http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/الدارقطني.mp3الجواب : كتاب الإلزامات في التَّتبُع ،الكتاب ظهر وخدمه الشَّيخ مقبل بن هادي الوادعي ، والشيخ مقبل رحمه الله تعالى من أهل الحديث ، ونقل كلمات العلماء في الإلزامات والتَّتبُع ، والإلزامات والتَّتبُع عبارة عن انتقادات وجهها إمام العِلل الإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني على الصَّحيحين (( صحيح البخاري وصحيح مسلم))ولم ينتقد أصول الأحاديث ، بل انتقد ألفاظ، وهذه الألفاظ غالبا تكون ثابتة في أنَّ الرَّاوي أدخل شيئاً في شيئ، وانتقد بعض الأسانيد .
البخاري ومسلم صحيحان ، لكن ليست صحة البخاري ومسلم كصحة القرآن ، ليس الذي ينازع في صحة بعض ألفاظ في البخاري ومسلم يكفر ، كالذي ينازع في بعض ألفاظ في القرآن ، وحقيقة الآفة والعلة في هذا الزمان أنه أصبح العلم مشاعا ” لكل الناس ، فموضوع العلل وموضوع انتقاد ألفاظ في الصحيحين هذه تكون لأهل الحديث وليست لعامة الناس ، نحن عامه الناس نقول لهم ما في الصحيحين صحيح ، يعني من حيث أن هذا القوْل له وزنه وقوْل ينهض للاحتجاج وأن تستنبِط منهُ الأحكام هذا أمر ما فيه شك لكن تبقى بعض الألفاظ وبعض الكلمات وهذا لأهل الصَّنعة ، الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم يقول : العلوم مناقب ومراتب ومنازل ، قال فمن انتقل من منزلة إلى منزلة ليست هي التي بعدها ضل وأضل ؛فاليوم على النت الجاهل يُصبح مُحدث ، والجاهل يصبح فقيه ، والجاهل يستدرك على العلماء ، ويقرأ كلام وهو لا يفهم الألفاظ ، مُتعلق بنتيجة أو بكلمة ، لذا النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنَّ من أشراط السَّاعه إعجاب كُل ذي رأي برأيه، وهذه ارهاصات إعجاب كُل ذي رأي برأيه ، واحد يأتي يقول لك البخاري فيه أحاديث ضعيفة ، قُل له ليس هذا بعُشَّك فادرجي ، هذا ليس بعملك ، هذا ليس فنَّك ، بعض الناس يتكلم بفير فنَّه ، لذا أعجبني بعض أساتذتنا في الحديث في الجامعة لمَّا جاء الشيخ محمد الغزالي رحمه الله المصري وكان قد ألف كتابه عن السُّنَّة ، وكان كتابه بمثابة القُنبلة.
قال الاستاذ ما وجدتُ أن أتكلم مع الغزالي إلا على طريقته.
قال : قلت له يا شيخ محمد الغزالي كتابك السُّنَّة الذي أثار ضجة قد طبع أربعين أو خمسين كتاب في رده.
قال: يا شيخ محمد الغزالي تكلمت في السُّنَّة في كتابك السُّنَّة وكتبت شيئاً هو ” ليس من اختصاصك ، وأنت دائما تقول عن الاختصاص ، وهذا الفن الذي ألفت فيه كتابك ليس من اختصاصك ، فأنت لست بمُحدث .
ومحمد الغزالي طلب من الشيخ الألباني رحمه الله يُخرِّج أحاديث فقه السِّيرة في كتاب فقه السيرة وكان يراسل الشيخ إذا استعصى عليه شيء في الحديث ، ثُمَّ ترك هذا الأمر وأعمل عقله فاعمل عقله في أشياء لا يُثبتها العقل ، والذي لا يثبتها عقله مباشرة يقول موضوع ، فحديث لا يأتيكم زمان إلا والذي بعده شر منه ، قال هذا مستحيل أن يقوله النبي صلى الله عليه وسلم، هذا موْضوع ، فلماذا موضوع ؟!!!.
قال له يا شيخ محمد الغزالي انت ألَّفت شيء وقرَّرتَ شيئاً في غير فَنِّك.
فقال له الغزالي يا أستاذ محمد أنا وجدت أولاداً يَعبثُونَ بالسُّنَّة فكتبتُ ما كتبت غِيرةً عليها.
فقال له الاستاذ محمد
يا شيخ محمد الغزالي أنت فتحتَ باباً لأولاد يُنكرون السُّنَّة.
لذا في الحقيقة محمد الغزالي غفر الله له وطبعاً مثله يوسف القرضاوي ، لكن يوسف القرضاوي عباراته غير ُمثيرة ، محمد الغزالي عباراته مثيرة ، فمن أخطر ؟
الثاني أخطر من الأول، فالثاني يُقرر نفس تقريرات محمد الغزالي ، ففتحوا بابا للعلمانيين وفتحوا باب لأصحاب العقل فردوا كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصارت هذه مدرسة ، فوجود بعض ألفاظ في الصحيحين لا يقلل من شأن الصَّحيحين .
كان إمام الحرمين الجويني يقول من حمل البخاري في يمينه ومسلم في يساره وقال امرأتي طالق إن لم يَكُن النبي صلى الله عليه وسلم قال جميع ما في هذيْن الصحيحين، قال امرأته لا تطلق .
لذا من سمات أهل البدع ليس من الآن بل من قديم ، من سمات أهل البدع أنهم لا يُعظِّمون الصحيحين، ومن سمات أهل الحديث وأهل السُّنَّة تعظيمهم للصحيحين ، فإنَّ للصحيحين منزلة وقيمة كالجبال الرواسي لا ينكرها إلا أصم ، أعمى طبع الله على قلبه.
لكن هل الصحيحين كالقرآن ؟
لا،الصحيحين ليسا كالقرآن ، لذا الخُلاصة والعُصارة ذكرها ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ورددها كُل من اختصر علوم الحديث وكل من دار في فلكه ، وجُل المؤلفات التي أُلِفت في علم المصطلح عند المتأخرين دارت في فلك ابن الصلاح فقال كلمه فصلا” ولخص جميع ما سبق فقال : وجميع ما في الصحيحين صحيح سوى أحرف يسيره تُكلِّمَ فيها ، أحرف يعرفها أهلُ الصَّنعة ،؛والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
9 ذور القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 12 افرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدُّرَر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍?