http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160821-WA0035.mp3الجواب : الإمام الذَّهبي له رسالة مطبوعة جميلة سماها *جزء حق الجار * فيها تقريرات مختصرة لكنها والله تسوى وزنها ذهباً طبعت مرتين أو ثلاثة ومما ذكر فيها،
قال :فإذا كان المسلم جاره نصراني فعليه أن يُعامله بالشَّرع، وأن يزن أقواله وأفعاله وخلجات قلبه بميزان الشَّرع وإلا فعلى نفسها تجني براقش انتهى كلامه .
فأنت في معاملتك مع النصراني كلما انبسطت وتوسَّعت معه في المعاملة عظُم حق الله عليك فيما يخَصُّه ، يعني إذا انبسطت معه وأكلت معه فهذا أمر ليس بممنوع ، الممنوع أن يكون لك شهوة وأن يكون لك مطْمَع دِنيَّوي ، وأن تدخل محبتُه إلى قلبك بغفلة وأن تُصبح تحب الباطل .
أمَّا إذا وجدت فيه أخلاق حسنة طيَّبة ولا سيما إن وجدته ( حَيِيَّاً ) فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول الحياء لا يأتي إلا بخير ، وهذه في الحقيقة سر لتجار الآخرة ، إذا وجدت رجلاً شاردا عن الله سواءً كان مسلما أم غير مسلم وكان فيه حياء فالنبي صلى الله عليه وسلم يُرشدك يا أيها التاجر أنَّ هذا فيه خير ، إن ذكرته فلا بد أن تأتي الصفقة بثمرتها، فالإنسان الحيِّي الآن كنز يعني إن اكتشف فينبغي للذي يطمع بالأجور عند الله يوم الآخر أن يسبق اليه وأن يأخذ أجره ، ويوجد حياء في بعض النَّصارى موجود هذا ولله الحمد والمنَّة ، في إحدى المرات دَرَّسْتُ في مأدبا وأحد الإخوة استأذن أن يرجع معنا فخرج معنى في السَّيارة فالأخ الذي قد أضافنا في المحاضرة في مأدبا قال لي هذا نصارني فأسلم ، قلت له جزاك الله خيرا ، فحادثته فقال لي ولله الحمد والمِنَّة بيتي كُلُّهم مسلمين زوْجتي وأولادي وبناتي ، وإخواني وأخواتي إن شاء الله قريبين وأنا اطمع باسلامهم، النَّصارى الذين عاشوا بيننا ينبغي أن نُحسن إليهم ، جاءوني بعض الإخوة بشاب توجيهي نصراني بمنطقة خريبة السوق اسمه أسامة نصراني ، فأقول له يا أسامة : هل محمد نبي ؟
قال: طبعاً أنا حضرت كُل دروس الدِّين التربية الإسلامية في المدارس وحضرتها من صغري وأنا عايش بين المسلمين .
قلت : وعيسى عليه السلام هل هو ابن الله ؟
قال: نعم .
قلت :كيف ابن الله؟
قال :يعني له شأن عند الله كما للولد له شأن عند ابيه.
قلت : يعني ليس هو ابن الله أي جزء منه بصفاته .
قال: لا، يعني له منزلة عند الله قلت: نحن نقول له منزلة عند الله .
بس كلمة ابن خطأ ،فصارت كلمة ابن عنده هو خطأ وليست كفر بهذا التصور، فلا نحكم على الألفاظ بل نحكم على حقائق الأشياء، فالإنجيل مُزيَّف والقرآن كلام الله تعالى والإنجيل مُحرف قلت يا اسامة مسلم فأنت تنكرأن يكون عيسى ابن الله وتُنكر أن يكون الإنجيل كلام الله وتُقر وتعترف أنه قد أصابه التحريف والتَّغيُّر ومحمد رسول والقرآن كلام الله فأنت مسلم.
لذا النصارى إذا طمعنا فيهم واحسنَّا إليهم هذا فيه أجر وفيه خيْر وأمَّا أن نُداهنهم لدنياهم ولمسائل دُنيَوية فهذا لا يُشرع ، فالنَّصارى ليسوا سواء، وكوْنه (أي زميله النصراني في العمل ) يُقِرُ بحقٍ عندنا بأعظم الأيام ، فهذه الأيام *”وتلك الأيام نُداولها بيْن الناس”
الأيام ليست لنا الأيام لربنا تبارك وتعالى ، “ربك يحكم ما يشاء ويختار” ، الله الذي اختار هذه الأيام ، فهو بارك لك في عيدك فهو بارك حقاً ، ليس له مِنَّة عليك ، هو أصاب حقاً في المباركة فيُشكر عليه ، أمَّا إذا بارك لي وأصاب حقاً عندي في المباركة فلا يُشرع أن أُبارك له في عيده ، فعيدهُ باطلاً ، عيسى عليه السلام يقيناً ما وُجدَ في الشَّهر الثاني عشر ، *الله يقول لمريم وهزي اليك بجذع النخله تساقط عليك رطبا جنيا* استحالة أن يكون في شَهر واحد يُوجد رُطَب ، يوجد رُطَب بشهر واحد؟! لا يوجد رُطَب بشهر واحد هذا كذب هُم في الموْسوعات العالمية ، الموْسُعة البريطانية والموسوعة الإنجليزية والموسوعات العالمية واقتَنيْتُ غير كتاب في إثبات أنَّ هذا الوقت الذي يقولون فيه عيد النصارى وعيد رأس السَّنه كَذِبٌ وزُورٌ علي النَّصرانية ، حتى هُم اعلامهم يقولوا هذا كذب وزُور ، فهو أصاب حق في يوْم عظمه الله فليس له عليك مِنَّة فهو قال صواباً بارك شيء باركه الله ، عظَّم شيئاً عظمهُ الله ، ليس له عليك مِنَّة، فعندما يأتي الباطل الذي عنده فأنت تُبارك له بالباطل، فهو ليس له مِنَّة عليك ، فتثول له أنتَ ليس لك عليَّ مِنَّة أن تقول لي والله مُبارك عيدك ، الله الذي بارك عيدنا فأنت أصبتَ الحق ، ولم تُصِب باطلاً ، كُن واضحاً ، مسائل الحق والباطل لا تقبل مجاملة ، العلم لا يقبل المجاملة ، فلا أمير في العلم إلا العلم ، الحقائق تُقرر بدلائلُها وببيِّناتها لا بأصحابها ، فهو ليس له مِنَّة عليك بأن بارك لك في يوْم عيدك كي تُبارك له أنت في يوم عيده ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعه
9ذو القعده 1437هجري
12/8/2016 افرنجي