ابتلاء العبد في الحياة والطريقة الشرعية في تعامله مع هذا البلاء وما يترتب عليها من…

الواجب على المسلم أنْ يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره ، وغالباً ما يكون المُر فيه خير ، وإذا لم يكن هذا الخير في الدنيا فهو في الآخرة .
المؤمن لا يشاك بشوكة إلا ويكتب له فيها أجر، ففي الحديث عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، ليبلوكم بالخير والشر فتنة ، فالمبتلى بالخير وبالصحة وبالمال وبالعافية فهو بفتنة ، والمبتلى بالقلة وبالضعف هو بفتنة ، والواجب على الإنسان أن يؤدي حق الله في هذه الفتنة بأن يلتزم بما ينزل في هذه النازلة من أحكام ، في أن يترك داعيَ هواه وأن يستجيب لأمر مولاه جل في علاه .
وعلماؤنا يقولون : من أصيب بمصيبة أولاً يتذكر الأجر الذي فيها ، ويتذكر قصوره تجاه ربه وأنها تكفر عنه ، وليتذكر النعم الكثيرة التي بقيت في غير هذه المصيبة ، وليتذكر مصيبة غيره ، فإن غيره قد أبتلي بأشد من هذه المصيبة ، ثم يحتسب الأجر .
وما أشك أنه ما يجري على هذه البسيطة من أحداث جليلة أو صغيرة إلا ولله فيها حكمة ، والعاقل من يتلمس هذه الحكمة ، ومن ينظر إلى الأمور بنظرة ربانيّة فيها موعظة وإفادة ، يستفيد الإنسان ، وليس الخبر كالمعاينة كما يقولون .