السؤال الثاني أخ يسأل يقول شيخنا الفاضل نحتاج في دروسنا إلى مراجع في موضوعات التزكية…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171217-WA0050.mp3الجواب: أولاً قمة التزكية وأفضلها وأثمرها وأمرؤها وأبرؤها وأبركها كلام الله عز وجل، وفي النفس حاجة لكلام الله وتدبُّرِه كحاجته للطعام والشراب والهواء، والفرق بين كلام الله وكلامنا كالفرق بين ذوات الله وذواتنا، ولكن القلوب فيها كدر، وعليها ران، والتوجه إلى اليوم الآخِر ضعيف عند بعض الناس، والمعاصي تحول دون التمتُّع والتنعم بكلام الله عز وجل، وأكثر الناس هناءة في تلاوة القرآن أعلمهم باللغة والبيان.
الكفار لَمَّا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكة يقرأ القرآن كان يأخذهم ، فكانوا يجتمعون عنده رغماً عنهم، ولمَّا قرأ النبيّ -والقصة في الصحيحين- سورة النجم، وآخِرها سجدة، فسجدَ وسجدَ الكفار معه، خضوعاً لبيان القرآن، وكانوا يتعاهدون فيما بينهم أن لا يرجعوا لاستماع القرآن، ولا يستطيعون، كانوا يرجعون، القرآن عجيب.
ولذا الناس إذا ما كان لها النصيب الشرعي والمقدار المطلوب من القرآن؛ سيبقى هذا السؤال يُسأل، وهو: نحتاج كتاب في التزكية.
لا يوجد كتاب أحسن من كتاب الله عز وجل في التزكية، هنالك عبارات السلف كذلك، تُوسِّع فهمك للمراد من كتاب الله عز وجل.
وكذلك أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ، لا أظن أن هنالك درجة في العلم أعلى من درجة أن تبقى يقظاً وتربط الحديث بالآية.
الإمام الشاطبي يقول في “الموافقات” : ( العالِم الراسخ إن سُئِل؛ انطلق من القرآن).
وهنالك صلة خفية بين الأحاديث النبوية والقرآن الكريم.
هذا شعار المسلم، هذا شعار طالب العلم، فهو يعيش في نعيم، ويعيش ونفسه مزكّاة ببركة الكتاب والسنة.
بعد ذلك توضيحات وكشوفات عن بعض الأشياء التي تخص القلب، تخص النفس، وتخص التزكية.
طالب علم الحديث لا يستغني في أسانيده عن الكتب المطوَّلة (كالزهد لـأحمد) ، ( والزهد لـهناد ابن السري)، ( والزهد لـوكيع بن جراح) وهؤلاء أئمة كبار.
وكيع شيخ الشافعي.
هناد شيخ الترمذي.
هؤلاء الأئمة الكبار يسندون ويذكرون كلمات مباركات للسلف الصالح من الصحابة والتابعين ومَنْ دونهم، وكلماتهم مهمة.
ثم طالب علم التزكية لابد أن ينظر في الأئمة الذين في كلامهم نُور.
الدنيا اليوم قائمة قاعدة على شيخ الإسلام ابن تيمية، وسِر قبول الناس لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية النُّور الذي على كلامه، كلام ابن تيمية عليه نور، لا يستطيع أحد أن يُصادِرَه، لأنه
-والله حسيبه – مُخلِص، والمخلِص يبقى كلامه قائماً، والله الذي يحميه.
كان الناس قبل ، او مئتي سنة، بعض الأمراء كان يشتري كتب ابن تيمية وابن القيم ويُحَرِّقُها.
اليوم طالب العلم إذا وجد مخطوطاً جديداً لم يُنشَر لابن تيمية كأنّه دخل الجنة.
وحرص الناس على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية من أبدع ما يكون.
ألوف الرسائل العلمية المنهجية لطلاب الماجستير بجميع لغات العالَم؛ كَتَبَت عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – ، وتستغرب تسمع بعض المحاضرات من بروفيسور في الفلسفة، بروفيسور في الاقتصاد، بروفيسور في الإدارة، بروفيسور في السياسة، واسمٌ رَنَّان في العالَم يُحاضِر في بعض الجامعات العريقة الأوروبية، يقول: لَم يوجد مثل ابن تيمية، ونحنُ -نسأل الله العافية- يعني شي من أعجب ما يُمكِن.
الشاهد: من أراد أن يقرأ في التزكية؛ فكلام شيخ الإسلام عليه نُور، وكلام أئمة كثر عليها نور، كلام ابن القيم عليه نور، ولا أدري لماذا مُحبِّي ابن القيم، ما واحد يجمع كل كلامه من كل الأبواب في التزكية، يجمع كلامه في كتبه كلها.
كتاب ابن القيم في المدارج ليس من إنشائه، هو من شرحه، هو شرح كتاب “الهروي” ( منازل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين )، فـألّف(مدارج السالكين) شرح لـ (منازل السائرين).
ابن القيم كتابه ( الفوائد ) من المهمّات.
( إحياء علوم الدين ) مهم، شابهُ بعض الأشياء؟
الجواب: نعم، ولذا تتابَع العلماء على تنقيته.
( ومنهاج القاصدين ) اختصار ( إحياء علوم الدين ) لابن الجوزي.
( المنهاج ) فيه طول وشابه شيء، فجاء الإمام ابن قدامة المقدسي صاحب كتاب ( المُغنِي ) فأَلَّفَ كتابه ( مختصر منهاج القاصدين )، كتاب (مختصر منهاج القاصدين) من الكتب البديعة، والتي أنصح بها في موضوع التزكية، يعني أصبح ( مختصر منهاج القاصدين )؛ عبارة عن مختصَر لـِمُختصَر الإحياء، وكلُّهم أئمة، رحمهم الله تعالى.
لكن سيبقى مهما قرأتَ للبشر نفسك فيها حاجة، وقلبك فيه مساحة، لا يملؤه إلا أن تقرأ القرآن وتتدبر القرآن الكريم.
لذا من بقي في العلم، ويبقى طالباً لِلعلم -ومهما كان حالُه- ؛ فإنَّ مآلَه إلى خير، وقد قالوا:
“مَن ثَبَتَ نَبَت.”
وكم مِن عالِمٍ كبير مِن علماء السلف، قالوا: “طلَبنا العلم لغير الله؛ فأبى الله إلا أن يكون له”.
الطالب في البدايات تكون عنده أرعونات ، تكون عنده حظوظ نفس، ويكون عنده قد اختلطت الدنيا بالآخرة، إن ثبت وبقي مع النصوص الشرعية؛ فإن الله -جل في علاه- ببركة ثباته يُحسِّن نِيَّتَه، “طلَبنا العلم لغير الله؛ فأبى الله إلا أن يكون له”.
والله تعالى اعلم .
⏮ مجلس فتاوى الجمعة
27 ربيع الثاني 1439هـجري.
2017 – 12 – 15 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى :
⏮ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⏮ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor