السؤال الثالث عشر أنا أعمل مهندسا في إحدى المؤسسات وأتيحت لي الفرصة للإنتقال إلى…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-13.mp3 
الجواب : أنا أنصح أن يُحَكِّم الله تعالى وشرعه في كُل شيء { إنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ } [الأنعام: ٥٧]. وقال جلّ وعلا :{*وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ *} [الشورى: 10].
 
والواجبُ على العبد أن يَمتثِل أمر الله عز وجل ، ولا يجوز شرعاً للعبدِ أن يتعاون مع غيرهِ بأجر أو بغير أجر في الإثم والعدوان {*وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ *}  [ المائدة :٢] .
فإذا أنتَ صنعتَ مثل هذه الأشياء التي تُعِين على العُدوان فهذا ممنوع ، فالبنك يَحْرُم العمل فيه للذي يصنعُ الشاي والقهوة والحارس ، لأنَّ هذا كُلَّه من باب التَّعاون على الإثمِ والعُدوان ، فأن تنال القليلَ الحلالَ تكون فيه بركة عظيمة ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه ، وأمَّا إن كُنتَ تستطيع أن تُجزِّئ  العمل ، فتقتصر على الحِل دون الحُرمة فلا حرج، أن ترغب بأن تنالَ راتباً أعلى أو ما شابه ولكن المُهم أن لا تعمل إلا في ما أحلَّ الله عزّ وجل لك.
 
أحد الإخوة مُحاسب جاءني من قريبٍ يقولُ  : اعتذرت عن كُل شيء حرام ، كُنت أشتغل وما يقربوني ، قال فجاؤني وقالوا لي : أنَّ الأمر كيت وكيت ، قال والمسؤُولين عن الشركةِ مُلَّاكها نصارى ، قلت: نصيحتي أن تعتذر ، فتردّدَ ثمّ اتَّصلَ بي بعد فترةٍ (بعد يومين أو ثلاثة ) فقال لي اعتذرت ، وقلت هذا حرام والذي يمنعُني ديني ؛ فأنا المسائل الرَّبوِية وكذا لا صِلةَ لي بها ، فإن قَبلتُم كُنت وإلا فلن أبقىِ بالعمل هذا ، قال : فجاءني قرارٌ بأنْ أنتقِلَ من قِسمِ المُحاسبةِ إلى أمين مُستوْدعات الشركة فتضاعف راتبي ( قد أصبح راتبي الضعف) فأصبحتُ مسؤولًا عن مجموعةٍ من العُمَّالِ ومسؤولًا عن مُستوْدعاتِ هذه الشركةِ .
 
اعلم عِلْم اليقين، إن تركت شيئاً لله فلا بُدَّ أن تُعوَّض خيراً منه، لا بُدَّ أن تُعوَّض خيراً منه ، اعلم عِلْم اليقين أنّكَ إن تركتَ لذتك وشهوَتك ومصلحتك من أجل الله عزّ وجل لا بُدَّ أن تعيش في نعيم وفي خير لا يعلمه إلا الله عز وجل ، كيف؟ ! ليس عملي ولا عملك هذا أمر الله عزّ وجل وعمله ، المُهم أن يرى الله تعالى في قلبك صدقاً وإخلاصاً وأن يكون التَّرك بصدق وإخلاص، وأمَّا أن تتذرَّع بالدين وأنت تُريد شيئًا باطناً لك مَقصد آخر ، فالتحايُل على الله عزّ وجل لا يَصلُح ، لا يمكن لعبد أن يغْلِب الله عزّ وجل ، ولكن إن تركتَ شيئاً لله لا بُدَّ أن يُعوَّضك الله خيراً منه.
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .