السؤال العاشر: قال الله تعالى عن الأشهر﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُوا۟ فِیهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَـٰتِلُوا۟ ٱلۡمُشۡرِكِینَ كَاۤفَّةࣰ كَمَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ كَاۤفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [التوبة ٣٦]، ونحن الآن في شهر “رجب” وهو من الأشهر الحرم، نصيحة يا شيخنا لنا جميعاً في هذه الايام؟
الجواب: أولا هذه الأيام عظيمة، فيسنّ للإنسان أن يجمع نفسه من أن يكثر من طاعة الله جل في علاه.
لم يثبت شيء في رجب على التعيين، إلا أنه من أشهر الله الحرم.
وأشهر الله الحرم تعظم فيها طاعة الله تعالى، وكل أدرى منكم بحضور قلبه، إلا صاحب القلب الميت، وحاشاكم أن تكونوا كذلك.
بعض الناس للآن لا يعرف قلبه كيف يحضر، بعضهم يحضر قلبه بالصدقات، وبعضهم بقراءة القرآن، وبعضهم في صلة الرحم.
يعني جميل قبل الساعة الأخيرة الجمعة تكون في صلة رحم وأن تكون ناويا فيها عبادة من العبادات، يعني أن تتقصد الأيام الطيبة، الطاعات التي يحبها الله والتي تجد لها أثراً.
هنالك عبادات مبتدعة كثيرة، وهنالك عادات جاهلية عربية كانت موجودة في الجاهلية ولا سيما عند قبيلة مضر، فمضر كانوا يعظمون رجب، وكان إذا دخل رجب عظّموه كما كانت العرب يعظمون الأشهر الحرم.
فكان عمر لما يرى ويتقصد أهل مضر وكان بعضهم يصوم الشهر بتمامه، فكان عمر رضي الله تعالى عنه يضرب أيدي الرجبيين الذين هم مضريون.
وهنالك صلوات مبتدعة ومنها صلاة الرغائب، وصلاة الرغائب تفعل في أول ليلة جمعة في شهر رجب، التي هي ليلة أمس، الآن أهل البدع والعياذ بالله أحيوا الليلة هذه بصلاة تسمى صلاة الرغائب، وهي صلاة مبتدعة، ووقع مساجلات بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام، وشيخنا الألباني رحمه الله طبع كتيبا في المساجلة التي حصلت بين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام .
وحكم أهل العلم على صلاة الرغائب بالبدعة.
فرجب شهر من أشهر الله الحرم لم يثبت في صيامه شيء على التعيين، ولا يوجد فيه صلاة خاصة على التعيين كصلاة الرغائب، وإنما هو من أشهر الله الحرم التي تعظم فيها عبادة الله تعالى بعموم الطاعة.
فاحرص أن لا تظلم نفسك، وظلم النفس أن تفعل المعاصي و الموبقات، فإذا كنت مبتلى والعياذ بالله ببعض الأوساخ والقاذورات، وبعض المعاصي، فابتعد وخف من ربك كما لو أنك كنت في بيت الله الحرام، فالله عز وجل يعظم الزمان، ويعظم المكان، فعظم هذه الأشهر حتى تتفقد نفسك، وتقبل على الله عز وجل وتقلع وتبتعد عن المعاصي.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٦ – رجب – 1439هـجري.
٢٣ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatwa/2042/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