الفرق بين الكتابين يعرفه المشتغلون بعلم الحديث. ومعرفة ذلك للمشتغلين بعلم الحديث يترتب عليه ثمرة، وهي مهمة، وتجعل طالب علم الحديث يحرص على الكتابين.
في “تهذيب التهذيب” يذكر ابن حجر في ترجمة آخر راو من رواة الكتب الستة، يذكرما فات المزي في “تهذيب الكمال” ويبدأ ذلك بقوله : ((قلت)) فإن المزي يذكر أقوال أئمة الجرح والتعديل في كل راو. فيقف ابن حجر على أقوال أئمة آخرين في الراوي فيذكرها. وغالباً ما تكون الزيادة من أقوال ابن سعد ، مسلمة بن القاسم، ابن القانع والنسوي. وابن حجر أخذ هذه الزيادات من مغلطاي في كتابه : “إكمال تهذيب الكمال” الذي طبع كاملاً من قريب .
ثم إن المزي يذكر أسماء شيوخ وتلاميذ كل راوي، ويعمل جاهداً على الحصر والإستقصاء، ويرتبهم على حروف المعجم. وابن حجر يختصر ولا يذكر أسماء جميع التلاميذ والشيوخ. وإنما يذكر المختصين بالشيخ المترجم له من الشيوخ والتلاميذ، ويقلب ترتيب المزي. فيرتب على المختصين بالشيخ، فالذي يقدمه يكون من طبقة متقدمة عن طبقة الذي يؤخره، سواء في الشيوخ والتلاميذ. فإذا أردت قراءة ترجمة راو ومعرفة أخص تلاميذه، أو أخص شيوخه فتعرف ذلك من “تهذيب التهذيب” أما في تهذيب الكمال فلا تستطيع معرفة ذلك. فإن بعض الرواة كشعبة وسفيان يصل عدد شيوخهم الى مئات. فابن حجر يبدأ بذكر أكثر الناس التصاقاً بالمترجَم له، فكل من الكتابين فيه زوائد وفوائد عن الآخر. والله أعلم.