http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/س13.mp3*السؤال الثالث عشر: زوجتي تدّعي أنها عندما كانت عند بيت والدها كانت أحرص على قراءة القرآن و أداء الفرائض مع أنّي دائماً أذكرها بالصلاة وقراءة القرآن، وأنا الآن أذكرها على الطاعات، وأصبحت تتمنى انها لو لم تكن متزوجة.*
الجواب: الله المستعان، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الزوج راع والأصل في الإنسان إن تزوج أن يزداد دينه وأن تزداد طاعته، النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( *إذا تزوج الرجل فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر* )، أعداء الإنسان الشهوة والشبهة، فبالزواج تزول الشهوة المحرمة ومع وجود العلم الشرعي تكون الشبهة قد زالت فيكتمل دين الرجل.
والمرأة ينبغي أن تحتسب وأن تعلم أن رعايتها لأولادها عبادة، وأن العبادة بمفهومها الخاص الذي له أثر على القلب مع ازدحام الأعمال قد يضعف أثر العبادة ولا يلزم من ضعف هذه الآثار أن يكون الحال عند وجودها أحسن، في البخاري تعليقاً كان عمر يقول: *كنت أجهّز الجيوش وأنا في الصلاة،* عمر عندما أصبح أمير المؤمنين ففي المعارك الحاسمة الكبيرة وهو في الصلاة يجهز للجيش (فلان قائد فلان ميمنة فلان ميسرة وهو في الصلاة)، شيء يهجم عليه، شيء جلل لم يصبح يجد تلك الآثار التي يجدها العابد لأنه مشغول بأمر الأمة.
أيهما أحسن عمر أم إنسان في مملكته معتزل الناس وجالس و خاشع ويقرأ القرآن ويذكر – أعمال جليلة – ويجد آثارها وأنوارها في حياته وعلى قلبه؟
والله عمر أحسن والله عمر أحسن.
لا يجد أثر العبادة لكنه أنقذ أعداداً كبيرة من النار وأعزّ الله تعالى به الإسلام.
إمرأة تزوجت في بيت أهلها مدللة تقرأ القرآن وتجد آثار القرآن في حياتها وعندها صويحبات تجتمع مع صويحباتها، وكلام النساء الصالحات إذا اجتمع بعضهن مع بعض أغلب كلامهن يميل إلى الرقائق ويميل إلى تذكر اليوم الآخر وهذا حسن، فتزوجت هذه المرأة وأكرمها الله بثلاثة أو أربعة أولاد في أول الزواج؛ تقوم وتقعد وتطعم هذا وتنوّم هذا وتنشغل بهذا وهذا أشغلها عن عبادة ربها و الآثار القلبية التي كانت تجدها وهي في بيت أهلها قبل زوجها فقدتها، أيهما أحسن الأول أم الثاني؟
الثاني أحسن والأجر أعظم لكن بشرط الإحتساب ، لماذا ؟
هؤلاء الأولاد وذرياتهم إلى قيام الساعة في صحيفتك يا أختي.
فواحد يعمل لوحده يتحصل على مائة دينار، وواحد يعمل عنده ألف وكل واحد يتحصل على عشرة دنانير أيهما أكثر؟
الذي عنده ألف أكثر .
ولذا أجمع أهل العلم أن المتزوج أقرب إلى الله من غير المتزوج.
وأقول عن الإمامة في الصلاة – وهذا ليس عليه دليل – يقولون في الإمامة إذا وجد متزوج وغير متزوج من يتقدم في الإمامة؟
قالوا المتزوج يتقدم، فالمتزوج أحسن من غير المتزوج.
فيا أختي لا تظلمي زوجك واحتسبي، وأنت على حال إن أديت حق الله في زوجك فأنت تؤدين فريضة، وإذا أديت حق الله في أولادك فأنت تؤدين فريضة، وأنت في بيت أهلك هذه الفرائض كانت متروكة وما كنت تصنعيها وكنت منشغلة بالنوافل، فأنت الآن أحسن، فالذي ينشغل بالفرائض أحسن ممن ينشغل بالنوافل، فقد كان وقتك طويل وكنت تملئيه بالنوافل أما الآن فأنت كل وقتك مشغول بالفرائض، *فالمشغول بأداء الفرائض أقرب إلى الله من المشغول بأداء النوافل*، فحالك أحسن ولا تجعلي المقياس ما يقع في القلب ورقة القلب – لا يلزم – مثل صنيع عمر الذي ذكرناه .
فالجواب أنت في هذا الإستشكال غابت عنك أشياء فلو أنك تذكرتيها ، (ولا تغيب عنك هذه الأشياء إلا بسبب الغفلة وعدم الإحتساب)، المرأة إذا إحتسبت طاعة الزوج وخدمة البيت وخدمة الأولاد لا تشعر بشدة ولا تشعر بضيق، وإذا ما احتسبت يبدأ التأفف وتبدأ المقارنة – فالسر أنها لم تحتسب – إحتسبي واعلمي إنك على خير فيما تقومين به والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6ربيع الأول 1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1746/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor