http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/س-9.mp3http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/س-9-1.mp3الجواب : المسألة قائمة على أصل وهذا الأصل هل الإبراء قبض أم لا ، فمثلا رجل له على آخر مبلغ فأراد أن يسقط المبلغ من ذمته ويحسب هذا الأمر من الزكاة .
العلماء مختلفون من أبرأ آخر فهل هذا الإبراء قبض لأن الله تعالى يقول عن الزكاة (خذ من أموالهم صدقة ) فالأخذ هو ظاهر الآية ولذا علماء الشافعية والحنابلة في مثل هذه الصورة لا يرون جواز اسقاط الدين وجعل ذلك من الزكاة ،ولأن النبي ” صلى الله عليه وسلم “كان يبعث السعاة ويأخذون من الناس المال، وجواز الإبراء مدعاة للتحايل على هؤلاء فكل يقول أنا أسقطت دينا وأنا أبرئت ذمة وهذا أمر ما كانوا يعترفون به فعلماء الشافعية والحنابلة لا يرون هذا وعلماء الحنفية والمالكية يقولون الإبراء دين ما الفرق بين أن يأخذ هذا الانسان الدين ثم بعد أن يأخذ الدين يرجعه للفقير فيقول خذ هذا زكاة قالوا لا مرة واحدة الإبراء قبض ، فأنا اذا أسقط شيء فهذا يحسب من الزكاة هذا مدعاة لألا تقع التزكية تزكية النفس (تطهرهم وتزكيهم بها )، فالزكاة تطهر المال والزكاة تطهر النفس والبحث عن الدين الذي لا يستطيع صاحبه أن يسده فتبرؤه فهذا ما فيه تزكية للنفس ما زكيت نفسك من الشح وحب المال ، فالمسألة حدها هكذا يمكن الجمع بين القولين فيقال لو أنك أبرأت بمقدار ما تعطي فقد يكون لهذا وجه يعني أنا في العادة مثلا زكاتي ألف دينار بالعادة أعطي هذا مئتي دينار وهذا مئتي دينار فأنا أبرء الفقير بمئتي دينار وأبقي ثمان مئة دينار فهذا له وجه أما أبدأ أبحث عن الديون الميتة والديون التي لا يمكن استحقاقها ثم أبدأ أبرء فلا يقع مني تزكية لنفسي ولا تطهير لمالي بل تجعل الانسان يزداد شحا ويزداد بخلا ويزداد تمسكا بالمال فهذا فيه ما فيه والله تعالى أعلم.
فتاوى الجمعة: 3/٦/ ٢٠١٦
↩رابط الفتوى:
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن