهندس عقله مُرتب؛ يعني المهندس دائماً يمتاز عن غيره بترتيب عقله.
ترى علم الحديث طبقات تتناسب تماماً مع الهندسة يعني إذا الإنسان آتاه الله ملكة وقدرة على أن يُطوّع عقله ويقوي ملكته وطريقة تفكيره وينظمها هذا وعاء ما أسهل إن دخل في الشرع أن يفوق غيره!!ماأسهل هذا!!
فبالعكس علم الهندسة من المعينات على علم الشرع.
علماؤنا وفقهاؤنا ولا سيما متأخري الشافعية جلهم أطباء.
فإذا قرأت لمتأخري الشافعية عندما تأتي مسائل تخص الطب يفيضون فيها،لأن الشافعي رحمه الله كان يتحسّر أن علم الطب تركه المسلمون للنصارى في زمنه ،فكان متأخروا الشافعية رحمهم الله تعالى يرفعون هذه الحسرة فتعلموا الطب.
ففقهاؤنا وقد ألف بعض إخواننا وأظنه الدكتور قاسم سعد وآخر معه ألف كتابا ضخما جداً مجلدة ضخمة جداً ذكروا فيها العلماء الذين جمعوا بين العلوم التجريبية والعلوم الشرعية ،وذكروا وجه الجمع؛ يعني فصلوا في كل عالم وذكروا أكثر من ألفين عالم ممن جمعوا بين العلوم الشرعية والعلوم التجريبية، فلا أرى هذا يعارض هذا.
يأتيك أحدهم يقول يا شيخ أنا أدرس الطب كيف أجمع بين الطب وطلب العلم الشرعي؟
أنت طبيب يعني ذكي يعني تستطيع ان تجمع بين
الطب والفقه ما المشكلة؟!
وكذلك ان تكون مهندس وفقيه
لا مانع أبداً.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
14 – رجب – 1439هـجري.
٣٠ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
*السؤال السابع عشر: كتابكم السلسلة الصحيحة لشيخنا الألباني، هل كل الأحاديث الموجودة فيها صحيحة؟*
الجواب: *هي صحيحة عند الشيخ رحمه الله.*
أنا رأيت *السلسلة الصحيحة* كتاب كبير والشيخ رحمه الله تعالى ذكر الطرق والشواهد والكلام في الرواة، وأحياناً يكتب عن الحديث الواحد ثلاثين وأربعين صفحة، وإخواننا المعتنين بالحديث والمختصين فيه قلة، ويصبح لما يريد أن يقرأ الحديث ويقلب أربعين صفحة للحديث الذي بعده ويرد يقلب وهكذا.
فشرح الله صدري إني أجمع كل *السلسلة الصحيحة* في كتاب واحد، الأربعة عشرة مجلداً اجعلها في مجلدة واحدة، والأحاديث أرتبها على أبوابها، يعني أجمع كتاب الوضوء مع بعض وكتاب الصلاة وهكذا.
فقرأت *السلسلة الصحيحة* وجمعت الأحاديث ورتبتها على الأبواب، فجميع ما في *السلسلة الصحيحة* صحيحٌ عند شيخنا الألباني -رحمه الله تعالى-
*وشيخنا إمام من أئمة الحديث يجتهد، يصيب ويخطئ، أنا لا أزعم أن شيخنا معصوم،* والعصمة ليست لأحد، العصمة فقط للأنبياء.
لكن شيخنا -رحمه الله تعالى- من أعلم الناس وهو إمام أهل الحديث في هذا العصر بلا منازع وبلا مدافع، وعند علماء المسلمين جميعاً، يعني لو ذهبت إلى *الهند* وسألت من أعلم الناس بالحديث؟
يقولون لك الشيخ الألباني.
لو ذهبت إلى أي مكان في العالم وسألت معتبريه، لا تسأل الجُهال، الجهال لا عبرة بهم، تسأل أهل الفن، أنت في صنعة تريد تعرف تجار الصنعة، تسأل أهل الفن، أهل الصنعة؛ فإذا أردت أن تسمع كلام الناس عن الشيخ الألباني، تسأل أهل الحديث، ما تسأل الجهال.
*بعض الناس جاهل، بعض الناس لا يعرف أن لحوم العلماء مسمومة، هو يطعن في العلماء ويحارب العلماء -نسأل الله عز وجل العفو والعافية-.*
يعني شيخنا رحمه الله من أعلم الناس، ولكن هل شيخنا لا يخطئ؟
لا، من يقول هذا؟ من يقول لا يخطئ.
لكن كل الذي في السلسلة التي قرأتها هو صحيح عند شيخنا.
بعض أهل العلم في بعض الأحاديث ينازعون والنزاع العبرة فيه بالحجة لأهل الصنعة، من كان من أهل الصنعة الحديثية ينظر للحجة، فإن شُرح صدره لكلام مخالف للشيخ، فله أن يخالف الشيخ على وفق القواعد العلمية، *فالعلوم قواعد، العلوم ما هي عصبية ولا هي جاهلية، أنا مع فلان وأنا ضد فلان، هذا خطأ.*
*لما المشايخ اختلفوا مرة في المدينة، كنا في دورة لإخواننا من فلسطين -في المدينة النبوية- فكان يأتي طلاب العلم أفواجاً، ويسألون أنت مع فلان أم أنت مع علان، قلت لهم يا جماعة هي كرة قدم؟
أنت مع فلان أو مع علان من المشايخ.*
انتم طلبة العلم، لا تشتغلوا بإختلاف العلماء، انشغلوا بالمسائل التي اختلفوا فيها، وسألونا عن المسائل واسألوا عن الجواب، واسمعوا الجواب فسيظهر لكم في بعض المسائل أني مع فلان و في بعض المسائل مع علان، *أما واحد يقول انا مع فلان في كل شيء، واخر يقول أنا مع فلان في كل شيء، هذه عصبية، هذه جاهلية، ليس هذا في دين الله من شيء، هذا جهل، ونحن أُمرنا بأن نقتدي بمن مات، اقتدوا بمن قد مات، فالحيَّ لا تؤمن عليه الفتنة، ما يجوز لطالب العلم في هذا الزمان أن يكون مع فلان في كل شيء، لكن أنا لما أخالف فلان أنا احترمه، ولا يلزم مخالفتي له أن أضلله، إلا بضوابط معروفة عند العلماء.*
*فالتعصب والتحزب ليست من سمة طالب العلم الحريص على الوقوف على الخير.*
السؤال العشرون :
اخت تسأل وتقول أتممت دراسة الدكتوراه والحمد لله، هل يجوز لي أن أدرّس في الجامعة المختلطة؛ علما بأني منقبة وحريصة على عدم الاختلاط؟
الجواب :
أولا زادك الله علماً وهدى وتقى وورعاً وخيرا، واسأل الله جل في علاه أن ييسر لك الناس الذين تنفعيهم.
الاختلاط مظنة شر، رأى الرسول عليه السلام رجل دخل المسجد النبوي من باب وكانت النساء يدخلن منه، فقال عليه السلام دعوه للنساء.
ففي سنن أبي داود (٤٦١) عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع فلم يدخل منه بن عمر حتى مات وقال غير عبد الوارث قال عمر وهو أصح .
وصححه الشيخ الألباني .
،وهذا وهو مسجد وكان للدخول ، فالرجل مع المرأة اذا اجتمعا ففي هذا مفسدة للجميع، اما لهما مجتمعين أو لبعضهما.
قد يكون واحد نيته طيبة وإلى آخره، ولكن إذا هو ما فسد أفسد ،فبعض اخوانا في هذا المسجد الطيب اهداني كتابا ترجمه لبعض كبار التربويين في بريطانيا يرى فشل التعليم المختلط في بريطانيا ويدعو بريطانيا أن يكون التعليم غير مختلط.
يعني التربويين العالميين بمعاييرهم العالمية يرون أن الاختلاط في التدريس سبب من أسباب عدم النضوج وعدم التقدم في الدراسة.
فلا تعملين في مجال الاختلاط.
ولله الحمد بقيت بقايا فيها تعليم للبنات فقط فعلمي البنات، وعلمي أخواتك، وأسأل الله جل في علاه أن ينفع بك.
