السؤال السابع: أخ يسأل فيقول : كيف أوفّق بين حفظ القرآن وحفظ الأحاديث والمتون،،علما بأنني طالب جامعي أدرس الشريعة الإسلامية؟

الجواب: التنظيم القديم، والعهد الحسن في البدايات كما يذكر ابن خلدون وغيره فكان الصغير يلقّن القرآن تلقينا ويبقى متعاهدا له ،ثم يدخل عليه الحديث ثم تدخل عليه المتون ويحفظ ويرتب العلم.

المشكلة الآن فيمن طلب العلم على كبر، فضريبة التأخر في الطلب لا بد أن يفوته شيء.

العلم في حقيقة أمره تناكح بين الفهم والحفظ، فإذا نكح الفهم الحفظ تولد عن هذا النكاح عجائب وأصبح صاحبه عالما.

الطريقة السليمة في العلم الصغير يحفظ، ثم بعد أن يحفظ يفهم، فيصبح صاحبه عالما.

فالعلوم متون تحفظ وشروح تفهم.

كل كتب العلم وفي كل أبواب العلم ،هناك أشياء متون والمتون تتفاوت في الضغط، فبعض العلماء كان اذا رأى كتابا جعله متنا ،حتى قالوا فيه وقد رأى رجلا طويلا قالوا: لو شاء لاختصر هذا، لجعله متناً،وبعضهم كان يختصرالمختصر،،لدرجة لو أنه أراد أن يشرحه ما استطاع من شدة الإبهام الذي في المختصر، ففي عندنا مختصر وبعده هو يختصر المختصر.

فالعلوم قسمان:
متون تحفظ، وشروح وحواشي يفهم الانسان المتون من خلالها.
والعلم أن تجمع بين الحفظ وبين والفهم.
إن فاتك حفظ المتون فأشرف ما تحرص عليه حفظ كتاب الله، وأهم ما يلزم لطالب العلم في كتاب الله آيات الاحكام، ، واهم ما يلزم لطالب العلم في الأحاديث النبوية أحاديث الأحكام، ووجه تقديم آيات الأحكام وأحاديث الأحكام على غيرها إنما هو كثرة الحاجة إليها، وكثرة دورانها على ألسنة طلبة العلم.
فطالب العلم أكثر ما يحتاج الى ذكر آيات الأحكام أو إلى ذكر أحاديث الأحكام.

والله تعالى أعلم.

مجلس فتاوى الجمعة

4 ربيع الاخر 1439هـ
22/12/2017

رابط الفتوى:

خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍.

للإشتراك في قناة التلغرام:

http ://t.me/meshhoor

ما هي نصيحتكم للعاق أبويه وهو من طلبة العلم

لا حول ولا قوة إلا بالله .
طالب العلم ينبغي أن يكون أسوة وقدوة، وينبغي أن يضرب المثال الحسن في علاقته مع سائر الناس، فكيف مع من هم سبب وجوده، وهما الأبوان؟
والعقوق قبيحة، ومن العابد أقبح، ومن طالب العلم أقبح وأقبح.
وطالب العلم لا يوفق إلا برضا أبويه، وطالب العلم لماذا يطلب العلم؟ فلو أنك وجدت طريقاً للجنة أقصر من طريق طلب العلم، أتسلكه أم تبتعد عنه؟ تسلكه أليس كذلك؟ فطلب العلم عند الموفق اليوم هو أقرب طريق للجنة، فمجلس طلب العلم له جائزة، وجائزته أن تغشاه الرحمة، وتحفه الملائكة، وأن يذكر الله تعالى من فيه بأسمائهم وأعيانهم مباهياً بهم الملأ الأعلى، وكفى بهذا فخراً وكفى بهذا أجراً.
والقاعدة التي يعلمها هذا الطالب أن التخلية قبل التحلية، فمن على يده نجاسة لا يضع عليها طيباً، وإنما يضع الطيب بعد أن يزيل النجاسة، فهذا طالب العلم يسلك طلب العلم، من أجل الجنة، ما عمل بهذه القاعدة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {لا يدخل الجنة قاطع}، رواه الشيخان، فأنت تطلب العلم من أجل الجنة، فخلي وابتعد عن الأسباب التي تحول دون دخول الجنة، حتى إن تحليت بطلب العلم دخلتها، فتخلى قبل أن تتخلى.
ثم كيف الإنسان يبقى يستمر في الخيرات والتوفيق من الله عز وجل في حياته الدنيا وهو متلبس بأسباب الغضب، غضب الله عز وجل، فالإنسان إن سما وعلا وإن أصبح عالماً وإن أصبح غنياً أو ذا شهادة، وإن أصبح ذا منزلة اجتماعية فينبغي أمام أبويه أن يخفض هذه الأجنحة، وألا يطير بها، وأن يتواضع لأبويه فربنا يقول: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.
فأمام الوالدين لا شهادة ولا طلب علم ولا ثراء ولا مال وإنما خفض أجنحة وذل، ومن يقرأ ترجمة قتادة بن دعامة التابعي الجليل، يجد كيف كان يتكلم مع أمه بذلة، فيكاد لا يسمع صوته.
فليس بر الأب أن تطعمه أو أن تعطيه مالاً فقط، فقد يقع مع الإطعام والنفقة عقوق، كأن لا تسمع رأيه وتنفر فيه وترفع صوتك على صوته، فالبر أوسع من الإطعام والنفقة، وهذا من محاسن ديننا، وهذا من معايب ومقابح الكفار اليوم، فالأب يكبر ويضعف بدنه ولكنه صاحب تجربة، فالابن المسلم يعمل على رضاه، لا يتحرك إلا بإذنه واستشارته، والأب يضعف ولا يقوى أن يخدم نفسه، والابن لا يسقط له كلمة ولا رأي في الأرض ويحترمه ويعتبره تاجاً على رأسه، ويعبد الله عز وجل بتبجيله وتعظيمه وتوقيره.
أما الكافر لما يكبر أباه يذهب به ويضعه في دار العجزة، ويأت ببدل منه بكلب في بيته، فكفاهم قبحاً هذا، وكفانا فخراً بآبائنا أن نتسابق لرضاهم بأن نخدمهم فيما لا يقدرون عليه، وإن كانت هذه الخدمة تؤذي النفس، لكن يفعلها الإنسان مبتغياً الأجر والثواب من الله عز وجل؛ لأن بر الوالدين لا سيما الأم سبب من أسباب التوفيق.
وتأملوا قول الله عز وجل: {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً}، فمن مفهوم المخالفة في الآية أن من لم يبر والدته فهو في الدنيا جبار شقي، فلا يوفق لمال ولا لجاه ويصاب بالحرمان والانتكاسات وعدم التوفيق، وهذا أمر مشاهد. وكذلك قوله تعالى: {وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً}، فمن لم يكن باراً بوالديه فهو في الدنيا جبار وعاصي.
إذاً بر الأب أولى الناس به طالب العلم، لكي يدفع عن نفسه أن يكون في الدنيا أن يكون جباراً شقياً.
والإنسان لا يستطيع أن يطلب الخير على غيره، حتى يستقر في بيته، وحتى يعظم أبويه، وحتى يجد من زوجه وأولاده قرة عين له، قال تعالى في الدعاء: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}، فالإنسان يكون للمتقين إماماً لما يجد قرة عينه في بيته، لما يعيش في طمأنينة وسكون وراحة في بيته، وينعم ويسعد بزوجه وأولاده، والخير الذي عنده يفيض عليهم، بعد ذلك يفيض على غيرهم، فهذه مفاهيم ومعاني ينبغي ألا ننساها.
وقبيح جداً بطالب العلم أن يكون عاقاً، فطالب العلم ينبغي أن يقدم أمر أبويه على كل أمر، وينبغي أن يعبد الله عز وجل بهذا، لا سيما أن هذه أبواب مفتحة  للجنة معرضة لأن تغلق في أي وقت، فهنيئاً لمن له أم وهنيئاً لمن له أب.
ومن العقوق الذي يفعله كثير من الناس اليوم، سواء كان آباؤهم أحياءً أم أمواتاً أن ينسى الابن الدعاء لأبويه، فكثير منا لا يدعو لأبويه، وهذا نوع من أنواع العقوق، فإن من باب البر بالأبوين أن تكثر من الدعاء لهما، ولا ينساهما ولاسيما في الأوقات التي يرجى فيها الإجابة، وفي الأحوال والهيئات التي تجد لك فيها حضور قلب وخشوع وقرب زائد من الله عز وجل، نسأل الله عز وجل أن يبعد العقوق عنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا، وأن يجعلنا من البارين.

