http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/WhatsApp-Audio-2016-12-19-at-10.22.13-AM.mp3الجواب : أولاً إذا هجم على الإنسان شيء من غير إرادته فدرأه ودفعه بأن تعوذ بالله تعالى ولجأ إلى حمى الله وقواه فتخلص منه فليحمد الله ،
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى يأتي الشيطان لأحدكم فيقول له :
من خلق هذا فيقول الله فيقول من خلق هذا فيقول الله فيقول الشيطان من خلق الله ، فيقول النبيﷺ من وجد ذلك فليتعوذ وليقرأ سورة الاخلاص .
وثبت في صحيح مسلم في كتاب الإيمان في أول الصحيح أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا :
يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه شيئاً يتعاظم منه ، يعني يتعاظم أن يخبرك به ، وفي رواية إن أحدنا يجد في نفسه شيئاً لأن يكون حُمَمتًا أحب إليه مما يجد ، يعني يُحرق ويفحم ويصبح حممة أحب إليه من الذي يجده ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اوجدتم ذلك حقا ً؟
قالوا : بلى
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ذلكم صريح الإيمان.
أن تجد أثر الوسوسة على قلبك
معناها أن قلبك الأصل فيه أنه متحرر من الوسوسة فظهرت .
أما القلب الفاسد المليء بالشبهات فهذا تأتيه الوساوس وهو لا يشعر بها.
من الذي يشعر بالوسوسة؟
القلب الصافي .
لذا قالوا كلمة جميلة :
( اللص لا يطمع إلا بالبيت النفيس ) .
اللص لا يطمع بالبيت الخرب اللص
هذا قلب نفيس فطمع فيه الشيطان فوجود هذه الوساوس الإنسان يدرأها بأن يستعيذ بالله جل في علاه ولا يلتفت اليها ولا تستقر في قلبه ولا في عقله فتصبح شبهة فالشبهة تعالج بالعلم .
أما الوسوسة تعالج بأن تفزع إلى الله وأن تستعيذ به وأن تلوذ بقواه وحماه من شر هذا الشيطان .
لذا النبيﷺ قال : ذلكم صريح الإيمان .
في فرق بيننا وبين المشركين، أنه نحن نطوف في هذا البيت؛لأن الله الذي عظمه،وهو الذي أمرنا بهذا،ولا نعبده لذاته .
فنحن في الحج نقبل الحجر ونقول كما قال عمر والله إني لأعلم إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك .
فهذه علامة اتباع .
الناظر في مناسك الحج من أولها إلى آخرها يجد أن الحج قائم على توحيد واتباع.
ولذا نحن في الحج نقبل حجراً وفي الحج نرمي حجراً ، حجر نرميه وحجر نقبله .
ما الفرق بين الرمي والتقبيل؟
أننا متبعون .
متبعون في الرمي ومتبعون في التقبيل .
فنحن نحب ما أحب الله وما شرع الله لنبيه ﷺ .
حتى الحيوانات ( الوزغ ) تعرفون الوزغ ؟
نعم نعرفه : ( أبو بريص ) .
كان عند عائشة كما في مسلم حربة للوزغ وضعتها لتقتل الوزغ .
و النبيﷺ يقول : من قتل وزغا في أول ضربة كتب له مئة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك .
و النبيﷺ يقول عن الوزغ : كان ينفخ على نار إبراهيم .
ما كان يحب الوزغ أن تُطفأ نار إبراهيم .
فحتى الحيوان الذي يحب الأنبياء نحبه ، والذي يبغض الأنبياء نقتله ، ونقتله احتسابا ولنا فيه أجر .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بقتل الوزغ رسخ هذا المعنى ، حتى الحيوان نحب ونبغض فيه على وفق النصوص الشرعية ، فالوزغ نقتله ممتثلين لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
17 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 16 إفرنجي