الجواب :
ورد في هذا الباب حديثان ، ويظن للوهلة الأولى أن الحديثين متعارضان .
فقدَ النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح امرأة سوداء كانت تقمّ في المسجد فقالوا يارسول الله إنها ماتت ودفناها ليلا وما أحببنا أن نخبرك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها بعد دفنها .
وهنالك حديث عن أبي هريرة في الطبراني الأوسط « نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى على الميت بين القبور » .
فيظهر من الحديثين تعارض ، والصواب أن من لم يدرك الصلاة على الميت وأدركه قبل قبره ودفنه لا يشرع له أن يصلي على الميت بين القبور .
أنا أدركت مثل هذه الصورة فأحد إخواننا توفى الله ابنته ، وجاء من المطار وكان في سفر وما رأى ابنته إلا قبل أن تقبر بعد أن صُلي عليها وجيء بها فأراد أن يصلي عليها قبل الدفن فقلت له لا لا تصلي عليها الآن صلّ عليها بعد أن نقبرها .
فنهى النبي عليه السلام عن الصلاة على الميت بين القبور المراد بها قبل الدفن ، بهذا تتفق الأحاديث ، فمن لم يقصر في الصلاة على الميت -لا يجوز للإنسان أن لايشهد حق المسلم على المسلم أن يشهد جنازته- ،لكن إنسان ما علم أو إنسان ما قدر أو إنسان ألم به ظرف منعه وكان فوق قدرته وكان الميت لم يرم .
ماذا يعني لم يرم ؟
يعني ما تحلل ، ووقع عند الفقهاء -فيمن ينظر بكتب الفقهاء يجد -سنوات متعددة للانسان فهناك خمس سنوات يجد كلمات متعددة والراجح أن الأمر يختلف بإختلاف المناخ ، فكلما كان في بلاد حارة كل ما أرم الإنسان أبكر فإذا الإنسان ما أرم وماتحلل و الإنسان ما قصر ، والفقهاء يستثنون النبي صلى الله عليه وسلم فيمنعون الصلاة عليه بعد دفنه .
فمن كان هذا حاله فيجوز أن يصلي على الميت بعد دفنه والنبي صلى الله عليه وسلم صلى معه بعض من لم يصلي على الميتة يعني يجوز اداء الصلاة فرادى ويجوز اداء الصلاة جماعة لا حرج في هذا ولا في هذا
مات الخميس ليس أمس إنما الذي قبله بعض إخواننا من أهل الحديث الأساتذة كان يدرس علم الحديث في جامعة أم القرى من أفاضل إخواننا (( الدكتور منصور الشرايري )) رحمه الله تعالى ، وكنت في العمرة الأخيرة قبل نحو شهر أو قليل رأيته واجتمعت وإياه مع سائر إخواننا الفضلاء في مكة وأحسبه والله حسيبه على خير ، فذهبت أنا وأخي أبو أحمد للصلاة عليه فهناك تحويلات كثيرة في الطريق إلى إربد فما أدركنا الصلاة عليه ووصلنا وقد دفن يعني فرغوا من الدفن فصلينا عليه على القبر .
فجاء السؤال الآن هل هذه الصلاة مشروعة أم ممنوعة ؟
الجواب : مشروعة ، لا حرج فيه، فماقصرنا في الصلاة عليه في إدراك الصلاة عليه وكنا خرجنا مبكرين للصلاة عليه لكن ما قدر الله أن ندرك وهو لم يرم في القبر وكانت الفاجعة أنه مات في حادثة هو و زوجته وولداه ونجى الله ولدين له فأسأل الله عز وجل أن يحفظهما وأن ينشئهما نشأة حسنة إن شاء الله تعالى فهذا الحكم الصلاة على القبر بعد دفن الميت والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6 جمادى الأولى1438 هجري .
2017 – 2 – 3 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