*السؤال السابع عشر : بعض إخواننا يأخذ من مال الزكاة و هو يملك الهاتف الذكي (زعموا) وعنده نت في بيته وبرامج التواصل الإجتماعي كلها، وبعضهم لا يأخذ الزكاة بحجة أن الشيخ “مشهور” قال لا يجوز لطالب العلم أن يأخذ الصدقات؟*
الجواب: يعني لأنك طالب علم يجوز لك أن تأخذ أموال المسلمين، لا أحد يقول هذا.
*الشافعية* قالوا للتمليك، والشافعية عندهم الزكاة لهذه الأصناف كلها، فإذا أعطيت صنفا واحدا لا يجزئ، فلابد أن تعطي الأصناف كلهم.
*الجماهير* ولله الحمد والمنة قالوا *لل* هذه للإختصاص وليس للتمليك، فالزكاة مختصة بهؤلاء، فلو أعطيت نفرا أو صنفا واحدا فلا حرج، لو اعطيت كل زكاتك لصنف لا حرج، ولا يلزم كل الأصناف، لأن *«اللام»* ليست للتمليك.
فهل الله سبحانه وتعالى ذكر من هؤلاء طالب العلم؟
*لا، *فطالب العلم يأخذ الزكاة إذا كان فقيرا أو مسكينا أو كان عابر سبيل أو كان غارما.*
هل يأخذ الزكاة لأنه طالب علم؟
*من قال هذا*
*فطالب العلم إن كان غنيا يجب عليه أن يدفع الزكاة.*
*فبعض طلبة العلم من كسلهم وهم شباب لا يعملون، ويعيشون على زكوات الناس، هذا أمر مذموم وليس بمحمود.*
*ابن مسعود* يقول: ” أرى الشاب فيعجبني فأسأل عن مهنته فيقولون لا يعمل، قال فيسقط من عيني.
اليد المعطية أحب إلى الله من اليد الآخذة.
*فطالب العلم متى احتاج أخذ.*
هل ممكن يكون الإنسان محتاج وعنده خلوي وعنده نت؟
الحال يختلف من بلد إلى بلد، والفقر والمسكنة الشرع ما حد لها حدا، *و الشرع إن علق الحكم على أمر و ليس له حد مضبوط في الشريعة أو في اللغة فإنما الأمر يرد إلى العرف*.
*فالفقير في الإمارات ليس كالفقير في بنغلادش.*
*فالأمر لأعراف الناس،* فما يعد فقيرا في أعراف الناس يعطى، *أما يعطى لأنه طالب علم، فهذا يحتاج إلى نص، وهذا يخالف الآية.*
مداخلة مع الشيخ: *بعض اخوانا من طلاب العلم الذين يأتون من خارج البلد يملكون هذه الأجهزة والنت للتواصل مع ارحامهم من خلال هذه الاجهزة، لأنهم مغتربون ومحتاجون.*
الجواب: الحاجه تتفاوت من وقت لوقت، والسعادة تتفاوت من وقت لوقت، لعل بعض الفقراء اليوم يتمتع بما لم يكن يتمتع به كبار وأغنياء الدنيا قبل مئة سنة.
*لذا الدنيا ليست هي الحياة، الحياة الحقيقية والنعيم الحقيقي هو الجنة.*
وأنا لا أنكر أنه ممكن أن يكون إنسان عنده هاتف ويأخذ من الزكاة، ممكن، لأنه في أعراف الناس اليوم أصبح الهاتف من الضروريات، وقد تكون الحاجة له ماسة.
*لكن هذا الهاتف مصنوع لفساد دين الناس وأخلاق الناس، و مصنوع للعجلة فيما يسمى بالعولمة، ولذا قيمته قليله ، يعني أنت الآن تأخذ نت وتتصل بالدنيا وتأخذ كل شيء مقابل خلقك ودينك، و ثوابتك، وقيمك، وعاداتك، وتقاليدك، التي عليها آبائك وأجدادك حتى تمسح من الوجود، ليست فراغا، ليست مقابل لا شيء.*
اذهب على الصحاري و الفيافي وعلى الشعوب الفقيرة مثل مصر النت ببلاش، من سنوات في مصر النت ببلاش النت موجود في الصحارى الآن لماذا؟
فيه توصيات ومخططات من الخارج، ما يريدون ثوابتنا وأخلاقنا.
