الجواب: القبول أنواع، قبول تترتب عليه أن تكون في كنف الله وفي حفظه، -احفظ الله يحفظك- وفي تأييده، ونصرته، كما كان حال الأنبياء.
وقلنا: الله الرب، الرب: السيد، والرب: المالك، -وهذا معنى مشترك بين جميع الخلق- والرب: المربى، والرب: المدبر، -وهذا يختلف من شخص لشخص- فلله التربية والتدبير عامة وخاصة.
فالعامة: تشمل الحيوانات وتشمل الكفار،
والخاصة: تكون في حق أوليائه، وقبل أوليائه أنبيائه.
ففي: قبول فيه توفيق، وفي: قبول فيه جبر قلب -تكثر حسناتك- : “دعاء السوق” تأخذ حسنات كثيرة، والقائل لا يشعر أن حاله تغير وأن قلبه يتغير، وفي نوع من أنواع القبول يسقط من الذمة فقط، في صحيح مسلم: أن الله لا يقبل صلاة عبد آبق. في رواية: آبق من مولاه. وفي السنن والمسند: إن الله لا يقبل صلاة شارب الخمر أربعين يوماً. س: ماذا يعني لا يقبل ؟
ج: يعني شارب الخمر يترك الصلاة ؟ الذي آبق من مولاه يترك الصلاة؟ الجواب: لا، هذا لا يقبل، يعني فقط -قبوله- سقوط من الذمة، فبعض أنواع القبول سقوط من الذمة، وبعض أنواع القبول كثرة الحسنات، وبعض أنواع القبول ترفع الدرجات، وبعض أنواع القبول أن يكون لك شأن عند الله، الناس تكيد بك والله يكيد لك،….. -العلماء سابقاً و لاحقاً كالربانيون كأمثال شيخ الاسلام ابن تيمية- شيخ الاسلام سجن ووضع في السجن ومات في السجن، على مسائل الطلاق، من طلق بالثلاث تقع طلقة ولا ثلاث؟ شيخ الاسلام كان يقول: طلقة . وكل علماء في ذلك الوقت كانوا يقولون: ثلاثة، ………… يقول ابن القيم: كتب “شيخ الإسلام” ألفين ورقة في المسألة. -ألفين ورقة، شيخ الاسلام كتب في هذه المسألة- و يا ليت ابن القيم في كتابه البديع (إعلام الموقعين) ما ذكر هذه المسألة، كأني به كتب كتاب أعلام الموقعين في أوج هذه الفتنة، فأكثر من المسألة، كلما تجلى وذكر أسرار الشريعة وحكمها وكاد أن يطير إلى أعلى مكان، يرجع على مسائل الطلاق…… الخلاصة: اليوم العالم كله، كل محاكم الدنيا -كل محاكم الدنيا اليوم- الشرعية تحكم بمذهب شيخ الاسلام ابن تيمية، فوالله لولا أنه صادق ما وضع له هذا الأمر، -لولا أنه صادق- و مات على هذه المسألة، (إنه من يتق ويصبر)، (من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) “هذه قاعدة” سنة باقية إلى يوم الدين مثل قواعد الفيزياء والرياضيات والكيمياء (تقوى وصبر) الله ما يضيعك . وسيظهر فضلك وعلمك وينسب لك الخير ولو بعد عشرات السنوات، و لو بعد مئات السنين: (أنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)، هذا القبول، هذا القبول الذي أقول عنه، القبول أن تكون في رعاية الله وعنايته وفي حفظه، وأن الله يحفظك، و أن الله الذي يرعاك، ولو أن الأمة إنسها وجنها أولها وآخرها تآمروا عليك لا يقدروا عليك، و أنت ضعيف أعزل لا تملك شيئاً، هذا شاهدناه هذا نحن لمسناه وشاهدناه، سواء فيما قرأنا في التاريخ، أو في ما عايشنا، كم مرة مكر بالشيخ الالباني -رحمه الله- والله قامت عليها مؤامرات لا يعلم بها الا الله .
وزير أوقاف يكتب في الشيخ الألباني لوزير الداخلية يقول: عندنا شاب طائش يكفر الناس يصعد المنبر وما عنده إقامة: (سفروه) وكتب له بالتسفير -كتب بالشيخ بالتسفير- ولما رفع الأمر إلى جلالة الملك -رحمه الله- الملك حسين، فقال اتركوا المشايخ حلوا مشاكلكم مع بعض، إتركوا الألباني للجهات المختصة، سمعوا كل أشرطة الشيخ، وقرأوا كل كتب الشيخ، وفتشوا عن التقرير وجدوا الشيخ مسن يزيد عن السبعين، شيخ لا يخطب أبداً .
أرسل الشيخ نوح القضاة رحمه الله للشيخ الألباني .
فقال للشيخ: أنت تكفر الناس ؟
قال له الشيخ الألباني:
يا شيخ نوح لو واحد جاهل قام يصلي ركعتين سنة الظهر وأنتم تقولون بسنية الجهر بالنية، فهذا الرجل قال: نويت أن أصلي ركعتين سنه الظهر البعدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أيش تقول فيه ؟
قال الشيخ نوح: هذا كافر .
قال الشيخ الألباني : أنا لا أكفره ، هذا جاهل، هذا يريد أن يصلي لله ولكنه لا يفهم ماذا يقول، أنا لا أكفر أحدا حتى أعلمه، وحتى أقيم عليه الحجة، إلى آخره .
الناس تكيد به -ومن كان من هذا النوع من الناس- الله يكيد له ؟ فرق بين الكيد لفلان والكيد بفلان، فالله كاد ليوسف، فكيف تآمر عليه إخوانه، وكيف كان المآل كاد الله ليوسف عليه السلام، فهذه النصرة وهذا القبول، هو الذي يطمع به العبد، هو الذي يشعر كل لحظة أنه في حفظ الله، وأنه مع الله، يشعر أن الله يراه، الله يسمعه، هذا الذي أقول: لا تطمع بالحسنات “فقط” الطمع بالحسنات نوع وتدريج لك، حتى تستقيم على أمر الله جل في علاه، ومنه يعلم جواب سؤال يكثر عنه الناس، وكثير من الأخوة يقولون يا شيخ أنا أول ما استقمت أول ما صليت أول ما استقمت كنت أجد لذة في الصلاة، وبعدين اللذة ذهبت، لماذا ؟ الجواب: الله جل في علاه من رحمته ألف قلبك، فحتى يحبب لك الصلاة وضع لك اللذة، وقال لك دير بالك في أسباب لقساوة القلب، أنت أهملت فرجع قلبك قاسي، فأول هذه اللذة سببها أن الله ألف قلبك بها، الله حتى يحبب لك الصلاة ألف قلبك ووضع لك هذا، أسأل الله ان يجعلنا وأياكم من المقبولين .
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 5 27
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.