السؤال الثالث قول بعض الناس أن القول بأن الحديث إذا لم يبلغ الإمام الفلاني…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161121-WA0062.mp3الجواب :
نحن مساكين بالنسبة اليهم ، إن عرفنا ما لم يعرفوا .
ومع هذا هم الجبال ونحن المساكين .
ذلك أن طريقة معرفتهم غير طريقة معرفتنا .
في اوائل منتصف الثمانين أظن في عام 1984 التقيت مع الشيخ الألباني رحمه الله في مكتبته ، و كنت قد بدأت في قراءة كتبه ( *تخريج السلسلة الصحيحة* ) فرأيته في الصحيحة ينقل عن السيوطي في الجامع الصغير حديث عزاه للإمام أحمد ، و في ذات اليوم الذي كنت اقرأ فيه هذا الكتاب اشتريت ( فهرسة ) لمسند الإمام أحمد على الحروف ، الشيخ رحمه الله يقول : وأخطأ السيوطي فالحديث غير موجود في مسند الإمام أحمد ، ففتحت الفهرس وجدت الحديث وحفظت الصفحة والجزء ، فلما التقيت بالشيخ قلت له شيخنا : الحديث في الصحيحة برقم كذا أنت قلت كذا والحديث في مسند الإمام أحمد صفحة كذا .
طبعا تعالم الصغار .
العلم أول ثلاثة أشبار ، من دخل الشبر الأول منه تكبر، ومن دخل الشبر الثاني منه تواضع ، ومن دخل الشبر الثالث منه علم أنه لا يعلم شيئا .
فأنا في أول زهوي وبهوي وصغير في السن .
فالشيخ رحمه الله قال لي :
انتظر ، أمسك بكتاب *السلسلة الصحيحة* ونظر فقال اي جزء وأي صفحة فقلت : جزء كذا وصفحة كذا ، فأخذ المسند ونظر فوجد الحديث .
أنا والله ما فحصت الحديث ، لكن حفظت من الفهرس .
فوقف فقال : كيف عرفت أنه في المسند ؟
فقلت طبع كتاب كذا .
قال : أما أنا فاذا أردت أن أبحث عن حديث في مسند الإمام أحمد كنت اقرأ مسند ابي هريرة بتمامه وكماله ، يعني يقرأ مجلدين المجلد فيهما ضخم وسميك جدا والخط صغير جدا .
كنت اقرأ المجلدين حتى اقف على الحديث .
نحن الآن إذا أردنا أن نستدرك على علمائنا الكبار مع استدراكنا هم كبار ونحن صغار .
ونقول كما قال ابو عمرو بن العلاء : *ما نحن مع من مضى إلا مثل بقل مع نخال طوال* .
هذا حالنا مع من مضى من علمائنا رحمهم الله تعالى .
فلا يمنع كم ترك الأول للآخر .
والإمام الشافعي في كتابه ( جماع العلم ) قرر شيئا عجيبا سبق فيه زمانه وزماننا :
قرر انه يستحيل أن يحيط رجل بجميع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الصحابة سمعوا من النبي و تفرقوا في البلاد ، كل ذهب الى بلد فافترق العلم بافتراقهم ، فرووا ، فبلغت الاحاديث اناسا دون بعض.
فالقول أن الإمام الفلاني لم يبلغه الحديث ليس تنقصا له إنما هو بحث عن عذر له في تركه لقول النبي صلى الله عليه وسلم .
إنما هو بحث عن عذر له.
لماذا ؟
قال شيخ الاسلام في كتاب ( رفع الملام ) : إذا رأيت إماما ترك حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم فقل هذا الإمام معذور بتركه لهذا الحديث ، وأنا معذور بتركي لقول هذا الإمام .
هذا من الأدب، وهذا من البحث عن العذر ، والله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
18 صفر 1438 هجري
2016 – 11 – 18 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?