السؤال الثلاثون هل أفضلية الصحابة على غيرهم بالجملة أم أن كل فرد منهم…

الجواب : حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “خير الناس قرني..” فخير القرون؛ هل يوجد في قرن الصّحابة منافقون وكفّار؟!..نعم.. فالعبرة بخيرِ القرون ،ثمّ العبرة بالفضل الّذي وردَ على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمّا بالوصف ، وإمّا بتعيينِ الشّخص..
لكن النّبي صلى الله عليه وسلم فرّق بين صغار الصّحابة وكبارهم؛ فلمّا سمع مشاتمةً بينهم ، والحديث عن أبي هريرة في الصّحيحين أو عن أبي سعيد قال : “دعوا لي أصحابي..”
قال صلى الله عليه وسلم : ” لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِه لَوْ أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ..”.
اْلمُخاطب صحابي!..
يقول له:” لا تسبُّوا أصحابي..”
يخاطب صغارِ الصّحابة ، ويذكر فضل كبار الصحابة ، فكلُّ الصّحابة لهم فضل ، وكلُّ الصّحابة لهم منزلة ، ويحرمُ أن نشتمَ أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.. من شتم رجلًا لأنّه صحابيّ فقد كفر..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“من سب أصحابي فعليه لعنةُ الله والملائكة والناسِ أجمعين”
فكلُّ الصّحابة لهم فضل ولهم أجر..
لكنَّ الصّحابة ليس أجرُهم سواء..
وليس فضلُهم سواء..
ولا يُمكن لمن بعدَهم أنْ يبلُغهم..
ولذَا لمّا سُئل سفيان عن المفاضلة بين عمر بن عبد العزيز وعن معاوية فقال:
“إن الغُبار الّذي في أنف دابّة معاوية خيرٌ من كثيرٍ من أمثال عمر بن عبد العزيز!..” فالصّحابة لهم فضل لمشاهدتهم للنّبي صلى الله عليه وسلم؛ فمشاهدة النّبي هذه لها أسرار لا يعلمُ بها إلاّ الله..
حتّى لو وقعتْ المشاهدة من غير إدراك.. لذا الذّهبي لمّا ذكر الصّغار -وأوّل من فصلهم الإمام مسلم في كتابه [الطبقات]- ذكر صنف رأى النّبي صلّى الله عليه وسلم وهو صغير ، لذا ابن حجر في [الإصابة] يقول:
“من طرق معرفة الصحابة؛ أنه قد جرت عادةُ الأصحاب إذا ولدَ لهم مولود أنْ يأخذه ويُريه النّبي صلى الله عليه وسلم..
يطمع من النّبي صلى الله عليه وسلم أن يحنّكه.. يطمع من النبيّ أن يدعُوا له..”
قال: “هذه من طرق معرفة الصحابة..” فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدركه قال الإمام الذهبي : هذا من حيث الرّواية تابعيّ!
يعني: واحد مات النّبي صلى الله عليه وسلم و له من العمر سنتين ثلاث سنوات ما عنده إدراك ، ما عنده سماع..
كيف نعامله هذا؟!..
الذهبي يقول:
“هو صحابي من حيث الرؤية وهو تابعي من حيث الرواية..”
من حيث الرواية : تابعي ومن حيث الرؤية صحابي ، العلماء كالحافظ السخاوي
في كتابه [الأجوبة المرضية]، يذكر:
إذا انكشف النبيّ في قبرهِ ، فرآه رجل فهل يلحق بالصحابة؟..
لا إله إلا الله!!..هل يلحق بالصّحابة؟!.. حتّى إنّ بعضهم ألحقَ بالصّحابة من رأى النّبيّ في المنام!!..
وكلا الأمرين الأخيرين توسعٌ مذمومٌ وليس بصحيح ، والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان