كلام بديع وتفصيل ماتع من شيخنا الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان…


التصوير حرام سداً للذريعة ، وورد في التصوير نص صريح عند مسلم ( ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﺨﻠﺪ، ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﻼﻝ، ﻋﻦ ﺳﻬﻴﻞ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻻ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺃﻭ ﺗﺼﺎﻭﻳﺮ ) .
هذه التصاوير ليست تماثيل ، هذه أدوات لا أرواح فيها ، تحاكى ، فالنص واحد ، ونحن لما رأينا مصلحة غالبة في التصاوير قُلنا يستثنى الصورة ، وبالتالي يظهر المشايخ في الفضائيات ، ويعلمون الناس دين الله ، مع أن النص صريح في النهي عن التصاوير ، فجوزنا ، اعمالاً لأن ما حُرم سداً للذريعة جاز عند الحاجة .
اليوم العقول التي تفهم المسائل فهماً نظرياً تخيلياً ، أصحاب العلم الذي روضوا قواهم الفكرية والعقلية ، وهم قِلة .
وأما أغلب الناس فيتعلمون بالوسائل ، والتعلم بالوسائل لا حرجَ فيه ، أن تعلمهم بالوسائل لا حرج فيه .
ثمّ إن رأى أهل العلم أن هذه الوسائل تُفضي إلى الشرك، فما لنا ولها ، و لا نتعبد ربنا عز وجل بها ، هي وسيلة .
فأنا إن اختلفت أنا وإياك بأن هذه الوسيلة ناجعة أو غير ناجعة ، هذه الصورة التي أنت تجوزها وفلان يمنعها ، وفلان يجتهد ويقول : أنا أظهر على الفضائيات بصوتي وليس بصورتي ، والصوت يكفي ، وغيرك يقول : لا ، لو ظهرت صور علماؤنا الكبار فالناس لا تستفيد إلا من خلال صورهم .
هذا الخلاف تقديره أنه خلاف مُعتبر ، وليس تقديره القول بالبدعية ، فلا يجوز أن يبدع و يؤثم إنسان بمثل هذا ، مثل هذه الفتاوى مدارها ، يقال فيه : مُصيب و مخطئ ، لا تلحقهم وتحشرهم لأنهم يجوزون الشيء من أجل الوسيلة مع الكفار والمشركين والمبتدعة الذين لا يحفظون التوحيد .
وأن تقول عن كبار علماء الأمة ممن ورثوا التوحيد الصافي النقي أباً عن أب ، تقول عنهم :
(( هذا لو بُعثَ جده من جديد لعلمه التوحيد ، فيحتاج أن يفهم أبجديات التوحيد )) ،هذا ظلم .
( والذي يصنعه الشيخ الرضواني -طول لسان في حق أهل العلم؛ صنيعٌ ظالم ، ففي قوله عن الشيخ صالح آل الشيخ ، قال : لو بعث جده من قبره لعلمه التوحيد ، فالشيخ الرضواني لا يكون تلميذاً عند الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ، فلسانه طويل، وكلامه فيه ظلم، ولا أنصحكم أن تتبعوا زلل العلماء، وكلام بعضهم في بعض )
وأنا لا أدافع عن الشيخ صالح آل الشيخ، إلا والله حباً لله ، وغيرة على أهل العلم.
ليس لي أي مصلحة مادية مع الشيخ صالح آل الشيخ .
و لا صلة لي بالشيخ صالح آل الشيخ لا من قريب و لا من بعيد ، ومن زعم أن لي صلة بالشيخ صالح آل الشيخ ، وأن كلامي في الذب عن الشيخ صالح آل الشيخ من أجل مصلحة ، (( أقسمُ بربي أنه كذاب )) ، لا يوجد لي أي علاقة مع الشيخ صالح آل الشيخ ، إن رأيته أحترمه ويحترمني ، أدعو له ويدعو لي .
فأنا لستُ موظفاُ عنده ، ولا صلة لي فيه لا في مصلحة مادية ولا في مصلحة معنوية .
و التقيته أي الشيخ صالح آل الشيخ هي مرة لما جاء إلى الأردن لمجلس شيخنا الألباني رحمه الله ، والتقيته مرة لما دعيت إلى جائزة الأمير نايف في خدمة السنة النبوية في الرياض ، وكان لقائي به أنه لما رآني صافحني فقط ،وأنا لا أعرف شكله ، وإذ بعض الإخوة يقول هذا الشيخ صالح آل الشيخ ، وأنا والله لما سلمَ علي ما عرفته ، هذا حالي مع الشيخ صالح آل الشيخ .
فأنا لا اتهافت لأحد ، و لا أطلب ود أحد ، وأنا صلتي بالله إن شاء الله معمورة ، وصلتي بالعلم موصولة ، و لا أقبل بها بديلاً ، و أظن من عرفني يعرف أنني لا أعرف أن أداري و لا أن اجامل ، و لا أعتبر شيئا غير الذي أراه حقاً وصواباً .
فأنا لا أقول هذا إلى لبيان الحكم الشرعي ، ولولا هذا السؤال ما تكلمت ، واسأل الله أن يكتب لي ولكم الخير والعفو والعافية ، و أن يحفظ ألسنتنا وقلوبنا من الغل والضغينة ، والتصور السيء ، والظن السوء في أهل الفضل والعلم .
ما أدري لمصلحة من هذه الحملة الشرسة المسعورة على أئمة الحرم ، وعلى المشايخ الكبار ، وهل كل من تفاعل في قضية من قضايا المسلمين و أصابته الغيرة على شعب من الشعوب ، هل هذا أمر حكر على الإخوان المسلمين .
ونحن غرنا على ما يجري في سوريا ، وأنا العبد الضعيف لي كلام في أحداث مصر ، وأحداث سوريا يعرفه كل أحد ، ومحفوظ ومنشور ، ويا ليت إخواني في المواقع يبرزوا هذه الأشياء .
هل كل من يتفاعل في قضية من قضايا المسلمين يقال عنه أنه من الإخوان المسلمين ؟؟.
إذا أنا اشتركت مع الإخوان المسلمين في النوم و الأكل والتنفس ، أصبح أنا من الإخوان المسلمين .
هذا عقل !!!
هذه أصول فاسدة .
أنا أقول لك أنت لما تقول يجب الكلام في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلـم .
فرق بين الذي يتكلم من قلبه وبين الذين يتكلم بلسانه .
من أنت حتى تعلم الذي في قلبي .
أنت تدخل النية الفاسدة على باطني وتطعن في بأن تحمل كلامي على غير ظاهره ، أليس هذا مسلك من مسالك أهل البدع ؟؟؟
أليس أهل السُنة يحكمون بالظاهر ، والله عز وجل سبحانه وتعالى هو الذي يتولى السرائر ؟؟؟
لا يتولى السرائر إلا الله عز وجل .
فالحكم على الناس بنواياهم الفاسدة ليس هذا حُكماً شرعياً صحيحاً .
رجل أخطأ ، فأن نشهر به وعدم النصيحة له ، هذا ليس مسلك أهل الديانة .
مسلك أهل الديانة هو النصيحة و الدعاء قبل النصيحة ، والدعاء بعد النصيحة ، وليس مسلك أهل الديانة التشهير والطعن والقيل والقال ، ليس هذا شأنهم .
الله يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .
ثم من الأشياء التي ينبغي أن نحرص عليها أن المسائل ليست على درجات .
هنالك فقه للفضائيات، فالفضائيات لها فقه والقائمون عليها الواجب عليهم أن يتقوا الله عز وجل في الناس، فأنت تخاطب عوام الناس .
وإسقاط رموز أهل السنة هذا أمر خطير وخطير للغاية .
الناس لم يبقى لهم كبير . الناس لمن يرجعون .
الآن لو جاءنا رجل محتاج لقضية ويريد فتوى من هيئة عامة في الأمة .
على من ندله !!!!
ألم يقل أهل العلم أن من سمات الخوارج الطعن في العلماء .
أليس أولياء أمورنا الأمراء والعلماء ؟
أليس الطعن في العلماء مظهر من مظاهر الخارجية في هذا الزمان .؟
لماذا التدخل في العلماء .
لماذا لا يوضع فلان مفتي .
أنت ما أدراك بفقه فلان الذي ترشحه لأن يكون فقيها لبلدة أو لأمة .
أنت ما أدراك بفقه الناس هؤلاء .
أنت لا تدري وتقول والله ينبغي أن يكون فلان فقيه .، وينبغي أن يعزل فلان عن الوزارة ، وينبغي أن يعين مفتي للبلدة فلان .
هذا تدخل في شأن أولياء الأمور .
وأنت ما أدراك في الذي يصلح الناس وثم تلقن للناس بأنه ينبغي عليهم أن يقولوا كذا وكذا .
العلماء هم الذين يقدرون المصالح ..
العالم لا يتلقن لا يقبل التلقين .
العالم يعرف في البيئة التي هو فيها ويعرف المسجد الذي يدرس فيه ويقرب الناس ويحيد البعيد .
ثم قضية أن فلان اخواني متستر .
هذه ما تصلح في بلاد ظهر فيها الإخوان .
مصر ما فيها إخواني متستر.
الأردن ما فيها اخواني متستر .
الإخواني في الأردن وفي مصر قوي ما يحتاج لأن يتستر .
الذي يقال أنه يوجد إخواني متستر في البيئة هذا العبارة لها في فقهها بيئة ؛ولا يقال في كل بلدة من البلاد .
انا لا أدري من يوجد في مصر إخواني متستر .
ولمصلحة من اخواني يتستر .
وماهي مصلحة الشيخ صالح آل الشيخ أن يكون إخوانيا .
ماذا يريد من الإخوان ؟؟؟؟؟
لكن هو مسؤول عن الوزارة وورث هذه الوزارة .
والإخوان في الوزارة فمن المصلحة ومن العقل والتدبير بحسن الإدارة .
أن يتعامل معهم لتحقيق أعلى المصالح ودرء المفاسد .
فيوجد مصالح ومفاسد . وهكذا .
فمسائل المصالح والمفاسد يقدرها من ؟
الذي يقدرها من كان فيها ومن يعرف ملابساتها.
أما أن تحكم وأنت بعيد ولا تعرف تقدير الأشياء ؛ فليس هذا من العلم . هذا سوء ظن .
سوء الظن هو الحكم على الخلق ثم يعتقد في فلان عقيدة سيئة ثم يستدل، فهذا منهج أهل البدع .
– منهج أهل البدع اعتقد ثم استدل
– منهج أهل السنة استدل ثم أعتقد.
واستدل على ظاهر الأمور .
يعني أن يقال مركز الإمام الألباني خلية إخوانية نائمة (حرام) .
والله الذي يتكلم لا يعرف من القائمين على مركز الإمام الألباني .
وكلكم يا من هم موجودون لا تعرفون من القائم على مركز الإمام الألباني الآن .
أخوة فضلاء أهل الإدارة .
يرتبون للمشايخ دورات وتدريس .
فالقائمون على مركز الإمام الألباني انا أعرفهم أخوة فضلاء . جلكم لا يعرفهم .
ثم تذكر وتقول مركز الإمام الألباني خلية نائمة للإخوان المسلمين وانت لا تعرفهم؛ ولم تذكر كلمة واحدة تدل على كلامك.
إشارة ودلالة ظاهرة على أنك قد لقنت وأنه قام عندك تصور ثم بحثت له عن دليل.
من قام عنده تصور ومن اعتقد ثم استدل هذا منهج أهل البدع وليس منهج صحيح .
إخواني
(( أختم كلمتي انه للأسف الشديد أن بعض من يدعي السلفية هذه الأيام أصوله في الرد ليست أصول أهل السنة )) .
أهل السنة يقولون لازم المذهب ليس بمذهب .
للأسف ردود السلفيين على السلفيين فيما بينهم أصول غير سلفية ، أصولهم في الرد ليست سلفية ، أصول خلفية أو أصول بدعية .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
تاريخ : 20 – 3 – 2015
رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

الناس يوم القيامة ينادون بأسماء أمهاتهم أم آبائهم

السائد عند الناس أن الناس ينادون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء أمهاتهم، أي يا فلان ابن فلانة، ولذا أهل البدع يعملون على تلقين الأموات بعد دفنهم ، يقولون للميت: يا فلان ابن فلانة.
 
والتلقين على القبور بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، والحديث الوارد عند الطبراني حديث ضعيف جداً، والتلقين مشروع، التلقين عند النزع، لما ينازع الإنسان نقول له: قل لا إله إلا الله، فإن خرجت الروح يكون قد عرف حاله، فلا داعي للتلقين الذي يكون في القبر.
 
والصواب أن الإنسان يوم القيامة ينادى باسمه واسم أبيه وليس باسم أمه، وأصح ما ورد في هذا الباب، ما ثبت في صحيح مسلم، من قوله صلى الله عليه وسلم: {ينصب للغادر يوم القيامة لواء عند استه، ويقال: هذه غدرة فلان ابن فلان} فهذا أصح ما يحتج به.
 
وورد حديث صريح عند الطبراني، لكن في صحته نزاع، وفيه أنه ينادى يوم باسم الرجل واسم أبيه، لكن ذاك أقوى، والله أعلم.

السؤال ما حكم استخدام آيات من القرآن أو الأذان نغمة في الهاتف

الجواب : http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170101-WA0012.mp3
السؤال : ما حكم استخدام آيات من القرآن أو الأذان نغمة في الهاتف ؟
الجواب :
الهاتف أمره دنيوي محض ، يدخل فيه الإنسان الحمام ، ويسمع رنته وهو في ازدحام الدنيا وأشغال الدنيا .
نحن أصابنا داء خفي قل من أنتبه له .
لما رأينا الناس متفلتين في أحكامهم تعنتنا وأصبحنا نطلق على أشياء إطلاقات إسلامية والإطلاقات هذه خاطئة .
قال :
اسلمت المعارف ،نريد نسلم الفيزياء والكيمياء و الرياضيات .
والله ما أدري كيف نجعل الرياضيات والفيزياء والكيمياء مسلمة .
ما أدري .
ما أدري .
لما كنا في إندونيسيا كنا نقرأ على الخبز حلال ، مذبوح على الطريقة الإسلامية .
الناس أكلوا الحرام فاستمرؤوه ، أصبحنا نقول عن كل شيء مذبوح على الطريقة الإسلامية .
ما عشنا حياة هنيئة .
قال : فن إسلامي .
لذا تقرأ رسائل دكتوراة :
( الدراما في القرآن الكريم ) .
هذه رسالة !!!.
لا إله إلا الله !!!
فلما ابتعد الناس عن الشرع تولد عندنا أشياء .
مثل أحد الإخوة يقول :
كان في مقابل بيتي عرس ، واضعين السماعات بشكل مزعج ، وازعجوني .
قال : ذهبت واحضرت سماعات أكبر من سماعاتهم ووضعتها في زاوية البيت وواجهت كلامهم بأعلى شيء في القرآن الكريم ، وضعت القرآن على أعلى ما يكون.
أحسنت أم اسأت يا شيخ ؟ ؟ ؟
قلت : والله إنك اسأت
قال : أنا وضعت قرآن واسمعهم قرآن، وأسأت يا شيخ !!.
هم لن يسمعوا القرآن ولن يفهموه ولن يتدبروا القرآن.
القرآن نسمعه عبادة وليس حرب، الإنسان يسمعه ويتدبره .
واحد مريض جار للمسجد لماذا ازعجه واقلقه فأسمعه قراءة الإمام في الصلاة .
القرآن رحمة .
الإقامة ما ينبغي أن تكون على السماعات، الشرع جعل الإقامة في داخل المسجد والآذان على سطح المسجد على أعلى مكان في المسجد.
عندنا غيرة نضعها في غير مكانها بحكم أننا مقهوربن ، فتتعدى على الضوابط الشرعية .
ما دخل الهاتف الذي ربما يسمعك أو ترى رقما يقلقك ويدخل عليك النكد، وتأتيك آية من الآيات ،أمران متناقضان تماما .
اجعلوا الهاتف للدنيا .
إذا ادخلت القرآن باستمرار في كل شيء، تصبح لما تسمع القرآن يصبح مألوفا عندك ، فيصبح أثر القرآن مفقود ، وقالوا :
(( كثرة المساس يفقد الإحساس ))
↩ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/650/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

رجل صاحب بدعة يلقي درسا قبل صلاة الجمعة ومعلوم أن هذا الدرس بدعة فما حكم…

أما التحلق قبل الجمعة، فقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم كما ثبت في سنن أبي داود وأما ما ثبت عن أبي هريرة في مسند أحمد، أنه كان يأخذ برمانة منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الجمعة ويعظ، فهذا محمول على الندرة، ويقع على سبيل الفلتة، عند الحاجة والضرورة، وليس على سبيل المداومة.
 
وكان أبو بكر رضي الله عنه، يقول: ((إذا وعظت فأوجز، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً)).
وكان هدي السلف العملي أنهم يبكرون وينشغلون بالصلاة متى يصعد الإمام المنبر، فالمطلوب من الناس أن ينشغلوا بتزكية أنفسهم وليست العبرة بكثرة الكلام، فهذا الأمر منقسم بين اثنين: المتكلم والمستمع، فكما أن على الإمام أن يحسن الأداء فعلى المأموم أن يحسن السماع، وعليه أن يزكي نفسه ويهيئها حتى تستمع وتنتفع، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر [ق] فلمن كان يقرأها؟ لنفوس طيبة ولا تعدل بكلام الله كلام أحد.
 
ولو أن الأمة زكت أنفسها وجاءت مبكرة يوم الجمعة.
 
وكان أبو شامة المقدسي (شيخ الإمام النووي) يقول (أول بدعة أحدثت في الإسلام: ترك التبكير إلى صلاة الجمعة).
 
 
والعبرة ليست بكثرة الكلام والصراخ، والكلام مهم، لكن الأهم منه أن ينزل هذا الكلام على نفس رضية مطمئنة، وعلى نفس أخذت نصيبها في ذاك اليوم من التزكية، لذا كان يقول بعض السلف (من سلمت له الجمعة من بين سائر الأيام ، ورمضان من بين سائر الأشهر فهو بخير)

والجمعة اليوم من باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأننا سنتبع سنن من قبلنا، حالنا اليوم فيه هو حال اليهود والنصارى في السبت والأحد، ضعنا عن الجمعة وتهنا عنه، أريناه بالصورة وليس بالجوهر والحقيقة، فلا يوجد تبكير يوم الجمعة أبداً وكان ابن عمر يدخل فيصلي اثنتي عشرة ركعة ويطيل في الصلاة، فكان يأتي من أول ساعة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من جاء في الساعة الأولى فكأنما قدم بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قدم بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قدم كبشاً، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قدم دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قدم بيضة}، والعلماء يقولون: من طلوع الشمس إلى صعود الإمام على المنبر تقسم خمس ساعات، وحال الناس اليوم كلهم يأتي في الساعة الخامسة إلا من رحم الله ، والبعض يأتي والإمام على المنبر.

وثبت في سنن أبي داود من حديث أوس بن شرحبيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام ولم يلغ، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها} أين الأمة عن هذا اليوم، فكيف نحن الذين نعيش الستين والسبعين نلحق بمن قبلنا ممن كان يعيش الألف والألفين؟ بالمواسم:  ليلة القدر، يوم الجمعة، مجالس العلم، وما شابه.
 
ولنحرص على تعليم الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للأمة معلماً ومزكياً، فنحن نحب السنة، لكن لا نخاطب قوماً لا يوجد عندهم تزكية بحيث يحرصوا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن تزكيهم وترفع مستوى التزكية عندهم، فالمطلوب أن تزكي وتعلم، فتتسع دائرة العلم مع دائرة التزكية، فيحصل توائم بين العلم والعمل، ويكون العلم نافعاً وله ثمرة وبركة، أما أن تخاطب أناساً أجلاف ولا يعظمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاهدون فيها، وتقول: هذه سنة، هذه سنة… ولو أنك صرخت وأعليت صوتك لا يقع لك نفع، [فهذا أمر لا يحصل له بركة ولا ثمرة]، فاحرصوا على التزكية مع العلم ،وفقنا الله لما يحب ويرضى.

العادات التي تدخل على العبادات

السائل: شيخنا ما التفصيل في العادات التي تدخل على العبادات؟ مثلاً الشاطبي ذكر في آخر الاعتصام أن بعض الأئمة أنكر على الناس لما كانوا يقومون من السجود كانوا يمسحون وجوههم —
الشيخ: ورد في هذا حديث
السائل: ومالك رحمه الله كان ينكر أن الناس في أذان السحور يضربون على الأبواب، فأنكر هذا مخافة أن الناس تظن أن هذا من العبادة ويلحقونه بها .
الشيخ: منهج الإمام مالك خاصة كان يغلق البدع والمفاتيح إليه ، مفاتيح البدع التي توصل للبدع كان يغلقها وكان شديدا [في هذا] رحمه الله ، لكن على الإمام أن يرى استعداد الناس ، فهو في أمريكا ويريد أن يعيشهم عيشة السلف الصالح ، هذا غير ممكن ، ينبغي أن ينتبه لاستعداد الناس .
السائل: شيخنا والعادات التي دخلت على الجنائز والأئمة أنكروا عليها ؟
الشيخ: بلا شك التشبه بالنصارى حرام، فكل شيء خاص بالنصارى بالعبادات فهو حرام ، وأنا رأيت في إندونيسيا يستخدمون في الأذان طبول البوذيين لما يؤذنون يضربون الطبول ، فكل بلد من بلاد المسلمين يعيش المسلمون في بيئة خاصة يتأثرون بما حولهم من الأديان .
السائل: شيخنا فالأصل في العادات التي تدخل على العبادات وتصبح ملازما لها، الأصل الحل ؟
الشيخ: الأصل في العادات الحل ، لكن العادات إن التُزمت على وجه فيه تعبد تضاهي الشريعة [ فهي حرام] ، مثلا لو واحد مسك جبلا هنا في ناعور وهناك جبلا ومشى ، مشيه حلال ، يتمشى ، يتنزه ، لكن شبّههم بالصفا والمروة وصار يمشي كل فترة سبعة شواط فهذا دليل على أن فعله حرام ، هذه بدعة لأنه فعل سبعة بنية العبادة والطاعة .
السائل: بعض الناس يوزعون حلوا في المواسم ، هذا عادة شيخنا ولا يفعلونه عبادة .
الشيخ: نحن مع أولادنا الصغار، بين الحين والحين يشترون لهم كيكا ويكتبون عليه اسمهم، فلا بأس أن تكتب على الكيك اسمه، لا حرج، لكن يصبح الزاما في كل عيد ميلاد غلط ، فبعض الناس يرى هذا عيد ميلاد ، لا ، ليس كذلك ، ليس مرة بل أربع مرات في السنة وأكثر وهم مرة (أي على عيد الميلاد).
نحن ما التزمنا شيئا، فرّحناهم بين الحين والحين بأكل الحلو.
لِذا نحن بحاجة ماسة أن نبقى يقظين ، وأن لا نشعر من هم تحت وِلايتنا أننا بسبب ديننا نمنعهم.
السائل: جزاكم الله خيرا شيخنا ، الزينة في رمضان ، مثلا أن تزين البيوت في رمضان ؟
الشيخ: هي عادة ، لكن فعلها على وجه الالزام صارت عبادة ، وهي بهرجة ، وإضاعة مال ما أنزل بها من سلطان .
السائل: جزاكم الله خيراً شيخنا .

