السؤال الثاني يرجى توضيح معنى الطمانينة في الصلاة وما حكمها


الجواب :
الطمأنينة قسمان:
طمأنينة قلب .
وطمأنينة جوارح .
ولما رأى سعيد بن المسيب رحمه الله ويرفع هذا للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح، رجلا يتحرك في الصلاة فقال :
لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.
بينهما صلة، حكم الخشوع في الصلاة يعني يحتاج الى مجاهدة والله جل في علاه توعد من كان ساهيا عن وقت الصلاة، قال:” ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”.
ولله الحمد والمنة لم يقل في
وانما قال عن صلاتهم ساهون عن الاوقات ،ولذا الخشوع في الصلاة هبة من الله يرزقها من يحب ،وأما الطمانينة التي هي الاعتدال في الاركان التي اوجبها جماهير اهل العلم الا الحنفية، فالحنفية عندهم من الواجبات فمن صلى صلاة بغير طمأنينة صحت صلاته وأثم، والحافظ ابن حجر في الفتح لما ناقشهم قال :وعجبي من اناس يصلون صلاة يأثمون فيها على مذهبهم ليبينوا صحة مذهبهم، ويعتمدون على قول النبي صلى الله عليه وسلم لذاك الرجل “صلّ “وقد رأى صلاته دون طمأنينة والعبث في الصلاة أمر ممنوع لكن الصواب هو الاحاديث الشهيرة، حديث المسيء صلاته وغيره يوجب الطمأنينة في الاركان، والطمأنينة الشرع لم يحد لها حدا ولم يعلقها بمرة ،وكل من لم يعلق بمرة من المعدوم للموجود يتحقق بالمرة الواحدة لزوما، لان الشيئ المعدوم حتى يكون موجودا فلا بد أن يفعل ولو لمرة واحدة ،وحدُّها ان يرجع كل عظم وكل عضو الى حاله وان يأتي بالذكر المطلوب فيه، فالقيام يحتاج الى قراءة الفاتحة” لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب “كما ثبت في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه وفي زيادة عند مسلم قال” لا صلاة لمن لم يقرا بأم الكتاب” قال وغيرها، لكن هذه الزيادة لم تثبت.
الفاتحة الطمانينة بقراءتها على وفق المعروف بالاحكام عند اصحاب التلاوة والتجويد ان تعطي كل حرف حقه ثم ان تركع ثم ان تقوم من الركوع ثم ان تعتدل ثم ان تسجد ثم ان تجلس في التشهد الثاني والاخير على وجه يرجع كل عظم الى مكانه ،واما من يصلي وهو راكع وهو يهتز في ركوعه ولم يثبت صلبه ولم يعد كل عضو الى مكانه، فهذا صلاته باطلة وهذا لم يحقق الطمانينة ،بعض الناس تنظر اليه وهو راكع يتحرك وهو راكع يتحرك.
فالواجب ان تركع وان يعود كل عضو الى مكانه ثم تقوم تعتدل ويعود كل عضو الى مكانه ثم تسجد وهكذا.
والناس في هدا الباب يعني طرفان ووسط، فمنهم من يسابق الامام مسابقة شديدة ويحرم شرعا ان تساوي الإمام او ان تسابقه ،والاصل ان لا تسبقه ولا تتأخر عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال “اذا ركع فاركعوا واذا سجد فاسجدوا” وهذا كما قال الخطابي في المعالم والسنن: كقول العرب اذا ارتحل الامير فارتحلوا، فالمأمور لا يساوي الامير ولا يدانيه ولا يسبقه ولا يتاخر عنه.
الطرف الاخر طرف يغلو وطرف يفارق الامام ويكون قد اتى بالحد الواجب من الطمانينة الا انه يفارق الامام ولا يتابعه وهذا أمر ممنوع أيضا .
والله تعالى اعلم
⬅ يوم علمي بعنوان مهمات ورثة الأنبياء تنظيم جمعية مركز الإمام الألباني.
? السبت 26 رجب 1438 هجري
2016 – 3 – 25 إفرنجي