كان الواحد ممن أدركنا من آبائنا وأجدادنا إذا لم يكن صاحب دين يقول لك اليس عيبا يقولوا ابن فلان عمل كذا، يحفظ اسم أبيه، يعني هو مبتعد وحاش نفسه عن الحرام وعن العيب من أجل أسم أبيه.
الآن ما في شيء يمنع من الحرام أبدا ولا شيء *إلا الدين و تقوى الله عز وجل .*
فأنا أقول أن هذه الأشياء أصبحت في أعراف الناس يشترك فيها الغني والفقير، ولم تصبح فقط هي علامة على الغنى، يعني ممكن تجد في البيت ستة أو سبعة هواتف يعني ثمنهم ممكن يعمل مشروع صغير يجيب شيء يكفي في اليوم للعائلة ومع هذا الناس في أعرافهم يعتبرون أصحاب هذا البيت فقراء ولهم أن يأخذوا من الزكاة.
*أنا أقول ليس كل من يطلب علما يعطى زكاة.*
ممكن طالب علم يأخذ الزكاة.
لكن هل يعطى زكاة بوصفه طالب علم أم بوصف آخر له؟
*بوصف آخر له، ليس لأنه طالب علم، فطالب العلم الذي يصبح يأكل من أموال الناس وجالس على أموال الناس هذا ليس بمقبول ولا بممدوح.*
*السؤال الثامن: أحد إخواننا يقول مر علينا في شرح الطحاوية لإبن أبي العز أن الله موجود وقال أحد المشايخ سمعت قول الشيخ مشهور يقول الأصح أن الله الواجد ما تعليقكم على هذا؟*
الجواب: الله موجود ؟ نعم موجود، ما أحد يستطيع أن يقول أن الله عز وجل غير موجود.
ولكن لفظه موجود بعضهم قال موجود على وزن مفعول والموجود (المفعول) يحتاج إلى فاعل.
فالألفاظ الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة أن الله حق ، *وكلمة حق أقرب للحقيقة من كلمة موجود.*
يعني موجود بمعنى ليس بمعدوم قطعا هذا صحيح.
*من أنكر وجود الله كفر، وهذا صنيع الملاحدة.*
لكن الله سبحانه وتعالى يقول في سوره الحج *« ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».*
من قال : *أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ عيسَى عبدُ اللهِ وابنُ أمتِه وكلِمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، وأنَّ الجنَّةَ حقٌّ ، وأنَّ النَّارَ حقٌّ ، أدخله اللهُ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء، وفي روايةٍ: لأدخله اللهُ الجنَّةَ على ما كان من عملٍ ولم يذكُرْ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ الثَّمانيةِ شاء “.*
صحيح مسلم ٢٨
فالأحسن أن نقول أن الله حق هذا أحسن من كلمة موجود.
*السؤال التاسع: ما حكم قول( الله أعلم) مع العلم بالإجابة؟*
الجواب: يعني لو واحد سألك كم فرض في اليوم فأجبت فقلت خمس فرائض والله أعلم، صحيح؟
أصبت؟
لا ما أصبت.
العلماء يقولون هنالك شيء نقول فيه الله أعلم، وهنالك شيء نقول فيه وبالله التوفيق.
فإن سأل رجل سؤالا وكان الجواب مجمع عليه وهو من المعلوم بالدين بالضرورة فنقول وبالله التوفيق، ولا نقول الله أعلم.
فلا نقول الزنا حرام والله أعلم، بل نقول الزنا حرام وبالله التوفيق.
وقد نبه على هذا علي القاري رحمه الله في كتابه (شم العوارض في ذم الروافض) قال: ” الأمر المجمع عليه والمعلوم فيه من الضرورة إذا سئل المفتي عنه قال :وبالله التوفيق، وأما المسألة التي فيها خلاف والتي فيها إعمال رأي فالمفتي يذكر الجواب ويقول: والله تعالى أعلم.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
7 جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 – 2 – 23 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