السؤال الثامن يقول أخينا بارك الله فيك إمام ذكر الناس يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/WhatsApp-Audio-2017-07-13-at-2.53.39-PM-2.mp3 
الجواب: إخواني الدعاء عبادة مطلقة، الشرع ما وضع لها وقتاً محدداً، لكن منع الشرع أن يتداعى الناس للدعاء، يعني يا جماعة نحن نريد يوم الخميس بعد العشاء أن نصلي وندعي عشان قصف غزة هذا ممنوع شرعاً، أن يتداعى الناس لهذا هذا ممنوع، الشرع شرع التداعي في رمضان للصلاة ولآخره، لو أخونا أبو أحمد قال: يا جماعة نريد كل ليلة سبت كل ليلة أحد كل ليلة جمعة أي ليلة من الليالي أن نصلي قيام ليلة جماعة فهذا ممنوع،
لكن لو اجتمعنا فقمنا لا حرج،
التداعي المسموح فيه الرجل وزوجته، يعني أنت استيقظت تقوم الليل تقوّم زوجتك أو زوجتك استيقظت تقوّمك حتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول حتى لو نضحت الماء في وجهها أو نضحت الماء في وجهك، أنت وزوجتك تدّعو على القيام ما في حرج ،وهذه عبادة جليلة تزيد الألفة والمحبة بين الأزواج، إذا أنت تقوم الليل تقول لها قومي يا امرأة نصلي ركعتين مع بعض أو تقول قوم صلّي فيّ ركعتين أو ما شابه هذا أمر لا حرج في التداعي، مأذون فيه وذكره النبي صلى اللّه عليه وسلم وخصه بهذه الصورة ومدحه صلّى اللّه عليه وسلّم.
التداعي للدعاء ممنوع في الشرع وقد بحث في المسألة مطولةً مجولةً على وجه بديع الحافظ ابن حجر رحمه اللّه تعالى في كتابه “بذل الماعون في فضل الطاعون”
كان الناس يلجئون للدعاء ويجتمعون ولا سيما في ذلك الطاعون الذي سمي بالموت الأسود وهلك فيه ربع سكان الكرة الأرضية في القرن التاسع الهجري، الشاهد أن التداعي للدعاء ممنوع، أنا الآن حضر قلبي دون تداعي ما اجتمعنا في هذا المجلس فرفعت يدي ودعوت ما في حرج الأصل الجواز، الممنوع التداعي، والممنوع المداومة، التداعي والمداومة، فإذا ما وجد تداعي وما وجد مداومة فلو الانسان رفع يديه ودعا فلا حرج، هذا أمر مطلق ولا حرج فيه واللّه تعالى أعلم، ومن باب الفائدة يا اخوانا وقل من انتبه لهذا، اللّه جل في علاه من كرمه وفضله ومنّه على عباده ما جعل الدعاء المستجاب في الثلث الأخير من الليل لخاصة الصالحين، بعض الناس يقول ما استطيع أن أقوم في الليل ما أستطيع، فاللّه جل في علاه جبر كسر الضعفاء الذين لا يقومون الليل فجعل وقت بين الظهر والعصر يوم الأربعاء جعل الدعاء مستجاباً، ورد في هذا حديث صححه جمع من أهل العلم، وذكر الإمام القرطبي الحديث وقبله ابن بشكوال وجمع وذكروا ونصوا على أن من أوقات استجابة الدعاء دعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، ورد حديث عند الطيالسي وأحمد وأبو نعيم وجمع عن جابر بن عبد اللّه قال :صلّى النبي صلّى اللّه عليه وسلم في مسجد الفتح ودعا فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر يقول جابر: فما مر بي شيء خطير ودعوت اللّه تعالى يوم الأربعاء بين الظهر والعصر إلا استجاب اللّه لي .
ولذا الإنسان الذي لا يحصل الثلث الأخير فعلى الأقل يوم الأربعاء بين الظهر والعصر يرفع يديه ويدعو فهذا من مواطن استجابة الدعاء، نعم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
13/شوال/1438 هجري.
2017/7/7 ميلادي.
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الثاني عشر أنا من سوريا الجرح النازف ولدي منذ أربع سنين سجينا…


الجواب : أما بيع شيء من البدن فهذا لا يشرع لأنك لا تملك كليتك حتى تبيعها أصلا ، ولا يجوز للإنسان أن ينتحر لأنه لا يملك نفسه .
والواجب على المسلمين وجوبا كفائيا أن يخرجوا ولدك من السجن ، في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” فكوا العاني” .
والعاني هو الأسير .
فالواجب العمل على فكاك الأسرى وميادين الخير عظيمة ، ولكن الناس في غفلة .
أتمنى لو تقوم مجموعة من الشباب ممن يبتغون الأجر بمساعدة والد هذا الأسير ، العشرة آلاف دينار مبلغ ليس بكبير حتى ينقذ مسلم من سجن وبلاء .
في الدرس الماضي كان السؤال أنه إذا لم يدفع هذا المبلغ يقتل .
لك أن تسأل الناس ولا تبيع كليتك .
والواجب من الحضور أو ممن يسمعني الآن ممن يقدر على فكاكه ولو بالمساعدة بجمع المال من مجموعة من الناس فالواجب عليه أن يصنع ذلك والتوفيق بيد الله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال التاسع شيخنا الفاضل أريد أن أسألك هل يجوز تخصيص ليلة لقيام الليل فبسبب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0008.mp3الجواب:
يعني إنسان عنده مجال وعطلة لا حرج في أن يقوم الليل، مع التنبيه إلى ما ثبت في صحيح مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”. 
فبعض الناس غفر الله لنا ولهم عندهم كل ليلة جمعة ليلة اعتكاف وقيام! ويخصون ليلة الجمعة دون غيرها، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا التخصيص، متى وجدت في نفسك همة ونهمة وإقبال فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد: ((لكل عامل شرة وفترة )).
شرة يعني توهج واندفاع، وفترة يفتر فيها الإنسان، هذا أمر طبيعي.
وفي رواية عند احمد .
قال: “لكل عامل شِرَّةٌ، وفترة،فمن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى )).
*الواجب أن تبقى على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم*، في وقت الحماس ما تبتدع وتزيد، وفي وقت الفترة ما تترك الفرائض وترتكب النواهي، (فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى)، وبعد ذلك فالأمر واسع في موضوع القيام.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي

السؤال التاسع أخت تسأل عن قولهم الموعد بيننا وبينهم الجنائز كيف نوفق ذلك وأن…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171108-WA0110.mp3الجواب: وأبو ذر مات فريدا وحيدا.
يا جماعة هل كانت البدع في زمن الصحابة حتى يقال بيننا وبينهم الجنائز، ما في بدع في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
والكلام الذي بيننا وبينهم الجنائز هو بين رؤوس أهل البدع ورؤوس أهل السنة وليس في أحاد السنة
كم من سنّي اليوم عاش ويموت غريبا، وجاء في الحديث بأن رجلا مَاتَ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ»، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ، قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ» والحديث حسنه الشيخ الألباني،.
لكنّ الكلام على رؤوس أهل البدع إذا مات رأس من رؤوس أهل البدع ما حاله؟
ما أحد يدري به.
الآن لو سمّينا لكم من المبتدعة هل أحد يعلم عنهم ابن ابي دؤاد الذي كان في عصر الإمام أحمد وعذّب الامام أحمد وكان يحمل سيف المأمون سيف السلطان وتسلط على أهل السنة بسيف السلطان فضربهم وجلدهم بكذبه وتحريفه ودجله ومحاربته لله ورسوله.
اين ابن ابي دؤاد الآن، من يعرف عنه، ومن لا يعلم الإمام احمد بن حنبل امام أهل السنة رحمه الله، فذاك مات و لا أحد يسأل به، ورؤوس أهل السنة وعلماء أهل السنة رحمهم الله وبيّض الله وجهوهم وكثّرهم وحيّاهم وأبقاهم وبيّاهم ونصرهم.
رؤوس أهل السنة الله جلّ في علاه يُعرف الناس بفضلهم لما يموتون فتجتمع الألوف المؤلفة في جنازتهم وهذا امر مشاهد وهذا أمر معلوم، وسبحان الله وقع في قلبي عندما شاهدت العدد الكبير في جنازة أخينا أبي إسلام صالح طه اسأل الله له الرحمة، قلت لو هذا العدد قد اجتمع على الداعي في حياته لعله أصيب بغرور أو أصيب بكبر أو أصيب بتعالٍ فالله سبحانه ادخر له هذا بعد وفاته، فالله له حكمة سبحانه وتعالى بادخار هذا بعد وفاته.
فتبقى هذه القاعدة بيننا وبينهم الجنائز.
فشيخ الإسلام ابن تيمية اوذي وحورب ولما مات خرج جميع أهل دمشق في جنازته إلا ثلاثة سماهم ابن ناصر الدمشقي في كتابه الرد الوافر ومحمد ابن عبد الهادي قالوا هؤلاء الثلاثة كانوا قضاة وحكموا عليه فخشوا إن خرجوا اهلكوا لو خرجوا في جنازته لاهلكوهم الناس أو قتلوهم قتلا وذبحا، لذا ابن ناصر الدين الدمشقي لما تكلم عن شبه الطاعنين في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول سنة الله قاضية لكل عاقل أن شيخ الإسلام ابن تيمية الله يحبه ويرضاه وأن الله عز وجل وضع له القبول وأن كل من تكلم في شيخ الإسلام في حياته من العلماء ومن القضاة كانوا في جنازته.
وبعض البلهاء للآن يقولون بأن شيخ الإسلام كافر أو عنده كفر فهذا امرا مستحيل هذا امرا ليس فيه فهذا الامر على هذا القبول الذي وقع له امر مستحيل فيما يعرف حكم الله عز وجل واسراره في كونه، فبيننا وبين اهل البدع الجنائز .
والله تعالى اعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 14 صفر 1438هـ –
03/11/2017
رابط الفتوى
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

هناك من يقول بأن للمسلم الحق بأن يختار الطريقة التي يريد بها القيام بها ببعض…

أما عن خروج إخواننا التبليغيين فلنا في الحقيقة كلام، والكلام في هذا الموضوع كثير لكن أوجزه بالآتي:
 
يا ليت إخواننا التبليغيين يعاملون الخروج كمعاملتهم في المشي إلى المسجد وأن الأمر يجوز، يا ليت اقتصر عند هذا الحد، لكان الأمر سهلاً، ولكان الخطب يسيراً، لكن عند إخواننا الخروج طاعة بذاتها، ويخرجون ليخرجوا، ما يخرجون من أجل الصلاة ، فيخرجون لدعوة الناس إلى الخروج ويدعون الذين يخرجون أن يخرجوا حتى يخرجوا، ثم ماذا ؟ لا ندري.
 
والخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله عز وجل، فلو أنا رأيت قرية من القرى، تحتاج إلى التعليم ، فمشيت إلى هذه القرية (وحصل ولله الحمد) فبت ليلتين أو ثلاثة أو أكثر في المسجد، فدرست وعلمت، فلا حرج، ومن يمنع هذا؟ لكن أن أعتقد أن من لم يقم بالخروج هذا فهو ليس داعية إلى الله فهذا خطر شديد، فهم يعتقدون أن الخروج طاعة تراد لذاتها، وهذا بدليل أنهم عند خروجهم يقولون: إننا خرجنا حتى نخرِّج، وهذا خطأ كبير، فالخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ، هذا أولاً.
 
وثانياً : هذه الوسيلة ينبغي أن نعرف حجمها في الشرع، فلو أن واحداً مثلاً نادى بأعلى صوته: يا أيها الناس لا تذهبوا إلى المسجد إلا مشياً، ولا تركبوا السيارات ، فهذا الحصر نقول له: أنت مخطئ فيه، لماذا ضيقت واسعاً، وبعض المفسرين يفسرون قوله تعالى: { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله}، بالمؤذن، فالمؤذن داعية إلى الله، وهذا الدرس دعوة إلى الله، وخطيب الجمعة داعي إلى الله، والذي يقرأ أو يتعلم ويحصل داعي إلى الله، والذي يزور المسلمين ويرد الشارد منهم ويذكرهم بالصلاة داعي إلى الله، فالدعوة إلى الله ليست بأنها لا تتحصل إلا من خلال المشي إلى مسجد معين، والخروج أياماً معينة، وجولة محلية، وجولة مقامية، فأن تحصر الدعوة إلى الله وأن يقوم في ذهنك تصور أنه ما يوجد داعية مقبول يأتي بثمار إلا إن حصل كذا وكذا، فهذا حاله كمن يقول للناس لا تذهبوا إلى المسجد مشياً إلا بالسيارة.
 
والأمر الثالث: وجدنا في هذا الخروج إسقاط لآيات وأحاديث واعتقاد أجور وفضائل لم ترد، فقالوا الخطوة التي تمشيها أحسن من عبادة سبعين سنة، والدرهم الذي تنفقه أحسن من سبعين ألف درهم، فمن أين هذا؟ وبعضهم يقول: الصحابة خرجوا، نعم الصحابة خرجوا، فاخرج كما خرج الصحابة، فالصحابة علمهم النبي وخرجوا يعلمون فخرج معاذ قاضياً، وخرجوا مفتين، وخرجوا ولاة، وخرجوا مجاهدين، أما الخروج بالطريقة الموجودة، فهو رؤية منامية، رآها شيخ فجعلها سنة متبعة، فهذا الإسقاط إسقاط عملهم على تصور الأجور، والفضائل للأعمال، وإسقاطه على أفعال الصحابة ، فيه مؤاخذة شديدة.
 
وهذا الخروج فيه محاذير لأن لهم شروط ما أنزل الله بها من سلطان ، فالخارج على أصولهم ممنوع أن يزور بيته، فلو احتاج الخارج أن يزور أباه المريض يمنع، ولو احتجت شيئاً من الدنيا كأن أغير الثياب فهذا ممنوع، فمن أين هذه الشروط (وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل) فهذا الخروج لا يجوز أن يجعل المباح حرام، فالمباح يبقى مباح، والمسنون مسنون، والفرض فرض، فالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام استيقظ من الليل وقرع باب علي رضي الله عنه، فقال له: {قم الليل}، فقال علي- وهو يفهم أن النبي خاطبه من باب الحرص لا من باب أنه نبي- فقال: {إن أرواحنا بيد الله إن شاء أمسكها وإن شاء أرسلها} فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}، وعلق الحافظ ابن حجر في فتح الباري على هذا الحديث فقال: (أمر الأمير بالطاعة المسنونة لا يجعلها واجبة)، فالأمير إن قال لك صم الإثنين، يظل الصيام سنة ولا يصير فرض ، وأميرٌ يكلف بسنة أو يفرض لا يحق له، فمن أين هذه الشروط؟
وهم يعتقدون أن الذي لا يخرج كل سنة أربعين يوماً وكل شهر ثلاثة أيام وهكذا ، يعتقدون أنه قصر.
 
ومن أسوأ ثمار الخروج على الإطلاق الحب والبغض والولاء والبراء من خلال الخروج فلا يحب الإنسان ولا يوالي إلا على الخروج، والحب والبغض والولاء والبراء في ديننا لا يكون على الوسائل وإنما على الحقائق، فربما إنسان أخطأ ورأى أن الذي يعيد للأمة عزها التنظيم، [فيجعل الولاء والبراء من خلال التنظيم فمن دخل التنظيم فله الحب والولاء، ومن لم يدخل التنظيم فلا حب ولا ولاء].
 
وأقول- والله و أباهل من شاء- لو كان عز الأمة يعود بتنظيم أو بخروج لذكر صريحاً في كتاب ربنا أو سنة نبينا، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً حتى الخراءة، إلا وعلمنا إياه.
 
والذي يعيد الأمة عزها المنشود، أن تقع التزكية والتربية في الأمة، فالنبي بعثه الله ليزكي ويعلم، وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}، {أئمة}: أي أئمة دين، {ولما صبروا} أي : زكوا أنفسهم. و {كانوا بآياتنا يوقنون} أي: تعلموا ؛ فعلم وعمل وصلاح، وكما قال الإمام مالك والفضيل ابن عياض : (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) فعقيدتنا أن الذي يصلح الأمة أن يجثوا الناس على الركب بين الصادقين من أهل العلم، يتعلمون ويعملون.
 
فهذا أسهل الإصلاح لكنه يكاد يكون عسراً هذه الأيام؛ لأن الناس قد هجروا العلم وحلقات العلم، وما وجد الأطباء فيهم، وأيضاً قالوا: الذي كان يخرج وترك الخروج، ميتة لفظها البحر، فهم يحبون ويوالون على الخروج فإن كان خروج فيوجد حب، وولاء، وإلا فلا، وكذلك غيرهم في التنظيم، فيبشر الوجه ويشد على اليد ويزار إن دخل التنظيم، وإلا فلا، ونقول لمن هذا حاله: كن بيننا ربانياً وافتح قلبك، ووسع أفقك، فهذه وسائل، فالحب والبغض يكون على دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله}، ويقول: {من أحب لله ومن أبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فذلك أوثق عرى الإيمان } فالخروج فيه هذه المحاذير وياليتهم يجعلونه كالمشي إلى الصلاة لكنهم يعتبرونه من أجل الطاعات وأهمها.
 
وقد دعاني يوماً أخ فاضل، إلى طعام الغداء، فذهبت إليه ووجدت عنده أناس كثير، وكان من الموجودين أمراء التبليغ، وأنا لا أعرفهم إلا بأسمائهم، فتكلم واحد منهم – وحالهم أنهم يظهرون أنهم أوصياء على الدين- تكلم عن الخروج، وأشعر الجالسين أن الخروج هو لب التوحيد وأصل الدين، وهذا هو التوحيد عندهم، بدليل أن الذين يخرجون في بلاد الحجاز يعرفون التوحيد، وأن الذين يخرجون في الهند والباكستان أصحاب خرافة، ولا يعرفون التوحيد، فعقائدهم مختلفة، لكنهم مجتمعون على وسيلة ، فبعد أن تكلم على الخروج قلت: أتأذن لي بسؤال؟ قال : تفضل، قلت: ما حكم الخروج هذا الذي تدعو إليه؟ فغضب، وبدأ يتكلم تارة جالس، وتارة بين القائم والجالس، ويقول: ينبغي أن نسأل ؛ ما هو حكم القعود هذه الأيام؟ فقلت له بعد كلام: أنت ما سألتني عن حكم القعود حتى أجيبك، سلني عن أي قعود تريد أجيبك فهنالك قعود مع الرحم واجب، وقعود في الصلاة واجب، وقعود عن الدعوة حرام، لكن لا تكون الدعوة إلى الله بالخروج فقط، فيوجد دعوة من غير خروج، وأنتم مشكلتكم أنكم لا تجعلون داعية إلى الله إلا من خرج، فما لم يخرج لا يكون داعية، فجعلنا الوسائل كأنها مقاصد وغايات.
 
وهذا الأمر له آثار تربوية خطيرة على النفس فواحد ينشأ ويُربى على الخروج، فيتصور أن الدين كله خروج، فإن ضعف وما خرج، فيظن نفسه أنه ارتد، وكذلك من يعتقد التنظيم، ويسمع دائماً منهم ((من فارق الجماعة قيد شبر……) (من مات وليس في عنقه بيعة فقد خلع الإسلام من عنقه) ثم يضعف عن التنظيم ويتركه، يبدأ يشك بدينه، لكن لما يفهم أن هذه وسيلة [وتحتمل الخطأ والصواب]، وأن المسلم وجماعة المسلمين من يقول “لا إله إلا الله” ما لم ينقضها سواء خرج أم لم يخرج وسواء كان في تنظيم أم لم يكن، تتحقق الأخوة الإيمانية بين الناس، وإن ضعف لا تظهر هذه الآثار التربوية على النفس بهذه الطريقة الموجودة عند الناس.
 
وجماعة المسلمين جماعة فهم، وليست جماعة بدن، فلو قلنا لهؤلاء أبعدوا الحزبية عنكم، وأبعدوا الخروج وهذه الوسائل عنكم، وتناقشوا في دين الله، وفي تصوركم عن هذا الدين، لكفر بعضهم بعضاً، لأن أفهامهم متناقضة جداً، فالذين يخرجون في الهند ليسوا – كما قلنا- كالذين يخرجون في الجزيرة العربية، فهؤلاء عرفوا التوحيد وأولئك تربوا على العقائد الخرافية، فجماعة المسلمين كما قال الشافعي ، جماعة فهم وليست جماعة بدن، ولذا قال يوسف بن أسباط: (إن كنت في المشرق وأخ لك في المغرب فابعث له بسلام فما أعز أهل السنة هذه الأيام)، فأهل السنة في المشرق وفي المغرب دينهم هو هو، ما عندهم تغيير ، فدين الله كتاب وسنة، مع احترام العلماء والنظر إلى أقوالهم واستنباطاتهم بتفصيل وتمعن.
 
لذا نقول : إن الخروج في سبيل الله على النحو المذكور فيه محاذير كثيرة جداً، وإسقاط هذا الخروج على النصوص الشرعية إسقاط غير موفق، والله أعلم .