http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160829-WA0024.mp3الجواب : البِلياردو طاولةٌ، وفي أيدي أصحابِها خشبٌ يضربون كراتٍ بعضِها بعضاً ويُسقِطونها في مكان معين، فهيَ أقربُ لِلَّهوِ، لكن البلياردو فيها مشياً كثيراً؛ يعني الذي يلعبُ البلياردو ويشتغلُ (وقدْ قرأتُ فتاوى المُعاصرين قديماً)، ففيها مشي كثير، ولذا هيَ ليست لهواً خالصاً، فهي لهوٌ فيهِ شيءٌ من فائدةٍ للبدن، لذا يذهبُ كثيرٌ منَ العُلماءِ المُعاصرين إلى أنَّ البلياردو فيها كراهة؛ لأنَّ اللَّعبَ فيها الغالب، ولا يجزم بالحرمةِ للفائدةِ التي تصحَبُ هذا اللَّهوِ ، فهُم لا يجزمون بالحرمةِ وإنّما يقولون بالكراهةِ،
بخلافِ الألعابِ الخالصةِ التي يصرف الإنسانُ قوَّته الذهنيَّة والعقليَّة فيها، مثل *لعب الشدة* ومثل *لعب النرد* ومثل هذه الألعاب، فمثلًا من يلعب الشدَّة لمّا يرجع إلى البيت لا يستطيع أحد أنْ يتكلَّم معه، ولا يستطيع أنْ يتُابع بيتا ولا ولدا ولا يحلُّ مُشكلةً؛ فكل قوّته العقليَّة أين وضعها الآن؟ وضعها في لعب الورق، ورجعَ الى البيت يُريد راحة.
لذا لعبُ أوراق الشدَّة والمقاهي -الظاهرة الآن- ظاهرةٌ سيئةٌ في المجتمع، وللأسف عليها رواج، والشيء المُحزن الذي أنا الآن لا أكادُ أُصدِّقه أن يصطحبَ الإنسانُ زوجته في صالة كلٌّ جالسٌ مع زوجتِهِ، (ويدخّن الأرجيلة) هو وزوجتُه أمامَ أصحابه ويَرى ويُرى، أمر عجيب! طيب أنتَ تُشعِلُ الدُّخان وهو حرام (طبعًا الأرجيلة نوع من أنواع الدخان)، افعل هذا في بيتك، أستر على نفسك! هذه معصية وينبغي أن تستر على نفسك! الُمدخِّن إذا كان قدْ بُليَ بشرب الدُّخّان (والدُّخان حرام) لا يجوزُ له شرعاً أن يُدخِّن أمامَ النَّاس! بعض الناس يأتيكَ للبيت حتى يحرق السيجارة عندك! يا رجل اتَّق الله! يا رجل عظِّم أوامر الله! يا رجل اتّق الله، لا تُدخِّن أمامَ النَّاس، لا تدخن أمام أولادك، هذه معصية! تَستَّر! لا يجوزُ لك أنْ تُظهرَ هذه المعصية، أنا مستغرب رجل يصطحب زوجته! شيء عجيب جداً!!
فهذه الألعاب لا تُسمنُ ولا تُغني من جوع، لا فائدةَ منها، طاقةٌ ذهنيةٌ كثيرةٌ تُصرف، لا يستطيع لاعب الشدة أن يفعل شيئا بعدها أبدًا.
في الصحيح عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه»، قال عُلماؤنا: الإنسان قبلَ ما يأكل خنزيرًا يغمس يده فيه، فقبلَ ما يأكل الإنسان اللحم يغمس يده باللحم، فشبَّه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الذي يلعبُ النرد كالذي يَغمسْ، والقمار هو اللحم، فقالَ عُلماؤنا: هذه الألعابُ الدست [وهو مرجل صغير من نحاس] يدعو فيها إلى دست، كالخمرِ الكأسُ يدعو فيها إلى كأس. لمَّا ذكر الإمام ابن القيّم في تفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:٩٠]، قال: ما سرُّ ربطِ الخمر مع الميسِر؟ قالَ: لأنَّ الدست يدعو إلى الدست، ولأنَّ الكأس يدعو الى كأس، كلاهما فيه إدمان، وكِلاهُما (لعب الشدة ولعب النرد وما شابه) كلُّها مُقدِّمات لأكلِ القمار، فقبل الأكل يكون مرَّ في مرحلةِ الغمس؛ فالإنسان قبل ما يأكل يغمس يده، فلعبُ الشدَّة ولعب النرد وما شابه فإن النبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- شبَّهَهُ بالغامس، غامِس يده في خنزير ، الأمر مُقرف!! فالنبي صلى الله عليه وسلم- يُنفِّر فيقول لاعب النرد كالذي يغمس يده في لحم خنزير.
فهذه كلُّها الألعابُ التي لا فائدةَ فيها من المُحرَّماتِ الشرعيَّة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي