السؤال أخ يسأل فيقول فإن الضرورة تدعو إلى الرد على المدعو عدنان…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/.mp3الجواب : بلغني أن بعض إخواننا كتب كتاباً مؤلفاً في الرد عليه، وقد وفُّقَ فيه ولله الحمد والمنة.
اعلم علمني الله وإياك أنه لا يوجد خيرٌ أو شر ٌ وليس له أصول وجذور عند السابقين.
فأهل الخير في هذا الزمان وفي كل زمان لهم أصول موصولة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، والتابعين.
وأهل الشر؛ ما أحد يأتي بشر جديد، الوسائل هي الجديدة يعني الوسائل ( المايكروفون، والفضائيات، والتسجيلات، والاسطوانات ) هذه الوسائل جديدة، لكن أصل المادة أنه لا يوجد شر ليس له ماضٍ، ولا يوجد خير ليس له ماضٍ
هذا الرجل لم أسمع به .
وقالوا كأنه غزي من غزة، مقيم في أستراليا، كأني سمعت من بعض إخواننا هذا.
وأنا أريح نفسي ، وقلبي ، وعقلي، ووقتي ، وأعصابي؛ من شر الاتصالات الحديثة .
وإخواني جزاهم الله خير يصورون، ويبثون ، فهذه مشاركتي فيما يسمى بـالنت إلى آخره.
وأنا أقول لإخواني:
لما كنّا طلاب صغار في الابتدائية، أدركنا هذا ، كنّا نرى الشتائم، والسب، والعبارات القبيحة وغير المليحة، الله يعزكم، كنا نراها على أبواب المراحيض ، كنّا نرى هذا، وكلنا نعيش تقريباً-
في بيئة واحدة.
المرحاض اليوم الذي يكتب عليه، بدل المرحاض الذي كان يكتب عليه قديماً اليوم هو الذي يسمى (( بـالنت )) ، هذا شبيه بالمرحاض سابقاً .
والنت يحرم شرعاً أخذ العلم منه، إلا من رجل موثوق.
قال : والله الحديث من صححه ؟
قال : صححه النت وضعفه النت.
أهلاً وسهلاً بـالنت.
أخذت الحديث ، وصححه النت، وضعفه النت، من النت ؟
ما ندري من النت ؟
هذا حرام شرعاً ؛ أخذ الفتوى عن النت حرام شرعا ً؛ هذا فيه ما هب وما دب ، وما درج وعرج ، الكل يشارك.
والنبي عليه السلام أخبرنا في آخر الزمان : إعجاب كل ذي رأي برأيه .
وإعجاب كل ذي رأي برأيه يظهر -الآن في النت .
شرعا ً؛ لا يجوز لك أن تأخذ الأحكام، ولا يجوز لك أن تشاهد هؤلاء الضُلّال، هذا النت بهذا الوصف المذكور .
هذا المدعو ( عدنان إبراهيم ) هل أتى بشر جديد ؟
ما أتى بشر جديد .
هذه الأصول التي ذكرها الأخ :
التشكيك في الصحابة .
التشكيك في الأحاديث .
اعمال العقل وترك النقل .
هذه الأصول أصول من ؟
هذه أصول المعتزلة .
دين المعتزلة على ماذا يقوم ؟
تقديم العقل على النقل .
دينهم كله قائم على تقديم العقل على النقل هذه أصول المعتزلة .
فبكل سهولة واحد يدعو إلى الاعتزال ماذا نقول عنه ؟
نقول عنه : ( ضال ) ، ( مضل ) ، ( مبتدع) ، وارتحنا وخلاص.
ولكن أنا أدعو إخواني الذين يضيعون أوقاتهم على النت، ويسمعون لمثل هذا الرجل، لماذا تنشغلون به ؟
ألا تعرفون أئمة أهل السنة ؟
لماذا لا تسمعون لأئمة أهل السنة ؟
لماذا توجعون عقولكم، وتوجعون قلوبكم، وتملأون أوقاتكم بشر ؟
والله يا إخوة بعض الشبه التي تلقى ، العالم حتى يفنّدها يحتاج إلى ساعات من البحث.
فكيف لما ترد الشبهات؛ شبهة وراء شبهة، شبهة وراء شبهة، على قلب العبد في هذه الحياة ؟
هذه الشبه لها أثر، ولا بد أن يظهر لها أثر، ولو في سكرات الموت.
يقول الإمام ابن القيم :
نصحني شيخي ابن تيمية رحمه الله فقال لي :
يا بني اجعل قلبك كالمرآة، ولا تجعله كالإسفنجة؛ فإن المرآة إن وقعت عليها الشبهة، عكستها، وإن الإسفنجة إن وقعت عليها الشبهة، مصتها ، ولا بد أن يظهر أثرها ولو على فراش الموت .
أن يلقى العبد الله، وهو يبغض أصحاب رسول الله ، أعوذ بالله ،ما أقبح هذا العبد .،ما أسوى هذا العبد .
أن تلقى الله، وأنت تبغض أحباب الله عز وجل، وأنت تبغض من ناصر النبي صلى الله عليه وسلم .
يا جماعة معاوية النبي عليه السلام ناسبه ، النبي عليه السلام أخذ أخت معاوية، لو كان معاوية قبيح، أو كان معاوية رديء، أو كان معاوية سيء، -يعني- فلم يجد النبي عليه السلام أن يناسب إلا السيئين ؟!!
الناس أليس لهم عقول ؟!!
إذا كان بعض أئمة أهل السنة يقول عن معاوية :
هو خال المؤمنين.
يا من تطعن في معاوية، أنت تطعن في خالِك .
لماذا خالنا معاوية ؟
لأن أخته أمنا ؛ فهو خالنا
ولذا كان بعض الأئمة ( كابن المبارك ) يقول :
إن الغبار الذي دخل في أنف دابة معاوية خير من ملئ الأرض من أمثال عمر بن عبدالعزيز .
لأن أهل البدع يطعنون في معاوية فيقولون : عن عمر بن عبدالعزيز ( الخليفة الراشد الخامس ) .
الذي يقول عن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الراشد الخامس ماذا يريد ؟
يريد الطعن في ( معاوية ).
بعض الخلق لما يريد يطعن يمدح من يقابل ، باعثه في المدح الطعن.
فمن يقول عن عمر بن عبدالعزيز، وهو من الصالحين، وهو من أهل العدل، وممن نحبه، وأسأل الله أن يحشرنا وإياكم معه، مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لكن أين التابعي من الصحابي .
العلماء يقولون :
الصحابي الذين رأى وجه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صبي رضيع ، ولم يميز شيئاً، قالوا: رؤية النبي عليه السلام، لها ميزة خاصة، ولها أثر في داخل العبد، ويُرفع العبد بها رفعةً ما ينالها أحد البتتة.
فالصغير الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وما سمع منه شيئاً هذا له منزلة.
هذا علماؤنا يقولون عنه ماذا ؟
يقولون : هو صحابي من حيث الرؤية ، تابعي من حيث الرواية ، وروايته نعاملها معاملة التابعين، ومن حيث الرؤية نعاملها معاملة الصحابة.
هذه الرؤية لها أثر على صلاح العبد، هذه الرؤية لها أثر على باطن العبد.
فكيف بمن ناسب النبي -صلى الله عليه وسلم ودخل عليه، ودخل النبي عليه، إلى آخره…..
فهؤلاء الذين يطعنون في هؤلاء لا يتقون الله؛ يشككون الأمة في ثوابتها ، وبدلاً من أن نحافظ على ثوابتنا ونمضي لنخدم ديننا ونشره، أصبحنا للأسف نقف ونرجع إلى الوراء، ونرجع للوراء ونحتاج إلى أن نبقى نرد على هؤلاء الذين يشككون للأسف في ثوابت الأمة .
بتاريخ : 17 – 10 – 2014
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?