http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170119-WA0071.mp3الجواب : أولاً أنت في الثلاثينيات فاحمد الله أن الله عرفك الطريق ، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث على رأس الأربعين وأنت في الثلاثينيات فاحمد الله على هذه النعمة العظيمة ولا داعي لأن تيأس .
العبرة أن تموت وأنت على الطريق .
الإمام أحمد ،لما جمع المأمون العلماء وكان من بينهم الإمام أحمد في دهليز وكان يعرضهم على النطع أي على السيف لقتل من يقول منهم أن القرآن غير مخلوق ، فلما جمعهم نظر أحمد فوجد أبا يوسف يعقوب أبو ابراهيم القاضي وهو أرجى أهل الرأي في الحديث وأكثرهم معرفة بالأثر ،والإمام أحمد صاحب أثر فذهب إليه الإمام أحمد وقال يا أبا يوسف هات ما عندك من أخبار في المسح على الخفين فقال أبو يوسف للإمام أحمد نحن في ماذا وأنت في ماذا ؟
ننتظر الموت وانت تقول اعطني .
قال أريد هذا لهذا ، أريد أن ألقى الله وأنا طالب علم .
فاحمد الله وأسأل الله أن يحيينا طلبة علم وأن يميتنا طلبة علم .
الذي ينظر في السير وغيره كترجمة أبي يوسف عندما مرض في بيته وكانت كتبه تحت سريره فقال لبعض عُوَّاده من طلبته كان يشير إلى تحت السرير
فكان يخرج شيئا من الكتب ويقرؤه عليه ، قال : فأخرج كتابا فقرأه ،فيقول فما وصلت باب البيت عندما انصرفت إلا وسمعت صراخ النساء عليه .
أبو يوسف ما نسي هذه الحادثة تذكرها حتى أنه لقي الله وهو طالب علم.
الذي يقرأ ترجمة القاضي عياض ،
فالقاضي عياض طلب العلم بعد الأربعين يا ابن الثلاثين كبار علماء الأمة طلبوا العلم بعد الأربعين ذكرنا في هذا الدرس مرات وكرات في رواية صالح ابن كيسان عن الزهري وقلنا أكثر من مرة أن صالح ابن كيسان شيخ الإمام الزهري في الكتاتيب علمه الزهري الكتاتيب فطلب العلم بعد السبعين فأصبح يروي عن تلميذه الذي علمه في الكتاتيب وهو الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمه الله .
فلماذا اليأس ؟
لماذا الانقطاع هذا فيك ؟
لا اريد ان اقول فيك علالة ، أو بقية قوة ،بل فيك كل القوة يا ابن الثلاثين فاحمد الله تعالى ،احمد الله تعالى والإنسان يحتاج إلى بيئة علمية وتوفيق من الله.
أنا حقيقة أخوف نفسي وإخواني لما لا قدر الله أتخيل أني أنقطع عن الطلب وأسأل عز وجل أن أثبت عليه حتى ألقاه ، أسأل الله أن يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما علمنا رحمة بأهالينا ومن يذود بنا من إخواننا وجيراننا وأقاربنا وأن يكون رحمة للعباد وللبلاد .
اتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) أقول هذا حديث مرعب في فحواه ومعناه ، لفظه ومنطوقه سهل من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
، وأما فحواه ومعناه أن المعرض عن العلم وإن اجتمعت له اسباب القوة والسلطان والهيلمان وهو ليس مقبلا على العلم فالله لم يرد به خيراً .
هذا مفهوم الحديث .
للحديث منطوق ومفهوم .
ما هو مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ؟
أن المعرض عن العلم الله لا يريد به خيرا .
فهذه الأعطيات كالألعاب التي تضعها بين يدي ولدك ملاهاة لا وزن لها ، ما ترونه من أعطيات تعطى للأغنياء ولغيرهم هذه كالألعاب التي تضعها بين يدي ولدك .
الإنسان الله يرفعه ويكرمه بالعلم .
فكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول :
من أراد خير الدنيا فعليه بالعلم .
ومن أراد خير الآخرة فعليه بالعلم ومن أراد خير الدنيا وخير الآخرة فعليه بالعلم .
فالعلم خير .
قيل لبعض السلف لو لم يبقَ من عمرك إلا ساعات ما كنت صانعا فيها؟
لو قيل لك بقي ساعات ما كنت صانعا فيها؟
قال : أجلس أعلم الناس.
ما قال أسجد .
ما قال أصلي .
قال أجلس أعلم الناس .
لأن تعليمك للناس خير باقٍ إلى يوم الساعة .
تَعلم تُعلم والذي يَتعلم يُعلم وكله في صحيفة المعلم الأول .
ولذا نحن جميعاً في صحيفة رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي صحيفة أصحابه وفي صحيفة من نقل العلم لنا سواء بالرواية أو بالتصنيف والتدوين .
وكلنا الآن في صحيفة الإمام النووي رحم الله وحشرنا الله وإياكم معه في جنات النعيم .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم .
14 ربيع الأخر 1438 هجري .
12 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