السؤال الثامن نريد من فضيلتكم نصيحة لإخواننا هداهم الله الذين يطعنون في العلماء وخاصة في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/WhatsApp-Audio-2016-11-20-at-9.02.08-AM.mp3الجواب : طبعا هذا الكلام الكثير الآن.
أنا أستغرب من الرجل الذي يفتح قلبه للشبهات .
و الله لو أن الدجال خرج اليوم لسار الناس وراءه زرافات ( جماعات ) .
و النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في مسند أحمد ؛ يقول : إذا سمعتم بالدجال فلينأ ؛ أي فليهرب أحدكم إلی الجبال ، فإنه ربما يتبعه مما يثيره من الشبهات .
بعض الناس يقلب الصفحات هنا وهناك ، ويسمع للضلال و الفساق و الكفار وأصحاب الشبه الذين يتكلمون عن أئمة الدين و العلماء ؛ فقلبه أسود ، قلبه يكره أهل الدين ، و قلبه علی القرآن و السنة مليء بالشبهات ، و هذا لا ينجو أبدا .
من وصايا ابن تيمية لتلميذه ابن القيم ؛ قال له :
ليكن قلبك كالمرآة و لا يكن كالإسفنجة ، فإن الشبهة إذا وقعت علی الإسفنجة مصتها ، و إن الشبهة إذا وقعت علی المرآة عكستها .
و للشبهة أثر علی الإنسان قد لا يظهر إلا عند سكرات الموت ، الشبهة قد لا تظهر إلا عند سكرات الموت ، نسأل الله العافية ، يقول الله تعالى : و بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، و هذا معناه أنه قد يبدو للعبد شيء ما خطر في باله من الشبهات التي مصها القلب .
احفظ لسانك .
احفظ قلبك من كل ضر ، من كل شر ، من كل سوء .
لا تملأ وقتك إلا بالخير .
لكن الناس عندهم آفات إلا من رحم الله ، و أسأل الله أن يجعلني و إياكم من المرحومين.
الأمر الأول عند الناس فضول ، و هذا الفضول ليس بحسن ، عند الناس فضول كلام ، عند الناس فضول طعام ، عند الناس فضول منام ، و هذه من مقسيات القلب ، عند الناس فراغ ، لم يملأ وقته بالخير ، فأنت إن لم تملأ وقتك بالخير و إن لم تشغل نفسك بالخير شغلتك نفسك بالشر .
قيل للإمام (( القاضي إياس)) :
فلان يقع في المسلمين .
فقال :
غزا الروم ؟
غزا الفرس ؟
غزا الديلم ؟
كل هؤلاء يسلمون منك ؛ و لا يسلم منك أخوك؟
يعني ما تركت ، ما ولجت ، و ما تكلمت إلا في أعراض العلماء ، إلا في أعراض الصالحين؟
دعك من هذا .
هذا لا يمنع أن من أخطأ منهم نقول له أخطأت ، لكن نتكلم بلغة العلم ، أما الشتم و اللعن و الإتهام و الدخول في بواطن الناس ؛ هذا ليس من صنيع المؤمنين ، إذا أراد رجل أن يدخل في باطن رجل آخر ؛ قلب حسناته سيئات ، و قلب طاعاته موبقات ، أدخل في باطن إنسان ؛ أقول هذا مرائي .
يا إخواننا الإنسان يعالج نفسه و يعالج نيته ، و يجهد قدر استطاعته أن يبرئ نفسه من الرياء .
إجهد ما استطعت ، لو قيل لك : أنت مخلص في عملك؟ تقول : و الله إني أجاهد نفسي ، يأتيك إنسان وهو جالس يقول هذا منافق ! هذا مرائي! ما أدري ، هذا وضع نفسه موضع الذي يعلم الغيوب ، والذي يعلم السر و أخفی ، من الذي يعلم السر و أخفی؟ الله .
أنا طالب علم لاحت لي مسألة ، عندي دليل ، فلان من كان ، قال كلاما خطأ ؛ قلت فلان أخطأ ، لأن حبي للخير و حبي لديني أكثر من حب الأشخاص ، فلان أخطأ ، ما الذي يمنع أن أقول فلان أخطأ !؟ .
و لكن احفظ لسانك بعدها ، ما تجعل نفسك تسترسل مع الحكم ؛ فتعطي لنفسك مسوغا لأن تخوض في أعراض الناس .
يعني انتصر لله و رسوله .
انتصر لدين الله عز وجل
و ابقى بأدبك
ابقى حافظا لسانك ، حافظا قلبك .
لا تنشغل إلا بما يعود عليك بنفع ، و إلا بما يعود علی دينك و دعوتك بخير ، لا تنشغل إلا بهذا .
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيح مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال العشرين كيف يأتي إنتقام الله إذا اعتدى أحدهم على شرعه بمسائل الحلال والحرام…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161029-WA0002.mp3الجواب : هذا عمل الله عز وجل ، وكيف يعاقب الله ليس لنا ، فإذا إنسان اعتدى على حكم الله؛ فالله جلَّ في علاه يربي عباده ويخوفهم ، “و ما نرسل بالآيات إلا تخويفًا” ، “فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم”
عن قوم سبأ ، اعرضوا أرسلنا يهودا ، اعرضوا فتنزع البركة وينزع الأمن ، فطالما المعاصي موجودة فنخاف على بلادنا و أنفسنا ، ورزقنا ، وأمننا ، فالمعاصي هي أسباب النقم ، والواجب علينا أن نتوب إلى الله عز وجل وأن يكون حديثنا وهجيرنا أنه ما يقع من بلاء إلا بذنب و لا يرفع إلا بتوبة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري

السؤال فتور همة طالب العلم ما هو سببها وبماذا تنصح

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/فتور-همة-طالب-العلم-في-بداية-الطلب-ما-هو-سببها-مشهور-حسن.mp3الجواب : الله جل في علاه من كرمه الإنسان في بداية الطريق سواء في بداية الصلاة أو بداية الطلب يعطيك حلاوة يرقق قلبك، فالواجب عليك أن تحافظ عليها، فإن بقيت بليدا غبيا لا تفهم فالله يسلبها منك، ابحث عنها لا تجدها ، فالله جل في علاه من كرمه أن الانسان أول مايتوب يلقي في قلبه رقة ويلقي على العبادة التي مارسها حلاوه ، ولكن على العبد أن يتجرد من حوله وقوته وأن يمتثل وأن يفهم قوله في مناجاته لربه إياك نعبد وإياك نستعين ،أي أن تخرج من حولك وقوتك وأن تستعين بالله جل في علاه على عبادته ، فلما يغتر الإنسان بقوته ولاسيما الشاب الذي بدأ في الطلب يرى في نفسه جلدا وقوة فالله جل في علاه من كرمه وفضله عليك يسلبه ذلك حتى يبقى يتذلل اليه وحتى يعلم أن يستعين به ولا يستعين بغيره .
فالناس بالنسبة لقوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين أربعة اصناف :
1- صنف يعبد ولا يستعين
2-صنف يستعين ولا يعبد
3- صنف لا يستعين ولا يعبد
4-صنف يعبد ويستعين
وأحب الدعاء إلى الله كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ذاك الدعاء الذي تسأل فيه ربك على الاستعانة به على طاعته .
لذا قال شيخ الإسلام أحب دعاء الى الله قول العبد اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
هذا احب دعاء الى الله عز وجل .
فأنا يارب لا استطيع بقوتي وضعفي ،فأنا لا أستطيع على هذا، فإذا لم تعني فإني عاجز .
ومن أحب الأدعية الى الله عز وجل أن يعترف العبد بذنبه وبقصوره ، ولذا انت تجد فتورا لأن استعانتك بالله لم تكن تامة ، فإن تمت الاستعانة بالله فالحمد لله ، الله عز وجل يعينك على ذلك .
مجلس فتاوى الجمعة
2014 – 11 – 7
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

السائل نريد كلمة من الشيخ وليد العلي عن نشأته العلمية ونشاطه الدعوي في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/كلمة.mp3قال الشيخ الدكتور ( وليد العلي ) رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبين وإمام المرسلين.
أما بعد.
فالشكر الوافر والجزيل والثناء العطر الجميل لصاحب هذه الضيافة الكريمة، اسأل الله عز وجل أن يبارك له في ماله وعياله، وأن ينزل البركة في أعماله.
ونوجه كذلك بالشكر الفاضل والجزيل للشيخ الفاضل ( أبا عبيدة ) مشهور حسن، الذي جمعنا بالمشايخ الفضلاء، بمعية الشيخ ( أبي أحمد )، والشيخ الفاضل الدكتور( حسين العوايشة )، والدكتور الفاضل ( باسم الجوابرة )، والشيخ الكريم الشيخ ( علي الحلبي )، والدكتور الفاضل ( زياد العبادي )، اسأل الله عز وجل أن يجزيهم خيراً على هذه الجمعة.
وعندما تحدث الشيخ الفاضل الدكتور ( خالد الشجاعي ) في حديث أنس بن ماك رضي الله عنه قال: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ تذكرت مقولة للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في مدارج السالكين عندما تحدث عن منزلة الوجد، وكان رحمه الله تعالى ما استطاع إلى الاعتذار لشيخ الإسلام الهروي سبيلاً، وحاول أن يعتذر له عن بعض المنازل في بعض الدلائل، فلما جاء إلى منزلة الوجد قال: لعل هذه المنزلة يدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، فتذكرت هذا الكلام، وتذكرت هذه الإخوة الإسلامية التي تجمعنا بدون سبب، وبدون نسب، تذكرت حلاوتها، وطعمها.
والواحد عند الاجتماع مع الإخوة الفضلاء، والمشايخ الأجلاء، إذا اجتمع معهم وكان الباعث على هذا الاجتماع الحب في الله، يجد في الحقيقة مع زخم الحياة، وكثرة مشاغلها، يجد طعم هذه الإخوة، نسأل الله عز وجل أن تكون سببا للشفاعة يوم القيامة، فإن الأخلاء يشفع بعضهم لبعض.
وقبل أن أختم لا أنسى حقيقة حُسن الاستضافة التي حظينا بها في الكرك، عند الأخ الفاضل الشيخ ( زكي الصعوب ) وفقه الله، وما يسر الله عز وجل على يديه من ترتيب بعض المحاضرات، والاجتماع ببعض الإخوة الفضلاء.✍✍

عليك بالحلم يا طالب العلم الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170308-WA0041.mp3والنجاة لا تكون إلا كما تعلمون بالإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق ،والتواصي بالصبر، ولا يكون عمل صالح إلا بالعلم؛ ولا يكون تواصيا بالحقِّ إلا بالعلم ،ولا يكون تواصيا بالصبر إلا بالحلم.
والوصية التي ينبغي أن تحفظها يا طالب العلم:
أن العلم شيء ثقيل وكبير لا يحمله شيء لا يمكن أن يحمل العلم أرض ولا سماء ولا جبال ولا شيء لا يحمل العلم إلا الحلم ؛ولذا ينبغي لطالب العلم كلما اتسع علمه إزداد حلمه وإزدادت أناته وحلم على الناس وصبر عليهم، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أنس قال : “بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تزرموه دعوه ” فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : ” إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ” أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه”
جاء الأعرابي فبال في ناحية من نواحي المسجد وهذا بيت الله جل في علاه، فله من الحرمة والكرامة ما ليس لسائر البيوت ،فنهره الناس وقد بدأ بالبول، فأن يبقى يبول في مكان واحد خير له وخير للمسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس لا تزرموه ،دعوه يبول فبال وأنهى بوله فأمر صلى الله عليه وسلم بدلو من الماء، وأمر أن تزال النجاسة ،فلما رأى هذا الأعرابي هذا الحال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وحال أصحابه الذين استعجلوا عليه قال داعياً ربه عز وجل قال( *اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد *) فلم يدعوا إلا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي لطالب العلم أن يتحمل أوساخ الناس ،وأن يتحمل الشبهات التي تستقر في قلوبهم وعقولهم ،ويفرح إن ألقى الناس هذه الشبهات عليه لكي يبددها بالحجج والبراهين، ويتكلم عليها بالحقِّ واليقين ويعالجها معالجة الأطباء الماهرين ،هكذا ينبغي طالب العلم ينبغي أن يحلم وينبغي أن يصبر على أذى الناس.✍✍

السؤال الخامس عشر شيخنا بارك الله فيك هل هناك اختلاف كبير بين أصول…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0006.mp3الجواب : كُتب الأصول لها طريقتان :
1 – طريقة الحنفية .
2 – طريقة المتكلمين .
الشافعية والمالكية والحنابلة طريقتهم واحدة في الأصول ، بمعنى أنهم أخذوا الأصول عن الإمام وفرعوا عليه ، أما طريقة الحنفية فقد سبروا فروع الإمام واستخرجوا منها أصلاً ، فالأصول قد تختلف ولكن الطريقة واحدة ، ومن رام أن يكون فقيهاً فلا بُدَّ أن يطلع على سائر عمل العلماء .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1438 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي

نريد أن نخرج مع شباب المسجد في رحلة فماذا تنصحون وكيف نغتنم الأوقات فيها وما…

أقول والله المستعان، إن شيخنا إمام هذا العصر في الحديث الشيخ أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن نوح الألباني رحمه الله وطيب ثراه، ورفع درجته في عليين، لو لم يكن من حسنات اللقاء به إلا معرفة أهمية الوقت لكفى ذلك، ونقرأ عن أهمية الوقت عند العلماء، لكن الفرق بين الخبر والمعاينة، فكان الشيخ إذا سئل في مكتبته عن شيء، فعين عند السائل والأخرى في الكتاب، وما رأيت أحداً أشح بوقته منه، وهذا من علامة نبوغه ومن توفيق الله له، ومن أسباب تقدمه، ولو أن الشيخ فتح بابه لكل طارق، وجرس هاتفه لكل طالب لما نبغ النبوغ الذي كان عليه، ولذا لا بد للطالب أن يفوته شيء من خير، ولكن ينبغي أن يكون فقيهاً، وأن يعرف الأولويات.
 
وكانت رحلات الشيخ تكون بعد مضي جهد وتعب، وحبس للنفس في المكتبة، التي كان يقضي فيها قبل مرض موته، كان يقضي فيها بعض الأحايين، أكثر من ثماني عشرة ساعة، لا يخرج إلا لطعام يسير أو صلاة، فما كان يخرج لذات الرحلة، وإنما كان يخرج ليتقوى ويرتاح من ضغط ما هو فيه، وليستفيد من الوقت، وكان خروجه غالباً يكون مع طلبة علم فيخرج ليفيد، وما يعرف إلا الجلوس للسؤال والجواب، وإذا كان خروجه في النهار لا ينسى القيلولة، ويقيل في السيارة فيستعين بهذه المدة اليسيرة من النوم، وكان الشيخ كالجواد كلما ركض جد واجتهد، فكان يجلس المجالس الطويلة، التي تمتد أكثر من ثماني ساعات والشباب الجالسون يتعبون من السماع والشيخ يقول: أنا معكم إلى حيث شئتم. فالمسائل العلمية كانت هي مبحثه وحادثه في جلوسه، وكما قالوا قديماً: كل شيء إن أنفقت منه فإنه ينقص إلا العلم فإنك إن أنفقته زاد.
 
وكنت في أول تعرفي على الشيخ لا أستغرب من معلوماته لكن كنت أستغرب من شيء ظهر لي فيما بعد سره، فكان الشيخ إن استشكل عليه الجواب ما رأيته تلكأ مرة في رد الشبهة التي تطرأ عليه، وكثيراً ما يكون الجالسون طلبة علم، وأناس معروفون ومرموقون ومحققون ممن يشار إليه بالبنان، بل بعض كبار العلماء وهو من هيئة كبار العلماء لما تباحثنا وإياه في بعض المسائل، لما كان عندنا هنا في الأردن، وكان يقول: الشيخ يقول كذا، ويستشكل علي كذا قلنا له الشيخ قريب فما المانع أن تجلس معه؟ فكان يقول: نتكلم من وراء الشيخ، أما أمام الشيخ فللشيخ مهابة لا تأذن لنا أن ننطق بكلمة، فكان رحمه الله له هيبة.
 
وكان حريصاً على وقته يخرج ليرتاح ويستعين فيما بعد على مواصلة الطلب من جهة وفي الجلوس تكون فائدة المباحثة وإيراد الاستشكالات من الطلبة فكان لا يتلكأ في استشكال إلا ويرده، وظهر لي السر فيما بعد، وكان السر في أشياء:
 
الأول: أن الشيخ متفنن ومتقن لأكثر من فن، فليس كمن لا يعرفه يقول إن الشيخ حديثي، فالشيخ بدأ فقيهاً، وتعلم الفقه الحنفي على أبيه، وكان أبوه فقيهاً حنفياً مرموقاً، وله تلاميذ كثر معروفون درسوا عليه الفقه، وكان للشيخ أيضاً نصيب جيد من علم أصول الفقه، ولا زلت أذكر أن الشيخ اتصل بي مرة وقال لي: دون عندك، أنا أحفظ في كتاب “التحرير” لابن همام أنه يقول كذا وكذا، وأملى علي فقرة وقال: أريد أن توثقها من كتاب “التحرير” وأن تتصل بي وتقرأ علي عبارة التحرير، فكادت العبارة التي في ذهنه تتطابق تماماً مع العبارة الموجودة في كتاب التحرير، ويقول الشيخ: حفظتها من أكثر من خمسين سنة، فكان رحمه الله يعرف علم الأصول معرفة جيدة
 
والثاني: كانت مجالس الشيخ فيها المستفيدون فرأيت مع مضي الزمن أن جل الشبه التي كانت تطرح عليه ما كانت تلقى عليه لأول مرة، ويكون له فيها سالف ذكر، فكانت هذه المسائل عنده الجواب عليها تحصيل حاصل، لأنه كان لا يعرف إلا البحث والعلم.
 
لذا نصيحتي إلى طلبة العلم أن لا ينشغلوا عن العلم بغيره، فإن العلم من أنفس ما تصرف فيه الأعمار، وهو من أقرب الطرق إلى تحصيل رضى الله، وإلى دخول الجنان، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.

السؤال العشرون أنا طالبة علم مبتدئة هل أبدأ بتعلم التوحيد أم بتعلم أحكام التجويد…

الجواب : هذا وهذا ، التوحيد لا يستقرّ في القلب إلا بالغذاء الصحيح ، والغذاء الصحيح يكون بالقرآن والسنّة ، والقرآن يكون غذاءً صحيحًا للقلب إن أدّاه المكلّفُ كما أنزله الله من السماء ، والعبد لا يستطيع أن يقرأ القرآن كما أُنزِل من السماء إلا بأن يتعلّم أحكام التجويد ، فأحكام التجويد لا تُراد لذاتها ؛ وإنّما تُراد لكي يؤدّيَ العبدُ قراءة القرآنِ على الوجه الذي أنزله الله تعالى على قلبِ نبيّه صلى الله عليه وسلّم .
طالب العلم المبتدئ يبدأ بالكليّات ، يبدأ بكليّات العلوم ، ولا يتخصص بعلم ، يبدأ بكليّات التوحيد ، يبدأ بأحكام التلاوة والتجويد ، ويودع قلبه ما استطاع من كتاب الله جلّ في علاه ، ويحفظ كلّيات الفقه .
طالب العلم المبتدئ يحتاج الى كليّات الفقه ، وتكون مقدّمة على فروع التوحيد ، يعني يعرف كيف يصلّي ! المرأة تعرِفُ كيف الحيض ، وهذه مقدّمة على أن تعرف الفرق بين النبيّ والرسول ، الفرق بين النبيّ والرسول ليس من أصول التوحيد ، وهي من مباحث التوحيد ، فبعض الناس إن أقبل على العلم يريد التوحيد لمّا يسمع عن فضل التوحيد وهذا حق ، فلا يفهم أن المطلوب منه في التوحيد الكليّات ، فيبدأ بكليّات التوحيد ثمّ كليّات الفقه وهكذا ، ثم ّ يبدأ بالعلوم في فترة لاحقةً مفصّلةً ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان