http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170516-WA0041.mp3الجواب :-
طبعا الكلام مفصل مبين في أشياء كثيرة وفي مجالس عديدة، لكن الخلاصة.
أولا:- القول بأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ليس أمرا متفقا عليه بين العلماء ،وردَ الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال إماما الدنيا في الحديث الإمام البخاري والإمام مسلم فيقولون الحديث الضعيف لا يستدل به حتى في فضائل الأعمال ،وهذا قل من يعرفه من الناس وهذا اختيار ابن حزم وهذا اختيار ابن العربي المالكي ،فأصل القاعدة منفية عند أصحاب الصحيحين هذه الأولى .
الثانية:- من قال أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال اشترط شروطا، وممن فصل في هذه الشروط ابن حجر في كتابه تبين العجب في فضل رجب ففي أوائلة ذكر شروطا
الشرط الأول :- يجب على المستدل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن يبين ضعفه .
يعني اليوم واحد – وهذا جرى معي في بعض المساجد قريبا من هذا الحي- يذكر حديث منكر وضعفه شديد فقلت له يا أخانا جزاك الله خير الحديث الذي استدللت به حديث لم يثبت، قال يا شيخ الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال،
فإذا استدللت بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال يلزم منك تبين أن الحديث ضعيف وبعضهم يقول لو كان البيان عند أهل الصنعة بقولك ” روي ” ” حكي ” ،فنسبته بصيغة التمريض لا بصيغة الجزم اليوم لا يكفي اليوم ، بعض الخطباء على المنبر يقولون روي في الصحيحين ،وروي في الصحيحين غير ممكن فالتركيب غلط، وروي يذكر عند الحديث الضعيف والناس ما بتعرف يعني لو كانوا طلاب علم الأمر سهل .
فأول شرط للعمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال أولا أن تبين ضعفه . ما يجوز تستر جهلك وكل ما قيل لك حديث تقول الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، كل واحد اليوم يذكر كل حديث موضوع وكذب ثم يقول لك يجوز ذكره في فضائل الأعمال، هذا الكلام غير صحيح وهذا الإطلاق لم يقل به أحد أبدا فهذا صنيع الجهال .
الشرط الثاني :- أن يكون ضعفه يسيرا أن لا يكون مكذوبا أن لايكون مطروحا أن لا يكون منكرا أن لا يكون باطلا .
الشرط الثالث :- أن لا يستقل بعمل فيه عبادة خاصة وإنما تكون العبادة قد ثبتت من نصوص أخرى، يعني لو جاءتنا عبادة مثل صلاة حفظ القرآن بحديث ضعيف جدا عند الترمذي والإمام الترمذي ضعفه في جامعه، فلا يجوز واحد يصلي صلاة حفظ القرآن، وفي هذه الصلاة نكارة ففيها قراءة قرآن في السجود ،صلاة حفظ القرآن فيها قراءة بعض السور في السجود حتى تحفظ القرآن، بخلاف فضائل الأعمال في حديث ورد في صلاة الضحى، صلاة حفظ القرآن ما ثبتت ولا في أي نص معتبر يعني تصلي صلاة أربع ركعات تقرأ الركعة الأولى بكذا وتقرأ بسورة كذا في السجود في تفصيل طويل هذا يخالف ما في صحيح مسلم ” نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قرآءة القرآن في الركوع والسجود فهذا لا يؤخذ به في فضائل الأعمال ،ولكن حديث ضعيف ورد في فضل الضحى ،والضحى ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ،فرغبك بأن تصلي صلاة الضحى التي هي ثابتة في النصوص الأخرى فلا حرج ،فالقول أن الحديث الضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال هكذا على العموم هذا ما قال به أحد ،وإنما مذهب الجماهير جواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط .
والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor